صبري عرفة
الرعيل الأول للإخوان المسلمين
الاستاذ: صبري عرفة الكومي
من الرعيل الأول للإخوان المسلمين ، يمتاز بالشجاعة والدقة والهدوء والصمت والصرامة ، ولعل الصفة الأخيرة اكتسبها من عمله كضابط احتياط بالجيش ، هذا طبعًا إلي جانب خلقه الإسلامي ... وهو العضو السابق بمكتب الإرشاد والأمين السابق للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين وقائد تنظيم 65 لفترة قبيل تولى سيد قطب زمامه .
حكم عليه بالإعدام شنقاً هو وستة آخرين من بينهم سيد قطب في قضية إحياء تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965 ثم خفف عنه الحكم إلي المؤبد ..واستمر في صفوف الحركة يعمل لنصرة دينه حتى وقت كتابة هذه السطور ..
نبذة تعريفية
ولد الأستاذ الفاضل صبري عرفة الكومي عام 1930م بمركز أجا في محافظة الدقهلية ، وظل مقيما بها إلى أن انتقل وعائلته في عام 1938م إلى المنصورة ، وفيها التحق بالمدرسة الإبتدائية ، ثم الثانوية ، وبعد نجاحه وحصوله على التوجيهية حاول الالتحاق بكلية الزراعة في جامعة فؤاد الأول لكن مساعيه لم تكلل بالنجاح ، ليوفق بعد ذلك بفضل الله في الالتحاق بها في شبين الكوم .
وبعد حصوله على بكالوريوس الزراعة عام 1952م ، التحق بالمعهد العالي للمعلمين لمدة عام كامل ، ثم عين مدرسا بمدارس الغردقة وظل بها مدة سنتين لينتقل بعدها إلى أسيوط معلما في إحدى مدارسها .
وفي عام 1956م تم استدعاؤه كضابط احتياط في الجيش لدخول حرب 56 ، وبعد الحرب تم إنهاء خدمة الاحتياط ليعود مجددا للعمل في سلك التربية والتعليم حيث عين مدرسا للكيمياء والأحياء بإحدى المدارس الثانوية في المنصورة بالدقهلية، كما أعير للعمل مدرسا في المملكة العربية السعودية عام 1960م لمدة ثلاث سنوات .
طريق النور مع الإخوان
نشأ الأستاذ الفاضل صبري الكومي نشأة ريفية تميل إلى التدين ،وقد ساعده هذا الأمر على أن يرفض الانتماء إلى كثير من الأحزاب ذات التيارات الفكرية المخالفة للفطرة السليمة والتي كان أصحابها دائما ما يدعونه إليها بكل الوسائل و السبل .
و ظل دائما يبحث عن الطريق الصحيح الذي يسير فيه ليصل في منتهاه إلى الهداية و النور ، حتى كانت البداية حين التحق بكلية الزراعة بشبين الكوم والتي كان طلابها ذكورا فقط ولا وجود للإناث فيها وفي عامه الأول لفت نظره مجموعة من الطلاب أصحاب سمت إسلامي واضح ، يساعدون كل من يحتاج المساعدة خاصة الطلبة الجدد.
وبعضهم ذهب للجهاد في فلسطين ثم عاد ليحدث إخوانه و زملاءه عن هذه القضية الفاصلة في حياة المسلم ، فانشرح صدره لهم وبدأ يلازمهم و يستمع لهم ، و بدأ أيضا بالعمل في النشاط الجامعي مع هؤلاء الشباب الإخوان الأخيار حتى تعرف على أخ زميل اسمه صلاح الشربيني كان أكبر سنا منه وكان من المنصورة أيضا ، وهذا الأخ كان يتميز بحسن الخلق و جميل المعاملة و طيب الكلام فأحبه الأستاذ صبري ولازمه بعض الوقت ، وكان لذلك تأثير محوري فاصل في حياة أستاذنا الفاضل ، حيث قرر ضرورة الانتماء و الانضمام لهذه الجماعة .
غير أن الوقت الذي قرر فيه الانضمام لهذه الجماعة المباركة كان وقت محنة لهم ، فقد صدر حكم المحكمة العسكرية في عام 1950م بإغلاق كل شعب الإخوان ، و اعتقل الكثير جدا من أبناء الجماعة ،ثم كان نبأ استشهاد الإمام حسن البنا ، غير أن كل هذا لم يثنه عن تنفيذ ما كان قد عزم عليه من أمر الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين .
وفي عام 1951-1952م بدأت عودة الشعب ، وبدأ التدريب في معسكرات التدريب الإخواني، فدعي إليها ، وفي ذلك يقول الأستاذ أحمد عبد المجيد:
ومن باب استكمال اللياقة البدنية وتفريغ جزء من طاقات الإخوان ، بدأنا التدريب علي بعض أنواع الرياضة البدنية ، كالمشي وتمرينات السويدي والمصارعة اليابانية ، والقيام بالرحلات ، وكان يشرف علي هذا الجانب الأخ مجدي عبد العزيز وعلي عشماوي .
ووضعنا في الاعتبار عند الحاجة التدريب علي استخدام الأسلحة والتي كان يشرف عليها الأخوان صبري عرفه ومجدي عبد العزيز حيث كانا ضابطين سابقين بالجيش ، وكان يعاونهما علي عشماوي . وفي هذه الفترة تم عمل معسكرين للتدريب والترويج للأخوة علي ساحل جمصة بمحافظة الدقهلية، وآخر بمنطقة نائية في بلطيم بمحافظة كفر الشيخ علي البحر كذلك.
وكانت هذه الترتيبات معينة للذهاب والعودة والإقامة ، واستعمال كلمة سر وأسماء مستعارة ، وغير ذلك من احتياطات الأمن اللازمة .
وكان نظام المعسكر روحيًا من ناحية العبادات بالليل والنهار ، وإلقاء المحاضرات التثقيفية ، والتدريب علي الحراسة مع ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة البدنية ، مثل السويدي والجري والقفز والسباحة والمصارعة اليابانية ، وغيرها .
وكذا التدريب علي الاعتماد علي النفس مثل الغسيل والطبخ وما إلي ذلك .عمل أيضا كمسؤل طلبة في محافظة القاهرة وبدأ في تنظيم اللقاءات ..كما تولى أيضا مسؤولية الطلبة في المنصورة ، وعمل نائبا لمسؤول الدقهلية وقائما بأعماله .
وفي عام 1962م عاد من المملكة العربية السعودية ،ليشارك بعد ذلك في ما يسمى بتنظيم 65 وكان تحت قيادة الأستاذ عبد الفتاح الشريف ، وفي عام 1963م تولى قيادة وسط وشرق الدلتا و عين مسؤولا عن الدقهلية والغربية ودمياط وكان وقتها مدرس كيمياء ثانوي من المنصورة ...
وذلك خلفا للأخ فتحي رفاعي الذي كان قد سافر إلى الجزائر...كما تولى قبيل القبض على التنظيم قيادة مجموعة 65 وهم ( الخمسة الكبار الذين كانوا يمثلون المحافظات حينها وهم عبد الفتاح إسماعيل ، و مجدي عبد العزيز ، و أحمد عبد المجيد ، وصبري الكومي ، و علي عشماوي )
في السجن
ألقي القبض على الأستاذ صبري وسيق مع غيره إلى ساحة التعذيب بالسجن وتربى مع هذا الرعيل في مدرسته ..فكان صاحب نفس تملؤها العزيمة والتصميم و التضحية... وقد كان ثباته وإخوانه في أسرهم نورا وضياءً للأجيال..
حوكم ضمن محاكمة صورية أصدرت عليه الحكم في البداية بالإعدام وكان كعادته صادعا بالحق مزاحما للباطل فقد تعرض أثناء المحاكمة لهجوم قاس وتهكم وسخرية من القاضى "الدجوي" ..وكان يقابل تحديه بتحد أكبر.. ولم يستغرق مناقشته سوى دقائق ولكن القاضى كان خلالها قد أصدر حكمه على الذى تجرأ ورد عليه... فكان الحكم بالإعدام ... ثم عدل فيما بعد للسجن المؤبد.
وشمل هذا الحكم السبعة الذين اعتبروا قادة التنظيم آنذاك إلا أن التعديل إلي المؤبد بعدها كان له و لكل من:
ثم تم نقل ثلاثة منهم إلي السجن الكبير مع باقي الإخوان وانضموا معهم في الطابور وهم صبري عرفة الكومي ، م مجدي عبد العزيز متولي ، أحمد عبد المجيد عبد السميع أما علي عشماوي فقد عزلوه عنهم ..
عاش الأستاذ صبري المحنة مع الإخوان وكان ما تعلمه من جهاد وجلد وصبر في مدارس الإخوان سببا لثباته بفضل الله تعالى ومرت فترة السجن كمنحة تربى فيها تربية عالية وألزم نفسه التقوى وكان من بدايتها صلبا حريصا على عزة المؤمن محبا للشهادة وفي ذلك يذكر علي عشماوي أن حوارا دار بينه وبين أحد الضباط.
فسأله على أى أساس تم تخفيف الحكم ؟
فرد قائلاً: إنه تم بناء على أمرين:
الأول: أنكم صغار السن كانوا أقل من 30 سنة
الثاني: أنها أول مرة يشتركوا فى مثل هذا العمل، وأما الثلاثة الباقون الذين أعدموا فقد اشتركوا مرتين قبل ذلك .
فقال صبرى للضابط حينها بكل شموخ وإباء : أنا سنى أكثر من 30 عاما.. ليظهر في هذا الموقف مدى الإيمان وحب الشهادة لدى هذا الرجل وشاء الله له أن يعيش بعدها ليذكر للأجيال قصص هؤلاء الأبطال الذين رحلوا في هذه المحنة والذين جمعهم حكم الإعدام وفرقهم تنفيذه ..وبعد خروجه زادت صلابته صلابة، فخرج من السجن لينتظم في صفوف الدعوة كأنه لم يدخل السجن لحظة واحدة .
صبري عرفة وسيد قطب
ارتبط كمعظم جيله بالأستاذ سيد وأفاد منه إذ يعتبره موجودا بفكره بيننا حيث يقول "قطب موجود، ولابد أن يكون موجودا"، وعن ظواهر هذا الوجود قال:
- "سيد قطب ما زال له تأثير فالمعاني التي تجدها في تفسيره تقريبا لا تجدها في كتب أخرى وكتب قطب موجودة ومتداولة وتزداد انتشارا، خاصة الظلال، عند الإخوان وغير الإخوان، فهي ليست خاصة بفئة معينة؛ لأنها كتب عامة وتوزع خارج مصر أكثر بكثير جدا مما توزع داخلها"،
ويضيف:
- "كتب قطب تنتشر ولم يقم أحد بضرب أحد على يده حتى تنتشر، لكنها تنتشر برغم كل الدعايات وكل الأقوال التي تقال ضدها، وكثير من القراء يجد أنه لا يمكن أن يستغني عن الظلال بجانب التفاسير الأخرى".
- وهكذا دلت كلماته باعتباره من قادة الجماعة وممن يتعرضون لبحث وإقرار مناهج التربية والتثقيف فيها على أن كتب وأدبيات قطب تتصدر مناهج الإخوان .. موضحا أن استيعاب أفكار سيد قطب هو معين هام في تربية أبناء الحركة .
تجرد وعطاء مستمر
كانت هذه هي أهم العلامات والمراحل في حياة الأستاذ صبري عرفة الكومي والذي ما يزال عطاؤه مستمرا حتى بعد أن بلغ من العمر الآن ثمانين عاما قضى جلها في خدمة دعوته ليعطي من نفسه القدوة العملية للتفاني و التجرد فأينما تطلبه الدعوة وجدته وإذا سمعته يتكلم عن فترة السجن سمعت حديث الرجل الصابر المحتسب ..
ودائما يسأل الله عز وجل أن يقبضه على خير وهو لايزال في انتمائه لهذه الجماعة الطيبة المباركة ، فجزاه الله خيرا وتقبل منه جهده وجهاده ..
م. أحمد شوشة يكتب: الأستاذ صبري عرفة الكومي .. داعية يربي رجالاً
إن هذه الخواطر والمشاهد السريعة لن تفي هؤلاء الرجال القدوة حقهم، ولكن لعلَّها تفي لنا ببعض الزاد التربوي الذي يزيدنا ولاءً وثباتًا وحبًّا لهذه الدعوة المباركة،
أو توضح لنا بعض معالم طريق الدعوة والجهاد في سبيل إقامة هذا الدين، أو تزيدنا يقينًا بحتمية التمكين لدين الله في الأرض، أو لعلَّ هذه الخواطر تكون دافعًا للإخوة؛ لأن يكتبوا عن من عايشوهم من إخوانهم، فتكون زادًا لنا، ولمن بعدنا على طريق الدعوة إن شاء الله.
التلميذ والأخ المقرب للشهيد سيد قطب عليه رحمة الله، كان من مسئولي تنظيم الإخوان في الستينيات من القرن الماضي بتوجيه من الشهيد سيد قطب وتكليف من الأستاذ حسن الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين عليهما رحمة الله، اعتُقل عام 1965م؛
ليدخل محنة من أشد المحن التي مرَّت على الدعوة الإسلامية, ويحكم عليه القضاء الاستثنائي بالإعدام مع الشهداء سيد قطب، ومحمد هواش، وعبد الفتاح إسماعيل؛ ولكن لحكمة يعلمها الله عزَّ وجلَّ ولدور ما زال في علم الغيب يُخَفَّف الحكم إلى المؤبد، ويدخل السجن فيؤدي دوره الذي أُعِدَّ له كمعلم ومربٍ؛ فيحتضن إخوانه برفق ويَعْبُر بهم محن السجن بسلام والتي كانت أشدها "محنة التكفير"
التي تصدَّى لها حتى عاد كثير من الشباب إلى الفكر الإسلامي الوسطي للإخوان، كما تعلَّموه من مدرسة النبوة الكريمة، ويخرج أستاذنا في بداية السبعينيات ليربي جيلاً بل أجيالاً كاملة على الإسلام والدعوة إليه والتضحية في سبيله، رزقنا الله سبحانه وإياه الثبات اللهم آمين.
تربية ربانية في مدرسة القرآن والسنة ومقاصد الشريعة
أستاذنا الفاضل المربي الجليل، صبري عرفة الكومي مدرسة ربانية ربَّت أجيالاً على مائدة القرآن الكريم والسنة المطهرة ومقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، فأنارت عقولاً وزكت أنفسًا، وأسست حركةً دعويةً دقيقةً واعيةً.
تعلَّم تلامذته من خلال تفسيره لآيات القرآن الكريم العقيدة السليمة، والعبادة الصحيحة، والحلال والحرام، وانتماءهم إلى ركب الأنبياء والصالحين من عباده عليهم السلام،
وكيف تحرَّك هذا الركب بالدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ؛ مؤصلاً فقه الدعوة الإسلامية في عصرنا هذا، كما نادى به الإمام الشهيد حسن البنا عليه رحمة الله تعالى.
تعلم تلامذته تزكية النفس، وكيف يتخلى المسلم عن الأخلاق غير الحميدة؟ وكيف يتحلى بالأخلاق الطيبة؟
وذلك من خلال مواعظه القيمة من كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي عليه رحمة الله.
أما الفقه فقد كان يعلمه عن طريق الحكاية والمواقف بما يقرِّب المعنى ويركزه في الذاكرة فيصعب نسيانه.
تربية متوازنة
لقد كان وإخوانه وتلامذته نجومًا تتلألأ في سماء التربية، بهرت بضوئها الساطع جلاديه، حتى إن أحدهم صفوت الروبي أو شمس بدران يوجه إليهم أقزع الكلمات لتفوقهم الدراسي، وتقاريرهم الوظيفية والمهنية الممتازة، ودرجاتهم العلمية المميزة، وثناء رؤسائهم وإشادتهم بتفانيهم في العمل، حتى إنهم يعملون في أوقات الإجازات المستحقة، فضلاً عن رفضهم الحصول على إجازات استثنائية، متعجبًا من هذا التوازن بين تمسكهم بالدين والتضحية من أجله، والتفوق الوظيفي والاجتماعي، وغاب عن هذا المسكين أن هذا هو الإسلام.
تربية شاملة متدرجة عملية
تلك التربية الشاملة المتدرجة العملية المؤثرة في جميع مجالات الواقع الإنساني عمادها المعايشة الكاملة، فتراه إما زائرًا أو مُزارًا، يجالس الإخوان ويؤاكلهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم على غير تكلف، كأنه واحد منهم وهو الأستاذ المربي.
فلم تكن تربيته معلومات تُسكب في العقول ولكن أداء عمليًّا متلازمًا مع المعرفة لا يسبق أحدهما الآخر، فلا المعرفة تسبق الواقع ولا الواقع يتخلف عن المعرفة.
تربية أساسها المعايشة
ولذلك كانت تربيته أساسها معايشته لإخوانه وتلامذته كواحد منهم في تواضع الأساتذة العظام، يتعرَّف على تلامذته عن قرب، ويناقشهم في واقعهم العملي الحياتي والدعوي، يرشدهم ويصوبهم إلى الذي تُرْشِد إليه الشريعة.
فهي تربية عمادها معايشة المربي لتلامذته؛ تأسيًا بمدرسة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين من بعدهم عليهم رضوان الله.
لم يتأخر يومًا عن تلبية دعوات إخوانه وتلامذته بل أحيانًا يفاجئهم بزيارته لهم؛ ليتعرف عليهم عن قرب، وليقضي معهم أوقات لطيفةً، يؤلف القلوب، وينثر بذور الحب والود،
فتنبت إخوة دونها الدنيا وما فيها، وتفتح في الوقت نفسه القلوب والعقول للتوجيه والإرشاد.
أما إخوانه الذين توفاهم الله سبحانه أو استشهدوا فكان راعيًا لأسرهم، يتعرف على مشكلاتهم، ويستطلع أحوالهم مقدمًا لهم النصح والعون.
هكذا وجوده مع الإخوان جميعًا في معايشة لا تمل ولا تتراخى مهما كانت الظروف.
تربية أساسها الثقة المتبادلة
وهي كذلك تربية أساسها الثقة المتبادلة؛ فإنك إن جلست إليه أشعرك أنك صاحب الدعوة ومسئولها، فيرتفع بك إلى آفاق رحبة تنطلق فيها داعيًا إلى الله على بصيرة في همة وعزيمة.
فإذا ذهبت إليه تعرض عليه أمرًا من الأمور؛ لتعرف رأيه ابتدرك بسؤالك عن أحوالك العلمية والاجتماعية والمهنية وغير ذلك، ثم يستمع إلى ما جئت من أجله، فإذا عرضت عليه الأمر كان أول ما يبدأ به التعرف على وجهة نظرك ثم يدير حوارًا معك، حتى يصل بك إلى الرأي المناسب.
وبهذه الطريقة يرتفع بك من درجة الأخ الأصغر إلى درجة الأخوة التي يتناصح من خلالها أخوان ليصلا معًا إلى الرأي المناسب.
وبذلك يربي إخوانه على متابعة أحوالهم بعضهم بعضًا، وكذلك تربيتهم على طريقة التفكير العلمية لحلِّ المشكلات، وكيف يكون التفاهم وإدارة الحوار، وأيضًا غرس الثقة في أنفسهم، وبناء شعور قوي لديهم بأنهم رجال الدعوة المشغولون بها، والذين يفكرون لها، وأنهم هم أصحاب القرار.
فإذا وصل معك إلى الرأي وكوَّن هذا الشعور لديك كنت في قمة الثقة بالنفس، وقمة العاطفة التي تطلق طاقات التنفيذ بكلِّ قوتها الكامنة داخل النفس البشرية.
تربية دائمة
ثم إنها تربية دائمة، فترى بيته مفتوحًا لإخوانه كبيرهم وصغيرهم في كلِّ وقت من ليل أو نهار، قبلة للصالحين فلا تغلق دونهم الأبواب، ولا تمتنع عنهم وسائل الاتصال، مُرَحِّبًا بهم في بشاشة ورحابة صدر، ومحبة صاحب الدعوة الذي يُدْرِك حاجة الناس، لمن يترفق بهم ويربط على قلوبهم، فجزاه الله عنَّا خير الجزاء.
أيها الأحباب:
لقد عشنا معه زمنًا من الدهر زاد عن الخمسة والثلاثين سنة فما رأيناه إلا متابعًا سائلاً عن أحوالنا، موجهًا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وما زال بيته مفتوحًا، نذهب إليه لنتلمس عطاءه الذي لا ينقطع، أطال الله عمره.
ولقد انسكبت الدموع من عينيه عندما علم بالأحكام القاسية في قضيتنا هذه تثبيتًا لنا على طريق طويل شاق، نسأل الله لنا وله الثبات بفضله وجوده وكرمه، وأمد الله في عمره، وجمعنا وإياه في ظلِّه يوم لا ظل إلا ظله.
- كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي
- يبني وينشئ أنفسًا وعقولا؟
سبحانك اللهم خير معلم
- علمت بالقلم القرون الأولى
وفجرت ينبوع البيان محمدًا
- فسقى الحديث وناول التزيلا
الشاعر: أحمد شوقي عليه رحمة الله.
وفاتة
رحل الاستاذ صبري عرفة الكومي يوم السبت 6 ذو القعدة 1441ه الموافق 27 يونيو 2020 حيث دفن في المنصورة ونعته جماعة الاخوان المسلمين
ألبوم صوره
المراجع
- كتاب: الإخوان المسلمون تنظيم (1965) الزلزال ... والصحوة .... محمد الصروي ،لللتحميل
- كتاب: الموتى يتكلمون ، الأستاذ سامي جوهر.
- كتاب: الإخوان وعبد الناصر .. القصة الكاملة لتنظيم 1965م للأستاذ أحمد عبد المجيد .
- كتاب: مذكرات علي عشماوي .
- حديث الذكريات بإخوان تيوب مع الأستاذ صبري عرفة.
للمزيد
وصلات داخلية
مقالات متعلقة
- مقال: كيف نشأ تنظيم 1965 ، الأستاذ / أحمد عبدالمجيد.
- صور: صبري عرفه (صور)
وصلات خارجية
مقالات متعلقة
- مقال: صبري عرفة ، موقع المعرفة.
- صور: الأستاذ صبري عرفة ،موقع إخوان أون لاين الوسائط المتعددة.
وصلات فيديو
- فيديو: حديث الذكريات مع الحاج صبرى عرفة الكومى .. من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين.. 1 ،إخوان تيوب.
- فيديو: حصاد العمر الاستاذ صبرى الكومى الحلقة الثانية ،إخوان تيوب.
- فيديو: العمر الاستاذ صبرى الكومى الحلقة الثالثة ، إخوان تيوب.
- فيديو: حصاد العمر الاستاذ صبرى الكومى الحلقة الرابعة ، إخوان تيوب.