أحمد عبد المجيد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد عبد المجيد

إعداد: موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

من هو ؟


يعد أحد تلاميذ سيد قطب المقربين .. حيث يقول:

" في هذه الفترة ( 1957 -1962 ) وصلت إلينا مخطوطات من الشهيد سيد قطب من السجن اذكر أن بها فكرة عن تكوين الكيان المسلم وتربيته , وفكرة عامة عن المخططات الصهيونية العالمية , والصليبية الدولية ومحاربتها للإسلام ووسائلها وعملائها في المنطقة وبعض الأسماء كذلك "


وهو من أبرز المتأثرين بسيد قطب رغم مرور 34 عاما .ولد الأستاذ أحمد عبدالمجيد عبدالسميع في قرية كرداسة عام 1933م ، وأكمل مسيرته التعليمية حتى حصل على ليسانس الحقوق ،ليعمل بعدها موظفا في وزارة الحربية إدارة كاتم أسرار .


مع الإخوان

بعد عودة أحمد عبد المجيد مع والده من ليبيا ، رأى النشاط الدعوي الرائع الذي كان يقوم به الإخوان في قريته كرداسة ، و لاحظ مدى تأثير هذه الجماعة على الناس بكل فئاتهم حتى أنه وجد كثيرا من رفاقه قد التحقوا بها .

فأحب هذه الجماعة و قرر أن يكون عنصرا فعالا في منظومة العمل تلك ،فسارع بالإنضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين. و سعد إخوانه بهذا الإنضمام كثيرا ، وزادت أواصر المحبة في الله ، وتوثقت العلاقة الأخوية أكثر خاصة بعد زواجه و شقيقتيه من الإخوان ...

فقد تزوج هو من ابنة الأخ الشهيد محمد هواش .وتزوجت أخته فوزية (عروس كرداسة الشهيرة ) من الأخ السيد نزيلي . وتزوجت أخته الثانية أم حذيفة من علي عشماوي، ثم انفصلت عنه بطلب منها بعدما علمت بخيانته لإخوانه ، ليعوضها الله خيرا وتتزوج بعده من الأخ عبد الرحمن بارود الشاعر الفلسطيني وأحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين بفلسطين.

همته في تجميع إخوانه

لعل من أهم الدلالات التي تبين للمتابع صدق حبه للإخوان ..و شديد حرصه عليهم ما كان منه بعد ما أصاب الإخوان في محنة 54 .. فقد كان يعمل هو وعلي عشماوي و معهم أمين شاهين..... على إعادة تجميع الإخوان ، ولم شمل التنظيم ، وذلك بدون تكليف من أحد .

في ذات الوقت الذي كان فيه ثلاثة آخرين يخططون من أجل نفس الهدف ولكن من خلف أسوار السجن ، وهم :( عبد الفتاح إسماعيل ، و محمد عبد الفتاح شريف ، و عوض عبد المتعال ) .. والذين بدؤا بالعمل بحماس شديد فور خروجهم من السجن .

وذات مرة التقى الشيخ عبد الفتاح إسماعيل بأحمد عبد المجيد و منه علم بما يقوم به هو وعشماوي و أمين من جهود طيبة للم الشمل دون تكليف من أحد ، فسارع الشيخ عبد الفتاح ليخبر المرشد الأستاذ الهضيبي بهذا العمل الطيب ، فبارك المرشد جهدهم في هذا الأمر ، ومن حينها تكاتف الجميع للربط بين أفراد تنظيم 65 في أنحاء الجمهورية .

فكان أن تولى أحمد عبد المجيد مسؤولية قيادة الوجه القبلي ،، كما تولى أيضا مسؤولية جمع المعلومات ، و الاتصال بالإخوان , وهو ما يسمى في العصر الحديث (قاعدة بيانات (data base )). و معه مجموعة من الشباب المتميز في جمع المعلومات منهم على سبيل المثال جابر رزق جابر , ومحمد عبد المنعم شاهين وغيرهم .. وكان يساعده في الصعيد الشهيد محمد منيب أمين عام مكتبة جامعة أسيوط رحمه الله رحمة واسعة .واستمرت هذه الجهود الطيبة حتى آتت ثما رها ،واكتمل تكوين التنظيم بفضل الله تعالى .

حكاية الإعتقال

لما انكشف أمر التنظيم بعد فترة طيبة من العمل ..اعتقل الأستاذ أحمد عبد المجيد مع آلاف الإخوان الذين اعتقلوا في هذه الفترة العصيبة ..وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعتقل فيها ، و بقي عامين في السجن الحربي ، بعد ذلك خرج للمحكمة التي حكمت عليه بالإعدام ،ثم خفف بعد ذلك إلى الأشغال الشاقة المؤبدة .. ويقول الأستاذ أحمد عما حدث بعد الأحكام :

" أخذنا رجال البوليس حيث ركبنا مع سيد قطب فى سيارة البوليس للعودة إلى السجن - وكان عدد المحكوم عليهم بالإعدام سبعة فى قضية 1965 - وكلنا تواجدنا فى سيارة وحدة - وكان الأستاذ سيد قطب متهللا ومنشرحا ويقول ( أنا لا أكاد أصدق أننا سننال هذا الشرف وهو الإستشهاد فى سبيل الله، ويقول أحمد عبد المجيد أما نحن فقد كان شعورنا عاديا ليس فيه خوف وليس فيه تهلل – أما ( علي عشماوي ) فكان يبكى بكاءً شديدا حيث كان يعتقد أنه سوف لا يحكم عليه بالإعدام لأنه شاهد ملك."

بعدها تم نقله إلي السجن الكبير كواحد من ثلاثة خفف الحكم عليهم من الإعدام للأشغال الشاقة المؤبدة وهم ( صبري عرفة الكومي ، مجدي عبد العزيز متولي ، أحمد عبد المجيد عبدالسميع) بالاضافة لعلي عشماوي ..و ظل الأستاذ أحمد عبد المجيد به حتى خرج في عام 1975م ...أما الثلاثة الباقين فقد تم تنفيذ حكم الإعدام فيهم صباح 29/8/1966 م وهم :سيد قطب إبراهيم .محمد سيد هواش .عبد الفتاح إسماعيل .

وفي هذا يقول الأستاذ أحمد عبد المجيد :

" كان موقفًا مؤثرًا ولا يمكن وصفه حيث كان الإخوان في غاية السرور بعودة إخوانهم ، وفي نفس الوقت في غاية الحزن علي فراق الثلاثة (سيد قطب،و محمد هواش ، وعبد الفتاح إسماعيل " وعلمنا منهم أنه تم تنفيذ صباح هذا اليوم ، وكان يومًا ممزوجًا بالآلام والأحزان من الجميع فلم يلحق الثلاثة بإخوانهم والفوز بالشهادة ، ولم يرجع الثلاثة مع إخوانهم ، والسعادة بهم في الدنيا ، ولكن هذه إرادة الله وقدره ، فهنيئًا لهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ولعنة الله علي الظالمين .

ولعل أعداء الإسلام يفركون أيديهم فرحًا وسعادة بهذا الحكم وتنفيذه ، والذين قاموا به ليسوا خواجات ممن يلبسون " البرانيط " فتثير حفيظة المسلمين ، ولكن الذين باشروا ونفذوا من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا "

ذكريات رمضانية في السجن الحربي

يحكي لنا الأستاذ الفاضل أحمد عبد المجيد ذكرياته في شهر رمضان الكريم فيقول :

" بالنسبة لرمضان فكنا نصوم طوال اليوم، وحين يؤذن للمغرب كنا نتناول طعام الإفطار، ونجلس نقرأ القران، وكانت إدارة السجن تمنعنا من قراءة القرءان، حيث كانت تقوم بتعليق اسطوانات عليها أغان لأم كلثوم وبأعلى صوت لكي تحدث ضجيجًا يجعلنا لا نستطيع القراءة.
أضف إلى ذلك المعاملة السيئة، والحرب النفسية التى كان يقودها صلاح نصر مدير المخابرات العامة في عصر ناصر.

وعن السحور يقول: كان يوجد في الزنزانة ثلاثة أو أربعة أفراد، هذا بعد فترة الحبس الانفرادي، و كنا نقسم الليل بيننا لفترة السحور، فكان الأول يصلي مثلاً للساعة العاشرة، والثاني للساعة الواحدة، والثالث للساعة الثالثة ثم يوقظنا للسحور.

أما بالنسبة لنوع الأكل الذي كان يصرف لنا؛ فكان يصرف بطاطس وباذنجان وكوسة، وكان العساكر يقومون بتصفية الطعام من قطع الخضروات، وكانت هناك وجبات تصرف للمعتقلين مرة واحدة في الأسبوع كالحلاوة الطحينية و الجبنه والبيض والعسل الأسود، كل هذا لم يصلنا منه إلا النادر فقط، والباقي يسرق بمعرفة العساكر والمساعدين والضباط ."

وعن بركة هذا الشهر ،و فضل الله و رحماته عليهم فيه ، يقول حفظه الله :

"معظمنا حفظ القرآن شفاهة، وكان هذا أثناء الجري، لأننا كنا طول اليوم نجري، ماعدا وقت صلاة الظهر فكنا نأخذ دقائق، أما العصر فلا نأخذ ولا ثانية فكنا نصلى أثناء الجري في الطابور، وكنا نستمع لبعض القرآن ونحن نجري، وألهمنا الحق سبحانه وتعالى الصبر بالرغم ما كان يحدث من تعذيب وجلد وغيره ."

وعن التعذيب البشع الذي كان يلاقيه الإخوان في رمضان وغيره يقول أحمد عبد المجيد :

"يدخل الأخ بعد ذلك الزنزانة المظلمة، بابُها حديدي، وأرضها أسمنتية وسقفها مرتفع، شديدة الحرارة في الصيف، وفي الشتاء قارصة البرودة، وتصرف له بطانية واحدة قديمة، رائحتها كريهة، يتصرف فيها كما يحلو له يستعملها كغطاء أو فرش، ويكون له داخل الزنزانة قصرية من المطاط يستعملها للشرب ولقضاء حاجته.
ويظل الباب مغلقًا عليه ليلاً ونهاراً، لا يفتح إلا للذهاب للتعذيب أو لدقائق سريعة لدورة المياه صباحًا ومساءً، ينال فيها قسطًا من السباب واللكمات والصفعات، وغالبا ما يعود دون قضاء حاجته، وقد يستطيع استبدال ما فيها من آثار قضاء الحاجة ببعض الماء لكي يشربه، ثم يقضي فيها حاجته بعد نفاذ الماء أي أنها تستعمل للتبول والشرب معًا" .

نصر من الله و عزة

إن قصة الأستاذ أحمد عبد المجيد تجسد أمرا هاما هو أنه وبرغم كل ما مر بهذه الجماعة من محن جسام و بلايا عظام، و برغم موت المئات منهم تحت وطأة التعذيب والتنكيل الوحشي إلا أن الله عز وجل شاء أن ينجي منهم فئة تنصر دينه ولو كره المجرمون ، وتفضح الظلام وأعوانهم في حربهم لله و أوليائه ، فقد كتب الأستاذ أحمد عبد المجيد كتابا أسماه " الإخوان و عبد الناصر قصة تنظيم 1965 " والذي يعد توثيقا لفترة تاريخية هامة ليست في حياة الإخوان فقط ولكن في حياة المسلين عامة ليعلم الصالح منهم أن نصر الله آت لا محالة فإما تمكين و إما شهادة ، ويعلم الطالح أن عقاب الله لن يفلته ، وأن انتقامه واقع بهم لا محالة. وعن هذا المعنى يحدثنا الأستاذ الفاضل أحمد عبدالمجيد قائلا :

  • أغرب شيء قابلته هو اعتقال ضباط المباحث العسكرية الذين كانوا يعذبوننا وإيداعهم الزنازين مكاننا في السجن الحربي ."

كان منهم العقيد شمس بدران الذى شاء الله تعالى أن يصدر عليه هو شخصيا حكما بالسجن المؤبد وجاء لينفذ الحكم مع الإخوان فى سجن ليمان طره . وكثيرا ما كان على عشماوى يسأل الضباط الكبار فى حالة زيارتهم للسجن.. يقول لقد وعدنى شمس بدران بالإفراج عنى حين كان وزيرا للحربية فلماذا لم تف الحكومة بوعدها. فكانوا يقولون له : إن شمس بدران مسجون إلى جوارك فى نفس السجن!!؟ فاعتبروا يا أولى الألباب..

ويقول أيضا أ.أحمد عبدالمجيد إن الضباط كانوا دوما يقولون لهم:

إنكم ستمكثون العمر كله في السجن، حتى قال عبد العال سلومة -مدير سجن طرة- لأحد الإخوان: لن تخرجوا من السجن طوال عمركم، فحياتكم أو حياة عبد الناصر، وبعد هذه الواقعة بشهرين توفي عبد الناصر وخرجنا نحن من السجن!.

نعم أنها العزة و أحدى صور النصر التي عاشها أبناء هذا الجيل المتميز ..

وفاته

  • رحل عن عالمنا بعدما قدم لدينه ودعوته الكثير وكان مثالا للتربوي الذي ترك في نفوس الجميع بصمات حيث توفي في 28/ 10/ 2012م الموافق 12 ذو الحجة 1433ه

المراجع

  1. حوار الحاج أحمد عبد المجيد مع إخوان ويكي (حديث الذكريات).
  2. كتاب الإخوان في سجون مصر لمحمد الصروي.
  3. كتاب حكايات عن الإخوان - الجزء الأول- عباس السيسي.
  4. شهادة أحمد عبد المجيد من تنظيم 65.
  5. حوار مع الشيخ أحمد عبد المجيد عن ذكرياته في رمضان مدونة.

للمزيد

وصلات خارجية

وصلات فيديو

للمزيد عن تنظيم 1965م

وصلات داخلية

كتب متعلقة

مقالات متعلقة

ترجمة المتهمون في القضية

متعلقات أخري

تابع متعلقات أخري

وصلات خارجية

وصلات فيديو

.