عبد المجيد هيكل عيد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ عبدالمجيد هيكل عيد

مولده ونشأته

من مواليد كفر شبين مركز شبين القناطر محافظة القليوبية يبلغ من العمر 70 عاماً أب لابنتان أسماء وإيمان وجد لعشرة من الأحفاد.

هو رمز من أحد رموز جماعة الإخوان في القليوبية وأحد أعلام الرعيل الأول بها ذو سمت هادئ وابتسامة دائمة مما جعل الجميع يستغرب ترشيخ الإخوان له في الإنتخابات .

وقد تميز بثقة قويه في كل خطواته وإتخذ لنفسه شعاراً هو حسن الصلة بالله.

كيف تعرف عبد المجيد هيكل على الإخوان ؟ وما الذى دفعه للإنضمام للجماعة وما هي ظروف اعتقاله في 65 وماذا يذكر عن علاقته برموز الجماعة وكيف استطاع وإخوانه إعادة الجماعة للمجتمع بعد غياب دام لمدة عشرين عاما في غياهب السجون؟

كنت أقرأ مجلات ورسائل الإخوان وكتبهم وأتلقفها بشغف شديد حيث كانت بعد 54 نادرة إلى حد ما كان عمل في محطة التوليد الكهرباء بطلخا في محافظة الدقهلية وتعرفت هناك على الأخ شعبان الشناوي ومعه بدأت العلاقة التنظيمية بالجماعة سبقها عشر سنوات علاقة روحية قوية جعلتني احترق شوقاً لتلك الصلة فقد اخترت طريق الإخوان بعد أن رأيت الطرق الصوفية وكيف أنها لم تعمل لنصرة الإسلام فقد كانت الطريقة الشاذلية ذات ثقل في بلدنا في ذلك الوقت وكذلك التيارات الشيوعية لم أفكر فيها مطلقاً حتى مجرد قراءة كتباتها كنت أنفر منها.

نص الحوار

  • كيف تم اعتقال الشيخ وماذا كانت التهمة المباشرة الموجهة إليه؟
أدرك نظام عبد الناصر أنه ما زال للإخوان تواجد خارج السجون وفي تلك الفترة تم إلقاء القبض على الأخ علي عشماوي وانهار في التحقيقات وأخبر عن دورنا في مساعدة أسر الإخوان خارج السجون وعن لقاءاتنا السرية وكان الحكم خمسة عشر عاماً بتهمة اتفاق جنائي على قلب نظام الحكم وتدمير محطة كهرباء طلخا ولم يكن الحكم مفاجأة فقد كان متوقعاً وكان لدينا علم بأن الأحكام معدة مسبقاً وأن المحكمة ما هي إلا مجرد أمر شكلي.
وهنا تدخلت في الحديث الحاجة أم أسماء زوجة الحاج عبد المجيد وتحدثت عن ذكريات ذلك اليوم الذى نقش في الذاكرة وأطيافه تلاحقنا دائماً :
فقالت تم القبض على زوجي وأنا بمفردي مع طفلة عمرها عام واحد في قرية تبعد على أهلي وبلدي مئات الكيلو مترات سخر الله لي أحد الجيران وساعدني في حزم أمتعتي وأركبني القطار وظل معي حتى نزلت في محطة المركز.
تعرف علي أحد أهل قريتي وهنا تركني الجار وعاد مع القطار وأصطحبني بلدياتي أنا وابنتي وأمتعتي حتى باب أسرتي وكان الفاجعة عند أهله وأهلي حيث كان من الراسخ في الأذهان أن من يتم اعتقاله لا يعود فقد مات أحد الإخوان من بلدنا من التعذيب ولم نعرف عنه شئ حتى وقتنا هذا وظللت عام على هذا الحال لا يعلم مراره وألمه إلا الله ساعدتني أسرتي كثيراً
وخاصة أخي فقد كنت حاملا في ابنتي الثانية إيمان ظللت اتفقد أخبار زوجي وكل ما يمت للإخوان بصلة حتى رزقني الله بمن بلغنا مكانه وأتى لنا بقميص زوجي وسرواله جعلت أشم فيها رائحة زوجي وبصعوبة بالغة حصلت على تصريح وذهبنا إليه في لمان طرة رأيناه عن بعد وراء قضبان وأسلاك ومرت فترات طويلة حتى انتظمت الزيارة.
وهنا استكمل الحاج عبد المجيد قائلاً كان هذا بعد أن انتهت فترة الحرب ونقلنا إلى سجن طره بعد النكسة فقد كانت فترة الحرب عصيبة جداً لا يتوقف التعذيب كل شئ فيه عبارة عن تعذيب فالنوم نفسه من نوبات التعذيب وقضاء الحاجة بمنتهي الإهانة والطعام والماء أحد أشكال التعذيب.
ثم أراد الله لنا الرحمة وانتقلنا إلى ليمان طره فرغم أن السجن أمر صعب ومحنة شديدة لكنه مع الإخوان يتحول بفضل الله إلى منحة ربانية عظيمة فقد حفظت القرآن واستكملت دراستي للثانوية العامة حيث لم أتمكن من تحصيلها قبل ذلك وكذلك حصلت على الإعدادية الأزهرية.
وتوفرت لي قراءة العديد من الكتب بالإضافة إلى علاقات وصلات مع مجموعة من خيرة أبناء مصر في تلك الفترة لم أكن أحلم بالصلة بها أبداً.
  • هذا يجعلنا نأتي عن لقاءاتك وصلتك برموز الجماعة.
عاصرت الأستاذ الهضيبي لكني لم ألتق به وعاصرت الأستاذ عمر التلمساني والتقيته كثيراً وهنا نزلت دمعة على خد الحاج عبد المجيد فكأنما ذكرناه بصديق حميم.
ويستكمل الحاج عبد المجيد حديثه عن الأستاذ عمر قائلاً :
قد كانت لي لقاءات عديدة وزيارات كثيرة وخاصة بعد خروجنا من المعتقل حيث كان يزور شبين القناطر كثيراً فهي مسقط رأسه فقد كان رحمه الله يحملهم إعادة بناء قواعد الجماعة من جديد بعد غياب عشرين عاماً في غياهب السجون وقد كان رحمه الله يتميز بسلامة الصدر حتى تجاه أعدائه مثل السادات وعبد الناصر ويذكر أنه بعد وفاة عبد الناصر ونحن ما زلنا في السجون عندما علم بخبر وفاته ترحم إليه.
  • كيف استطعتم بناء الجماعة من جديد بعد خروجكم من المعتقل؟
كانت فترة السجن هي الزاد حيث تعمق فيها صلتنا بالله عز وجل وزاد فيها إيماننا بما نحن عليه وتأكد لدينا بأن ما يحدث لنا هو دليل على أهمية دورنا في إنقاذ مجتمعاتنا وإعادتها للإسلام كما زاد فيها ترابطنا ببعضنا البعض وتقاربت رؤيتنا وتعمق رباط الأخوة بيننا فكان اتصالنا ببعض بعد السجن بمثابة ضرورة من ضروريات الحياة.
فكان همنا الأول هو إعادة الجماعة للمجتمع ورزقنا الله بمجموعة الشباب المتعلم المدرك لواقع أمته والمتحمس لتغييره.
كما أنه من نعم الله علينا أنه لم تنقطع صلتنا بالخارج حيث كانت لنا صلات سرية استطعنا بعد السجن تعميقها وتوطيدها.
  • ارتبطت هذه الفترة من العمل الجاد والتربوي أيضاً برموز فمن تتذكر منها؟
كما ذكرت الأستاذ عمر التلمساني وكذلك الأستاذ محمد حامد أبوالنصر فرغم كبر سنه لكنه تميز برباطة جأش وشجاعة وشهامة وفتوة وكرم متناهي.
كذلك الأستاذ مصطفي مشهور حيث الصمود والإصرار والكتمان وقد ساعدتنا تلك القيادات على تخطي صعاب كل مرحلة وكذلك كان من رموز القليوبية في تلك الفترة الشيخ حسن عليان رحمه الله.
حيث كان تربويا فاضلا استطاع أن يرى مجموعة كبيرة من شباب القليوبية الذين يتحملون عبء الدعوة والعمل ، فقد تميز رحمه الله بقدرته على احتواء الشباب.
يستكمل الحاج عبد المجيد حديثه عن رموز الجماعة فيقول والأستاذ مأمون الهضيبي رحمه الله كان له بعد نظر شديد ورؤية ثاقبة للمستقبل بالإضافة للثقافة الواسعة التى جعلته يتصدى للعلمانيين ولعل مناظرته لفرج فودة من العلامات الفارقة التى لا ينساها الناس.
  • وكيف يرى عمل الداعية بالسياسة وبماذا يوصى شباب الإخوان ؟
دخل الإخوان الإنتخابات أكثر من مرة :الأولى في الثمانينات على قائمة حزب العمل والثانية في انتخابات 2000 حيث كانت المنافسة على مقعد العمال .
ولا فرق بين الدعوة والسياسة هذا من خصائص الإسلام نفسه فالعمل السياسي هو دعوة بالأساس.
والداعية الأول صلى الله عليه وسلم كان سياسيا وقائدا للجيش ويتولي تصريف أمور المسلمين وكذلك كان الصحابة وكل القيادات المسلمة على مرالعصور فهي تقود الجيوش وتسير أمور الحياة ويأمون الناس في المساجد ويقومون بأمور المسلمين فهذا أمر ليس بغريب على حياة المسلمين.و الذى يضمن التوازن هو حسن الصلة بالله عز وجل فهي أساس التوفيق والسداد.
  • نرجع إلى انتخابات 2000 هل كانت من الفترات الصعبة في حياتك؟
أكثر ما آلمني الاعتقالات التى طالت الناس حتى من غير الإخوان كما كانت أول مرة يدخل فيها الإخوان الإنتخابات بالطريقة الفردية والتجارب الأولى دائماً ما تكون صعبة.
لكن ما علمتنا إياه منحة الاعتقال جعل الثقة بالله عز وجل أساسا متينا كما جعلنا نرى الأمور ليس كما تبدو عليه حتى لو لم نتمكن من دخول مجلس الشعب. فقد ربحنا الكثير وهذا ما جنيناه في انتخابات 2005 .
بفضل الله لا ، فالجماعة ستظل بخير طالما وجد الإخلاص وحسن الصلة بالله عز وجل وسمو الهدف. وثقل التربية ستظل هى الركيزة الأولى فى العمل الدعوي والسياسي وهذا ما تعلمناه من المحن التى تعرضنا لها سابقاً لذلك أوصى شباب الجماعة بتقوية روابط الأخوة وتقوية علاقتهم بربهم عز وجل وخاصة قيام الليل فهو عماد وأساس التوفيق للمسلمين على مر تاريخهم.
  • الأن وبعد 70 عاماً قضيت معظمها مع الإخوان كيف تراها في عبارات موجزة؟
لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون الإخوان فهم أغلى ما فى حياتي وبركة عمري وعشت معهم أفضل حياة من حب وإيثار وحفاوة ورضا وثقة وحلاوة أتذوقها الأن وأنا في السبعين.