علي نعمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
علي نعمان المجاهد الصامت

إعداد: موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين

مقدمة

الأستاذ الفاضل علي مصطفى نعمان
أحد أبرز مجاهدي الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين فقد شارك في حرب فلسطين وقاتل اليهود لتكون كلمة الله هي العليا ..
وقاتل في حرب القناة الإنجليز وكانت له عملية مشرفة في منطقة القنطرة...
ذلكم هو الأستاذ الفاضل رفيق الإمام الشهيد حسن البنا و سائقه الخاص الأستاذ علي نعمان رحمة الله عليه .

نبذة تعريفية:

هو الأستاذ الفاضل علي مصطفى نعمان والذي ولد في 25 يناير من عام 1928م في إحدى قرى صعيد مصر .
تفضل الله عليه بحفظ أجزاء من القرآن الكريم قبل التحاقه بالمدرسة الأولية ..
ثم التحق بالمدرسة الأولية والتي كانت في ذلك الوقت تؤهل لدخول مدرسة المعلمين،لتمضي مسيرته العلمية و التعليمية بعد ذلك مكللة بالنجاح و التوفيق .

الإنطلاقة الكبرى

كان عام 1945م هو عام الميلاد الحقيقي للأستاذ علي نعمان .. ففيه من الله تعالى عليه بالتحاقه بجماعة الإخوان المسلمين بقيادة الإمام الشهيد حسن البنا ، وكان ذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية .
ومنذ ذلك التاريخ الفارق في حياة أ. علي نعمان ..وهو يخدم الدعوة ويجاهد من أجل هذا الدين .

صفحات مشرقات

حفل تاريخ الأستاذ علي نعمان بصفحات جهادية سرمدية نسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناته ، فقد جاهد اليهود في فلسطين ، وجاهد إخوانهم الصليبيين من الإنجليز في حرب القناة بالإضافة إلى أعماله الدعوية وجنديته في خدمة دينه حتى توفاه الله تعالى .

جهاده في حرب القناة ضد الإنجليز

شارك أستاذنا الفاضل في العديد من العمليات الجهادية "الفدائية" في حرب القناة

وعن ذلك يقول أ. أبو الفتوح عفيفي:

" وكعهد الإخوان دومًا، أقوياء بدعوتهم لا يهابون الموت في سبيل الله، قررت الجماعة وعلى رأسها المرشد العام المستشار حسن الهضيبي رضي الله عنه وأرضاه، دخول معركة القناة, وتم تكليف الأخ كامل الشريف أحد قادة الإخوان المسلمين في حرب فلسطين بقيادة كتائب المجاهدين في القناة,
وبدأ الإخوان في حشد وتنظيم الصفوف وفتح معسكرات التدريب والتي انضم إليها طلاب الجامعات المصرية للإعداد لحرب عصابات طويلة الأمد ضد المعسكرات الإنجليزية في السويس وبورسعيد التل الكبير والقنطرة والإسماعيلية, بينما على جانب آخر سير الإخوان المظاهرات تجوب شوارع القاهرة ومختلف المدن ضد الاحتلال،
وأشعلوا حملة مقاطعة لمعسكرات الإنجليز وفرضوا حصارًا مشددًا عليها يحول دون تدفق المواد الغذائية واستمرار تعامل التجار معهم واشتعال العمال المصريين لديهم عبر حملة توعية بين مختلف فئات الشعب من خلال المساجد وخطب الجمعة ووسائل الإعلام لشحذ همم المقاومة للعدو، فالحرب يجب أن تكون اقتصادية وإعلامية وعسكرية وعلى غيرها من الأصعدة لشل حركة العدو وإظهار عجزه.
أما فيما يتعلق بالعمليات الفدائية فقد تم استدعائي ذات يوم من قبل الإخوان ومعي الأستاذ على نعمان والأخ حسن الجمل وعبد الرحمن البنان وفوزي فارس وحسن عبد الغني ومحمد علي سليم, واجتمعنا في منزل الأستاذ جمال فوزي حيث أخبرنا الأستاذ كامل الشريف بالمهام الموكولة إلينا في حرب القناة.
وفي اليوم التالي تم اللقاء في ميدان رمسيس, حيث تقرر التحرك لمدينة الزقازيق بالشرقية, وكان معنا حقيبة كبيرة مليئة بالسلاح لم يعرف محتواها, وقد نزلنا في لوكاندة اسمها «لوكاندة الشمس» وتولت مجموعة أخرى نقل السلاح إلى منطقة (أبو حماد)."
وقد قام الأخ الأستاذ علي نعمان أيضا مع رفاقه من الإخوان بتنفيذ عملية نسف لقطار بريطاني في منطقة القنطرة ما أسفر عن خسائر فادحة للجيش المحتل في الأرواح و المعدات

يروي قصة هذه العملية الرائعة أ. محمود الصباغ فيقول:

" نسف قطار بريطاني في منطقة القنطرة:علم الإخوان من مندوبهم ببورسعيد أن قطارًا بريطانيًا سيتحرك غدًا في اتجاه الإسماعيلية وعليه حمولة من الدبابات والبترول وستلحق به عربتان للركاب لنقل سرية من الجنود وعربة أخرى تحمل عشرة جنود مسلحين لحراسة القطار في مؤخرته، فقرروا نسف هذا القطار، وتطوع للعملية الأخ عبد الرحمن البنان؛
وكان من بين الإخوان في هذه المنطقة عصام الشربيني، وفتحي البوز، وإسماعيل محمد إسماعيل، ويحيى عبد الحليم، وعبد المحسن الهواري، وفوزي فارس، وعلي نعمان، وسيد سلامة، وعميرة محسن، ومحمود جاويش، وأغلبهم ممن اشتركوا في حرب فلسطين.
انطلقت مجموعة من الإخوان إلى الموقع المحدد لنسف القطار فدفنت الألغام تحت القضبان ومدت الأسلاك الكهربائية من السكة الحديد إلى حفرة أرضية على بعد مائتي متر تكفي لستر جسم عبد الرحمن وتحميه من شظايا الانفجار.
ولكن عبد الرحمن أصر على أن يختار لنفسه موقعًا آخر على بعد 50 مترًا زيادة في ضمان نجاحه في العلمية التي تطوع لأجلها بائعًا نفسه في سبيل الله.
وفي اليوم التالي لبس عبد الرحمن ملابس عمال السكك الحديدية وأخذ يتسكع في المنطقة حتى ظهر القطار، فانطلق إلى مكانه وربط الأسلاك بجهاز التفجير، وضغط الجهاز بعد أن مرت القاطرة فوق الألغام، فانفجرت الألغام الثلاثة وخرجت القاطرة وسبع عربات عن الخط وانقلبت الدبابات على الأرض؛
وسقط الجنود الذين كانوا في العربات المكشوفة وتناثرت جنود الحراسة الذين تعرضت عرباتهم للضربة المباشرة من الألغام المتفجرة تحتها، وعاد عبد الرحمن سالمًا إلى موقعه بين دهشة إخوانه وفرحهم في اليوم التالي؛
حيث كان قد خرج من الحفرة مسرعًا في اتجاه الحقول ولم يره الجنود الذين أصابهم الذهول فور الانفجار، حتى وصل إلى أرض يغطيها نبات الفول فرقد في حفرة فيها خمس ساعات، آمنًا من طلقات الجنود التي غطت المنطقة بعد أن أفاقوا من الصدمة، وقد ستره الله عن أعين دوريات التفتيش التي جاءت لتمشيط المنطقة، فسمع أصواتهم وهو راقد في حفرته لا يفصلهم عن مخبئه إلا أمتارًا قليلة،
فلم يروه، وحين دخل الليل خرج وسار في اتجاه مضارب البدو واستبدل ثيابه عندهم وقضى ليلته ضيفًا عليهم وعاد إلى قاعدته في الصباح آمنا معافى والحمد لله رب العالمين.
وقد تعطل هذا الخط خمسة عشر يومًا، واستمرت سيارات الإسعاف خلالها في نقل جثث الجنود الإنجليز من تحت حطام العربات.
ولقد تكررت عمليات نسف السكك الحديدية على هذا النحو في السويس خاصة بين السويس وميناء الأدبية، كما أعادت مجموعة بقيادة الأخ يوسف علي يوسف نسف خط الإسماعيلية بورسعيد مرة أخرى من موقع يبعد عشرة كيلو مترات عن الموقع الذي اختاره عبد الرحمن البنان، كما قامت مجموعة أخرى بنسف قطار السكك الحديدية عند التل الكبير وكانت هذه المجموعة بقيادة الأخ علي صديق من كتيبة الجامعة."

وفاته

توفي الأستاذ المجاهد الفاضل علي نعمان يوم الاربعاء 2 ديسمبر 2009 الموافق 15 ذو الحجة 1430 في زمن المرشد السابق أ.مهدي عاكف وقد رثاه أ. مهدي عاكف بكلمات طيبات قال فيهن :

" إن الأخ نعمان من المجاهدين الأبرار، الذي حملوا راية الدعوة، وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة الحق حتى لقي ربه، وشارك في حرب فلسطين وخطَّ عنها كتبًا، سجلَّ فيها بطولات إخوانه وجهادهم، وكان نموذجًا للأخ المسلم الذي ينبغي أن يحتذي به إخوانه في هذه الأيام."
ودعا فضيلته للفقيد بأن يشمله الله تعالى بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُسكنه الله فسيح جناته، وأن يجعل جهاده ومثابرته على طريق الدعوة في ميزان حسناته."
وشيعت جنازته ظهر يوم الخميس من مسجد أسد بن الفرات في حي الدقي .. رحم الله المجاهد جندي الدعوة الأستاذ علي نعمان وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين و الديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا .

المصادر