فتحي البوز
مركز الدراسات التاريخية (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)
توطئة
تعرضت دعوة الإخوان المسلمين لكثير من المحن ولم تصمد في وجه ما تعرضت له إلا بفضل الله ثم بفضل أناس عملوا لهذه الدعوة بكل إخلاص محتسبين ذلك لله، وما زالت هذه الدعوة تعطي الكثير.
النشأة
ولد أحمد فتحي علي يوسف البوز بإمبابة عام 1928م وتخرج في كلية الحقوق، وعمل محاميا.
صفاته
تمتع فتحي بالبوز بالشجاعة و القوة و الشدة فى الحق و ما كان يخاف فى الله لومة لائم، و كان شديد الذكاء والحنكة و سريع البديهة و لماح، كما عرف عنه حبه للخير للغير و سعيه لهم فى ذلك و حبه لمصلحة الآخرين.
وكان يتمتع بتواضع شديد ربما لم يعرف مثله فى عصرنا و قد كان أيضا كثير المزاح مع أسرته و أولاده و أصدقاء أولاده و كل من حوله و من يعرفهم حتى العاملين لديه و لدى أسرته و كان كذلك مع الصغير قبل الكبير وكان عطوفا على كل من حوله رحمه الله.
في النظام الخاص
تمتع فتحي البوز بصفات أهلته ليتم اختياره ضمن رجال النظام الخاص، حيث شارك في الكثير من المعارك مثل معركة القنال وغيرها، وأصبح أحد البارزين داخل النظام.
يقول عبد العظيم رمضان الإخوان المسلمون والتنظيم السري:
- منطقة الفسطاط وكان يطلق عليها اسم منطقة الروضة قبل ضم حلوان إليها وقد عين لها عبد العزيز أحمد , يحمل دبلوم الأقسام الصناعية السيارات وعمره 36 سنة وكانت تشتمل على شعب : حلوان وطره والمعادي ومصر القديمة وجزيرة الروضة وكان بها فصيلتان إحداهما برياسة علي صديق والأخرى برياسة فتحي البوز وكل فصيلة تتكون من أربع مجموعات يصل عددها إلى 30 عضوا.
شارك النظام الخاص في كثير من شئونه، وحينما حدث خلاف وسط أبناء النظام الخاص ومحاصرة المستشار الهضيبي كان له موقف عجيب.
يقول الأستاذ سيد عيد:
- في يوم الجمعة 11 ديسمبر 1953 أي بعد أسبوعين من قرار الفصل ذهبت قبل العصر إلى مسجد شريف القريب من منزل المرشد وكنت على موعد مع الأخ حسن عبد الغني وفوجئت بوجود عدد كبير من شباب النظام الخاص على رأسهم فتحي البوز وعلي صديق مما لفت نظري؛
- وعندما التقيت ب حسن عبد الغني كان عنده الأخ إسماعيل الهضيبي أخبرته بكل ما أعلمه فلم تعتره الدهشة، وطلب مني متابعة الأمر، أما الأخ إسماعيل فقد قال: هذا مرشدكم وأنتم أحرار معه ومن ناحيتي لن أتدخل في هذا الأمر، ورأيت محمد أحمد سكرتير السندي وعلي صديق وفتحي البوز وعلي الموفي مع آخرين لا أذكر أسماءهم يتشاورون فيمن يكلم المرشد واختاروا علي المنوفي لأنه هادئ الطبع.
- وصعدت مجموعة عددها حوالي العشرين إلى منزل المرشد امتلأت بهم غرفة الاستقبال وبقي الآخرون في المسجد، حضر إليهم المرشد قائلا السلام عليكم فوقف الجميع وردوا السلام فقال زيارة والا مظاهرة؟ قالوا زيارة وبدأ علي المنوفي بالكلام بهدوء ...
- وقال إننا حضرنا لسؤال فضيلتك عن سبب فصل قادة النظام الخاص، وهنا تدخل الأخ محمد حلمي فرغل ليقول: "لا ... نحن لم نحضر للسؤال بل قدمنا لأننا تعبنا منك لأنك لا تعرف كيف تقود الجماعة ونحن لم نر منك خيرا ... ونحن حضرنا لنطالبك بالاستقالة". ...
- فسأله المرشد: الأخ اسمه إيه؟ فرد عليه أحمد نصير فقال: "فضيلتك بتسأل عن اسمه ليه؟" فأجاب المرشد واحد بيطالبني بالاستقالة ... ألا أسأله عن اسمه؟ فعقب أحمد نصير قائلا "أم أنك تريد أن تتخذ ضده إجراءات؟" فأجاب المرشد يا بني ماذا نملك نحن من إجراءات حتى ننفذها فيكم؟ فقال الأخ اسمي محمد حلمي فرغل من إخوان تحت الأرض!! وهنا هم المرشد بمغادرة الحجرة إلى داخل المنزل فقالوا له حضرتك رايح فين؟ ...
- فقال: "أنتم طالبين استقالتي وأنا رايح أكتبها" وقد بدأ الانفعال واضحا على وجهه، وهذا تصدى له محمد أحمد وفتحي البوز ومنعاه من الدخول وخلعا سماعة الهاتف لمنع الاتصال بالخارج فغادر المرشد الحجرة من الباب المطل على السلم فلحق به علي صديق ومحمود زينهم الذي قال للمرشد "ما يصحش برضه فضيلتك تنزل كده بالروب"
- فقال له: "يا بني انتو خليتو حاجة تصح أو ما تصحش؟" وهنا حمله محمود زينهم وعاد به إلى الغرفة وعندها نزلت إلى الشارع لأجد الأخ سيد الريس غاضبا للغاية قائلا هل هذا إسلام ... خدعونا! ظلمونا لقد كادوا للرجل ...
- فقلت له ما دمت من هذا الرأي فابق مع الرجل ولا تتركه وجريت لعبد الرحمن البنان في صالة شقة المرشد واقفا مع علي نعمان وسمعت الأخير يقول للأخ البنان: "ألا تذهب إلى المركز العام حيث أعضاء الهيئة التأسيسية ينتظرون هناك! ... فأجاب الأخير ... لا .. كفاية لغاية كده".
ويقول محمود عبدالحليم:
- كان أكثر هذا الشباب الذي ضلع في هذه الفتنة مضللين ومخدوعين ، حتى إنه لم تمض هذه الليلة حتى تقدم اثنان كانا من قادتها معتذرين وآسفين وهما الأخوان علي صديق وفتحي البوز.
مواقف لها تاريخ
كان فتحي البوز مثلا للشخصية العملية والتي ملئت سيرته بكثير من المواقف ومنها أنه رحمه الله عندما دخل المعتقل وهو كان شديد البنيان قوى كبير الحجم ذو قوة و صبر و جلد على تحمل المشاق فكان إخوته فى المعتقل لا يتحملون منهم الضعفاء و المرضى جلد أعوان الطواغيت والجلادين و الذين كانوا يسومون أهل الحق و الدعاة إلى الله عز وجل العذاب بسياطهم عند المرور فى الطرقات
ومنها عند الذهاب لدورات المياه فكان يذهب معهم متطوعا و هو لا يردي قضاء الحاجة و يتصدر بظهره للسياط و الجلادين حتى يحمى إخوانهم بظهره حتى لا ينالهم تلك السياط أثناء الذهاب لقضاء الحاجة و كان يخص بذلك الفعل صديقه المجاهد يوسف صديق الذى كان به مرض شديد أثناء الاعتقال فرحمهما الله و جعلهما إخوة متقابلين على سرر مرفوعة فى جنات النعيم.
و منها أنهم لم رحلوا إلى سجن الواحات البحرية و كان الجو شتاء شديد البرودة و يغلب عليه الصقيع و كانت توضع المياه لهم فى براميل فكانوا يستيقظون فجرا لأداء صلاة الفجر فيجدون سطح البرميل و قد تكونت عليه طبقة من الثلج السميكة فكان هو و إخوانه يكسرونها بأيدهم ثم يأخذون من الماء الذى فى أسفل تلك الطبقة و يتوضئون به للصلاة.
و منها أنه فى أحدى المرات و ذلك قبل بطش الطاغوت المسمى ناصر بالحركة المجاهدة و بالمسلمين عندما ذهب مع الأستاذ حسن الهضيبي رحمه الله إلى الطاغوت المسمى عبد الناصر للتفاوض فى أمر ما و كانت قد ظهرت ميول هذا الطاغوت و ظهرت أغراضه و بان كفره فطلب الأستاذ أحمد فتحى البوز من الأستاذ حسن الهضيبي أن يعطيه الأذن بقتل هذا الطاغوت بمسدسه الخاص و لكن الأستاذ حسن الهضيبي رفض ذلك وقتها.
و منها أنه عرف عنه حبه لتعاليم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة شرع الله و كان يكلم ابنه دائما على تركه لحيته و يطلب منه حلقها خوف عليه و لكنه سمع الخطيب فى المسجد الذى يحضر فيه الخطبة مرة بعد ذلك أن اللحية فرض واجب بإجماع أهل العلم و ما شذ عنهم غير الليث بن سعد بقوله أنها سنة مؤكدة فما رأى المصلون الأستاذ أحمد فتحى البوز فى الجمعة التالية إلا و هو مطلق لحيته عملا بأمر الله سبحانه فقد سارع بإقامة تلك الفريضة و كان قد تعدى السبعين عاما وقتها.
يقول عبدالله العقيل:
- عرفت حسن فؤاد عبدالغني بمصر أثناء دراستي الجامعية، حيث كان هو والإخوة علي صديق فرج، وفتحي البوز، وفوزي فارس، وحسن دوح، وصالح البنا، وصلاح حسن، وعبدالعزيز علي محمد، ومحمود حسن وغيرهم، يتولون التدريب في المعسكرات والمخيمات لشباب الإخوان،وخاصة الجامعيين منهم؛
- وكان من ثمرات توجيهاتهم وتدريباتهم المنضبطة بتوجيهات الإسلام وتعالميه، أن استفاد الكثير من إخواننا طلاب البعوث الإسلامية من العالم العربي وإفريقيا وآسيا، ونقلوا تجاربهم على أيدي هؤلاء المربين إلى بلدانهم، فأقاموا المخيمات والمعسكرات والرحلات، والكتائب، فكانت خير محاضن لبناء الرجال الأقوياء، في إيمانهم، وأبدانهم، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، ومنهم كانت طلائع التيار الإسلامي في العالم العربي والإسلامي.
و يقول د جابر قميحة في شهادته:
- وأثناء ذلك وكنت أنا أقف في بداية الكردون (صفين من الإخوة يصنعان طريقًا إلى القبة) دخلت سيارة جيب مكشوفة في اندفاع مذهل , وعليها قرابة اثنى عشر شابا، وفي أيديهم الكرابيج السودانية، وكان قائدهم أحد الضباط المنتسبين للثورة عرفنا بعد ذلك أن اسمه كامل يعقوب ...
- اندفعت السيارة ووقفت وانعطفت ناحية اليسار، ناحية مبنى كلية الحقوق، وكان نواب صفوي يخطب ساعتها، وأخذ من في السيارة يهتفون "كفى كلامًا يا إخوان، كفى اتجارًا بالأديان" . ورفعوا أصواتهم والإخوان ينبهونهم إلى ضرورة التزام الصمت؛ لأن الخطيب ضيفٌ إيراني مسلم يتحدث . وقال لهم الأخ "فتحي البوز" أحد قيادات الطلاب في كلية الحقوق: "نرجوكم التزموا الصمت الآن، وبعد هذا اشتموا كما تشاءون".
- ولكنهم لم يستجيبوا له، وازدادوا صخبًا . اقتربت من السيارة، حتى أصبح بيني وبينها قرابة خمسة أمتار، وفجأة سمعت طلقًا ناريًّا يخرج من السيارة، ومرت طلقة المسدس بجوار وجه الأخ طاهر الدريني، وفجأة رأيت السيارة تحترق ويعلو منها اللهب، وهرب من فيها؛
- ويعلم الله أنني لا أعرف ولم أر من الذي أطلق الرصاصة، ومن الذي أشعل النار في السيارة، إلا أن الإخوان هجموا على ركابها، وأوسعوهم ضربًا , حتى إن قائدهم غرق وجهه في الدم، وأصبحت حلته كقشر ثمرة الموز، فلما ازداد الضرب عليه قال بصوت مخنوق أنا في عرض الإخوان، فامتنع الإخوان عنه وحمل إلى داخل كلية الحقوق لإسعافه، أما بقية من كانوا معه فلم يعد لهم أثر.
يقول عبدالرحمن البنان:
- وعدت إلى المنزل بعد انتهاء المحاضرات، فوجدت مكالمة تليفونية من أخي العزيز «فتحي البوز» المحامي؛ يهنئني بالإفراج، وسألني عن أحوالي، فأخبرته بانتسابي للجامعة، وبأنني أبحث عن عمل، فقال لي مرحبًا: «احضر لي غدًا في شركة «وولنكس»، ومعك صورة من شهادة الثانوية العامة، وشهادة الميلاد»
- فكانت مفاجأة سعيدة لي، فما هي إلا أسبوعان اثنان، وقد عيِّنت مشرفًا في القسم الثقافي في المصنع، ومهمتنا بسيطة وسهلة، وهو تقديم كتب استعارة للموظفين والعمال، هذا بالإضافة إلى محاضرات تثقيفية، وباقي اليوم يوجد عندي فراغ كبير أسترجع فيه دروسي، فحمدت الله أن حقق لي كل رغباتي في العودة إلى الكلية، ثم العمل؛ لأساعد أمي الحبيبة.
البوز وسط المعارك
شارك فتحي البوز مع المجاهدين الإخوان في حرب القنال عام 1951م، وكان له دور قوي، يقول عبدالرحمن البنان (أحد مجاهدي الإخوان بحرب فلسطين والقنال):
- وهناك مجموعات أخرى تخطط لعمليات مختلفة ستسمعون أخبارها قريبًا، وكوَّن مجموعة لضرب الدبابات، وأجمعنا جميعًا على «إسماعيل محمد إسماعيل» وكنا نسمِّيه «صائد الدبابات»، فقد كانت شهرته معروفة من أيام حرب فلسطين على رمي قنبلته اليدوية في فتحة الدبابات الفوقية في رمية واحدة صائبة، تدمر مَنْ بداخل الدبابة، وتحرقها، فاخترناه هو و«أبو الفتوح عفيفي»، و«فتحي البوز»، و«الدكتور كمال حلمي»؛ لتولي عملية صيد الدبابات على طريق المعاهدة.
- وبدأنا منذ اللحظة الأولى نجهِّز لهذه العملية، وبدأ «إسماعيل محمد إسماعيل»، و«أبو الفتوح عفيفي»، و«فتحي البوز»، و«عصام الزيني»، يستعدون للخروج؛ لصيد الدبابات، أما مجموعتنا؛ فقد كان العقل المدبر لها هو «محمد علي سليم» وبدأنا في الضفة الشرقية تجربة الأسلاك والبطارية والمفجر الكهربائي؛
- حتى نتأكد من صلاحية كل أدواتنا، فقد خرج «فتحي البوز» في ليلة ثانية هو و«أبو الفتوح عفيفي» في مهمة لاصطياد دبابة، وقاما برمي القنبلة اليدوية في برج الدبابة، ولكنها لم تنفجر، وكانت كحجر ألقي على الدبابة لم يؤثر فيها، وانهالت عليهم الرشاشات من الدبابة المتحركة؛
- ولولا إسراعهم بالاختفاء في الأحراش، والانسحاب السريع لما نجوا من طلقات الرصاص، وكانت هذه العملية الفاشلة مسار فكاهتنا على «فتحي البوز»، وقلنا له: لا بدَّ يا فتحي أن تجرب القنبلة قبل استعمالها؛
- فقال مازحًا: إنني سأجربها فيكم أولاً للتأكد من صلاحيتها، وطبعًا القنبلة لا يمكن تجربتها، بل هي تطلق مرة واحدة، وأنت وحظك، فالأسلحة التي نملكها قديمة مخزنة؛ ولذلك كان لا بدَّ لنا من تجربة أي شيء يمكن تجربته حتى نكون على يقين أنه سيكون صالحًا، ولن يخذلنا، كما خذلت القنبلة «فتحي البوز» و««أبا الفتوح عفيفي»، وكادت تفقدهم حياتهم.
ويضيف محمود الصباغ:
- هاجم الأخوة فتحي البوز وعصام الشربيني بتعليمات من الأخ فوزي فارس الدورية بأن اختبئوا بين أغصان مجموعة من الأشجار العالية المطلة على خط السير المتكرر لهذه الدورية، واستمروا في مقامهم أربع ساعات حتى تقدمت نحوهما هذه الدورية المكونة من سيارتين مصفحتين فأطلقا عليها القنابل والرشاشات وأصيب جميعه من فيها ثم قفزوا من فوق الأشجار وعادوا إلى قواعدهم سالمين.
ويقول د.محمد عبدالرحمن:
- مع استمرار تصاعد وتيرة العمليات الفردية والصغيرة ضد قوات الاحتلال، ومع التحرك السياسي والزخم الجماهيري وتعبئة الأمة، انتقل الإخوان إلى المرحلة الأخيرة في المواجهة العسكرية مع قوات الاحتلال؛
ونشير باختصار إلى ملامح هذه المواجهة وبعض الأحداث الهامة فيها:
- لقد دخل الإخوان معارك القناة بكتائب النظام الخاص، ومن جميع شُعب الإخوان على امتداد خط القناة ومحافظة الشرقية، بخلاف أعداد المتطوعين الإخوان من أنحاء القطر، وكذلك أعدوا كتيبة من طلاب الجامعة من خلال معسكرات التطوع.
- كان الإخوان بمنطقة الإسماعيلية من أسبق الشُّعب في العمليات العسكرية ضد الإنجليز حتى قبل إلغاء المعاهدة حيث كانت تقوم بـ: خطف لقادة الإنجليز نسف لطرق قوافلهم مهاجمة معسكراتهم وكانوا هناك تحت قيادة الشهيد الشيخ محمد فرغلي والشهيد يوسف طلعت حتى إن الإنجليز أعلنوا عن مكافأة سخية لمن يرشد عن أيهما.
- وكذلك في السويس نجح الإخوان في ضرب مخازن الذخيرة وصهاريج البترول.وكانت هناك مجموعة "كامل الشريف" و"محمد سليم" حيث كانت تعمل في المنطقة من الإسماعيلية حتى بورسعيد.
- ومجموعة منطقة القنطرة، اشتهر منهم " د. عصام الشربيني" و "فتحي البوز" و"فوزي فارس".وكذلك مجموعة بورسعيد بقيادة " علي صديق" وكانت تضم عددًا من طلبة الإخوان والنظام الخاص، منهم الإخوة : "يوسف علي يوسف" و "فتحي العجمي" و"إسماعيل عارف".
- وكتيبة جامعة القاهرة (كان اسمها وقتها جامعة فؤاد) وهي من طلبة الإخوان المسلمين بالجامعة، وقد انضم إليها بعض الأفراد الوطنيين من غير الإخوان، وكانت بقيادة " حسن دوح" وتركزت عملياتها في منطقة القرين والتل الكبير.
وسط المحنة
بعدما فشلت عملية الانقلاب على المرشد العام والتي كان يعزيها عبدالناصر، تعرض عدد ممن وقف بجوار مرشده لمحنة كبيرة ومنهم فتحي البوز، والذي حكم عليه بـ 25 عاما بعدما أعتقل فى قضية تفجير حارة اليهود و التى نسبت له تلفيقا من نظام عبد الناصر و أصدر ضده حكما وحُكِمَ عليه أمام دائرة حتاتة؛
والتي كانت تنظر قضية التنظيم الخاص في إمبابة، غير أنه أييد قرارات عبدالناصر أثناء حرب القنال عام 1956م (العدوان الثلاثي) وأفرج عنه غير أنه قبض عليه مرة أخرى في محنة عام 1965م وزج به في السجون حتى خرج بعد وفاة عبدالناصر.
يقول سيف الإسلام على موقع أنا المسلم:
- لما حكم على الأستاذ أحمد فتحي البوز رحمه الله بخمسة و عشرين عاما و بعد ذلك رحل ودفع إلى زنزانته والتي كان قد سبقه إليها والدي فوضع رأسه على الحائط مبتسما قائلا ربع قرن و هنا أحس والدي أنه كأنه لم يصدر ضده شيئا فقد كان والدي محجوزا لمدة ستة أشهر فشعر أنه خارج صباح اليوم التالي لما رأى الأستاذ أحمد فتحي البوز رحمه الله مبتسما بشوشا برغم الحكم الصادر عليه بربع قرن.
ويقول حسين أحمد حمودة أسرار حركة الضباط الأحرار والإخوان المسلمين:
- رحلت مع دفعة من الإخوان المسلمين المسجونين عددها مائة نفس معظمهم من قادة الجماعة يوم 17 مايو 1955 إلى سجن الواحات الخارجة أذكر منهم الأستاذ الكبير عمر التلمساني المحامي والأستاذ صالح أبو رقيق والدكتور محمد خميس حميدة والدكتور كمال خليفة والدكتور حسين كمال الدين وفضيلة الأستاذ الشيخ أحمد شريت والحاج لطفي أبو النصر أعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين.
- والبكباشي محمد فؤاد جاسر والصاغ جمال ربيع والصاغ مهندس عمر أمين والملازم أول بحري عز الدين صادق والملازم أول بحري أحمد رمزي سليمان واليوزباشي شرطة محمد جمال الدين محمد أحمد إسماعيل والأستاذ الكبير محمود عبده قائد متطوعي الإخوان في حرب فلسطين بمنطقة صور باهر وفضيلة الأستاذ الشيخ محمد فارس فريح والأستاذ فتحي البوز المحامي والأستاذ على صديق وغيرهم من أفاضل الناس وأحسنهم أخلاقا.
يقول عبدالرحمن البنان:
- ولكن الذي خفف هذا الوضع وجودنا مع مجموعة أعرفها جيدًا مثل «علي صديق» و«فتحي البوز»، والذين أفرج عنهم بعد أن أرسلوا برقيات التأييد لتأميم القناة، ولكنهم لم يسلموا أيضًا من الاعتقال، ولقد سمعت أن الشهر الماضي كان شهرًا قاسيًا صعبًا على المعتقلين؛ فقد كان زبانية «عبد الناصر» يعذبونهم عذابًا شديدًا بدون أي مبرر ولا سبب.
وفاته
بعدما خرج من محنته انطلاق في الأرض ليعمل وفتح مكتب محاماة، حتى أصابه الله بمرض عضال و هو سرطان فى النخاع الشوكى و ذلك فى أخر حياته و لكن صبر، حتى تُوفِّي إلى رحمة الله تعالى صباح الخميس 26/4/ 2007م الموافق 8 ربيع الثاني 1428 هجريًّا، عن عمر يزيد عن الثمانين عاما... رحمه الله رحمة واسعة