كمال رشيد
- بقلم / حسني جرار
تقديم
- الدكتور كمال رشيد .. أديب إسلامي معاصر . .. كاتب وصحفي وشاعر .. ومربٍّ فاضل ، له دور كبير في تربية الشباب والناشئين وتوجيههم .. وله تجارب ناجحة في مجال الشعر والصحافة والتربية وأدب الأطفال .
- وهو من الأدباء الذين حملوا همّ القضية الفلسطينية بوصفها قضيتهم وقضية الأمة العربية والإسلامية .. وأحد الوجوه الأدبية والفكرية في السّاحة الأردنية .
حياته ودراسته
ولد الأديب كمال عبد الرحيم رشيد عام 1941م في قرية الخيرية إحدى ضواحي مدينة يافا بفلسطين .. وفي أحضان ساحل يافا الجميل وبيّارات البرتقال المعطاءة عاش طفولته المبكرة في أسرة كريمة محافظة متدّينة .. وما كاد يبلغ السّابعة من عمره حتى وقعت النكبة الكبرى في فلسطين عام 1948 م ، واحتل اليهود مدينة يافا وما حولها .. وارتحل كمال مع أسرته إلى قرية " بدّيا " بمنطقة نابلس ، ودرس بمدرسة بدّيا من الصف الأول الابتدائي حتى الصف السّابع .
ولما ضاقت بهم الحياة لقلّة الموارد هاجرت الأسرة إلى مدينة نابلس ، وسكنت مخيم عين الماء ( 1956 – 1967م ) .. ودرس كمال المرحلة الثانوية في مدرسة الجاحظ ، وتخرّج فيها .. وفي تلك الفترة اتصل بالحركة الإسلامية في نابلس وشارك في نشاط طلابها ..
ومع أنه بدأ العمل معلماً في مدارس مدينة طولكرم ، إلا أن طموحه للعلم دفعه لمواصلة الدراسة الجامعية ، فدرس في كلية الآداب بجامعة دمشق ، وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية عام 1969م .
ولما ذهب إلى دولة المغرب العربي للتدريس بمدارسها ، درس في جامعة محمد الخامس بالرباط وحصل على شهادة الماجستير في علوم اللغة العربية وآدابها في عام 1979م .
ولما عاد إلى عمان للعمل في إدارة المناهج ، واصل دراسته العليا في الجامعة الأردنية وحصل على الدكتوراه في علوم اللغة العربية وآدابها في عام 1996 بتقدير ممتاز ، وكان موضوع الرسالة التي قدّمها " الترادف في القرآن الكريم " .
- أما الدراسات والدورات العلمية والعملية التي اكتسبها في أثناء عمله بإدارة المناهج فهي :
- دورة في إعداد البرامج التعليمية في الإذاعة المدرسية / مركز CEDO لندن 1973م .
- دورة تحرير الكتب المدرسية والمواد التعليمية / جامعة لندن 1988م .
- دورة لزيارة دور النشر البريطانية الكبرى ( لونجمان – أكسفورد – هاينمان ) 1989م .. وكانت هذه الدراسة بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم الأردنية والمجلس الثقافي البريطاني في عمان ..
حياته العملية
- عمل الدكتور كمال رشيد بعد تخرّجه من الثانوية العامة معلماً في مدينة طولكرم عام 1962م ، في مدرسة الخالدية ثم في المدرسة العمرية .. وفي عام 1964م أُعير معلماً للجزائر ، وفي تلك السنة أصيب بكسر في رجله ودخل مستشفى الجامعة.. وفي المستشفى نظم عدداً من القصائد ، ولكنها ضاعت منه .. وفي عام 1965م عاد من الجزائر إلى نابلس ، وعمل معلماً في قرية " بيتا " .
- ولما حدثت النكبة الثانية عام 1967م ، ووقعت الضفة الغربية فريسة للاحتلال الإسرائيلي ، هاجر كمال إلى عمان وعمل معلماً في المدرسة المأمونية . وفي عام 1968 نُقل إلى مديرية المناهج عضواً لمبحث اللغة العربية .
- وفي عام 1975م أُعير إلى المغرب العربي وعمل معلماً في الدار البيضاء . وعاد إلى عمان عام 1979م ، وعمل بإدارة المناهج رئيساً لقسم الكتب المدرسية ، ثم رئيساً لقسم التحرير ، وقسم الإذاعة المدرسية .
- ومن الأعمال التي قام بها في أثناء عمله بإدارة المناهج :
- كان عضو الفريق الوطني لتأليف كتب اللغة العربية .
- رئيس اللجنة الأردنية المحلية لمشروع " الرصيد اللغوي " التابع للمنظلمة العربية للتربية والثقافة والعلوم .
- ممثل الأردن في لجنة البرامج التعليمية الموجهة للطلبة العرب في الأرض المحتلة التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم .
- فحص عدد من الكتب المدرسية لغوياً وتحريرها وإجازتها .
- تقويم الكتب المقترح اقتناؤها لمكتبات مدارس وزارة التربية .
- تمثيل الأردن في عدد من المؤتمرات التربوية واللغوية والتعليمية .
- وانتهى عمل الدكتور كمال في إدارة المناهج في عام 1991م حيث أُحيل على التقاعد .
- وفي عام 1992م عمل رئيساً لتحرير صحيفة الرّباط الإسلامية / الناطقة باسم الحركة الإسلامية في الأردن ، لمدة عامين .
- وفي عام 1994م عمل في جامعة الزرقاء الأهلية ( سنة التأسيس ) مديراً للعلاقات العامة ، وعضو هيئة التدريس لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين لها .
- وفي عام 1995م عمل مديراً عاماً للمدارس العمرية في عمان ، وما زال على رأس عمله يمارس نشاطه التربوي والأدبي ، ويوجّه الأجيال وجهة سليمة تفيد الأمة والوطن .
نشاطه
- لقد حفلت حياة أديبنا كمال بنشاطات متنوعة كثيرة ، وفي مجالات متعدّدة من مجالات العمل التربوي والديني والأدبي والإعلامي .. فهو مؤلف وشاعر وباحث، وكاتب صحفي ، وكاتب إذاعي ، وكاتب للأطفال ..فمن أنشطته :
- إعداد وتقديم برامج دينية من إذاعة عمان لسنوات طويلة .
- إعداد وتقديم ( 30 حلقة ) من برنامج ديني في إذاعة الكويت 1985م .
- إعداد مسلسل من عدة حلقات في إذاعة عمان ( أشواق في المحراب ) .
- إعداد مسلسل من عدة حلقات لعدة سنوات لإذاعة عمان بعنوان : " الأسرة السعيدة " .. تمثيليات اجتماعية .
- إعداد برامج تعليمية للمناهج الأردنية في مبحث اللغة العربية في إذاعة عمان .
- إعداد وتقديم برامج تلفازية تعليمية لمبحث اللغة العربية / التلفاز الأردني .
- كاتب صحفي في جريدة الدستور منذ عام 1997م .
- مشارك في ندوات فكرية وأمسيات شعرية مختلفة .
- مشارك في مهرجان المربد الشعري عام 1987م .
- محاضر في كليات المجتمع ، وفي دورات المعلمين .
- وللدكتور كمال ارتباط بعدد من الهيئات والجمعيات :
فهو عضو برابطة الأدب الإسلامي العالمية . وعضو برابطة الكتاب الأردنيين . وعضو في اتحاد الكتاب الأردنيين . وعضو في جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية / الأردن . وعضو المعهد العالمي للفكر الإسلامي . وعضو الجمعية الوطنية لرعاية الطفل/ الأردن . وعضو الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق . وعضو جمعية مكافحة التدخين . وعضو جمعية العفاف .
إنتاجه الأدبي
- ديوان " شدو الغرباء " – الجمعية العلمية للطباعة والنشر ، عمان ، 1983م .
- ديوان " عيون في الظلام " – مكتبة المنار ، الزرقاء ، 1984م .
- ديوان " القدس في العيون " – دار الوفاء ، المنصورة بمصر ، 1990م .
- ديوان " نسائم الوطن " – دار بلال ، عمان ، 1997م .
- أشواق في المحراب – دار البشير ، عمان ، 1985م .
- تأملات في السّنّة – دار البيرق ، عمان ، 1988م .
- مجالس الإيمان – دار عمار ، عمان ، 1984م .
- الزمن النحوي في اللغة العربية .. وهو في أصله رسالة ماجستير ، ويطبع حالياً بدعم من وزارة الثقافة في هذا العام 2007م .
كتب للأطفال :
- أناشيدي ( جزءان ) – دار الفرقان ، عمان ، 1983م .
- الخطأ والصواب .. في الصحة – الجمعية العلمية ودار عمار ، 1984م .
- الخطأ والصواب في السلوك – الجمعية العلمية ودار عمار ، 1984م .
- الخطأ والصواب في المرور - الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق ، 2005 م .
- أقوال ومواقف – دار بلال ، 1990م .
- أشياء تنفعنا وتضرنا – دار بلال ، 2007م .
- أخلاق إسلامية – دار عمار ، 1990 م .
- عادات حميدة – دار بلال ، 1990م .
- سليم في المزرعة وقصص أخرى – دار عمار ، 1990م .
- أبو خليل والحلم الجميل – جامعة الإمام محمد بن سعود ، 1992م .
- في المسجد – جامعة الإمام محمد بن سعود ، 1992م .
- نحب هؤلاء ( جزءان ) – جامعة الإمام محمد بن سعود ، 1992م .
- أمّيز بين الأشياء .
- عشر قصص للأطفال .
وقد تناول أدب الدكتور كمال عددٌ من النقاد والأدباء ، منهم الدكتور عماد الدين خليل ، والدكتور محمود إبراهيم ، والدكتور مأمون جرار ، والدكتور عدنان حسونة ، والأستاذ محمد صالح حمزة .. ومن هؤلاء مَنْ قدّم وعرّف بدواوينه الشعرية ، ومنهم من كتب عنه في الكتب الأدبية ، ومنهم من كتب في الصحف .
تجربته مع أدب الأطفال
الأطفال في حياتنا أمانة في أعناقنا ، فلا بدّ من إعطاء هذه الأمانة حقّها .. وجميل أن يكون لنا أبناء فهم زينة الحياة ، وأجمل منه أن يكونوا واعين مدركين ، فلا يعيشوا في معزل أو يتفتّحوا على شرّ .. فهؤلاء الأبناء فلذات أكبادنا ، والواجب أن ننمّي شخصياتهم ، ونقّوي مداركهم ، ونثقف عقولهم ، ونغرس فيها المفيد النافع ، فالطفل عجينة تتكيّف ، وهو يأخذ المُثل والخُلُق والأفكار مما يقرأ ويسمع.. فلا بدّ من تدريبهم على الحياة ، وتلقينهم دروسها ، واتّباع الأساليب العلمية والتربوية المبنية على الخبرة والتجربة ..
ومن التجارب المفيدة في هذا المجال تجربة الدكتور المربي كمال رشيد التي بدأت في فترة مبكرة من حياته .. فبعد النكبة الثانية عام 1967م كانت هجرته من نابلس إلى عمان .. وفي عمان استكمل تكوينه النفسي والعلمي ، وفيها توالت قصائده ودواوينه وأناشيده وكتبه ، طباعة ونشراً وتوزيعاً .
وكان لمديرية المناهج التي عمل بها قرابة عشرين عاماً فضل كبير عليه .. فهي التي مكنته من الاطلاع على مناهج الدول العربية وكتبها المدرسية ، كما بيّن له هذا الإطلاع افتقارها جميعاً إلى الكتابة في أدب الأطفال .
ومن فضلها عليه أيضاً أن عدداً من قصائده وأناشيده أخذت موقعها في الكتب المدرسية المقررة في الأردن ، وأنّ عدداً من الدول العربية أخذ عنها ، مثل الكويت والإمارات العربية .
وفي عمان عمل في قسم اللغة العربية في جامعة الزرقاء الأهلية ، حيث العيش مع المكتبة والكتب والأساتذة والطلبة .. ثم عمل مديراً عامّاً للمدارس العمرية ، ومع أنه عملٌ إداري إلا أنه أيضاً عمل فني يتعامل مع المناهج والكتب الدراسية كما يتعامل مع الطلبة والمعلمين .
وكان لكثرة الترحال والتنقل ، وتعدد الوظائف المتصلة بالكلمة والأدب والطفل، والتعليم ، والمناهج ، والصحافة ، والعمل الجامعي والإدارة المدرسية .. كلها كانت محطات أثْرَتْ وأغْنت وصقلت وهذبت تجربته .
- وقد وضّح لنا الدكتور كمال تجربته في موضوع " أدب الطفل ولغته " في نقاط فقال ([1]) :
- أولاً : لقد تأخر ركب أدب الأطفال قياساً مع فنون الأدب الأخرى وغاب نُقاده، وزهد فيه كثير من القادرين .. وهذا التأخير والنقص كان في الكم وفي النوع ، فكُتّاب الأطفال قليلون .. هذا مع أنّ المصلحة الوطنية والتربوية وكذلك المصلحة المادية التجارية تقتضي الاهتمام بأدب الصغار قبل أدب الكبار ليكون البناء متدرجاً.. وكذلك لأن مساحة انتشار أدب الصغار في الأصل أوسع وأشمل ، فكتاب الأطفال يمكن أن يُطبع ويُباع بعشرات الآلاف من النسخ ، بينما لا يزيد كتاب أدب الكبار عن الألف والألفين والثلاثة .
- ثانياً : إن البيوت والمدارس والمسارح وبرامج الأطفال ومجلات الأطفال بحاجة مستمرة لأدب الصغار لملء الفراغ في كل من هذه . وإذ نذكر هذا فإننا نحمد الله أن أدب الأطفال كثر واتسع وانتشر في السنوات الأخيرة ، لوجود هذه المؤسسات وللإهتمام العالمي بالطفل وما تبع ذلك من اهتمام الدول ومنها الأردن .. كما جدّ جديد هو برامج الأطفال في الفضائيات ، وهذه تقول هل من مزيد ..
- ثالثاً : إنّ كثيراً مما ينسب لأدب الأطفال لا يستجيب لحاجات الطفل ولا يراعي اهتماماته ولا يدفع إلى سرعة الالتقاط أو الحفظ والتغني .. وإن كثرة النشر لهذا الكاتب أو ذاك لا يقوم دائماً على الجودة .
- رابعاً : إن لأدب الطفل خصوصية غير أدب الكبار ، مثال ذلك أنّ الشعر غير النشيد ، وليس كل شاعر جيد قادراً على كتابة الأنشودة التي تشدّ الطفل وتسعده ، وكذلك ليس الروائي الناجح قادراً على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة للطفل .
- وأقل ما يقال هنا أنّ الخيال للأطفال وأنّ المنطق والفلسفة وإعمال الفكر وقوة الحجّة والتشريح الاجتماعي أو السّياسي للكبار .
- خامساً : إن النجاح الأول أو الخطوة الأولى في الكتابة للأطفال تبدأ من حسن اختيار الموضوع ، بحيث يكون من اهتمام الطفل ، ومن عالمه النفسي والعقلي والوجداني واللغوي .. وبعد هذا يأتي الحديث عن الصياغة ، وعن عملية التبسيط أو التسهيل والصوت والموسيقى ، ويأتي الحديث عن المعنى والمبنى ، فما لا يفهم لا يطرب ، وما تنافرت ألفاظه وحروفه فهو مرذول ، وما افتقد الموسيقى تحوّل إلى حجر ..
- لقد وضع ابن الأثير وغيره شروطاً للملاءمة والمناسبة في الكتابة للكبار شعراً أو نثراً ، والأطفال أولى وأدعى أن توضع الشروط لأدبهم أو لِما يقدّم إليهم ..
- وفي هذا أقول ، لقد كانت تجربتي مع أولادي أولاً وأحفادي ثانياً أنني اتخذتهم نقاداً لما أكتب ، أستحسن ما يستحسنون وأستبقيه ، وأشطب ما لا يلتقطون ولا يقبلون ، ولقد كانت وسيلة ناجحة أدعو غيري أن يجريها .
- لا بدّ من تبسيط المادة التعليمية والتربوية ، والنزول بالأفكار العالية الراقية إلى عالم الطفولة ، لنبدأ معهم البداية الصحيحة .
- سادساً : يجب أن يكون لكل مؤلف هدف ، ويمكن أن يلتقي أكثر من هدف في المنتج الواحد ، وأعترف هنا أنه غلب على مؤلفاتي الطابع التربوي التعليمي بحكم المهنة والتكوين .. ففي بعض كتبي للأطفال كنت أضع القصة القصيرة في صفحة أو نصف صفحة ثم أتبعها بعشرة أسئلة من النص ، وقد وضعت لكل سؤال ثلاثة اختيارات ليختار الطفل الصحيح منها .
إذن هذه قصة تحمل موقفاً تربوياً أخلاقياً ، ثم يعقبها تنشيط لذكاء الطفل ، وهذه القصة سهلة في جملها وألفاظها فيسهل فهمها، وتمتع قراءتها .. وهكذا يكون المنتج الأدبي موكباً يتحرك .. الفكرة ، الصورة ، اللغة ، الموسيقى .
وتطبيقاً لهذه الأفكار التعليمية والتربوية النّيّرة .. ونظرةً لبعض مؤلفات الدكتور كمال في أدب الطفل ولغته ، نرى التنوّع في الأهداف والأغراض وفي أسلوب التناول ..
ففي كتابه الذي بعنوان " أناشيدي " .. جاءت هذه الأناشيد نتيجة الشعور بحاجة أطفالنا إلى القول الممتع النافع يعمرون به قلوبهم وعقولهم ، ويغنّون به في الصباح والمساء ، وقد توخّى في هذه الأناشيد البساطة والعذوبة ما أمكن ، وتحاشى فلسفة المعاني وتعقيدها ، وتغنى بأبعاد يتفق عليها الجميع مثل : الإيمان بالله والنظر في ملكوت السموات والأرض ، وحبّ الناس ، والجوانب الأخلاقية والسّلوكية.. مراعياً اهتمامات الطفل ورغباته وتكوينه النفسي والوجداني واللغوي ..
- وجاءت الأناشيد في جزأين مصورين بأربعة ألوان ، ذلك لأن اللون والصورة مما يناسب الأطفال ويرضيهم .. وقد افتتحها بهذا النشيد :
- أحِبّائي
صِغارَ اليوم
- أبطالَ الغَدِ الآتي
لَكُم جاءت أناشيدي
- مَعَ الأيامِ والسّنوات
مَعَ الأفراح والنكبات
- مِن قلبٍ
يرى فيكمْ غِراسَ النّصر والخَيْر
- فِلَسْطينُ تُناديكمْ
وفي الأُرْدُنِّ ناديكُمْ
- وفي كُلِّ بلادِ العُرْبِ والإسْلامِ
صوتُ الحَقِّ يَدْعوكمْ
- فَهَيّا للغدِ الآتي
لِنورِ الشَّمسِ
- للإشراقِ والأشواقِ
- للقُدْس
وغنّى فيها للقدس وعمان ، وللأردن وفلسطين ..
عـمّـانُ يـا عمّانْ
- حُـبُّـكِ فـي فؤادي
عـاصِـمـةُ الأردُنِّ
- أدعـو لـهـا باليُمْنِ
في البعد أو في القرب
- أدعـو لـها : يا رَبِّ
يـا زيـنـة البُلدانْ
- عـلـى مَدى الزَّمان
أرضُ الـهَنا والحُسْنِ
- والـمـجدِ والعُمرانْ
حـاضِـرة في القَلْبِ
- بـارِكْ بـها ، عَمّانْ
أما القدس ، وهي تأخذ صفة القداسة ، وهي أولى القبلتين ، ففيها يقول :
القُدْسُ في العُيون
- ونـحـنُ جُنْدها
مـديـنةُ الخليلْ
- الـنَّـصرُ شأنها
وهـذه جـنـين
- تُـجـابهُ العِدى
يـا غزَّة الرّجال
- يا نجمةً في دُلْجَةٍ
نَـفْنى ولا iiتهونْ
- للنّصر سائرونْ
لا تَـقْبلُ الدّخيلْ
- والـذُّلُّ يستحيلْ
يـغـلبُها الحنين
- دَوْمـاً ولا تلين
يـا ساحةَ القتال
- فِـداكِ كلُّ غال
وغنّى شاعرنا للوالدين ، وللكتاب والوطن ، وللعلم والعمل ، وغير ذلك من الأناشيد الهادفة .
- وفي كتاب " أقوال ومواقف " أسلوب حواري تمثيلي ، ركّز فيه على بعض المواقف المشرقة في حياة قادة المسلمين وعظمائهم ، وربطها بالواقع .. والغرض منها استنهاض همة الجيل وربطه بماضيه بالحوار وليس السّرد .
- ومن ذلك أنه ألّف كتاباً بعنوان " أشياء تنفعنا وتضرّنا " تحدّث فيه عن الأشياء النافعة والضارة في حياة الإنسان كالماء والكهرباء والسيارة ، وجاء البحث على شكل حوار قَصَد فيه تبصير الأطفال بطرق التعامل الصحيحة مع الأشياء من حولهم .
- وفي كتاب " أخلاق إسلامية " اعتمد على جلسة يومية بين الجدّ والأحفاد ، اعتمد فيها أسلوب الحوار ، أما الموضوعات فهي من صفات أخلاقية إسلامية مثل : النظافة ، الأمانة ، النظام ...
- أما كتاب " عادات حميدة " ، فقد اختار فيه أربعين موقفاً في حياة الطفل اليومية .. تربوية سلوكية ، واعتمد الصورة ، ثم الشرح والتعليق على الصورة بما يجب أن يكون عليه الطفل في حياته اليومية .
- وفي كتاب " سليم في المزرعة " أورد قصة قصيرة هادفة ، يتبعها عشرة أسئلة ، ولكل سؤال 3 إجابات ليختار الطفل الجواب الصحيح ... وفي القصة هدف تربوي واختبار للذكاء .
- وفي كتاب " الخطأ والصواب .. في الصحة ، وفي السّلوك ، وفي المرور " .. يعتمد عنصر المقابلة بين صورتين وعملين أحدهما خطأ والثاني هو الصواب ... موقف يترجم الصورة ، وتحت كل صورة عبارة تفسيرية .
- وفي كتاب " في المسجد " قصة صديقين يتوجه أحدهما توجهاً طيّباً والآخر توجهاً شريراً .. وتكون هداية الشرير عن طريق المسجد .
- وفي كتاب " أبو خليل والحلم الجميل " قصة مزارع ينطر أرضه ويحرسها ، وابنه يذهب معه إلى المزرعة ، ويأتي اللصوص ويطردهم الأب والابن يشاهد .. وهذه القصة رمزية لحياة الشعب الفلسطيني .
- وفي كتاب " نحب هؤلاء " يتحدث عن مجموعة من المهن التي تقدم خدمات جليلة للمجتمع ، ولكن الناس قد يعرضون عنها ، مثل الشرطي ، الجندي ، رجل النظافة ، الفلاّح .. والغرض من القصة إبراز قيمة هذه المهن وتعظيمها ..
وقد عمدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى نشر القصص الثلاث الأخيرة إيماناً منها بما للقصص من أهمية في إيصال المعلومات والأفكار إلى ذهن الطفل المسلم .
شعره
الدكتور كمال رشيد .. شاعر مؤمن ، رقيق الوجدان ، صادق العاطفة ، صاحب نفس نقيّة وروح صافية .. قال الشعر تعبيراً عن خلجات نفسه وتصويراً لومضات مشاعره .
كانت محاولاته الأولى لنظم الشعر أيام دراسته في المرحلة الثانوية .. ويمكن اعتبار البداية الحقيقية عام 1964م ، في الجزائر ، حيث الغربة والمستشفى والبعد عن الأهل ومرض الوالدة ..
وانساب الشعر من نفسه المفعمة بالمشاعر النبيلة ، ومن فكره المنبثق من المثل العليا ، ومن تصوّره الإسلامي الواعي ، ومن حبّه الشديد لأرض الإسراء والمعراج ، ومن فهمه العميق لرسالة الشعر .. فجاء شعره مرتبطاً بهدف سام وبرسالة كريمة ، يعبّر عن روح إسلامية ، ويعالج الواقع في ضوء الإيمان ..
وقد قال الشعر في عدد من المحاور والمجالات .. قاله في الوطن والعقيدة ، والرثاء والشهادة ، وفي النواحي السياسية والاجتماعية ، ووقف معظم شعره على وطنه ، وصوّر به جوانب من المحن التي حلّت بشعب فلسطين .. فتحدّث عن ظلام المؤامرات والاحتلال والعدوان والخذلان ..
يقول الدكتور محمود إبراهيم في تقديمه لديوان " شدو الغرباء " ، عن شعره:إنني أشعر بالارتياح ، حين أجد المادة الشعرية التي يقدّمها " كمال رشيد "، مرتبطة بالإنسان إرتباطاً وثيقاً ، يبتدئ بعالم الأسرة ، وينتهي بالإنسانية كلها .. فشعره هو في الغالب الأعم ، تعبير عن أحاسيس صاحبه تجاه ذوي قرباه ، ثم تجاه من تربطه بهم صداقات ومودّات ، ثم تجاه وطنه والأرض التي عاشوا عليها ، ثم تجاه الشعب العربي الكبير الذي ينتمي إليه ، ثم تجاه أمة الإسلام التي يكون العرب جزءاً منها ، وأخيراً تجاه بني البشر عامة ..
والقارئ لشعره ، لن يفوته أن يلحظ الصدق الشعوري في معظم ما يقرأ .. وأن يتبين شخصية الإنسان الودود الواصل للرحم ، المنتمي بكل جوارحه إلى الأهل والوطن والعروبة والإسلام .
ويبقى شعره إيماضة أدبية مشرقة في الإنتاج الشعري المعاصر ، سواء من حيث الرسالة التي يضطلع بها ، بما تحتويه من إيحاءات كريمة ، بخاصة للشباب ، أم من حيث أسلوبه الذي يجتمع فيه خصيصتا الوضوح والجمال في آن معاً .
وقد راوح في شعره بين الشعر العمودي الذي هو الأصل والشعر الحرّ الذي يرتضيه وليداً لا بديلاً للشعر العمودي ، شريطة أن تتوافر له خصائص الجودة والجمال والصدق([2]) .
أما مفهوم شاعرنا للشعر فقد وضّحه وأجاب عنه عندما سأله أحد زملائه في قسم المناهج عن الشعر .. طبيعته ودوافعه .. فقال([3]) :
"يا شاعر القسم هل للشعر شيطان
- أم أنّ واهبه للناس رحمان"
فأجاب :
يـا سـائلي ليس نظم الشعر قافية
- لـكـنـه العطر في الآفاق نبعثه
وصورة كطلوع الشّمس في خجل
- وهـو الـنذير بشرٍّ إنْ عتا زمنٌ
وهـو السّبيل لتعبيرٍ لفيض جوى
- والـشعر عندي شعور لست أكتمه
ذاكم هو الشعر يا من جئت تسألني
- لـكـنّـه حِـكَـمٌ تـعلو وتزدان
لـكـنـه نـغـم تـمليه أحزان
- فـيـهـا من الحبّ ألوانٌ وألوان
وجـاس في أرضنا ظلمٌ وعدوان
- إنْ ضـيم في عيشهم أهلٌ وخلاّن
وغـايـة الشعر إحساسٌ ووجدان
- قـلـبٌ ووجـدٌ وإشراقٌ وإيمان
نكبة فلسطين في شعره
شاعرنا كمال من جيل المحنة .. إكتوى بنارها وهو طفل ، وعاشت معه صور المأساة التي حلّت بأهله وبشعب فلسطين ، فقد واكبها حدثاً حدثاً .. ولذلك فقد كان لفلسطين وطن الشاعر النصيب الأوفى من شعره ، وكان للنكبات التي حلّت بفلسطين أثر واضح على مسيرته الشعرية ، كما استأثرت القضية بمشاعره وأحاسيسه ، وسيطرت على فكره ، ووجهت شعره ..
وإن كانت نكبة 1948 قد تركت في نفسه صدى مؤلماً – إ ذ كان في سنّ الطفولة – فإن نكبة 1967 كانت أشدّ هولاً وإيلاماً ، ذلك أنه رافق الحرب التي وقعت فيها تعبئة إعلامية ولّدت لدى الناس أوهاماً بالنصر كانت عاقبتها خيبة شديدة ... ولذا فإننا لا نجد عجباً عندما نقرأ قوله([4]) :
عَـلامَ أعـيـد الـقول أجترّ ما عندي
- ألا يـا فـتـاة الـحيّ لا تبعثي الشّجا
تُـرى لـو بـكيت العمر ماذا يفيدني
- فـلـسـطـيـن حُبّي ما حييتُ وإنني
ومـن نـكـد الأيـام أنّـي حُـرِمتها
- وعـندي من الآهات أضعاف ما أُبدي
أقـلّـي فـإنّ الـقلب فيضٌ من الوجد
- وقد طال ذا ك الدمع إ ذ طال بي سهدي
سـعـيدٌ بهذا الحبّ ما طال بي عهدي
- فـزاد حـنـيـن القلب من ذلك الفقد
وكذلك قوله([5]) :
أضنيتُ نفسي وارتضيت عذابي
- صـاحـت فـتاةٌ فاستجاب خليفة
والـيـوم كـلُّ نـسـائنا ناديننا
- مـاذا دهى الصّيد الأُباة وقد غدت
والأهل أضحوا في الخيام،سيوفهم
- الخصم يمرح في البلاد ويزدهي
وبـكـيت من وجدٍ على أحبابي
- لـبّـيـكِ إنّـي للمعارك صابي
أيـن الـرّجـال وأين أُسد الغاب
- أوطـانـهـم لـلخصم كالأسلاب
خشبٌ وفي الأوطان صوت عذاب
- ويـعيش أهل الأرض كالأغراب
وضاعت القدس ، وكان ضياعها مبعث حسرة كبيرة في النفوس ، وكان داعياً إلى استنهاض الهمم ، والتطلع إلى ماضي القدس ، وما أصابها ، وما يسّر الله لها من منقذين ، والأمل في مستقبل يعيد الماضي المجيد ..
وفي زيارة لبيت الله الحرام ينظم شاعرنا قصيدة بعنوان " من وحي مكة " يستشعر فيها الصلة الروحية العميقة بين مكة المكرمة والقدس ، فيقول([6]) :
مـن وحـي مـكة جاء الدمع هتانا
- والـشـعـر أينع في قلبي وأسعفني
صـلّـيت لله في البيت العتيق وقد
- يـا مـن يـطوف ببيت الله معتمراً
وأمـعـن الـقتل والتشريد في مُهَج
- يـا سـاعـيـاً تـبـتغي لله مقربة
ويـا جـمـوع التّقى ماذا لو التقت
- تـعـيـد لـلـقدس للإسلام عزّته
حـرّاً نـقـيّـاً يـزيد القلب إيمانا
- فـكـان سـيـفـاً وأشواقاً وريحانا
شَـفَّ الـوجـودُ وزاد القلب تحنانا
- الـقـدس طـاف بـها حقدٌ وأردانا
وجـاء بـالـقـول تزويراً وبهتانا
- هـلا سـعـيـت لفعل يرفع الشّانا
الأيدي على الحق تصْلي الكفر نيرانا
- وتجعل الأرض تحت الخصم بركانا
ومع ضياع القدس وإحراق المسجد الأقصى ، وإطلاق الرصاص على المصلين فيه، لم تتوقف الاعتداءات .. ولم يكد يمرّ يوم أو بعض يوم إلا وتوالت .. وجاء دور مدينة يافا ، التي غادرها شاعرنا منذ أيام الطفولة .. ولما قامت سلطات الاحتلال بالاعتداء على مسجد حسن بك في يافا ، نظم كمال قصيدة قال فيها ([7]) :
مـن تربة المجد،من يافا iiوغوطتها
- خـرجـتُ منها صغيراً لا أنيس له
وسـرت فـي فلوات العمر ملتمساً
- سـعـيت للنور،ليت النور يدركني
سـألـت عن بلدي قالوا الغزاة أتوا
- سطّرت حُبّي على الأوراق فانسكبت
لا تـسـألوا اليوم عن يافا وقصتها
- وأصـبحت طللاً في الشعر نذكرها
أتـيـت أحـمـل آلامـي وأخفيها
- ولـسـت أدرك مـا الدنيا وما فيها
نـهـج الأباة،دروب الخير أمشيها
- حـتـى أخـلص نفسي من مآسيها
وروّعـوا أهـلـهـا،دكّـوا مبانيها
- عـلى السّطور دموع العين ترويها
يـافـا الأسـيـرة قد ساءت لياليها
- شـوقاً إلى الدّمع،في الأحفال نرثيها
ويصف شاعرنا حالة اليأس ومشاعر الإحباط التي استبدّت بالناس في وطننا ، نتيجة تشوّه القيم وتبدّل الأحوال ، وتدهور الأخلاق ، وشيوع المعصية ، والتشجيع على الغواية .. فيقول في قصيدة بعنوان " أحوال وآمال " :
ماذا نُرَجّي والأمور تبدّلت
- والحال فوضى شأنها مقلوب
المال فينا ضائع وموزّعٌ
- يلهو به مستهترٌ ولَعوبُ
هو لا يحسُّ بما أضاع لأنه
- ما كَدَّ في كسب فكيف يلوب
ولكن الشاعر الذي يستمد تصوّره للحياة من إيمان لا يستسلم لليأس الذي قد يطوف به طائف منه ، ولذا نراه يبصر أملاً يطل عليه في عتمة المأساة ، قد يكون له رصيد من واقع الأمة .. فهو يؤمن بأن في هذه الأمة قوة كامنة لو أحسنت استثمارها لتغيرت أحوالها ، وهذا ما نجده لدى شاعرنا في قوله([8]) :
رغم ارتكاس الحال رغم تشرّدي
- رغم اعتزال عقيدتي وكتابي
سيظلّ وجهي مشرقاً بيقينه
- بشروق شمس بعد طول غياب
ومع أنّ وقع النكبة وما تبعها كان شديداً على شاعرنا ، إلا أنّ موقفه تعدّل مع مرور الأيام ، فاستعاد شيئاً من الأمل والتوازن بعد ظهور حركة المقاومة في فلسطين.. تلك الحركة التي كانت بعد النكبتين كالضوء في عتمة الليل الدامس . وقد تفاعل معها ، وسجل كثيراً مما يتصل بها من وقائع وأحداث ، وخاصة رثاء الشهداء..
ونظم شعراً مؤثراً يبارك فيه الانتفاضة ومقاومة الاحتلال ، ويشدُّ على الأيدي المدافعة عن الوطن ، وينفخ فيها روح الديمومة حتى يأذن الله بالنصر والتحرير .
وخصص من شعره ديواناً كاملاً لقضية القدس وفلسطين بعنوان " القدس في العيون " .. وصفه الدكتور عماد الدين خليل – وهو يقدّم له – بأنه الديوان الذي تتمحور قصائده كافة حول هدفها الواحد ، وتتجمع قدراتها التعبيرية لكي تغذي بؤرة واحدة تكون لها قدرة النار على الإضاءة والاحتراق .. ووصف أشعة الديوان بأنها تتجمع كلها لكي تقول شيئاً واحداً ، وتصرخ بكلمة واحدة ، فتجعل طعم النار في فم القارئ ، ومسّها في أطراف أصابعه حتى بعد مفارقة الديوان ([9]) .
ومن الظواهر التي تلفت النظر في الحديث عن الانتفاضة بروز صورة الطفل المقاتل ، فلم تعد الطفولة في لهيب الانتفاضة رمزاً للبراءة أو الوداعة أو صورة تبعث في النفس الإشفاق ، بل صار الطفل أكبر من الرجال ، يعلمهم دروس التضحية ويجعل لحياتهم معنى .. ومن ذلك قول كمال رشيد([10]) :
عَـلّـمتَنا يا طفلنا الدّرسا
- أنّـا لنا أرض قد اغتصبت
أيـقـظتنا من بعد ما خَدَرٍ
- حرّرت نفسك من مخاوفنا
ولقد رفعت الصوت في ثقةٍ
- أطـفـالـنا عرفوا سبيلهمُ
ذكّـرْتَنا من قبل أن ننسى
- أن اليهود استوطنوا القدسا
أحـييت فينا العزم والبأسا
- إنّ الـفتى لا يعرف اليأسا
من بعد ما كان النِّدا همسا
- وبـهم سيرفع قومنا الرّأسا
المحور الإيماني والاجتماعي في شعره
المحور الإيماني في الشعر يصوّر مشاعر المسلم في أدعيته وتسبيحاته وتأملاته التي يتوجه بها إلى الخالق عزّ وجلّ .. أو يناجي بها رسول الله r ، من مدائح نبوية أو قصائد في المناسبات الدينية ، مثل ذكرى المولد النبوي الشريف ، والهجرة النبوية ، والمناسبات الإسلامية الأخرى .. وقد أكثر شاعرنا من هذا اللون من الشعر.. ومن ذلك قصيدة بعنوان " من وحي مكة ، ونشيد الهجرة ، وقصيدة بعنوان "أنا مؤمن " ، قال فيها ([11]) :
عـابـوا عليّ ترفّعي وإبائي
- قالوا تقيٌّ كيف يصبح شاعراً
أنا نور هذا الكون إذ أنا مؤمن
- قـدّمـت للأوطانِ ما أنا مالكٌ
وتـمـسّـكي بعقيدتي الغرّاء
- أوَ تُنْسَبُ التقوى إلى الشعراء
وطرق الدكتور كمال في شعره لوناً جديداً من الأدب الإسلامي .. لونٌ فيه متعة للنفس ، وصقل للحس ، وتغذية للوجدان ، وطمأنينة للقلب .. ففي كتابه : " أشواق في المحراب " نجد كلمات مضيئة ، وأدعية صالحة ، يلجأ فيها الإنسان إلى الخالق جلّ وعلا في كل أمر من أموره .. فالدعاء في الإسلام مُخُّ العبادة ، ولا يكون إلا مع الصدق والإيمان وحسن الظنّ بالله سبحانه .. ومن هذه الأدعية والنّفحات قوله ([12]):
يا إلهي
اجعل الإيمانَ زادي ومعادي
- يوم لا ينفع مالٌ وبنون
واجعل القرآن لي نور فؤادي
- في حياة الزيف في ليل الظنون
يا إلهي
في سبيل أقوالي وأعمالي ، ومخبوء فؤادي
- في سبيل الله تسبيحي وما تحملُ روحي
هو ربُّ الناس ، والأشياء ... ربّي
- وأنا العبد الضعيف ،
منه أستلهم آمالي ، وحاجاتي ، وساعات انشراحي
- حُبُّه أصبح زادي وسلاحي
ورضاهُ بُغْيتي ، سرُّ نجاحي
- * *
يا صغاري :
أعبدوه .... فهو ربُّ العالمين
واسألوه .... فهو رحمانٌ رحيم
واعرفوه
في بديع الخلق ... في النطقِ ... وفي الرزق الكريم
- * *
إلهي
إلـهـي وفـيك يَطيبُ الرّجاء
- أتـيـتُ مُنيباً ، فكُنْ لي iiمجيباً
ظـمِـئـنا إلى النّصر يا iiرّبنا
- رجـالُ الـمعارك أهلُّ الوغى
نـصـرتَ الـنّـبيّ iiوأصحابه
- فـجـابـوا بفضلكَ رَحْبَ iiالدُّنا
"هـو الـحـقُّ يَـحْشُدُ أجنادَهُ"
ويـحـلـو الـتذلل والإنحناء
- فـأنـت الـرّحيمُ مجيبُ الدُّعاء
وتُـقْـنـا إلـى سيرةِ الأوَّلين
- حُـداةُ الـهِـداية في خير دين
وكُـنْـتَ المجيرَ وكنت المعين
- ونـالـوا الـشّهادةَ في الخالدين
ويمضي إلى النّصر في كلّ حين
يا رَبّ
يَــسّــرِ الـلّـهُـمَّ أمـري
- وأنِـرْ قـلـبـي وعَـيْـنـي
في التماسِ الحقِّ في دنيا الضّلال
- هِــدِّئِ الــلّـهُـمَّ رَوْعـي
خَــشْـيَـةً مـنـكَ وَحُـبّـا
- واْشـرَحِ الـلـهــمّ صَـدْري
واقْــضِ عَـنّـي وأعِـنّـي
- واجْــعــلِ اللهمّ دمــعـي
طــاعـةً فـيـكَ وقُـرْبـى
- واجعل اللهم رضوانك سُؤلي .. يا مُجيرْ
ليسَ مِثْلي من يُطيقُ السّيْرَ في لَفحِ الهِّجيْرْ
أما المحور الاجتماعي في الشعر .. فالشاعر إنسان يتفاعل مع ما حوله ويعبّر عن ذلك التفاعل بأسلوب فني .. وقد تجلّت العلاقات الاجتماعية في الشعر الإسلامي، في الأسرة .. الأبناء والبنات والزوجة والأم والأب والأخ ، كما ظهرت في العلاقات الأخرى من قرابة وصداقة وغير ذلك ..
وشاعرنا د . كمال شعره مرتبط بالإنسان إرتباطاً وثيقاً – تعاملاً وتوجيهاً – ومن ذلك وصيّته لأبنائه التي تناول فيها توجيههم دينياً وتربوياً ووطنياً ، فقال([13]):
وصيّة
أوصـيـك يا ولدي أن تحسن الأدبا
- وأن تـكـون تـقـيّـاً،نابهاً،يقظاً
أن تـجعل القدس في العينين ماثلة
- هذي فلسطين صنو الرّوح يا ولدي
عـاشـت لـنا مثلما عشنا لها زمناً
- أخـنـى الـزّمـان وعادتنا ثعالبه
تـوزعـتـنا صروف وانثنت همم
- حـلّ الـدّخيل بأرض ليس يعرفها
لـكـنّـمـا أمـل الأوطـان فتيتها
- أنـتـم رجـاء فـلـسطين وعدّتها
الأرض أرضـكـم والعزم عزمكم
- ولا تـخـافـوا مـماتاً،إنّ عيشكُم
هـذه عـقـيـدتـنـا، تلكم موائلنا
- أن تـألف الدّرس والتحصيل والكتبا
وأن تـقـدّم لـلأوطـان مـا وجبا
- ألا تـكـلّ إذا مـا الـمعتدي غلبا
وفـي مـرابـعـها سفر العُلا كُتبا
- طـابـت بـنا مثلما طبنا بها حقبا
وطـائـر السّعد عن أوطاننا غربا
- وَمَـنْ تـقـاعس عن ردّ العِدا غُلبا
وصاحب الأرض عن أوطانه اغتربا
- هُـم الـسّـبـيل لردّ الحقّ إن سُلبا
وهـل بـغـيـر شباب نبلغ السّببا
- فـلا تـكـونـوا لـها إلا كما طلبا
فـي مـوتـكم في ثراها فتية نجبا
- والـحرُّ عن أرضه لا يعرف الهربا
- ومن قصائده في التوجيه ، قصيدته التي وجهها إلى الفتاة المسلمة وقد آلمه الحال الذي آلت إليه ، من افتتان بالمرأة الغربية ، ومحاكاة لها في زيّها ، وأسلوب عيشها ، فتوجه إليها بالنصح ، مبيّناً لها أن الجمال يصونه الستر والحياء ، ويزري به العري والتبرج ، فقال في قصيدة بعنوان " فتاة العصر "([14]) :
مـاذا يضرّك لو سترت جمالا
- يـا من تعرّت للرجال غواية
في البيت أنتِ بحالة لا ترتجي
- إنّ الـجـمال من الإله كرامةٌ
وهو السبيل إلى الضّلال لغادة
- رفـقـاً بـحالكِ يا فتاة تأدّبي
وثقي بنفسكِ أنتِ سرُّ حضارة
- وتـعـلّمي صنع الرجال iiفإننا
ليس الجمال بنوع ثوب يرتدى
- لـكـنّـما هو في فؤاد طاهرٍ
وحـجـبـت عنّا رقّة ودلالا
- ليس الجمال مع الحياء محالا
وإذا خـرجـت أتـيتنا تمثالا
- لـلـسّـالكات طهارة وكمالا
تـخـذتـه سيفاً مشهراً قتّالا
- صـوني جمالكِ،حقّقي الآمالا
عظمت وأعطت للورى أبطالا
- في حال حرب تستزيد رجالا
فالثوب لا يعطي النفوس جمالا
- عـرف الـحياة فضيلة وكمالا
- ونظم شاعرنا قصائد كثيرة للشهادة والشهيد ، ولأم الشهيد ، وقال :
كلّ القصائد للشهيد ، للبأس للعزم الشديد
- للحق للإخلاص للإيمان للنصر الأكيد
ومن الشهداء الذين رثاهم : محمد سعيد باعباد ، وعبدالله عزام ، وأحمد ياسين ، والرنتيسي ، ويحيى عياش ، والشقاقي ، وشهداء الحرم الإبراهيمي ، وشهداء مذبحة الأقصى ، وشهداء عنبتا ..
قال في رثاء الشهيد عبدالله عزام([15]) :
وقف الدكتور عبدالله عزام قائداً مجاهداً في أرض فلسطين ، وأبلى وصحبه بلاء حَسَناً في عمليات عسكرية ناجحة ، ثم حيل بينه وبين هذا المَدْرَج السماوي .. فانطلق إلى أفغانستان ، حيث وحّد الصفوف وخاض المعارك إلى أن استشهد هو وولداه محمد وإبراهيم ..
لأنّك في فم التاريخ معلوم ومشهودُ
- لأنك عند ربّ العرش مرضيٌّ ومحمود
لأنك في قلوب الأهل والأحباب موجود
- فما صحّ الذي قالوه ، عبدالله مفقود
فلسطين التي تهوى وفيها كانت السّلوى
- وقد حاربتَ أعداها ، وكنت السّيد الأقوى
وعنكم أجمل الأخبار ما زالت بها تروى
- تودّعكم بفيض الحبّ تشهد فيكم التقوى
- والدكتور كمال ، أديب اهتم بقضايا أمته العربية والإسلامية ، وما عانته من مشكلات مع الاستعمار ، وفي سعيها إلى التحرّر والاستقلال ... ومع أنّ القضية الفلسطينية كانت أكثر القضايا ظهوراً في شعره ، إلا أننا نجد له قصائد تتحدث عن قضايا الأمة العربية والإسلامية في شتى بقاع الأرض .. ومن ذلك قصيدته التي يقول فيها ([16]):
والقدس غشّاها القتام وقد
- هذي العراق دماؤها نزفت
لـبـنان غِربانٌ تحرّكها
- أفـغان جاء الحقدُ يقهرها
فـتـنٌ تـظلّلنا وتتركنا
- ناح الأذان وصوّح المجد
وعـلى الحدود تمزّق الوُدّ
- لـم يبق فيها طائرٌ يشدو
يـا ويح من يقتاده الحقد
- مـزقـاً بها عوراتنا تبدو
قصائد مختارة من شعره
- 1- سعد
سعد بن أبي وقاص .. صحابيّ جليل ، من السّابقين الأولين في الإسلام ، وأحد وجهاء الصّحابة .. عُرف بالفروسية والشّجاعة .. وكان إذا رمى في الحرب عدوّاً أصابه ..
رافق رسول الله في غزواته كلها .. وشارك في الفتوحات الإسلامية ، وقاد معركة القادسية التي انتصر فيها المسلمون .
وفي هذه القصيدة يتحدث شاعرنا عن مجموعة من قضايا المسلمين المعاصرة في شتى بقاع الأرض ، فيذكر القدس وما حلّ بها من نكبات ، ويذكر لبنان والعراق وأفغانستان ، ويتحدث عن الفتن التي انتشرت بها ، وعن حالات الذّل التي يعيشها المسلمون في تلك البلدان ..
وفي القصيدة يستدعي شاعرنا التاريخ ليستثير ما اختزنته ذاكرة المسلمين من فتوح وانتصارات وأمجاد يريد لها أن تتجدّد ..فيجري حواراً مع الصّحابي الجليل "سعد " رضي الله عنه .. ويتخذ من شخصية هذا القائد البطل مهرباً من الواقع السَّيِّئ، فيقول مخاطباً " سعد " رضي الله عنه :
أقْبِلْ فأنت المرتجى سعدُ
- إن البناء يكادُ ينهدُّ
أقبلْ فخيلُ الرّوم عادية
- وخيولنا أزرى بها القيدُ
ونلاحظ في القصيدة أن الحضور التاريخي لم يكن لسعد وحده فحسب بل ولرجاله الذين كانوا معه في الفتح .. وأنّ شاعرنا يقابل فيها بين خيولنا السّاكنة التي ترسف في قيودها ، وخيول الأعداء التي تغير وتعدو .. ولن يكون الخلاص إلا بسعد آخر يجيء لكي يضرب على السّكون ويعيد للتاريخ حركته مرة أخرى .
أبيات القصيدة ([17])
أقـبِـلْ فـأنت المرتجى سعدُ
- أقـبـل فـخيلُ الرّوم عادية
نـامـت فوارسُها وما برحت
- وبـيارقُ النّصر القديم غدت
لـم يبق في ساح الوغى أحدٌ
- لا صـولـة الفاروق تشهدها
والـقـدسُ غـشّاها القتامُ وقد
- هـذي الـبلاد دماؤها نزفت
فِـتَـنٌ تُـظَـلّـلـنا وتترُكُنا
- عَـمِيَت بصائرهم فما عرفوا
فـالـورد شَـوْكٌ في عيونهمُ
- والـشّـهْـدُ مُرٌ إذ هم خبروا
عـبـث يـمزقُ عزة سلفت
- زمـنٌ يـمـرُّ بـغير ما ثمن
والـمـسـجدُ الأقصى يُؤرقُه
- والـصّـامدون هناك طالَ بهم
يـا سـعدُ أقبل نحن في خدرٍ
- واجْـمـعْ رجالَكَ أينما وُجدوا
أحـفـادُكُـم لانـت قـناتهم
- يـا قـوم لـسـتُ مُقَنطاً أبداً
أن نـرفَـعَ الـراياتِ عالية
- اللهُ أكـبـرُ جـاءَ مـوْعِـدُنا
إن الـبـنـاء يـكـادُ يـنهدُّ
- وخـيـولـنا أزرى بها القيدُ
مـربـوطة في القيد لا تعدو
- مــطـويـة إذ ودّع الأُسْـدُ
يُـدعـى فـيصدق عنده الرَّدُ
- أبـداً ، ولا قَـدَحَـت لنا زندُ
نـاحَ الأذانُ وصـوَّحَ المجدُ
- وعـلـى الـحدود تمزَّق الوُدُّ
مِـزَقـاً بـهـا عوراتُنا تبدو
- أيـن الـسّبيل،وغُيّبَ القصد
والـشـوكُ فـيما قدَّروا ورد
- والـعـلـقَمُ المؤذي هو الشَّهْد
أيـام كـان الـحـزم والجدُّ
- عـمـرٌ يضيعُ ودونه الرّشدُ
هـذا الـعـقوقُ يسوؤُهُ البُعد
- لـيـلُ الأسى أضْناهُم الوجْدُ
والأُفْـقُ لا بَـرْقٌ ولا رَعْـدُ
- فـهـمُ رجالُ البَأْس إن عُدّوا
قَـعَـدوا عن الأمجادِ وارْتَدّوا
- أمـلـي كـبـيـرٌ ما لَهُ حَدُّ
خـفّـاقَـةً ، في قُدْسِنا نشدوا
- والنصر في الأقصى هو الوعد
" قصائد مختارة من شعره
- 2- ثانِيَ اثْنَين
القائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي .. عَلَمٌ من أعلام الحركة الإسلامية في فلسطين .. وواحد من أبرز رموز الشعب الفلسطيني ، ومن أبرز قادته التاريخيين ..
كان قائداً شجاعاً ، وزعيماً سياسياً فذّاً ، اتصف بالجرأة والصلابة في قول كلمة الحق ..
اغتالته طائرات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة مساء السبت 2004/17/5 ، عندما أطلقت عليه مروحية صهيونية صاروخين باتجاه السيارة التي كان يستقلها وسط مدينة غزة ، مما أدى إلى استشهاده واثنين من مرافقيه ..
وهذه قصيدة رثاء نظمها الدكتور كمال رشيد بعد استشهاد الرنتيسي .. ونشرها في جريدة السّبيل .. وعدّد فيها بعض صفات الرّجولة والصّدق والعفّة والثبات على الحق ، التي كان يتصف بها القائد الشهيد ..
أبيات القصيدة ([18])
مُـتْ كـمـا شئت سيّداً وشهيدا
- قـد عـرفناك مُذْ وُجدْت شريفاً
وعـيـوفـاً يأبى الدّنية يرجو
- لـبـنـي قـومه حياة اعتزاز
شظف العيش عشته في اصطبار
- سـجـون الأعـداء كنت فتاها
ومـع الـمبعدين عِشْت شهوراً
- وشـرفـنـا بأن نكون ضيوفاً
إنّ مـرج الـزهور كان امتطاء
- أبـعـدوا نـخبة الرجال انتقاماً
ثـم عـدتم للسّجن وهو افتخار
- كم عبدْْتَ الرحمن في جوف ليل
كـم رفعتَ اللواء ، قُدتَ جموعاً
- كـنت لابن الياسين ساعد بأسٍ
كـنت ترجو رِضاه وهو المعنّى
- كـم رعيت الشيخ الكبير بقلبٍ
تـسـتـقـي منه حكمة ورشاداً
- ثـانـي اثنين إذ هما في حماس
يـمـلآن الشباب حزماً وعزماً
- سَـبَـق الـشـيخ للجنان ولكن
أيّـهـا الـراحل المودّع أبشرْ
- أنـت فـيـنا والشيخ أحمد فينا
سـار مَـنْ يُـعَـدُّ شـقـيـقاً
- جـمـعـتكم حماس جَمْعَ وفاءٍ
كيف ننسى العيّاش حادي ركب
- كـيف ننسى في الحالكات عماداً
مـوكب النّصر والشّهادة ماضٍ
- يـا فـلسطين أبشري واطْمئنّي
وانْـأَ عـن مجمع القعود بعيدا
- وعـفـيـفـاً وصـادقاً وعنيدا
لـفـلـسـطين عزّةً وصعودا
- وانـتـصـار،يجتثُ منها يهودا
وكـفـاحٍ حـتى بلغت اللّحودا
- ولـظـاهـا،وما أطقت القيودا
كـان جـمـعـاً مميّزاً وفريدا
- نـسـتقي منكم الحديث الودودا
لـذى المجد ، كان يؤوي أسودا
- واعـتـقـاداً أنْ لـن تـعودا
واقـتـدار وكـنت عزماً حديدا
- بـدمـوع ، وكم أطلت السجودا
للجهاد الموصول تعطي العهودا
- كـنت الابْن المطيع والمحمودا
كـان شيخاً وكنت أنتَ المريدا
وبـكـفٍ ،وكـم خدمت القعيدا
- وعـنـاداً والـعودُ يُنبت عودا
يـتـبـارون من يصيب يهودا
- ويـعـدّان لـلـقـتـال أسودا
لـم يـطل لُبثكم،فكنت الشهيدا
خـلـفك الذاريات تذرو الحدودا
- أنـتـما في اللّحود أغلى وجودا
وشـريـكـاً ،أبـاً،وابناً،حفيدا
- قـدّمـتـكـم قـيـادةً iiوجنودا
كـيـف ننسى مع الأسى هنّودا
- وجـهـاداً ،وفـارسـاً،محمودا
بـعـدمـا خطّ بالدّماء الخلودا
- إنّ يـوم الـخلاص ليس بعيدا
- 3- سوف نبقى
فلسطين أرضُ وطن وعقيدة .. أرض طهر وقداسة .. أرض عِزّة ومَنَعَة ، فهي ملتقى الأنبياء ، ومسرى رسولنا الكريم .
تتمتّع هذه الأرض بمكانة خاصة في التصور الإسلامي ، وهي المكانة التي جعلتها محطّ أنظار ومهوى أفئدة جميع المسلمين .. وقد عُني المسلمون بأرض الإسراء عامة وبمدينتها المقدسة خاصة عناية فائقة ، منذ أمرنا رسول الله r بالرّباط فيها .. فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : " يا معاذ ّ إن الله عزّ وجلّ سيفتح عليكم الشام من بعدي .. من العريش إلى الفرات .. رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة . فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة "([19]) .
وفي فترات الضعف والغفلة التي مرّت بالأمة الإسلامية تعرضت هذه الأرض لكثير من مؤامرات الحاقدين وهجمات الطامعين .. وكان قَدَرُ بلاد الشام وخاصة فلسطين أن تتحمّل معظم تلك الهجمات .. فقدّ هاجمها الصليبيون في تسع حملات صليبية ، وهاجمها المغول والتتار ، وهاجمها الفرنسيون .. وكان الهدف لكل هجوم منها القضاء على الإسلام وحضارة الإسلام .. ولكنهم طُردوا جميعاً منها خائبين .
وفي أواخر القرن التاسع عشر تآمر عليها الصليبيون ( الدول الغربية ) واليهود والماسون ، وأقاموا دولة لإسرائيل في فلسطين .. واستعملوا كل الطرق والأساليب من قتل وسجن وحرق وتدمير ، لتهجير أهلها منها .
وأمام كل المؤامرات والإجراءات الحاقدة جاءت هذه القصيدة لتكون عنواناً بارزاً من عناوين الثبات .. ولتتحدّث بلسان أبناء فلسطين وتقول :
اقْتلونا واسْجنونا ، شرّدونا ، مزّقونا .. سوف نبقى ..
أبيات القصيدة ([20])
اقتلونا
- واسْجنونا
شرّدونا
- مزّقونا
واسْملوا منا العيونا
- ومن الأمّ من الابن من الزّوج احْرمونا
إفعلوا ما شئتمُ
- لن ترعبونا
لن تنالوا ما تريدون سنبقى
- ذلك السّيف الذي يصبح ألفا
نحن لا نقبل ذلاً
- نحن لا نعرف خوفاً
- * *
في البراري ، بعد أن ودّعت داري وصغاري
- في الفيافي ، والمنافي
في دروب القدس ، في غزّةَ ، في نابلسَ
- في يافا وحيفا ،
في جنين النصر والفجر ارْصدونا
- حاصرونا واقْصفونا
أبداً لن ترعبونا
- * *
اقتلونا
- واسْحلونا
في ثرانا ، بدمانا غيّبونا
- سوف نبقى
عبقاً في الأرض ، جذراً ، وتراباً ، وحصادا
- وشهوداً وعهوداً
سوف نبقى
- لنعيد الحقّ حقاً
نسبق الأحداث سبقاً
- نزرع الأرض لتبقى
نأكل الصخر ونشقى
- نركب الصّعب ونرقى
سوف نبقى
- * *
حقّق الياسين ما كان ابْتغى
- بعده عبد العزيز انضمّ للموكب في ساح الوغى ،
إنْ يمت ألفٌ ، فألفٌ جاهزون
- من فجاج الأرض ، من تحت الرّكام يخرجون
في دياجي الليل ، في الظّلمة ، في وضح النّهار يطلعون
- وينالون الذي هم ينشدون
إنْ قتلتمْ شيخنا الملتف في ثوب الجلال
- تم أتْبعتم بأُسْد ،
برجال كالجبال ،
- فاعْلموا أنكمُ قدمتُمُ
خدمةً للأرض ، للأهل ، وللعشّاق
- أذكيتمْ أفانين القتال ،
وكذا الأيام تمضي
- وكذا الحرب سجال
وفاته
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
أصداء الرحيل
كمال رشيد رجل فقدناه 23 أيار 2009 م:
كتب د. عبد الله الطنطاوي في مقدمة كتاب كمال رشيد بأقلام محبيه وعارفيه يقول فيها:
"صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع في عمان كتاب (كمال رشيد بأقلام محبيه وعارفيه)، في 230 صفحة من القطع الكبير، ونقدم هنا مقدمة الكتاب التي كتبها أخوه وصديقه عبد الله الطنطاوي".
وقد يسأل سائل: وماذا في فقد رجل؟ فنحن نواري الثرى مئات الرجال في كل يوم، وقد يستشهد بقول المعري الحكيم:
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب
- فأين القبور من عهد عاد؟!!
ويغيب عن ذهن هذا السائل: أن رجلنا هذا هو كمال رشيد، وليس غيره من أولئك المئات بل والآلاف، فقد يكون رجل في أمة، وأمة في رجل.. ولهذا نحن نأسى ونبكي الرجال الرجال، في زمن عز فيه الرجال..
- -1-
إنه الموت يعتام الكرام من الرجال، ويصطفي من نحن في مسيس الحاجة إليه من البدور، في ليالينا المحاقية.. في ليالي غزة والضفة والقدس التي يبيت لها الأعداء ما يبيتون من مكر الليل، وكيد النهار.. من عدة وعدد.. من أسلحة فتاكة... ونووية، وفسفورية، وما لا يخطر إلى على بال شياطين أوروبا وأمريكا ورأس حربتهم الصهيونية المصنعة من ثقافة الكراهية، والأحقاد الدينية التاريخية، والإجرام الذي يتغيا الفتك ببني البشر، وأولهم العرب والمسلمون، فيما العرب والمسلمون يعيشون بل يحيون حالة من العجز، والتخلف، والاحتراب البيني، ما يشمت الأعداء، ويميت الثكالى من الضحك.. عدوهم يبني المفاعلات النووية، والمصانع الحربية الثقيلة والخفيفة، وهم يبنون السجون والمعتقلات، ويزجون ذوي العلم والعقل والحكمة فيها.. يزجونهم في أقبائها المظلمة، ليموتوا في كل يوم عشرات المرات، تحت السياط التي هي أخف أنواع التعذيب، ومن ينجو بنفسه من هؤلاء، يلتحق ببلاد (برة) ليأمن على نفسه وعرضه وولده، وليقدم ما عنده لغير شعبه وأمته، وهذا ما يدعوه الناس: هجرة العقول العربية، وبها يكون الخسران المبين لأمتنا المنكودة الحظ بالعديد من أبنائها، كما هي منكوبة بأعدائها الذين تداعوا عليها من كل حدب وصوب.
عندما كنا نسهر الليالي الطوال مع غزة الصمود والعزة والجهاد والاستبسال. كانت صورة كمال رشيد ماثلة للعيان، أراها في أقلام الأحرار الذين يكتبون عن غزة، وعما تعانيه من وحشية وحوش البشر، حثالة البشر، أوشاب البشر، يقدم لهم أوباش البشر، من أصحاب الوجوه الصفر، والعيون الزرق، والشعر الأشقر، ويعينهم السود والسمر.. يقدمون لهم ما يحرقون به غزة ومئات أمثالها.. فأصيح: أين أنت يا أبا بلال؟ أين قلمك؟ أين قصائدك؟ ألا ترى ما يفعل المجرمون الآثمون بغزتك؟ بشيبها وشبابها، وبأطفالها ونسائها؟
لقد عهدتك مقاتلاً عنيداً، ومنافحاً رشيداً عن أهلك وعرضك وأمتك.. عهدتك وعهدك كل من عرفك، تقاتل بلسانك، وقلمك، وفكرك، وعقلك، وقلبك، ويدك ورجلك، بمواقفك، وفي مجالسك، ومحاضراتك، وقاعات المؤتمرات، والجامعات والمدارس.. مع طلابك، مع زملائك، مع أهلك وأقاربك وجيرانك.. فأين أنت الآن لتقف في وجه العاصفة، ولتشارك في الزلزال الذي ينتظر الناس بعد غزة؟ لا بد أن تشارك فيما بعد غزة، فلغزة ولياليها الفسفورية والنووية ما بعدها.. فمن سيحشد الحشود لها غير قلمك، غير شعرك يا شاعرها، وشادي آلامها وأحزانها، ويا مقيم لها معالمها وصواها حتى لا تضيع في حراكها الجهادي، ولا تشوب مبادئها وقيمها شائبة تفد إليها من شرق أو غرب، بعد تكاثر المفترين عليها..
صحيح.. أنت دمث، هادئ، متزن، لطيف، مرح، وصحيح أيضاً أن لك غضبة الأسد إذا غضب، وصيال الفارس إذا صال وجال، والقدس في قلبك، وفلسطين كلها قدس.. وهي الآن أشد حاجة إلى صولاتك وغضباتك، وإلى فكرك وتخطيطك وتقديرك، إلى جانب إخوانك.. إخوان العقيدة ورفاق الدرب والمصير. إنهم يفتقدونك الآن.. يفتقرون إلى الرجال من أمثالك.. إلى من يبذل كل ما في وسعه من أجل غزة الأمل. والقدس الشريف، وفلسطين الغالية، التي يئن شطرها تحت وطأة الصهاينة المجرمين، ويستغيث شطرها الآخر من وطأة الأنذال..
الأقصى يناديك يا أبا بلال، فهل أنت مجيب؟..
إنها معركة الكرامة، كما هي معارك الحرية والتحرير.
ولهذا أنت وأصحاب النجدات، سوف تسمعون صيحات المستغيثين والمستغيثات: يا شموخ الإيمان في أهل الإيمان من الرجال.
- -2-
إن كمال رشيد –تغمده الله بفيض رحمته ورضوانه- كان يحمل هموم أمته، وفي طليعتها هموم فلسطين وأهلها وقضيتها.. وقضية تحريرها من المغتصب الصهيوني، كما يحمل هموم نفسه، وأسرته الصغيرة.. وهذا ما نطالعه في كل ما كتب من شعر ونثر، وما كنا نطالعه في أحاديثه، وما كنا نقرؤه في عينيه الساجيتين الحالمتين بغد أفضل من هذا الحاضر البئيس التعيس الذي يبعثر الأمة وأحلام أبنائها، وكان حقها أن تلتقي لتزن الجبال تخطيطاً للغد المأمول في تحرير الأرض، وتحرير العقول التي سكنتها سواكن تستعصي على الطرد بعيداً عن الله ودينه القويم.
كان كمال رشيد يحيا بين التفاؤل والإحباط، وهو يعاني ما يعاني في تربية الأجيال.. إنه يريدها صاعدة إلى المجد، ويأمل فيها الخير لمستقبل الأمة التي تفتقر إلى الرجال، فيسعى إلى بناء الرجال، وتأليف الرجال، وتربيتهم ليكونوا كما ينبغي لهم أن يكونوا، من أجل التحرير والبناء، وقد يصاب بالإحباط مما يرى من انصراف الكثير من الشبان والشابات إلى الغثاثة والغثائية، هرولة وراء حميا الشهوات والمال، والاقتتال على سفاسف الأشياء وتوافه الأمور. وهذا ما كنا نسمعه في بعض مجالسه، ونطالعه في بعض شعره ونثره، وهو الأديب المفكر، والأديب السياسي، والأديب الإعلامي، والأديب الداعية إلى الإسلام وما فيه من خير، وكله خير للبلاد والعباد..
إن عمل الدكتور الرشيد في المناهج، والتخطيط، أضاف إلى حياته الأدبية والفكرية إضافات مهمة، وأكسبه خبرات في التفكير المنظم. وفي التنظير، وفي العمل بوعي ممنهج، فكانت طريقه لا حبة في الوصول إلى ما يريد الوصول إليه، فلا يخبط خبط عشواء، كدأب كثير من الأدباء والشعراء والفنانين، بدعاوى سخيفة حيناً، مبتذلة في أكثر الأحيان.
كتب أصدقاء الفقيد الحبيب كمال رشيد في هذا الكتاب عن بعض ما عرفوه فيه من سجايا وشمائل وقيم، وياليتهم وياليت أصدقاءه وعارفيه وزملائه وتلامذته وأهله، ويكتبون كل ما عرفوه عنه، لتنشر في رسائل وكتب، أو لتقدَّم إلى نجله الدكتور بلال –الواعد بالكثير- من أجل اكتمال صورة الكمال الرشيد بأبعادها الحسية والمعنوية.. النفسية، والجهادية، والكفاحية، والعلمية، والأدبية..
لو تهيأ لنا هذا، لأفاد الناس منه علماً، وأدباً، وتجارب حيوية، ولما ضاعت أخباره، ونسيت أعماله، ولما استطاع أحد الافتئات عليه، ولحفظ لهذه الأمة أخبار رجالها، ولعرفه من لم يعرفه ولم يلتقه.
إنني – في هذا التقديم لهذا الكتاب المهم- أود أن أقترح على نجله الدكتور بلال، أن يبادر إلى جمع آثار أبيه –رحمه الله تعالى- من الصحف، والكتب، ومن سائر وسائل الإعلام، وإلى تقصي أخباره من أصدقائه ومعارفه، وتلاميذه، وزملائه، وأهله، وجيرانه بزيارتهم، والجلوس إليهم، ومحاورتهم حول ما يعرفونه عنه رحمه الله.
هذا الكتاب خطوة في الطريق الصحيح، أرى أن تتلوها خطوات، فأدعو بلالاً إلى جمع الآثار المخطوطة والمطبوعة لوالده المعطاء، وإصدار (ديوان كمال رشيد) الأعمال الشعرية الكاملة، في مجلد واحد وجمع آثاره النثرية، وإصدارها في مجلد أو مجلدات، وأعماله التي كتبها لفلذات الأكباد.. بحيث لا يفلت منه عمل واحد، وأرجو من الأدباء والكتاب والشعراء، المساعدة في ذلك.
كما أرجو طلبة الدراسات العليا في الجامعات العربية والإسلامية، أن يبادروا إلى تسجيل رسائل عن كمال رشيد الشاعر، وكمال رشيد كاتب الأطفال، وكمال رشيد الداعية، وكمال رشيد السياسي، والإعلامي وهكذا.. ولعل الدكتور بلالاً يعين الدارسين بجمع آثار والده رحمه الله تعالى.. فهل من مجيب؟
أرجو ذلك، ولعلي ولعلنا نؤدي حق أخينا الحبيب علينا، بل بعض ما له حق علينا، وعلى الأدباء، والدعاة، والأصدقاء، والأقرباء، والسلام عليك –يا أخي الحبيب- في الخالدين.
الموت يغيّب الشاعر والتربوي كمال رشيد:
وجاء في جريدة الدستور مقالا تم نشره في الاثنين 31 آذار / مارس 2008.
- كتب الأستاذ عمر ابو الهيجاء يقول:
غيّب الموت أول امس الشاعر والتربوي د. كمال رشيد ، الذي اغنى المكتبة الاردنية بالكثير من الاصدارات الادبية في حقل الشعر ، وغيرها نذكر منها: شدو الغرباء ، عيون في الظلام، القدس في العيون، وكتيبات في أدب الأطفال، واناشيد للأطفال، وله كتب عن سلوكيات الاطفال، والترادف في القرآن الكريم ، وقد تتلمذ على يديه العديد من الشعراء واصبحت قصائده على كل لسان ، هذا الى جانب اسهاماته في التأليف في قسم المناهج المدرسية وله بصمات واضحة عليها مع عدد من زملائه ، وكان كاتب مقال مميز في جريدة الدستور. "الدستور" استذكرت الراحل كمال رشيد مع مجموعة من اصدقائه من الادباء وسألتهم عن مكانة الشاعر كمال رشيد في نفوسهم وذكرياتهم معه.
- راشد عيسى: رحل شادي الغرباء وترك لنا الغربة
الشاعر والناقد د. راشد عيسى استذكر الراحل كمال رشيد فقال: عليك رحمة الباري يا أبا بلال ، لقد كنت قدوتي في الطفولة وكبرت على أشعارك وعطاك الابداعي ، كنت أستاذ جيل ورائد كلمة ، فعرفناك تربويا ناجحا رئيسا لقسم اللغة العربية في مناهج التربية والتعليم ، ومؤلفا في تأليف كتب اللغة العربية ومديرا للمدارس العمرية وصاحب رؤيا إنسانية شفافة عبر زاويتك الصحفية في جريدة الدستور ، وشاعرا مجليا في ديوانك (شدو الغرباء) الذي كان ضمن اول خمس مجموعات شعرية تتلمذت عليها ، فلئن غبت عن عيوننا فستبقى شخصيتك الادبية والوطنية والتربوية والانسانية حاضرة في ملامح حركتنا الثقافية ومشرقة في وجدان تلاميذك واصدقائك ، ويكفي ان طلبة الاردن الحبيب حفظوا أشعارك وأناشيدك في الكتب المدرسية ، وحسبك أنك أنجبت بلالا ليكون رديفك ومكمل مسيرتك في عالم الأدب والكلمة المبدعة ، سنفتقدك أيها الشاعر المشمس والتربوي الغيور والوطني النبيل ، سنسأل عنك بلالا ونسلم عليك فإلى جنان الخلد إن شاء الله.
- نايف ابوعبيد: سلام الله عليك يا رفيق الحرف الطاهر:
الشاعر نايف ابوعبيد صديقه ورفيق دربه في عالم الابداع والكتابة تذكر الشاعر والتربوي والأديب الراحل كمال رشيد فقال: أخي كمال رشيد ، رحمك الله على قدر طيبتك ، وكريم خلقك ، وعظيم تواضعك ، ويسر قولك عندما تدعوك القوافي الخضر ، والمفردات الكريمة ، والالطاف السانحة. كأني وإياك مع وهن القلب على ميعاد ، وها أنت ترحل كالنسيم الرخيّ عن دنيانا ، ولا أدري متى يحين موعد رحيلي الى دنياك التي غادرتنا اليها كالطيف ، فسلام الله عليك يا رفيق الحرف الطاهر النظيف.
- عبدالله الخباص: يعد من الأدباء الأفذاذ:
اذا عدّ الناس الادباء الافذاذ في الاردن وفي فلسطين فلا بد ان يستذكروا جمهرة من هؤلاء يقف شاهدا من بينهم د. كمال رشيد رحمه الله ، اعتاد الناس ان يستذكروا خصائل المرثي عند وفاته ولعل من ابرز خصال كمال رشيد أنه كان عفيف الكلمة عفّ اللسان دافع عن قضايا الأمة بلسانه وقلمه ويكفيه انه اهدى درة العالم الاسلامي أعني القدس ديوانه الشهير" القدس في العيون" أنا أعرف كمال رشيد شاعرا وكاتبا وأديبا وصديقا وإنسانا وأعرفه مؤلفا في المناهج وقد ألفنا بمعيته الكتب المدرسية وكنا ثلاثة لا يكاد يفرّق بيننا مفرق ، كمال رشيد ود. عودة ابوعودة ود. عبدالله الخباص ، كنا نسمى عند الناس ثلة وهذه المنية تفرّق بيننا.
وأضاف: عرفته رئيسا لتحرير جريدة الرباط ينبض بنبض الأمة في مقالاته وعرفته مديرا عاما لمدارس العمرية التي كانت فيها قامته طويلة أعني الخير والتربية السليمة في حب الدين والرسول والوطن ، وصدق رسول الله القائل: "احبب ما شئت فإنك مفارقه" فيا من فارقتنا رحمك الله.
- وكتب محمد صالح حمزة يقول في مقدمة حواره:
"الرّباط" اسم صحيفة ارتبط باسم ضيف حلقتنا هذه، الدكتور كمال رشيد؛ فقد رأس تحريرها طوال فترة صدورها.. يُعطيها من جهده ووقته واهتمامه.. وقبل ذلك كلّه من رفقه وتواضعه اللذين يستدعيان في ذهن محاوره، باللاشعور، حديث المصطفى : "ما دخل الرّفق في شيء إلاّ زانه..".
بهذين المفتاحين السّحريين: الرفق والتواضع دخل أبو بلال قلوب كلّ من عرفه، فلا غرابة، البتّة، أن يكون له كلّ ذلك العدد من الأحبّة والأصدقاء والمعارف.
زاده الله بسطة في العلم والجسم، فأغنى –بعلمه هذا- المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب والدّراسات ودواوينالشّعر
المصادر والمراجع
- ديوان " شدو الغرباء " ، عمان ، 1975م .
- ديوان " عيون في الظلام " ، عمان ، 1984م .
- ديوان " القدس في العيون " ، المنصورة ، 1990م .
- ديوان " نسائم الوطن " ، عمان ، 1997م .
- أشواق في المحراب ، عمان ، 1985م .
- مجموعة كتب الدكتور كمال رشيد للأطفال .
- الدكتور عدنان حسّونة : الشعر الإسلامي في الأردن ، عمان ، 2004م .
- الدكتور مأمون جرار : الشعر في الأردن ، عمان ، 2002م .
- مؤتمر أدب الأطفال – الجامعة الهاشمية ، 2006م .
- جريدة السبيل في 20 / 4 / 2004 م و 17 / 7 / 2006م .