محمد عبد الفتاح شريف
نبذة تعريفية عنه
- أحد القادة الثلاثة المؤسسين لتنظيم 1965م .
- إنه المتنسك الزاهد محمد عبد الفتاح رزق شريف ، كان رحمه الله يتميز بنقاء السريرة و صفاء النفس لذا كان مولعا بمتابعة الرؤى و تفسيرها ..
- إنه البسام برغم سنوات المحن و الآلام .
- ولد الأستاذ محمد عبد الفتاح شريف في 1909/1/5م بقرية كنيسة الضهرية مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.
- حصل على دبلوم المساحة ،ليعمل بعد ذلك مهندسا مساحا في هيئة المساحة بدمنهور .
عبادة وتنسك
حبب للأستاذ عبد الفتاح شريف قيام الليل على الرغم من تقدم سنه ..
فكان يصلي كل ليلة من منتصفها إلى الفجر ..
ويخبر عن هذا المهندس محمد الصروي رحمه الله فيقول عنه:
كان كثير الصلاة بالليل .. ولقد جاورته في غرفة رقم ( 5) في مزرعة طره عنبر رقم ( 2) فكان يصلى العشاء وينام بعد الصلاة مباشرة ثم يقوم في حوالي الساعة الثانية عشرة ليلا ... صيفا شتاءً ويظل يصلى حتى صلاة الفجر .. ولم يكن أحد من الشباب يستطيع أن ينافسه في هذا الخير رغم أن عمره كان قد تجاوز الستين وأغلب من معه في الحجرة شباب بين الثلاثين والأربعين ..
رحلة الاعتقالات
أعتقل لأول مرة في عام 1954م .
ثم اعتقل ثانية ضمن ما عرف بتنظيم 65 في عام 1965م ، و كان عمره وقتها (56) عاما ، مكث في السجن الحربي سنتين ، بعدها حكم عليه بالمؤبد فتم ترحيله إلى ليمان طره ، ليقضي من المؤبد (10 سنوات) ويخرج بعدها في عام 1975م .
وفي عام 1981م أعتقل للمرة الثالثة لمدة (12) شهرا .
و أخيرا أعيد اعتقاله للمرة الرابعة عام 1995م ،و أحيل للمحاكمة أمام المحكمة العسكرية وعمره آنذاك (89) عاما ،ثم أفرج عنه لاحقا بسبب ضعف صحته وكبر سنه { إفراج صحي } .
تأسيس تنظيم 65
كان رحمه الله أحد المؤسسين لتنظيم ( 65) ، و معه الشيخ عبدالفتاح إسماعيل (رحمه الله ) من دمياط ،الطالب الأزهري الذي كان دون الثلاثين من عمره ، و يتمتع بهمة عظيمة و روحانيات عالية.
والأستاذ عوض عبد المتعال عوض من المنصورة ،، مدرس الإبتدائي الذي كان دون العشرين من عمره وفي الوقت نفسه طالب منتسب لكلية التجارة جامعة القاهرة .
و كانت السمة الواضحة لهؤلاء الثلاثة المؤسسين للتنظيم هي الهمة العالية و النشاط الدؤوب بلا ملل .. يخبر المهندس محمد الصروي عنهم قائلا في ذلك :
(فهم أصحاب عزيمة لا تعرف إلا النوم القليل الذي يريح الأبدان فقط من التعب والكلل حتى يمكنهم استئناف الحركة .
طعامهم قليل ... تعلقهم بمباهج الحياة محدود جدا إن لم يكن منعدما).
كان لقاؤهم في السجن الحربي عام 1955م ، و كانوا يتساءلون فيما بينهم وماذا بعد الإفراج ؟
ويتناقشون في الإجابة كثيرا حتى قرروا أن يرصدوا من حولهم من الإخوان ، فمن وجدوا فيه رغبة في الاستمرار في دعوة الإخوان تعرفوا على كيفية الاتصال به بعد الإفراج ، وذلك في خفية حتى لا يلفتوا الأنظار نحوهم .
يقول الأستاذ عوض عبد المتعال :
"وبدأنا نتكلم كيف نبدأ والإخوان الموجودون في المحافظات ليسوا مرتاحين لأية فكرة لتجميع للإخوان , فقلنا أولا : لابد أن نضع هدفا قريبا وهدفا بعيدا , الهدف القريب أن نوقظ الإخوان بعيدا عن الإخوان المسؤولين والهدف البعيد أن نتخلص من عبد الناصر".
ولقد تحقق الهدف الأول بنجاح ولله الحمد ، لكن الهدف الثاني تم إلغاؤه بعد المشورة ،بالرغم من عدم موافقة الأخ عبد الفتاح شريف الذي كان يرى أنه لابد من فعل شئ مع عبد الناصر..
كان عبد الفتاح شريف يجوب البلاد شرقا و غربا باحثا عن فلول الإخوان ليطلب منهم النصرة و المؤازرة ، ولقد كان هو الأمير الفعلي للتنظيم الذي كان يقوده ظاهريا الأستاذ الوزير عبد العزيز علي .
وظل يقود التنظيم فترة من الزمن بجد ونشاط ثم صدر تفويض من المرشد العام الأستاذ حسن الهضيبي للشيخ عبد الفتاح إسماعيل بتعيين قائد آخر للتنظيم ، فلم يعد المهندس عبد الفتاح شريف قائدا للتنظيم ، واكتفى برئاسة إخوان دمنهور ، واستمر يعمل بكل تفان لخدمة الدعوة .
الجدير بالذكر أن سيد قطب كان هو القائد الفكري للتنظيم في هذه الفترة من داخل السجن إلى أن خرج وتولى القيادة كاملة .
دروس تربوية
خلال رحلته الدعوية ، وما مر به فيها من ابتلاءات ومحن عصيبة ، أعطى أ. عبد الفتاح شريف المثل و القدوة في:
الثبات : لما رفض أن يشي بإخوانه ،أو أن يشهد عليهم زورا و بهتانا ،فقد طُلب منه في التحقيقات أن يشهد زورا على قيام الشيخ الأودن بدور معين.. لأنه تمت التوصية على (الشيخ الأودن ) من قبل جمال عبدالناصر ..فرفض الإعتراف و احتمل من العذاب ألوانا : كرابيج ...تعليق ... تحريق بالأسياخ ... و كلاب تنهش ، فقد كان شعار الزبانية ...الموت أو الاعتراف ... وكان شعاره ... الشهادة أو الثبات لحفظ الأمانة .
و صبر : برغم بلوغه من الكبر عتيا ، فتحمل من الأذى وهو الشيخ ما عجز الشباب عن تحمله .
فقد كان للإخوان يوم في الأسبوع ينكل فيه بأحدهم تنكيلا شديدا و يسومونه سوء العذاب ،وكان عبد الفتاح أحد هؤلاء الذين مروا بهذا اليوم وكان ممن يزاد له في التنكيل لكونه من كبار الإخوان .
ومن صور العذاب الذي تعرض له أنه لما كان أول رمضان له في السجن استدعى الجلاد صفوت الروبي المهندس محمد عبد الفتاح رزق شريف (56 سنة آنذاك) وقام صفوت الروبي بركله ركلة شديدة أوقعته على الأرض وهو صائم هزيل الجسم ضعيف البنية كبير السن .
لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ،و ينصر أولياءه ، ويشف صدور قوم مؤمنين .. ففي ذات اليوم الذي خرج فيه الإخوان من غياهب السجن الحربي ،دخله حمزة البسيوني ،و شمس بدران ، و صفوت الروبي ، وغيرهم من الحثالة ،ليعذ بهم من كانوا بالأمس تحت إمرتهم ،فسبحان المعز المذل .
كما كان ذا همة عالية تناطح السحاب ، دفعته إلى الديمومة في العمل من أجل الدعوة طوال سنوات عمره من غير ما كلل ولا ملل سواء كان داخل الأسوار أوخارجها .
تراث بعد الوفاة
وبعد حياة حافلة بالعمل الدءوب المخلص في خدمة الدعوة و أبنائها .
وعامرة بالصيام والقيام ، والذكر و القرآن ، و الثبات في المحن الجسام..
توفي المهندس البطل الهمام في ( 2002/14/5 ) ، عن (91 )عاما ، هذا القائد الرباني الذي أراد أن يواصل تربيته لأبناء دعوته جيلا بعد جيل ، وذلك من خلال كتابته لمذكراته – التي لم تنشر بعد – لتكون تراثا يستفيد منه الإخوان دروسا تربوية،وعقدية، و فكرية ومازال كثير من أبناء هذه الدعوة في لهف لطباعة هذه المذكرات والاستفادة منها فرحم الله هذا الرجل المعطاء رحمة واسعة.
المراجع
- كتاب الزلزال و الصحوة لمحمد الصروي دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2004.
- البوابة السوداء أحمد رائف الزهراء للإعلام العربي.
- الإخوان في سجون مصر لمحمد الصروي دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1427ه -2006.
- أيام من حياتي لزينب الغزالي دار التوزيع والنشر الاسلامية.
- كتاب ليالي كرداسة لمحمد أنور رياض.
- أحداث صنعت التاريخ لمحمد عبد الحليم دار الدعوة الإسكندرية .
للمزيد عن الإخوان في محافظة البحيرة
. |
. |