محمود لبيب مؤسس الضباط الأحرار

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمود لبيب مؤسس الضباط الأحرار

السبت 24 يوليو 2010

أحمد زكي.. أمل الأمة

مقدمة

الصاغ محمود لبيب اسم لا يعرفه الكثير من الناس ولم يدرس في كتب التاريخ بالمدارس علي الرغم من دوره الهام في التاريخ المصري الحديث فهو مؤسس لتنظيم الضباط الأحرار إلي جانب كونه وكيل الإخوان المسلمين للشئون العسكرية يحاول موقع أمل الأمة إلقاء الضوء علي حقيقة تنظيم الضباط الأحرار ومؤسسها وهل كان للإخوان المسلمين دور في ذلك التنظيم

لبيب يتعرف علي الإخوان

تعرف الصاغ (الرائد) محمود لبيب علي الإخوان المسلمين عام 1938م بعد لقاء مع الإمام البنا في معسكر الدخيلة بالإسكندرية؛

ويروي الحاج عباس السيسي فيقول:

"بينما كان الأخ زكي طبيخة من فريق الجوالة يركب ترام مدينة الإسكندرية في طريقه إلى معسكر الإخوان الصيفي بالدخيلة وعلى كتفه شعار مكتوب عليه (الإخوان المسلمون) إذ تقدم إليه أحد الركاب وسأله عن الإخوان المسلمين وأين يوجدون، فأخبره الأخ بأن لهم معسكرًا بالدخيلة، فرغب الرجل أن يذهب معه لمقابلتهم، فاصطحبه الأخ إلى المعسكر، وفوجئ الرجل بهذا الخليط من الناس، واستقبله الإخوان وقدموه إلى فضيلة المرشد العام
وجلس الرجل يناقش ويستمع، ويرى نشاط الإخوان وأخوتهم ومحبتهم لأستاذهم، حتى إذا شرح الله صدره بدأ يُعرِّف نفسه للأستاذ المرشد، فهو الصاغ محمود لبيب العضو البارز في الحزب الوطني وزميل الزعيم محمد فريد في منفاه، والذي شاركه محنة النفي خارج البلاد حتى قضى نحبه؛
ثم صدر عفو عنه من الملك فؤاد، وعاد إلى مصر مرةً أخرى، وهو يُواصل العمل الجاد في سبيل تحرير وادي النيل من براثن الاستعمار، ولهذا فقد فكر في أن يدعو إلى مبادئ الحزب الوطني عن طريق تكوين نادٍ رياضي اتخذ مقرًا له في شقة في عمارة ماجستيك بالمنشية، ووضع عليها لافتة باسم النادي؛
ولكنه بعد أن قابل فضيلة المرشد واقتنع بفكره ومنهجه ورسالته فإنه أعلن عن تنازله عن هذه الشقة ليرفع عليها لافتة الإخوان المسلمين بالإسكندرية، ومنذ هذه اللحظة أصبح للإخوان المسلمين في الإسكندرية دارًا في أكبر الميادين.
وخرج الصاغ محمود لبيب من معسكر الإخوان، وعاد بعد ساعات ومعه هدية للإخوان من الأرز والخضروات واللحوم والفاكهة". انتخب عام 1947م وكيلاً ثانيًا للإخوان المسلمين للشئون العسكرية.

تأسيس التنظيم

كثرت الروايات حول نشأة تنظيم الضباط الأحرار وتناقضت فيما بينها تناقضًا واضحًا،القائلون بأن تنظيم الضباط الأحرار بدأ وأخذ هذا الاسم في نهاية عام 1948م، وتكونت لجنته التأسيسية عام 1949م يواجهون حرجًا كبيرًا يفقد الثقة في مصداقيتهم؛

وهذا الحرج يأتي أولاً من وثيقة تاريخية مؤكدة، وهي العريضة التي أرسلت إلى القصر في ديسمبر سنة 1941م باسم "الجنود الأحرار" تطالب بمنع ما يتعارض مع الإسلام وإلغاء معاهدة سنة 1936م ومنح الجندي الحق في الامتناع عن أي عمل يناقض الشرع، ووزعت منشورات داخل وحدات الجيش بمضمون هذه العريضة التي وقعت باسم "الجنود الأحرار" وهذا ما أكدته تقارير الأمن العام والبوليس المخصوص محفظة 34 في 7 ديسمبر سنة 1941

وهذا يقودنا إلى التأكيد على دقة ومصداقية رواية عبد المنعم عبد الرؤوف (أحد الضباط الإخوان والذي أجبر الملك فاورق علي التنازل عن العرش) حول نشأة التنظيم ومصدر تسميته بهذا الاسم:

يذكر عبد المنعم عبدالرؤوف (الذي انضم عبد الناصر وخالد محيي الدين وحسين حمودة وغيرهم إلى التنظيم عن طريقه) في مذكراته أن اسم الضباط الأحرار كان من اقتراح الصاغ محمود لبيب، وأطلق على تنظيم الإخوان بالجيش، ووُقِّعت به المنشورات التي كانت تصدر عن التنظيم.

ويؤكد اللواء صلاح شادي هذه الرواية بقوله:

"وفي سنة 1944م، وبعد أن أسند إلى المرشد العمل بقسم الوحدات جمعني والصاغ محمود لبيب والسندي و كمال الدين حسين لتنسيق العمل كلٌ في اختصاصه، وأدركت حينذاك استقلال الصاغ محمود لبيب في العمل بقسم الضباط؛
وكان هذا اللقاء أول مجالات الصلة بيني وبينه، وأدركت منه مجال نشاطه، فحدثني عن المنشورات التي تكتب لإيقاظ الضباط وتعريفهم بواجبهم حيال مصر والإنجليز، وكيف أنها لاقت رواجًا في صفوف الجيش على وجه العموم، وكانت هذه المنشورات تطبع بمعرفة الإخوان، ويوزع بعضها قسم الوحدات ويوقع بعضها باسم الضباط الأحرار، وبعضها باسم الجنود الأحرار، وكان قسم الوحدات يشارك في توزيعها".

يتضح من ذلك أنه لم تكن هناك حركة لها نبض حقيقي في الجيش سوى حركة الإخوان المسلمين، ولم يكن هناك تنظيمات، اللهم إلا التجمع الهلامي من بعض ضباط الطيران الذي لم يصل إلى المستوى الذي يستحق أن يطلق عليه اسم التنظيم، وفي نفس الوقت كان مضطربَ الأهداف إذا أحسنا الظن لا ينبع سلوكه من فهم أصيل لمعنى التحرر الوطني الحقيقي، وإنما رأيناه ينبع فقط من كراهية الإنجليز والرغبة في الاستعانة عليهم بالألمان.

دور الإخوان في الجيش المصري

بدأ ظهور حركة الإخوان في الجيش في سنة 1938م حينما نشطت صحيفة الإخوان "النذير" في مناقشة قضايا الجيش جنودًا وضباطًا، وأفسحت المجال لمناقشة الأخطاء والعيوب التي تسمح بها سلوكيات الجيش المختلفة كنظام المراسلة وعدم إقامة الأذان في أوقات الصلاة؛ بل عدم تخصيص وقت لصلاة الجنود أصلاً.

ومنذ هذا التاريخ أي سنة 1938م، كان الإمام حسن البنا يتحدث عن الإسلام في الوحدات العسكرية في المناسبات الدينية كمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وغزوة بدر في شهر رمضان؛ حيث تفتح أبواب الوحدات العسكرية للوعاظ لإلقاء دروس في هذه المناسبات للجنود.

ولم يكن الأمر يخلو من وجود الضباط في هذه الاحتفالات الموسمية؛ لأن الضابط المناوب بالوحدة كان من عمله الإشراف على هذه الاحتفالات التي لم تكن تتقيد بالوعاظ الرسميين فقط، فكانت أصداء كلمات الرجل تبعث في سامعيه الرغبة في الانتماء إلى ما يدعو إليه في وقت كانوا يشعرون فيه بالضياع لقهر النظام العسكري، وفساد الرؤساء والمرءوسين، ولذا وجدت دعواه صداها بين الضباط والجنود والعمال العسكريين.

وكانت دروس الثلاثاء في دار المركز العام هي الملتقي الأسبوعي لكل راغبٍ من جنود الجيش وضباطه في التزود من حديث الإمام الشهيد حسن البنا.

ثم فكر الإمام حسن البنا في إنشاء قسم "الوحدات العسكرية للإخوان" في أوائل الأربعينيات، وبدأت النشأة المنظمة لهذا القسم بزيارة الإمام الشهيد لمدرسة الصيانة التابعة لسلاح الصيانة أسبوعيًا كل يوم أربعاء؛ حيث كان يدعوه إلى ذلك بعض الإخوان الطلبة كالأخ عباس السيسي وغيره، وألف هؤلاء الإخوة الذهاب إلى المركز العام للإخوان، وانضم إلى صحبتهم آخرون من وحدات أخرى.

وكان لهذا القسم دعاة مدنيون في وحدات الجيش المختلفة يقومون بتعريف الجنود بدينهم، وشمول هذا الدين لكل نواحي الحياة، وكيف يمارسون حياتهم داخل الوحدات مهتدين بأصوله مستظلين بأحكامه.

وكان من مهام الدعاة المدنيين التعرف بضباط الوحدات حتى إذا وجدوا منهم تجاوبًا في الفهم ورغبة في الاستزادة، رسموا لهم طريق الصلة بالمرشد الذي كان يعرفهم بدوره في أول الأمر بالصاغ محمود لبيب، ويعرفهم هذا بدوره بعبد الرحمن السندي الذي كان يقوم بتبعة العمل الحقيقي في النظام الخاص.

ولما كثر عدد المنتسبين من الضباط في النظام، أفرد لهم المرشد قسمًا خاصًا يرأسه الصاغ محمود لبيب وكيل الإخوان، وبدأ استقلال محمود لبيب بعمله في هذا القسم في سنة 1944م مستعينًا "بعبد المنعم عبد الرؤوف" الذي كان يمارس نشاطه معه منذ سنة 1943م.

وفي عام 1944م كانت الأسرة الأولى مكونة من سبعة من الضباط:

  1. يوزباشي: عبد المنعم عبد الرؤوف
  2. يوزباشي: جمال عبد الناصر حسين
  3. ملازم أول: كمال الدين حسين
  4. ملازم أول: سعد حسن توفيق
  5. ملازم أول: خالد محيي الدين
  6. ملازم أول: حسين محمد أحمد حمودة
  7. ملازم أول: صلاح الدين خليفة

وحسب رواية حسين حمودة وتأكيد عبد المنعم عبد الرؤوف:

"تكررت اجتماعات هذه الأسرة أسبوعيًا ولم تنقطع حتى مايو 1948م، ثم انقطعت بسبب حرب فلسطين.
وطيلة هذه السنوات تحرَّك أفراد هذه الأسرة لتكوين أسر فرعية، وضم أكبر عدد ممكن من الضباط إلى التنظيم، وشكَّل كل فرد من أفراد الأسرة أسرة فرعية لا تزيد عن سبعة أفراد على ألا يخطر أي منهم الآخرين بأسماء المنضمين معه في الأسر الفرعية مراعاة لأمن الحركة، وكان محمود لبيب يحضر الاجتماع الأسبوعي للأسرة الرئيسية، ويحضر أيضًا الاجتماعات نصف الشهرية للأسر الفرعية المنبثقة من الأسرة الرئيسية.
وأصبح بذلك محمود لبيب هو الشخص الوحيد في هذا التنظيم السري الذي يعرف جميع المشتركين فيه إلا أن القدر لم يتح لمحمود لبيب الاستمرار ليتوفي يوم الثلاثاء الموافق 18/12/1951م، وتشاء الأقدار أن يكون هذا اليوم هو يوم افتتاح المركز العام للإخوان المسلمين بعد طول إغلاق، وأذيع نبأ الوفاة أثناء إلقاء درس الثلاثاء، فكان وقعه أليمًا على نفوس الإخوان جميعًا ويحصل جمال عبد الناصر قبل وفاة لبيب علي كل أسماء أعضاء تنظيم الضباط الأحرار !!

المصدر