مدخل لفهم رسائل الإمام البنا (1-2)
بقلم: د. محمد علي عطا
مقدمة
حتى الآن لم تحظ رسائل الإمام البنا بالدراسة اللائقة بها، ومن أسباب ذلك عدم توافر مدخل عام يقرب فهمها للمطالع، فحرصت على أن أقوم بهذا الأمر رغم صعوبته، ولكن حسبي أن أفتح الباب وألفت النظر
فقمت في هذا البحث بتعريف عام برسائله من حيث:
- عددها، وهدفها، ونوعها، والمراحل الحركية التي كتبت فيها، والرابط بينها، والمفقود منها، والوحدة الموضوعية فيها، وشروحها، وأسلوبه فيها، ومصادره فيها، وأدب التعامل معها، والطريقة المثلى لدراستها، وثمرة فهمها.
أولا: عدد الرسائل
للإمام البنا سبع وعشرون رسالة، فُقِد منها رسالتان، هما الأولى والثانية، إذن فقد وصلنا منها ست وعشرون رسالة
وهي حسب ترتيبها التاريخي رسالة:
- "الرسالة الأولى"، 14 صفر 1352 هجرية، الموافق الجمعة 26 مايو 1933م.
- "إلي أي شيء ندعو الناس"، 11 مايو 1934م.
- "هل نحن قوم عمليون"،10 أغسطس 1934م.
- "العقائد"، 1934م.
- "دعوتنا"، 23 أبريل 1935م.
- "نحو النور"، أكتوبر 1936م.
- "المأثورات"،1936م.
- "مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين"، 20 فبراير 1938م.
- "رسالة المنهج"، 1938م.
- "التعاليم"، 1938م.
- "المناجاة"، 1357هـ/1938م.
- "المؤتمر الخامس"، 21فبراير 1939م.
- "الإخوان المسلمون تحت راية (محمد) القرآن"، 11 أبريل 1939م.
- "المرأة المسلمة"، أبريل 1940م.
- "إلى الشباب عامة وإلى الطلبة خاصة"، 19/4/1941م.
- "المؤتمر السادس"، 9 يناير 1941م.
- "رسالة دعوتنا في طور جديد"، 29 أغسطس 1942م.
- "بين الأمس واليوم" (النبي الأمي - من تطورات الفكرة الإسلامية وأهدافها)، 1943م.
- "الأسر"،1943م.
- "مؤتمر رؤساء المناطق والشُّعَب ومراكز جهاد الإخوان المسلمين على مستوى القطر"، 8 سبتمبر 1945م.
- "المؤتمر الشعبي الأول في القاهرة"، 4 أكتوبر 1945م.
- "الجهاد"، 1947 تقريبًا.
- "في علم الحديث"، غرة محرم 1367هـ/1947م.
- "مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي"، 16 نوفمبر 1947م.
- "الإخوان والانتخابات"، 5 سبتمبر 1948م.
- "قضيتنا"، يناير1949م.
ثانيا: الهدف من كتابتها
أوضح الإمام البنا في رسالته الأولى الهدف من كتابته للرسائل عامة، وهي ثلاثة أشياء:
- التحدث إلى الإخوان.
- التذكرة بمبادئهم.
- التعاون من أجل الغاية.
وزاد ووضح في مقدمة "رسالة المؤتمر السادس"، 11 ذو الحجة 1359هـ، الموافق 9 يناير 1941م
بأن هدفه فيها خاصة هو:
- مراجعة الأعمال.
- بيان الإنجازات.
- تذكير بمراحل المنهج والغايات والوسائل.
- والموقف من الهيئات المختلفة.
- الحديث عن الدعوة للتذكير.
ثالثًا: هل الرسائل علم أم تذكير
أوضح الإمام البنا في رسالته الأولى نوع رسائله من حيث هل هي علم أم تذكير، وبين أنها لمن لا يعلم ما فيها علم، ولمن يعلمه ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.
رابعًا: المراحل الحركية التي كتبت فيها الرسائل
هذه الرسائل كلها تدخل تحت ثلاثة مراحل تاريخية مرت بها دعوة الإخوان المسلمين، وخطط لها الإمام البنا، ومرحلة واحدة طرأت على الجماعة
وهذه المراحل ورسائلها تقسم على النحو التالي:
مرحلة التعريف ونشر الدعوة
واحتلت الفترة الزمنية من (1928-1938م)، وألف في هذه المرحلة الرسائل: الرسالة الأولى التي كانت مفقودة، 14 صفر 1352 هجرية، الموافق الجمعة 26 مايو 1933م، والرسالة الثانية المفقودة، و"إلى أي شيء ندعو الناس"، 11 مايو 1934م
و"هل نحن قوم عمليون"، 10 أغسطس 1934م، و"العقائد" 1934م، و"دعوتنا"، 23 أبريل 1935م، و"نحو النور"، أكتوبر 1936م، و"المأثورات" 1936م.
مرحلة الانتقاء والتكوين
وهذه المرحلة لها خطوات ثلاثة:
- الإيمان العميق، التكوين الدقيق، العمل المتواصل. واحتلت الفترة الزمنية من (1938 - 1942م)، وألف في هذه المرحلة الرسائل: "مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين"، 20 فبراير 1938م، "رسالة المنهج"، 1938م، و"التعاليم"، 1938م، و"المناجاة"، 1938م
- و"المؤتمر الخامس"، 21 فبراير 1939م، و"الإخوان المسلمون تحت راية القرآن"، 11 أبريل 1939م، و"المرأة المسلمة"، أبريل 1940م، و"إلى الشباب عامة وإلى الطلبة خاصة"، 19/4/1941م، و"المؤتمر السادس"، 9 يناير 1941م.
مرحلة التنفيذ (النضال الدستوري)
واحتلت الفترة الزمنية من (1942 - 1948م)، وألف في هذه المرحلة الرسائل: "رسالة دعوتنا في طور جديد"، 29 أغسطس 1942م، و"بين الأمس واليوم (النبي الأمي - من تطورات الفكرة الإسلامية وأهدافها)"، 1943م، و"الأسر" 1943م، و"مؤتمر رؤساء المناطق والشُّعَب ومراكز جهاد الإخوان المسلمين على مستوى القطر"، 8 سبتمبر 1945م
- و"المؤتمر الشعبي الأول في القاهرة"، 4 أكتوبر 1945م، و"الجهاد"، 1947 تقريبا، و"في علم الحديث"، غرة محرم 1367هـ - 1947م، و "مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي"، 16 نوفمبر 1947م، و"الإخوان والانتخابات" 5 سبتمبر 1948م.
وتلا ذلك مرحلة المحنة الأولى، عام 1949م، ويمثل هذه المرحلة رسالة "قضيتنا"، يناير 1949م، وهي آخر ما كتب رحمه الله.
خامسا: الرابط بينها وموضوعاتها

الرابط بين هذه الرسائل أن كل واحدة منها تمثل جزءا من خطة استراتيجية طويلة، ولكي يتقرب هذا للأفهام لابد من التعريف بالتفكير الاستراتيجي وخطواته على النحو الذي رسخ حديثا عند علماء الاستراتيجية:
فالتخطيط الاستراتيجي حسب أحد تعريفاته الكثيرة هو:
- "عملية منهجية تُحدَّد من خلالها الأولويات الضرورية القادرة على الاستجابة للتحديات، وتوظيف القدرات والموارد المتاحة لتحقيق هذه الأولويات".
وحتى يكون التخطيط منهجيا يجب أن يمر بخطوات سبعة، هي:
- الجاهزية للتخطيط بتحديد أسباب القيام بالتخطيط.
- تضمين الرسالة والرؤية والقيم.
- دراسة الوضع الراهن.
- تحديد الأولويات.
- وضع الخطة الاستراتيجية.
- تنفيذ الخطة الاستراتيجية.
- التقييم والمراقبة والمراجعة والتحديث.
ويدخل تحت ذلك توضيح الموقف من الجهات ذات المصلحة، أو ذات العلاقة بما تخطط له. والرابط بين رسائل الإمام البنا أن كل رسالة من الرسائل الخمس وعشرين التي وصلتنا من مجمل سبع وعشرين رسالة، تتحدث عن جزء أو أكثر من أجزاء هذا التخطيط الاستراتيجي
واستقراء ذلك على النحو التالي:
- (1) الرسالة الأولى، 14 صفر 1352 هجرية، الموافق الجمعة 26 مايو 1933م، وهي بمثابة رأس للرسائل كلها، ومقدمة مهمة لها؛ حيث تبين غرض الإمام البنا من رسائله كلها، وتحدد نوعها، وتبين الطريقة المثلى للتعامل معها
- فغرضه من رسائله كلها هو:
- التحدث إلى الإخوان
- التذكرة بمبادئهم
- التعاون من أجل الغاية.
- وحدد غرضه من هذه الرسالة خاصة بأنه التوصية بقرن العلم بالعمل، كما بين في آخرها،كما أنها تكمل استراتيجية الإمام البنا التي توضحها رسائله مجتمعة. ثم خلص الإمام البنا بعد هذه المقدمة إلى الموضوع الأساس، وهو الدعوة إلى قرن العلم بالعمل، فبين مستشهدا بأن العلم نوعان: علم في القلب وهو النافع، وعلم على اللسان وهو حجة الله على ابن آدم.
- (2) رسالة "إلى أي شيء ندعو الناس"، 26 محرم 1353هـ، الموافق 11 مايو 1934م، تحتوي من خطوات التخطيط الاستراتيجي على: بعض تشخيص الوضع الراهن للأمة ومنه الفجوة بين فهم الداعي والمدعو، ووضع المقياس الموحد للفهم من خلال القرآن الكريم، والحديث عن غايات غير المسلمين في الحياة، وغاية المسلم، ثم تحدث عن الوسائل المؤدية إلى غاية المسلم بالتفصيل، ورد على شبهة صعوبة تحقيق غاية الإخوان وأنها غير قابلة للتحقيق وأنها أحلام وطريق طويل، والتدليل على صدق الغاية وفاعلية الوسائل من قصص القرآن.
- وبيان الموقف من القومية، وهو ما يسمى العلاقة بذوي المصلحة. إلى جانب الرد على شبهتي: مصدر المال الإخواني، وانغماس الإخوان في السياسة.
- (3) "رسالة العقائد" 1934م، هي وسيلة من وسائل مرحلة الإيمان العميق، فهي تخدم هذه المرحلة معرفيا، و "رسالة المأثورات" التي ألَّفها بعد ذلك تخدم هذا الهدف وجدانيا، رغم أن تاريخ تأليفهما سابق على مرحلة الانتقاء والتكوين؛ ولكنه ربما ألفهما مبكرا استعدادا للدخول في مرحلة التكوين الدقيق.
- (4) رسالة "هل نحن قوم عمليون" ،28 ربيع الثاني 1353هـ، الموافق 10 أغسطس1934م، وتحتوي من خطوات التفكير الاستراتيجي على: الموقف من ذوي المصلحة ممن يسألون عن جماعة الإخوان المسلمين، وتقسيمهم حسب هدف كل منهم.
- ومراجعة لإنجازات الإخوان ومدى تقدمهم في استراتيجيتهم، من خلال رصد المؤسسات المفيدة التي وصلت إلى 50 مؤسسة في هذا التاريخ. وبعض من تشخيص الوضع الراهن للأمة فيما يتعلق بنفوس أبنائها، وتحديد ميدان المعركة الحقيقي وهو ميدان بناء النفوس.
- وتحديد الوسيلة النافعة في إحياء النفوس وتحديد المبدأ وهو الدين، ثم شخص الوضع الراهن للأمة من الصلاة والزكاة والجهاد والقرآن، وبين أن الداء يكمن في التمسك بظواهر هذه العبادات دون جوهرها، ووضح الفهم الصحيح لها وفقا للقرآن والسنة والسيرة وعمل الخلفاء الراشدين.
- وختم الرسالة بالحديث عن أهمية السير وفق وسائل وأهداف ومنهج وخطوات واضحة، وأن ذلك قوام كل الدعوات الدينية والغربية والمحلية والدولية. إلى جانب الرد على شبهة المال.
- المصارحة بالغاية والمنهاج، وتحديد الموقف من ذوي العلاقة وخاصة تصنيف موقف الناس من الدعوة من حيث: مؤمن، متردد، نفعي، متحامل. والموقف من كل واحد منهم. ثم تصنيف موقف الناس من الدعوة من حيث الرابطة والمسالمة: معتقد لما اعتقدناه، غير معتقد لما اعتقدناه ومسالم، غير معتقد لما اعتقدناه ومعادٍ.
- وبيان أهمية الفناء في الدعوة وأن هذا الفناء شرط للصلاح لها، وهو ما يوازي في مبادئ التفكير الاستراتيجي الحديثة الاقتناع بالأهداف والغايات حتى لا يكون من لم يقتنع بها عائقا في تنفيذها، بل يكون دافعا لها معتقدا بأنها خطته هو وليست مفروضة عليه.
- ثم تحدث عن وضوح المبدأ الذي يدعو له الإخوان. ثم تشخيص الوضع الراهن للأمة من حيث إيمانهم بالإسلام، والفرق بين إيمان الإخوان وإيمان غيرهم. وتحدث عن دراسة النماذج الناجحة المحلية والدولية من الدعوات في الشرق والغرب والدعاة والوسائل المستخدمة. وعن تصحيح الفهم للإسلام بالأدلة.والحديث عن الموقف من ذوي العلاقة وخاصة الموقف من الوطنية والقومية، والموقف من الخلافات الدينية والمذهبية.
- وتشخيص الوضع الراهن، وتتبع الأعراض، وتحديد عناصر القوة، وبث الأمل في إمكانية النهوض من جديد والإقناع بذلك من خلال رصد مظاهر السلامة وعناصر القوة الموجودة في الأمة والتي تؤهلها للنهضة من جديد، وتحدث عن الوسائل التي يجب أن تأخذ بها للنهوض.
- (6) ورسالة "نحو النور"، رجب 1355هـ أكتوبر 1936م وهي من أقوى الرسائل في الدلالة على دور التفكير الاستراتيجي في فكر الإمام البنا، وأنه عمدة مشروعه، فقد احتوت هذه الرسالة من خطوات التفكير الاستراتيجي على:
- مقدمات تشمل:
- بيان الوقت الراهن وأنه عصر انتقال من مرحلة إلى مرحلة وعهد الانتقال خطير، وخطورته تستوجب تحديد المهمة التي يجب أن تعمل مصر على تحقيقها، والوسائل التي تحقق هذه الغاية، وهما وسيلتان اتباع الغرب وهذا دعاه إلى تشخيص الوضع الراهن للمدنية الغربية وبيان الأدلة التي تدل على قرب أفولها وأنها لا تصلح وسيلة لنهضة مصر.
- ثم الحديث عن الوسيلة الثانية التي يجب أن تأخذ بها مصر وهي المنهج الإسلامي وبين مزاياه التي يمتاز بها عن المنهج المادي الغربي، من حيث إمداده للأمة بالأمل، والعزة القومية، والقوة الجندية، ومبادئ الحفاظ على الصحة العامة، والحث على العلم، والخلق، ومبادئ الاقتصاد، وتحديده للنظم العامة المنظمة للحياة والعلاقات الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والدولية.
- ثم تحدث عن الموقف من الجهات ذات العلاقة مخصصا الحديث للموقف من الأقليات والأجانب، والعلاقة مع الغرب.وتحدث عن مبدأ استراتيجي هام للغاية وهو خطأ استيراد الحلول الجاهزة من مكان لآخر، فلكل مكان ومشكلة خصوصيتهما، وهو ما عبر عنه الإمام البنا في هذه الرسالة بقوله: "أصول النهضة في الشرق غير أصولها في الغرب".
- ثم حدد بعض خطوات الإصلاح العملي في الناحية السياسية والقضائية والإدارية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية، فيما سمي بالنقاط الخمسين.
- (7) "رسالة المأثورات"، 1 رمضان 1355هـ، الموافق 1936م، وهذه الرسالة وسيلة من وسائل تحقيق هدف الإخوان في هذا الوقت وهي مرحلة الإيمان العميق، بعد رسالة العقيدة التي تخدم الهدف نفسه، فرسالة العقيدة تخدم هذه المرحلة معرفيا، والمأثورات تخدمه وجدانيا كما أسلفت.
- (8) رسالة "مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين"، 19 ذو الحجة 1356هـ - 2 فبراير 1938م، وفيها من خطوات التخطيط الاستراتيجي: حث الطلبة على العمل،وتصحيح شبهة الفصل بين الدين والدولة، وبيان مظاهر شمولية الإسلام في: السياسة الداخلية، والخارجية، والحقوق الدولية، وحماية الأقليات، وبيان مزايا المنهج؛ التشريع الإسلامي من حيث السعة، وبيان الموقف من الحزبية السياسية.
- مع ملاحظة أن الطلبة والشباب الذين يتحدث إليهم الإمام البنا في هذه الرسالة هم من ذوي المصلحة بالمشروع الإسلامي، وممن يعمل على كسب تأييدهم لخطته الاستراتيجية.
- (9) "رسالة المنهج"، رجب 1357هـ الموافق 1938م، وهي من أوضح الرسائل الدالة على حجم التفكير الاستراتيجي في فكر الإمام البنا هي ورسالة "بين الأمس واليوم"
- وتحتوي من خطوات التخطيط الاستراتيجي على:
- تذكير بمراحل الدعوة وهدف كل مرحلة ووسائلها ومؤشرات نجاحها، وبيان الموقف من الجهات ذات العلاقة وتحدث عن هيئات مختلفة هي: السراي، الأزهر، الحكومات، الهيئات السياسية المختلفة، الهيئات الإسلامية، الأندية والجماعات الرياضية والعسكرية إلخ.
- والموقف من الهيئات الهدامة. والحديث عن الوسائل السياسية والإدارية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تؤدي لإصلاح الدولة. والحديث عن وسيلة من وسائل المرحلة الثانية وهي مرحلة التكوين، والوسيلة هي الكتيبة ورسالة التعاليم.
- (10) "رسالة التعاليم"، يوليو 1938م، وهي وسيلة من وسائل تحقيق المرحلة الثانية من مرحلة الدعوة كما ذكرها الإمام البنا، وهي مرحلة التكوين الدقيق، وقد ذكر في رسالة المنهج أن هدفها توحيد الفهم بين الإخوان ليصدروا عن رأي واحد، ووجهة نظر مشتركة.
- (11) "رسالة المناجاة"، رجب 1357هـ، وهي وسيلة من وسائل المرحلة الثانية من المراحل التي حددها الإمام البنا وهي مرحلة التكوين الدقيق، مثلها مثل "رسالة التعاليم"، وتأكيد لمرحلة الإيمان العميق، حيث صاغ فيها "رسالة المأثورات" وهي قريبة الهدف من هذه الرسالة.
- (12) "رسالة المؤتمر الخامس"، 13 ذي الحجة 1357هـ، الموافق 2 فبراير 1939م، وتحتوي من خطوات التخطيط على: الحديث عن الجاهزية للتخطيط ونشأة الفكرة. وتحدث عن بعض خصائص دعوة الإخوان، وفي الخصائص تحدث عن التدرج وعن المراحل: التعريف والتكوين والتنفيذ، وعن الغاية والوسيلة والمهمة.
- وبيان الموقف من عدة مفردات ذات علاقة بالمشروع الإسلامي، وهي: استخدام القوة والثورة، والحكم، والدستور المصري، والقانون، والوحدة القومية والعربية والإسلامية، والخلافة والهيئات الإسلامية ومنها جمعية الشبان المسلمين، والأحزاب، ومنها حزب مصر الفتاة، والدول الأوروبية. وتحدث عن نموذج ناجح محلي وهو دعائم جهاد الأسلاف.
- وطالب بعدم اليأس، وهو دور من أهم أدوار القائد وهو بث الأمل في نفوس التابعين والثقة بالمنهج وصلاحيته. وتحدث عن الجدول الزمني وأنه ينتظر دورة الزمان تبعا للسنن الكونية.
- (13) رسالة "الإخوان المسلمون تحت راية محمد (القرآن)" ،20 صفر 1358هـ، الموافق 11 أبريل 1939م
- وتحتوي من خطوات المنهج الاستراتيجي على:
- خصائص الدعوة (صفاتها)، وهو أمر لا يمكن إلا بعد دراسة جميع الدعوات المحلية والدولية دراسة عميقة، وتفهم مميزاتها وعيوبها، ثم بعد ذلك يحدد الخصائص التي تميز دعوته عن هذه الدعوات كلها، وهي تشبه السياسات التي تنبثق عن الخطط الاستراتيجية.
- ثم تحدث عن دراسة الوضع الراهن، من خلال دراسة الدعوة الأولى وبيان الفجوة بيننا وبينها، وتشخيص داء الأمة وشخص منه في هذه الرسالة موجة التقليد الغربي، ثم تحدث عن المنهج بتحديد المهمة والمراحل: الفرد المسلم، البيت المسلم، الشعب المسلم، الحكومة المسلمة، الدولة المسلمة.
- ثم تحدث عن الاستعداد لحمل الأمانة والعدة اللازمة لذلك. ورد عن شبهة خيالية هذا المنهج، وتشخيص الوضع الراهن للأمة وشخص منه هنا عدم وجود حكومة مسلمة، ورصد أضرار عدم وجودها. ثم تحدث عن طبيعة الفكرة الإسلامية الإخوانية.
- (14) رسالة "المرأة المسلمة"، ربيع الأول 1359هـ الموافق أبريل 1940م، تعتبر حديثا موجها لأحد ذوي العلاقة بالمشروع الإسلامي الإخواني، وهو النساء، وحوت من خطوات التفكير الاستراتيجي على: تشخيص الوضع الراهن من حيث التقليد الغربي، ثم بين موقف الإسلام من المرأة وبين أن:
- الإسلام يرفع قيمة المرأة. ويفرق بينها وبين الرجل في القانون تبعا للفوارق الطبيعية، ويفرق بينهما من حيث المهمة وصيانة الحقوق. وجعل الله بينها وبين الرجل تجاذبا فطريا غايته احتمال متاعب الحياة والتعاون. ووضح أن المرأة في الإسلام يجب أن: تُهذَّب وتُربَّى على الفضائل والكمالات، وأن يفرق بينها وبين الرجل.
- (15) رسالة "إلى الشباب عامة وإلى الطلبة خاصة"،1940 - 1941م تقريبا، وهذه الرسالة تعتبر حديثا موجها لأحد ذوي العلاقة بالمشروع الإسلامي للبنا، وهم طائفة مهمة في عمل الدعوات، وحوت هذه الرسالة من خطوات التفكير الاستراتيجي على:
- بيان نقاط القوة لدى الشباب وهي امتلاك:
- الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل. وبيَّن بيئة نشأة الشاب ودورها في تحديد وجهته. وبيَّن أهمية التوحد حول دعوة واحدة منعا للتشتت، وهو مبدأ استراتيجي بل هو روح التخطيط الاستراتيجي. ثم عرف بدعوة الإخوان، وتشخيص الوضع الراهن للأمة وشخص في هذه الرسالة تعرض الإسلام لانحراف الفهم على مدار التاريخ. وتحدث عن مراحل معالجة ذلك نظريا وعمليا.
- ثم تحدث عن دور الشباب في دعم مشروعه وهو:
- الإيمان بأنفسهم. معرفة منزلتهم كسادة للدنيا، تجديد الإيمان، وتحديد الغاية والأهداف، والأخذ بوسائل القوة، وهي: الإيمان ثم الوحدة، ثم النصر.
- ثم ذكر بمنهج الإخوان:
- الفرد، البيت، الشعب، الحكومة، ضم أجزاء العالم الإسلامي، عودة راية الإسلام على الأجزاء التي رفعت فيها من قبل، ثم نعلن دعوتنا على العالم. ورد على شبهة خيالية هذا المنهج والوسائل. وتحدث عن تقوية عزم الشباب. وأعاد الحديث عن فهم الإخوان للإسلام.
- ثم بين الموقف من بعض ذوي العلاقة بالمشروع الإسلامي، وهي دعوة الوطن والوطنية. واهتم في هذه الرسالة بالرد على عدة شبهات، هي خيالية المنهج والوسائل، دعوة الإخوان تدعو للكسل والخمول، والتفريق العنصري بين طبقات الأمة، وشبهة العمل لحساب هيئة من الهيئات. ثم دعاهم للالتحاق بالإخوان المسلمين.