حوار مع الشيخ محمد شمعة .. سبعة مجاهدين أسسوا حماس
حاوره: كارم الغرابلي
مقدمة
- ياسين والرنتيسي ودخان وشمعة واليازوري والنشار وشحادة هم المؤسسون
- حماس انطلقت لمقاومة الاحتلال ولها شرف إطلاق الانتفاضة الأولى
- محاولات إسقاط وتشويه صورة الحركة مُنيت كلها بالفشل
- الحركة حاضرة بقوة في المعادلة والحصار يزيدها شعبيةً
- المقاومة خيارنا الإستراتيجي والأبدي.. وكفى للمزايدات الفارغة
في الرابع عشر من شهر ديسمبر عام 1987م شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة انطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس على يد مؤسسها شيخ الشهداء أحمد ياسين ومعه مجموعة قليلة ممن آمنوا بفكرة الحركة ومنهجها.
وتمر السنوات لتحتل حركة حماس رقمًا متقدمًا جدًّا في الساحة الفلسطينية نتج منه فوزها بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في أول مشاركة سياسية لها، وما تبع ذلك من أحداث خطيرة شهدتها القضية الفلسطينية.
وبعد 21 عامًا نكشف في هذا الحوار عن خفايا وأسرار جديدة في نشأة الحركة من خلال حوارنا مع الحاج محمد حسن شمعة أحد أبرز المؤسسين الأوائل للحركة، وإلى نص الحوار:
نص الحوار
- في الذكرى الحادية والعشرين لانطلاقة حماس.. ماذا تقول؟
في الذكرى الحادية والعشرين لانطلاقة حماس المباركة لا يسعنا إلا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على توفيقه لهذه الحركة التي أصبحت ملء السمع والبصر، وانتقلت من حركة محلية إلى عالمية؛ أصبح العالم كله اليوم مشدوهًا ومذهولاً بعد نجاحها في الانتخابات الأخيرة قبل عامين، ونرى أثر ذلك في التآمر العالمي ضد هذه الحركة، ولكن هذه دعوة الله تبارك وتعالى، يقيننا أننا سننتصر؛ لأن المستقبل لهذا الدين، وأن هذه الحركة ستمضي قدمًا حتى تُعيد إلى الإسلام مكانته وتُعليَ رايته، وما ذلك على الله ببعيد.
حركة حماس انطلقت من رحم الإخوان المسلمين في فلسطين التي مرَّت بعد هزيمة عام 67 بعدة مراحل:
المرحلة الأولى: كانت بعد الهزيمة التي لحقت الأمة العربية مباشرةً؛ حيث لملمة ما تبقَّى في الأرض المحتلة وإعادة ترتيب الأوضاع وجمع الصفوف.
مرحلة السبعينيات: أخذت فيها الحركة دور العمل المؤسسي وبروز الكتل الإسلامية في المؤسسات والنقابات، فكانت هناك الجمعية الإسلامية والمجمع الإسلامي، ومن ثم الجامعة الإسلامية.
في بداية الثمانينيات: أصبحت الحركة تملك القوة من حيث التنظيم والتأطير، وبدأت تشعر أن هناك حاجة ملحَّة إلى أن تقوم بعمل مقاوم ضد الاحتلال الصهيوني، فأنشأت بداية عام 83 أول لجنة عسكرية، ومن ثم كان هناك بدء العمل الأمني لحفظ العمل العسكري، فتشكَّلت منظمة الجهاد والدعوة "مجد".
وفي عام 87: بدأت الحركة بالعمل الجماهيري لمواجهة الاحتلال من خلال المسيرات وتوزيع المنشورات على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتوعيته وتحذيره من أساليب الإسقاط التي يتبعها العدو.
وفي شهر ديسمبر من عام 87: كان الشرارة الأولى لانطلاقة حماس؛ حيث وصلت ممارسات واعتداءات الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني إلى مرحلة لا يمكن تحملها؛ حيث إنه امتُهنت كرامته وحقوقه؛ مما كان له الأثر في إيقاد نار الثورة، وقبل تفجُّر الانتفاضة في شهر ديسمبر من عام 1987 كانت الأشهر التي سبقتها فيها انتفاضات وثورات ومسيرات وفعاليات تعبِّر عن رفض الشعب الفلسطيني مثل هذه الممارسات، من دعوات إلى الإضراب مارستها حركة الإخوان ومنشورات تعبِّئ الرأي العام ضد هذا الاحتلال.
وكان حادث الاعتداء الآثم الذي نفَّذه سائق شاحنة صهيوني في 6 ديسمبر 1987م ضد سيارة صغيرة يستقلها عمال عرب، وأدى إلى استشهاد أربعة من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين؛ إعلانًا بدخول مرحلة جديدة من جهاد شعبنا الفلسطيني، والتي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
قيادة الإخوان في غزة التأمت وتدارست كيف تكون آلية الرد، والتي تقرَّر أن تكون عبارةً عن مسيرات تخرج من الجامعة الإسلامية، وإذا ما أغلقت الجامعة تخرج المسيرات في كل مناطق قطاع غزة.
وحدث ما تم توقُّعه؛ حيث أُغلقت الجامعة الإسلامية فخرجت المسيرات من كافة مناطق قطاع غزة؛ شاركت فيها جماهير الشعب الفلسطيني الغاضبة، والتي كانت مُعبَّأةً ضد ممارسات الاحتلال، واصطدم الأهالي مع الاحتلال، وسقط أول شهيد في جباليا، وتوالت بعد ذلك المسيرات في الليل والنهار وانفرط العقد.
وأصبحت قوات الاحتلال عاجزةً عن السيطرة على المسيرات الغاضبة للشعب الفلسطيني، وكانت هذه الشرارة الأولى التي انطلقت فيها هذه الانتفاضة المباركة.
وصدر البيان الأول عن حركة المقاومة الإسلامية يوم الرابع عشر من ديسمبر 1987 إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في جهاد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم، وهي مرحلةٌ يمثِّل التيار الإسلامي فيها رأس الحربة في المقاومة، وكان الاختصار "حمس" ثم بعد أيام تم اختيار "حماس" بدلَ "حمس"، وهذه الكلمة تعني القوة والنشاط، ولها أثرها وجرسها الموسيقي وتأثيرها.
7 مؤسسين
- من الشخصيات التأسيسية لحماس؟ وما أبرز الصعوبات التي واجهت الحركة منذ بداية انطلاقتها؟
بعد حادث الشاحنة الصهيونية في 6 ديسمبر 1987م التأمت قيادة الإخوان في قطاع غزة لبحث رد جماهيري على تلك العمل المَشين، وضمَّ الاجتماع قيادة الإخوان، وهم سبعة أشخاص "المؤسسون لحركة حماس"، وهم: الشيخ أحمد ياسين والدكتور إبراهيم اليازوري ومحمد حسن شمعة (ممثلو مدينة غزة)، وعبد الفتاح دخان (ممثل المنطقة الوسطى)، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (ممثل خان يونس)، عيسى النشار (ممثل مدينة رفح)، الشهيد صلاح شحادة (ممثل منطقة الشمال)، وكان هذا الاجتماع إيذانًا بانطلاق حركة حماس وبداية الشرارة الأولى للعمل الجماهيري ضد الاحتلال الذي أخذ مراحل متطورة.
أما بالنسبة للعقبات أمام انطلاقة الحركة فكانت أولها داخليةً؛ حيث إنه لم يَرُقْ لبعض التيارات أن يكون هناك حركة شعارها الإسلام؛ فكان هناك تيارات كثيرة تحمل الفكر اليساري والعلماني وتحاول إفشال فعالياتها، والتي استطعنا بفضل الله تجاوزها، بالإضافة إلى التحديات من قِبل العدو الصهيوني؛ حيث قامت قوات الاحتلال الصهيوني في عام 1988م بعمليات اعتقال واسعة وإبعاد إحدى الشخصيات، وهو خليل القوقا، وبعدها طالت الاعتقالات كل قيادة التأسيس؛ باستثناء الشيخ أحمد ياسين الذي اعتُقل في عام 1989م، وبذلك تكون كل القيادة المؤسِّسة في السجون الصهيونية قيادة الصف الأول، إلا أن الحركة استطاعت مواجهة هذا الظرف الصعب، وأن تضع البديل حتى وصلت الاعتقالات إلى الصف الخامس في القيادة من أجل ضرب الحركة، ولكن هذه الاعتقالات لم تؤثر تأثيرًا فعالاً في مسيرة الحركة ولم توقفها، بل استمرت، والحمد لله استطاعت أن تحافظ على مسيرتها.
- كيف تقبَّل الشعب الفلسطيني وجود حماس كتنظيم إسلامي؟ وكيف استطعتم إقناعه بتقبُّل منهج وفكرة هذه الحركة الوليدة؟
الشعب الفلسطيني عنده عاطفة دينية وإسلامية فطرية، ومتدين بطبيعته، وقد سئم من التيارات وقيادات الشعب الفلسطيني التي تربَّت على المناهج العلمانية وتصف الإسلام بالدين الرجعي، كما أنه سئم الاحتلال وممارساته؛ حيث إنه يقتل ويعتقل ويبطش.. اغتصب الأرض والمقدسات، وأهان كرامته على مدار عشرات السنين.
استغلت حماس هذه الظروف إلى جانب سقوط التيارات القومية والعلمانية، وبدأت بالعمل والتأطير والتنظيم، وعندما وجد أبناء شعبنا الفلسطيني في حماس حركةً ترفع شعار الإسلام وتحارب العدو بقوة لتحقِّق العديد من الانتصارات في وجه المحتل، التفوا حولها وحملوا شعارها، بالإضافة إلى ذلك التعبئة الجماهيرية والجهادية التي سبقت الانطلاقة؛ حيث كان لها دور كبير ومهم في صمود وثبات الحركة ومن التفوا حولها.
- في ظل ما كانت تتعرَّض له حماس من تضييق بعض تيارات منظَّمة التحرير لإفشالها ووضع العقبات أمامها وملاحقة الاحتلال من جهةٍ أخرى.. كيف كنتم تؤدون دوركم وتمارسون النشاط الجماهيري والعسكري؟
هذه الممارسات كنا متعودين عليها منذ البداية، وهي ليس جديدةً بالمناسبة؛ كنا دائمًا في موضع هجوم وانتقاد دعائي مضاد، وهذا- طبعًا- ضريبة العمل الإسلامي والدعوي، وهو طريق فيه تحديات وعقبات وصعوبات، رغم كل ذلك استطاعت الحركة أن تشق طريقها وتؤديَ دورها من خلال العمل والفعاليات التي تقوم بها والكسب الشعبي الذي كان يدعم مثل هذه الفعاليات، وبالتالي حماس تخطَّت هذه العقبات بنجاح وتوفيق.
الشرارة الأولى
- انطلاقة حماس تزامنت مع الانتفاضة الأولى، لكن بعض المرجعيات والكتب لم تذكر دورها وذكرت أن الدور اقتصر على فصائل منظَّمة التحرير.. ما يثير تساؤل أين كانت حماس في هذه الفترة؟ وما دورها من الانتفاضة؟
حماس كان لها شرف بداية إطلاق الشرارة الأولى للانتفاضة، وهي أول من بدأت بالعمل الشعبي ضد الاحتلال وممارساته بحق شعبنا الفلسطيني، وكانت هي من أول من قادت وحرَّكت الجماهير، ولم تكن المنظَّمة وفصائلها وقتها إلا بعد فترة من الزمن؛ حيث قامت بعمل مسيرات مرخَّصة من الحاكم العسكري الصهيوني، وشارك فيها أبناء حماس بقوة، ونجحوا في تحويلها إلى مسيرات مواجهة مع الاحتلال بدلاً من كونها سلمية كما كانت تريد هذه المنظمات، بعد ذلك شكَّلت فصائل منظَّمة التحرير قيادة موحدة بتجاهل وإهمال حماس، ولكن استطاعت حماس وحدها أن تكون ندًّا لهذه القيادة وأن تُثبت حضورها؛ حيث كان لها الدور الأبرز في الإنتفاضة الأولى والتي أطلق عليها اسم "ثورة المساجد"، وقادها أبناء حماس.
- الآن وبعد واحد وعشرين عامًا على انطلاقة حماس.. كيف تنظر إلى وضعها، خاصةً بعد دخولها المعترك السياسي وكرسي الحكم وما تتعرَّض له من محاولات استئصالية ومؤامرات دولية؟!
حماس حركة جهادية دعوية وسياسية، وهي تتبنَّى شمولية الإسلام في كل النواحي، على خلاف الحركات الأخرى التي أخذت بجانبٍ على حساب جوانب أخرى، وبالتالي دخولها المعترك السياسي ومشاركتها في الانتخابات وفوزها كان من هذا المنطلق، وأمر غير مستغرب.
حماس منذ البداية تعمل في كل الجوانب؛ فلها مؤسساتها الاجتماعية والتعليمية والسياسية والجهادية، وهي تمارس شمولية الإسلام، ويوم أن دخلت في الجانب السياسي كان أمرًا طبيعيًّا أرادت من خلاله أن تصحِّح انحراف منظمة التحرير وفصائلها عن ثوابت شعبنا الفلسطيني، ومن ثم كانت تهدف إلى أن تكون معارضةً قويةً من خلال دخول المجلس التشريعي للحفاظ على مقدرات وثروات وحقوق شعبنا.
ولكن شاء الله أن تحقِّق الفوز الساحق وأن تتولَّى هذه الأمانة؛ لأن الشعب الفلسطيني كان يشهد بنظافة يدها وسلاحها وينظر إليها على أنها الحركة الأقدر على تحقيق أهدافه وطموحاته، والحمد لله ورغم كل المؤامرات التي تُحاك ضدها ورغم كل العقبات والتحديات إلا أنها استطاعت الصمود وإفشال من كان يراهن على فشلها وسقوطها وعمل من أجل ذلك في تشويه صورتها.
التجربة السياسية
- باعتبارك أحد المؤسسين الأوائل كيف تُقيِّم التجربة السياسية لحماس؟ وهل تؤيد خوضها مرةً أخرى؟
نحن على يقين تام بأن النصر سيكون حليف هذه الحركة التي قامت وتأسست لنشر الإسلام وإصلاح المجتمع الإسلامي وقيادة الأمة العربية نحو النصر والتحرير، وبالتالي رغم كل العراقيل والصعوبات والتآمر الدولي كان هناك العديد من الإيجابيات التي تحقَّقت بعد تولِّي حماس سدَّة الحكم وفوزها في الانتخابات، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا ولا ننكرها؛ فعلى سبيل المثال الوضع الأمني والنظام العام والجميع يشهد بذلك.
ثانيًا القانون أصبح يأخذ مجراه، وانتهت ظاهرة العربدة التي كانت تنغِّص حياة المواطنين والمجتمع الغزي، أيضًا أعادت حماس البوصلة إلى القضية الفلسطينية، واستطاعت أن تحافظ وتُعيد ثوابت شعبنا دون أن تتنازل عن أي شيء رغم الضغوط الشديدة التي تمارَس عليها.
- لكن هناك من يقول إن حماس مقابل ذلك ضحَّت بشعبيتها واهتزَّت صورتها.. كيف تعلِّقون؟
إذا سألتني عن شعبية حماس الآن فسأقول إن كل المحاولات التي بُذلت لتشويه صورة حماس وإفشال تجربتها السياسية في الحكومة لم تحقِّق مبتغى أعدائها وخصومها، وكل استطلاعات الرأي التي يتم نشرها الآن هي استطلاعاتٌ موجَّهة وفاقدة للمصداقية، وأظن أن اختبار انتخابات المجلس التشريعي كشف حقيقة مراكز استطلاعات الرأي التي فشلت فشلاً ذريعًا وكانت نتائجها بعيدةً كل البعد عن الحقيقة والواقع!.
صحيح أن شعبية حماس ربما تأثرت، ولا أزعم أن شعبيتها هي نفسها عندما فازت في الانتخابات، لكني أقول بكل ثقة: إن حركة حماس لا تزال هي الحركة الأولى في المجتمع الفلسطيني شعبيًّا وجماهيريًّا، وأي انتخابات جديدة ونزيهة ستُثبت ما أقوله، والله أعلم.
مشروع حماس
- في ظل المشهد السياسي الفلسطيني القائم والبائس الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني ومحاولات التشويه التي تتعرَّض لها الحركة.. كيف تستطيع حماس أن تحافظ على شعبيتها وصورتها الزاهية؟
أرجو أن يكون مفهومًا أن هدف حماس ليس هو الصورة الزاهية، وإنما هدفنا هو تحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني في نيل حريته، وفي حياة كريمة آمنة مستقرة.
والشعب الفلسطيني يدرك أن جذور المعاناة التي يعيشها إنما هي بسبب الاحتلال الغاشم ولا تتحمّلها حماس أو غيرها، أما ما تعيشه الساحة من انقسام حادّ فهو ليس أمرًا جديدًا، وهو يعود في جوهره إلى الخلاف السياسي والتدخلات الخارجية في الانحياز لطرف دون آخر.
وإذا أردنا أن نبحث في جذر الانقسام الحالي فإنه يعود إلى أن طرفًا فلسطينيًّا يحظى بدعم وإسناد الإدارة الأمريكية والصهيونية وبعض القوى الإقليمية حاول- طيلة عام ونصف العام، عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية- الانقلابَ على هذه النتائج بوسائل شتى، كان أسوأها استخدام العنف والقوة، وعليه، فقد وجد "الحسم العسكري" الذي نفّذته حماس في قطاع غزة تأييدًا كبيرًا في المجتمع الفلسطيني في الداخل، وخصوصًا القطاع؛ لأن الشعب عانى من فساد وإفساد.
الخلاصة: حماس لا تزال رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية الفلسطينية، وهي حاضرة بقوة في المجتمع الفلسطيني، وازدياد الحصار والمعاناة والاستهداف ضدها يزيد من شعبيتها خلافًا لما يظن الأعداء والخصوم.
- يُلاحَظ أن العمل المقاوم لحركة حماس ضد الاحتلال في تراجع، ويثير ذلك تساؤلاً حول أولويات حماس، ومدى أهمية المقاومة في برنامجها، وهل تأثر ذلك؟ ما هو تعليقكم؟
المتابع لمسيرة المقاومة العسكرية ضد الاحتلال الصهيوني يلحظ أنها تخضع للمد والجزر، وفقًا للظروف السياسية والميدانية.
ما أودُّ طمأنةُ محبِّي حماس به هو أن المقاومة هي خيارنا الإستراتيجي ما دام الاحتلال قائمًا، وأن تراجع أداء المقاومة تفرضه ظروف سياسية وميدانية، وأرجو ألا يتأثر جمهور حماس ومحبُّوها بالشائعات المغرضة والمزايدات الفارغة؛ فتضحيات حماس ودماء قادتها لا تزال شاهدةً، خاصةً أن دماء بعضهم لم تجفّ بعد.
- ما قراءتك لمستقبل حماس ومشروعها؟
نحن على يقين بأن المستقبل سيكون لحماس وكل القابضين على الجمر معها.. أقول ذلك انطلاقًا من الوعد الرباني أولاً، ومن ثقتي بأن تمسّكنا بحقوقنا وعدم التفريط بثوابتنا والصمود والصبر والمصابرة والمرابطة.. هي البوابة لغدٍ مشرقٍ بإذن الله، وأمل واعد بالنصر ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: من الآية 200).
- المصدر: إخوان أون لاين