الإخوان المسلمون وأزمة الخليج الثانية
مركز الدراسات التاريخية ويكيبيديا الإخوان المسلمين
مقدمة
مثلت حرب الخليج أحد أهم الأزمات فى العلاقة بين الإخوان ومبارك، فقد كان موقف الإخوان المناهض لتلك الحرب والرافض لموقف النظام المصرى تجاهها، فقد سارع الإخوان إلى إدانة الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس آب 1990
وجاءت مطالبتهم للرئيس لعراقي السابق صدام حسين بسحب قواته من الكويت منسجمة مع الموقف الذي اتخذه النظام المصري ولكن سرعان ما أوجد التدخل التدخل الغربي في الأزمة عامل توتر جديدا بين مبارك والإخوان الذين أدانوا التدخل واحتجوا على قصف العراق وعلى رغم غيابهم عن مجلس الشعب (بحكم مقاطعتهم لانتخابات لعام 1990)
إلا أن الإخوان وظفوا سيطرتهم على النقابات للتعبير عن آرائهم السياسية المعارضة لموقف النظام المؤيد للحرب وقد اعتبر النظام أن الإخوان يستغلون استغلال سيئا الفضاءات التي سمحت الدولة بوجودها (أى النقابات) لتحريك وتعبئة الطبقة الوسطي من المهنيين ضد الشرعية الشعبية للرئيس الذي أمر الجيش المصري بالمشاركة في التحالف الغربي ضد بلد عربي مجاور (وهو ما أزعج مبارك شخصيا)
كما أن النظام اعتبر أن الإخوان بدأوا ينسقون بين موارد هيكلهم التنظيمي كحركة وموارد النقابات (كأعضاء في مجلس الإدارة) لشن حملة أكثر قوة وفاعلية ضد النظام .
وبالفعل فقد بدأت النقابات التي يسيطر عليها الإخوان بتشكيل تحالفات تنسيقية بين أنشطتها في ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ النقابات منذ العام 1952 إذ تشكلت لجنة باسم " تنسيق العمل النقابي" ولم تكن الفكرة من تشكيل هذه اللجنة أمرا جديدا تماما وإنما فكر فيها الإخوان منذ سيطرتهم على النقابات في الثمانينيات؛
ولكن الفكرة تحققت في التسعينيات ردا على الجهود التي بذلتها الدولة لإنشاء اتحاد للنقابات المهنية شبيه باتحادات العمال لتمكينها من امتلاك مزيد من النفوذ ولمواجهة النفوذ النقابي المتنامي للجماعة وأدان اللجنة تنسيق العمل النقابي في بيان شديد اللهجة واعتبر مستفزا للنظام الوجود الغربي وحمل الحكومة المسؤولية عن سلامة المصريين الذين يعملون في الكويت وفي العراق .
وقد أجبر النظام الذي استفزته نبرة البيان رؤساء النقابات التي كانت خارج نطاق سيطرة الإخوان على الانسحاب من عضوية اللجنة وعلى الامتثال للسياسة الرسمية التي أعلن عنها النظام ولا شك في أن انسحاب أعضاء بعض النقابات من اللجنة أضعفها ولكنه لم يقو على إنهاء حملتها السياسية التي استمرت ضد النظام وفي بيان ثان صدر طبعا باسم عدد أقل من النقابات هذه المرة أدانت لجنة العمل النقابي شدة مشاركة القوات المصرية في الحرب على العراق ودعت إلى عودة الجيش على الفور.
وقد ساهم عصام العريان الأمين العام السابق لنقابة الأطباء في صياغة البيان وهو يعتقد أنه شكل نقطة تحول (أو القشة التي قصمت ظهر البعير) في العلاقات بين مبارك والإخوان المسلمين فاستنادا إلى العريان:" أنا أري أن البيان الثاني كانت هو القشة التي قصمت ظهر البعير فعندما اجتمعنا في نقابة الأطباء لكتابة البيان، صغناه بطريقة استفزازية جدا وعندئذ قلت بأن النظام قال في نفسه"
هذا يكفي " لقد تجاوزت النقابات حدودها " وهذه الحدود أو ما يعتبرها النظام خطوطا حمراء هي "الجيش والسياسة الخارجية للدولة".
وسرعان ما أصبح الموقعون على البيان ضحايا حملة منظمة لتشويه سمعتهم صاغتها وسائل الإعلام والمسئولون الناقدون مثل يوسف وإلى كمال الشاذلي الذين اتهموا الإخوان بـ " عدم الإخلاص " وبـ " الخيانة" وبتلقي أموال من صدام .
وأصبحت النقابات هي المحور الجديد لانتباه الأجهزة الأمنية وتدخلها وتعرض العشرات من الأعضاء الذين كان اغلبهم أعضاء في الحركة أيضا للمضايقة والاعتقال .
ومن ناحية أخري كانت الجماعة ما تزال قادرة على الرغم من وحشية النظام في تعامله مع الإخوان على تعريض شريعة النظام الدينية للتساؤل من خلال ما اعتبرته تحالف دولة مسلمة مع قوة كافرة (هي الولايات المتحدة) ضد دولة مسلمة أخري (العراق)
ولا شك في أن النظام انزعج من مثل هذه المقاربات ما اضطر الحزب الوطني الذي يترأسه مبارك إلى التأكيد أن " مصر ليست دولة علمانية وإنما هي دولة إسلامية وإلى تقديم نفسه كممثل للفهم الصحيح للدين الإسلامي وبالتالي لا تناقض سياساته الدين كما يزعم ذلك معارضوه الإسلاميون وحتى آخر لحظة ظلت الشرعية الدينية مهمة بالنسبة إلى النظام ومع ذلك لم يكف الإخوان عن التسبب في مزيد من إزعاج النظام بتسييس شرعيتهم الاجتماعية كما تجلي بوضوح أكبر في حادثة الزلزال". (1)
ومنذ بداية الأحداث كان الإخوان المسلمين موقفهم واضح وثابت ، ومن هنا كان موقفهم الساعى لاحتواء الازمة فى طور نشوبها , ثم مطالبة العراق بالانسحاب من الكويت بعد اقدامه على غزوها .. وكان ذلك الأمر المحور الأساسى الذى عليه موقفها فى هذه الأزمة كما سيتضح
أولا:موقف الإخوان فى بداية الأزمة
كانت رؤية الإخوان من أحداث الخليج مبنية على ضرورة وحدة الصف العربى وعدم السماح بأى نوع من التدخل الأجنبى فى الأزمة،وفى اطار هذا الفهم ومن خلال هذه الرؤية كان بيان الإخوان الذى أصدره المرشد العام فى الخامس والعشرين من يوليو 1990 م معبرا عن حسهم السياسى وخبراتهم وتجاربهم وتعاملهم مع الأحداث؛
بعد أن رصدوا وأحسوا أبعاد ومخاطر التوتر الذى أصاب العلاقات العراقية والخليجية عامة والكويتية خاصة فى أعقاب انهاء الحرب العراقية الايرانية وبعد أن لمسوا ارتفاع حدته من خلال البيانات والرسائل العراقية الرسمية سواء أمام مؤتمر قمة بغداد أو الى الجامعة العربية فى يوليو سنة 1990 م .
من أجل هذا أكد البيان على فزع أبناء الامة ازاء الخلاف الذى نشب بين العراق والكويت والإمارات , كما أقلقهم حدة اللهجة فى البيانات العراقية الرسمية وطالبوا بضرورة تسوية هذا الخلاف قبل أن يتسع مداه وفى الاطار العربى والاسلامى وألايسمح بأى تدخل أجنبى فى الشئون العربية؛
كما أكد البيان " أن اتساع رقعة الخلاف لن يفيد الا الأعداء وخاصة العدو اليهودى " وفى نفس الوقت وضع البيان كافة قيادات وحكومات العرب والمسلمين أمام مسئولياتهم فناشد الجميع الاستجابة لهذا النداء والعمل الجاد لانهاء هذا الخلاف وفى اقرب وقت وأن يكونوا جميعا عند توجيه الله عز وجل "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " .
كما أصدرت الجماعة بيانها الثانى فى التاسع والعشرين من يوليو ابان انعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية فى القاهرة وقد ركزوا فى هذا البيان على نقاط واضحة من أجل اقتلاع جذور الخلل فى العلاقات
ونزع فتيل التوتر فى الخليج كان منها:
- ان علاقات العرب والمسلمين انما يجب أن تنهض على توثيق روابط الاخوة التى فرضها الله تعالى بين عباده بقوله عز وجل " انما المؤمنون اخوة " وان هذه العلاقة لا يمكن أن تتحقق وتتوثق الا من خلال تطبيق أحكام الشيعة الاسلامية بعمومها وشمولها وفى مختلف الدول الاسلامية تطبيقا صحيحا أصيلا بحيث يكون القرآن الكريم هو الدستور المعمول به روحا ونصا والمرجع الذى يستفنى فى كل ما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية والصيغة التى يصطبغ بها نهج الأفراد والجماعات .
- وأن تحقيق حرية الشعوب وحقها الأصيل فى كل ما يتعلق بتدبير شئونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية أمر لا غنى عنه لامكان تفاعل الشعوب مع حكوماتها حتى يمكن أن تتطور الامة تطورا سليما بخطوات موثوق بها نحو تحقيق الآمال العظام الملقاة على عاتقها وان وحدة الامة الاسلامية أصبحت قدرا لابد من تحقيقه والا لحقها الفناء .
- وان مما يلزم تمهيدا لتحقيق هذه الوحدة هو انهاء كل أسباب الخلاف بين دول العالم الاسلامى والاعراض الكامل عن كل النزاعات التى تتسم بالعنف أو تهدد باستخدام القوة وذلك من خلال تشكيل هيئة تبحث ما يطرأ بين دول العالم الاسلامى من اختلاف فى وجهات النظر وتجد حلا سليما لها يؤسس على مقتضى أمر الله تبارك وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام . وهو العدل والانصاف واعطاء كل ذى حق حقه .
- ووسط أجواء لفها كثير من الضباب وشابها كثير من الشكوك والريب وفى ظل ظروف عالمية هيأت وتهيىء للمتحفز كل أسباب وسبل التدخل قام النظام العراقى بغزو الكويت بعد حشد أعدادا هائلة من القوات على طول الحدود المشتركة ولأيام طوال كانت تسمح رغم كل ما قيل وما زال يقال باتخاذ خطوات عملية عربية واسلامية تحول دون تدهور الأحوال والأوضاع وتنقذ العرب والمسلمين من مصير مرعب كان الإخوان المسلمون أول من نبه اليه الأذهان وقرع بسببه كل أجراس الخطر .
ادانة الغزو العراقى ومطالبة العراق بالانسحاب
وكان الإخوان المسلمون أول من نبه الى خطر الاختلاف وأول من طالب بسد الثغرات وفى اطار الحلول الاسلامية والحيلولة دون توسيع الهوة كانوا كذلك أول من أدانوا الغزو وبخبرتهم ومعرفتهم بأساليب الاستعمار ومخططاته طالبوا بالانسحاب الفورى من الكويت وكان بيانهم صبيحة يوم الغزو نابعا من رؤياهم ولطبيعة توجهات النظام العراقى صاغه فهم واضح لخريطة المنطقة والاخطار المحدقة بها .
ولقد جاء بيان الثانى من أغسطس 1990 معبرا عن مدى استشفاف الإخوان المسلمين لاحتمالات المستقبل مصورا مدى احساسهم بخطورة الواقع وضرورة التصدى العربى والاسلامى لمواجهته ..
وذلك من خلال نقاطه الرئيسية التى حواها:
- فى الوقت الذى تعاظمت فيه آمال الأمة الاسلامية والعربية أن يسود الوئام والاستقرار وتتجه كل الجهود لملاقاة الأعداء الذين أنهوا أسباب الخلاف بينهم ليكونوا صفا واحدا تجاه الصحوة الاسلامية.وفى الآونة التى بدا أن الخلاف بين العراق والكويت اتخذ طريقا سلميا للجل فوجئنا بالغزو العراقى للكويت فكان عملا مروعا .. مخيبا للآمال.
- ولا يغيب عن البال أن هذا الحدث الضخم فتح أبواب شر خطير وكبير يؤثر على مجريات كفاح الشعوب الاسلامية فى كل الأرجاء ويخشى أن يستغله العدو اليهودى لتحقيق مآربه.وأن على قادة العراق أن يعيدوا النظر فيما أقدوا عليه وهو الامر الذى أجمعت الامة على استنكاره .
- وعلى الشعوب العربية والاسلامية وقادة الأمة أن يبادروا ببذل مساعيهم لدى دولة العراق لتسحب قواتها من الكويت وتمتنع عن التدخل ففى شئونها وأن ذلك يمهد لاستئناف مساعى الوساطة بين البلدين لايجاد حل لما هو واقع بينهما من خلاف .
- ولقد ظل الموقف المبدئى الذى اتخذته جماعة الإخوان المسلمين من الغزو العراقى للكويت على وضوحه وجلائه ودونما تغيير أكد على ذلك قادة الجماعة فى عديد من المناسبات ومن خلال المنافذ الاعلامية المتاحة فاعتبروه:
- " اعتداء على قطر عربى شقيق يتعارض كل التعارض مع ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية الشقيقة ويجب أن تتكاتف الجهود لايقاف هذا الاعتداء والحيلولة دون مضاعفاته وأن يحرم ويجرم مثل هذا الاعتداء ويدعو الى الوحدة بين المسلمين ويوجب التعاون والتكاتف لمواجهة أعداء الإسلام "
- أن كل ما تنقله الاخبار من تصرفات لجنود الغزو مع أبناء الكويت الشقيق مثل النهب والايذاء وغير ذلك هى من الأمور التى لا يقرهاالاسلام حتى مع الأعداء بل ان " الغزو العراقى للكويت وما حدث ابانه من انتهاكات هو عمل لم يكن يتوقعه صديق ولا عدو وأنه ليس ثمة ذنب للشعب الكويتى بكل فئاته من أطفال ونساء وشيوخ ورجال لكى يتعرضوا لما تعرضوا له من مآس يشيب لها الولدا ن " .
- وأعلنت قيادات الإخوان
- " أن الغزو العراقى زلزل المؤمنين زلزالا لم يعهدوه فقد تم احتلال احدى الدول العربية الكويت من دولة تشترك معها فى اللغة والدين والجوار والالام والامال وهى العراق التى تغزو أرضها وتستبيح دماءها وأموالها وتهتك أعراضها بل واسمها وتضمها اليها قسرا لتصبح احدى محافظاتها "
- وناشدت وطالبت قيادة الجماعة رئيس النظام العراقى أن يعيد الارض الى أصحابها وأن يحل قضاياه بالسلم لا بالغزو والسلب والاغتصاب مخالفا كل ما تعارف عليه البشر من قوانين وأطر وأن يحسب لما هو مقدم عليه حسابا بالعقل لا بالاندفاع وألا يقدم العراق طعما للاسماك المفترسة وأن يترك الكويت لأهلها يختارون ما يختارون بأنفسهم .
ووجهت قيادات الجماعة خطابا
- " للأهل فى الكويت أن يصبروا فالله معهم فمن بينهم من جاهد فى أفغانستان بماله وجهده ومن مد يد العون لأطفال الحجارة فى فلسطين وللاسلام فى أدغال أفريقيا ولنصرة المجاهدين واللاجئين الافغان حتى جاء الغزو ليقفل صدام حسين المؤسسات التى كانت تقوم على تمويلها الكويت ويطوى على الجوع بطونا كانت تساندها الهيئات الاسلامية بالكويت"
- وفى المؤتمر الشعبى لأهل الكويت والذى يعقد فى جدة بالسعودية بعد شهرين من الغزو أعلن الإخوان من خلال رسالة وجهها للمؤتمر نائب المرشد العام للجماعة الاستاذ مصطفي مشهور أن الإخوان المسلمين من أعرف الناس بدولة الكويت وشعبها المتدين المعطاء ويقدرون أكثر من غيرهم الدور العظيم الذى قامت به الهيئات والجمعيات الخيرية فى الكويت مناصرة لاخوانهم فى فلسطين ولبنان وأفغانستان وكثير من دول أفريقيا وآسيا ولن يضيع أجر ذلك أبدا"
- ولهذا كان الإخوان أكثر الناس ألما وتأثيرا ازاء عدوان العراق على الكويت فأصدروا بيانهم فى اليوم الذى وقع فيه العدوان يدينون الاعتداء ويطالبون بضرورة الانسحاب والحفاظ على كيان ووجود الكويت متمنين أن تحل الأزمة حلا عربيا اسلاميا دون وقوع حرب حتى يعود اهل الكويت لدولتهم الحرة المستقلة المسلمة التى تطبق شرع الله "
- لذلك فان من يتابع خطاب الإخوان المسلمين ازاء الغزو العراقى للكويت فى انصاف وموضوعية يستطيع أن يلمس موقفهم من الأزمة واضحا دون غموض أو لبس وفى يسر أن الإخوان المسلمين الذين نبهوا الاذهان للأخطار وأرشدواها لسبل الحلول والمواجهة قبل الغزو وحرصوا على تذكيرها بهول الأخطار بعد الغزو وألحوا فى المسارعة فى الدمار والكارثة قبل أن تحل وتناولوا فى نفس الوقت الأسباب الحقيقية التى أفرزت الأزمة والكارثة وما سبقها من أزمات والكارثة وما سبقها من أزمات وكوارث وقدموا سبل العلاج قبل أن يفلت الزمام .
الإخوان والتدخل الاجنبى فى الأزمة
على عكس ما كانت عليه التحركات الامريكية على الساحة الخليجية قبل غزو العراق للكويت من بطء مع حرص على الظهور بمظهر عدم الاكتراث أو الاهتمام بالنزاعات الداخلية بين الفرقاء الخليجيين العرب فقد اتسمت هذه التحركات بعد الغزو بالنشاط والسرعة الملحوظين .
اذ قام المسئولون الامريكيون على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والعدل والمالية ومسئولى البيت الأابيض وأيضا على مستويات عديدة فى وزارتى الخارجية والدفاع بعدد من الزيارات للدول الخليجية وأجريت خلالها عديد من المباحثات السريعة خلال فترة وجيزة بدأ بعدها وصول القوات الأمريكية فى تدفق الى دول الخليج فى العاشر من أغسطس 1990 أى بعد الغزو بأيام ثمانية .
وفى اليوم التالى لوصول القوات أعلن الإخوان المسلمون فى بيان أصدروه فى الحادى عشر من أغسطس 1990 م استنكارهم للتدخل الاجنبى ورفضهم لنزول هذه القوات مع رفضهم لكافة التعليلات التى حاولت الولايات المتحدة الامريكية أن تتذرع بها لتبرير تدخلها بل وأعلنوا أنهم يعارضون أى وجود لأى قوات أجنبية أخرى؛
كما طالبوا بانسحابها الفورى لأن تواجدها وهو مرفوض بكل المقاييس وعلى جميع المستويات من شأنه أن يعيد عصور الحماية والاحتلال السافرين للمنطقة بل لدول الشرق الأوسط والدول النامية¸الأمر الذى يعود بالعالم الى قرن الاستعمار الذى تآمرت فيه الدول الاوربيةعلى اقتسام شعوب أفريقيا وآسيا وجميع الدول المستضعفة .
وأعلن المتحدث الرسمى باسم الجماعة:
- أن السياسة الأمريكية لو كانت حريصة على أن تتحلى بسمات العدل والانصاف لكان من المنطقى أن يكون لها موقف حاسم تجاه الكيان اليهودى الغاصب الذى احتل ديار العرب والمسلمين وانتهك أعراضهم وطرد وشتت شعوبهم وما زال لا يترك سانحة الا واستغلها لتوسيع رقعة الاغتصاب على حساب مصير العرب والمسلمين دون اعتراف بأى حق انسانى لهم؛
- بل الولايات المتحدة الامريكية وقفت من هذا الكيان اليهودى الدخيل فى فلسطين العربية الاسلامية موقف التأييد والانحياز وتولت بنفسها ومنذ اعلان اليهود عن كيانهم توفير كل وسائل دعمه واتخذت كل وسائل الضغط على عديد من الجهات لتفتح أبوابها لهجرة اليهود فيها كى يتدفقوا عليه؛
- وعقدت معه كافة المعاهدات العسكرية والاقتصادية والعلمية لتأكيد وجوده وتحقيقه لسياسته التوسعية مع الصمت التام عن أى حق عربى مهضوم أو أو أى دم عربى مسفوك بعد أن تحول شعب بأسره فقد دياره وأمواله الى شعب مشتت لا يجد مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه .
- وفى نفس البيان الذى أعلن الإخوان فيه استنكارهم للتدخل الأجنبى ومطالبتهم بانسحاب القوات الأجنبية أكدوا " على ضرورة الانسحاب العراقى من الكويت معتبرين غزو النظام العراق لها سببا للكارثة كما أكدوا أيضا على أن الحل الذى يتمثل فيه الصالح العربى ويحقق الأمن للسعودية ودول الخليج ويزيل كل المخاوف والشكوك من الصدور .
- يتمثل فى تشكيل قوات عربية اسلامية من دول تطمئن اليها دول المنطقة مثل الجزائر ومصر والمغرب وباكستان لتقف على الحدود السعودية العراقية ولتحل محل القوات العراقية بعد انسحابها من الكويت ومن ثم ينتفى أى مبرر تتعلل به القوى الأجنبية للتدخل العسكرى فى الأزمة أو الوجود فى المنطقة "
الجماعة تحاول التوسط فى الصراع
ولعل هذا أيضا كان من الأسباب التى دفعت الى تشكيل وفد للوساطة بين أطراف النزاع لتحقيق انسحاب عراقى من الكويت والحيلولة دون ممارسة القوات الأجنبية لأى دور لها فى المنطقة من خلاله ففى الحادى عشر من سبتمبر 1990 م أعلن عن تشكيل وفد للوساطة الاسلامية برئاسة المرشد العام للإخوان المسلمين ويشارك فى عضويته عدد من قيادتهم اضافة الى مشاركة قيادات اسلامية من الأردن والجزائر وتونس وتركيا وأقطار عربية واسلامية أخرى .
الا أنه لمنع السلطات المصرية قيادات الإخوان المسلمين فى مصر من السفر عبر مطار القاهرة الدولى أثره الكبير فى الحيلولة دون تحقيق أهداف الوساطة وأداء مهمتها الأمر الذى دفع الجماعة الى اصدار بيان لها فى الثانى عشر من سبتمبر 1990 يحمل الذين أصدروا القرار بمنع قيادتها لرئاسة الوفد المشارك فيه المسئولية تجاه ما ترتب على غلق أحد الأبواب ذات الفعالية والتأثير والتى قد يكتب لها النجاح فى تحقيق ما يتمناه الناس من تفادى لويلات الحرب وتداعياتها المؤثرة فى شتى القضايا العربية والاسلامية .
لقد اتخذ الإخوان المسلمون موقفا غاية فى الوضوح ازاء غزو النظام العراقى للكويت منذ يومه الاول فقد اعلنوا رفضهم واستنكارهم له وطالبوا النظام العراقى بالانسحاب فورا من الكويت وتركه لأهلها يدبرون أمورهم بأنفسهم ونبه الإخوان الأذهلن الى خطورة النتائج المترتبه عليه فهو يعنى فتح الابواب للتدخل الاجنبى لتنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه وغاياته وفرض كامل هيمنته .
ومع وصول القوات الاجنبية أعلن الإخوان موقفهم واضحا زهو استنكارهم لتدخلها ومطالبتهم برحيلها وفى الاطار العربى والاسلامى الذى أعلنوه تكون الحلول ويكون الامن والسلام .
وحين التبس فهم الأمور عند فريق من الناس , وحاولت بعض الجهات الاساءة الى الإخوان وحاولت تشويهه أكد الإخوان أن رفضهم للتدخل الاجنبى لا يعنى قبولهم أو رضاهم بالغزو العراقى للكويت؛
فهو تصرف كريه من نظام لا يطمئنون اليه وهو نظام دكتاتورى وهم ضد كل الدكتاتوريات لأن الإسلام جاء بمبدا الشوري الذى على اساسه يتم اختيار الحاكم ليكون حاكما شرعيا له حق الطاعة وهذا أمر لا يتوفر فى صدام حسين فهو مرفوض بكل المقاييس لعقيدته البعثية التى لا يمكن أن يؤمن بها الإخوان او يطمئنوا اليها . كما أن غيره مرفوض لعدم تطبيقه شرع الله كما أراده الله ورسوله وصالح المؤمنين .
وفى هذا يقول التقرير الاستراتيجى للاهرام للعام 1990م:
- ان النضوج الهائل فى الخبرة السياسية لاخوان مصر والذى اختلط جزئيا مع ميلهم العميق للمحافظة والتطور السلمى قد اصطدم مع حداثة الخبرة السياسية للتيارات الاسلامية فى الاقطار العربية .
- ان هناك ثمة تقاليد متجذرة عند الإخوان المسلمين وخاصة كراهيتهم الأنظمة القمعية الفاجرة والتى لوثت أيديها بدماء الاسلاميين وعلى رأسها النظام العراقى "
ثم يقول التقرير:
- "ولقد تنبأ البيان رقم "2" بصورة واضحة أن وجود القوات الامريكية وحليفاته يدفع ضمنا فى اتجاه الحل العسكرى .
- ذلك أن هذه القوات لن تستمر فى موقع الدفاع بل تعد القوة لغزو العراق والهجوم عليه وتوجيه الضربات القاصمة للمؤسسات العسكرية والاقتصادية والحضارية وهو ما يرفضه البيان كما رفض أيضا اشراك القوات العربية فى تحطيم العراق وجيشه وأكدت المواقف العامة للإخوان المسلمين بعد ذلك هذا التحليل والخبرة السياسية فى الوقت نفسه " .
ويضيف التقرير:
- "ان الموقف العام المتكامل للإخوان المسلمين من الازمة قد تمت صياغته أسوبيا بأقصى قدر ممكن من الاعتدال الذى لا يخل بالوضوح لم يستغل لغة تحريضية أو بتعبيرات متطرفة أو تهيجية بل اعتدال أسلوبى يعكس اعتدالا مضمونيا حرص فيه الإخوان على تقويم موقفهم بأقصى درجة ممكنة من الموضوعية والمبدئية والعزوف عن الانحراف الى الحرب الأهلية الاعلامية والدعية العربية وساعد هذا كثيرا على اظهار موقف الإخوان بقدر كبير من الرصانة والثبات "
- "ان موقف الإخوان المسلمين أكثر المواقف الاسلامية تجردا ونزاهة وانسجاما مع تقاليدهم التاريخية الكبرى لقد خاطر الإخوان المسلمون بمصالحهم المادية والسياسية المباشرة لصالح التوافق مع تقاليدهم الفكرية والسياسية وقراءتهم الخاصة للازمة وتشخيص أبعادها " .
وان البيان الذى وجهه الإخوان المسلمون للمسئولين العرب المجتمعين فى القاهرة 26 نوفمبر 1990 وفى أعقاب زيارة الرئيس بوش لمصر فى 24 نوفمبر
واعلان رئيس جمهورية مصر العربية دعوته لتأجيل استعمال القوة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة فى الخليج ودعا الإخوان فيه المسئولين العرب للوقوف بحسم لتذكير المجتمع الدولى والقوى الكبرى بالشرعية الدولية فى مواجهة التصعيد الخطير للعدوان الاسرائيلى على الشعب الفلسطينى؛
والدعوة لمؤتمر دولى للدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لوضع خطة تمكن الأمم المتحدة من حماية المدنيين الفلسطينيين فى فلسطين المحتلة ودعوة أمريكا والمجتمع الدولى لوقف حملات الاضطهاد اليهودى وتمكين الشعب الفلسطينى من اقامة مؤسساته الوطنية تحت حماية الأمم المتحدة يعكس هذا البيان ذكاء سياسيا وواقعية ملحوظة
لقد وقع الغزو العراقى للكويت .. ووصلت القوات الأجنبية للأرض العربية واستشف الإخوان المستقبل من خلال تاريخ له تحاربه وخبراته ومتابعة ورصد لأحداثه ووقائعه .. وصار الجميع أمام واقع لا يمكن انكاره أو تجاوزه أو غض البصر عنه فالآمه وجروحه ونزيفه مستمر .
لقد بدأت الضربات تتلاحق على الأمة وعلى الديار منذ الثانى من أغسطس سنة 1990 م وذاق الشعب فى الكويت العربى المسلم وفى العراق العربى المسلم الكثير.كما ذاق العرب فى أقصى الديار وأقربها من مواقع الأحداث الكثير بل طال هذا الكثير عددا كبيرا من الدول النامية فى شتى الأرجاء .
وبمقدار ما دفع العرب والمسلمون بمقدار ما جمعت وحصدت الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وعلى مستوى الزعامة العالمية والانفراد بها .. خاصة وقد واكب انهيار الماركسية والى غير رجعة مسلسل الأحداث الرئيسية على الساحة العربية .
بعض بيانات الإخوان بخصوص أزمة الخليج
بيان من الإخوان المسلمين بشأن غزو العراق للكويت
فى الوقت الذى تعاظمت فيه آمال الأمة الاسلامية العربية فى ان يسود الوئام والاستقرار وأن تتجه كل الجهود لملاقاة الأعداء الذين أنهوا أسباب الخلاف بينهم ليكونوا صفا واحدا تجاه الصحوة الاسلامية التى عمت الرجاء .
وفى الآونة التى بدا ان الخلاف بين الكويت والعراق اتخذ طريقا سلميا للحل والتفاهم فوجئنا بالغزو العسكرى العراقى للكويت فكان هذا عملا مروعا ومثيرا للدهشة ومخيبا للآمال ولا يغيب عن الذهن ان هذا الحدث الضخم يفتح أبواب شر خطيرة وكبيرة ويؤثر على مجريات كفاح الشعوب الاسلامية فى كل الأرجاء خاصة فى فلسطين المحتلة ويخشى أن يستغله العدو الصهيونى لتحقيق مآربه .
ونحن نهيب بقادة العراق أن يعيدوا النظر فيما اقدموا عليه وهو الأمر الذى أجمعت الأمة الاسلامية بل والعالم على استنكاره كما نهيب بكل شعوب وقادة الأمة الاسلامية بل بالعالم كله على استنكاره كما نهيب بكل شعوب وقادة الأمة الاسلامية أن يبادروا ببذل مساعيهم ونفوذهم لدى دولة العراق لتسحب قواتها من الكويت وتمتنع عن التدخل فى شئونها تمهيدا لأن تستأنف مساعى الوساطة بين البلدين الشقيقتين لايجاد حل سلمى لما هو واقع بينهما من خلاف قديم .
والله نسأل أن يجنب أمتنا الاسلامية عامة والعربية خاصة ما يتهددها من أخطار تحيط بها من كافة الجوانب وأن يهييء لها ولقادتها ما يسدد به الخطى وينجى به المهالك , وهو سبحانه وتعالى أعظم مسئول واكرم مجيب .
بيان من الإخوان المسلمين بخصوص تطورات الأحداث المترتبة على غزو العراق للكويت
فان جماعة الإخوان المسلمين وهى تستشعر عمق المأساة التى يعيشها العالم العربى فى هذه الآونة وفداحة الخطب الذى نزل به تدعو الله تبارك وتعالى من اعماق القلب أن يجعل لأمتنا العربية الاسلامية من ضيقها مخرجا ومن كربها مخرجا وهو أعظم مسئول وأكرم مجيب , ثم هى تضع أمام أنظار الأمة الاسلامية عامة والأمة العربية خاصة؛
توضيحا لموقفها واستجلاء لرأيها ما يأتى:
- أولا: أن الجماعة تؤكد ما سبق أن أوردته فى بيانها الصادر بتاريخ 11 محرم 1410 الموافق 1990 من انها لا تقر استخدام القوة فى العلاقات بين الدول العربية وهى تعارض كل تدخل عسكرى من دولة عربية أو مسلمة ضد دولة اخرى .
- ثانيا: كما تؤكد الجماعة ما سبق أن ذكرته ببيانها سالف الاشارة اليه أن الخلافات بين الدول العربية والاسلامية يجب أن تسوى بالوسائل السلمية وطبقا لحكام الشريعة الاسلامية الغراء التى تدين بها شعوب الأمة العربية الاسلامية والتى هى النبراس الذى تهتدى به والدستور الذى تخضع له عن طواعية ورضاء نفس ثم طبقا لأحكام ميثاق جامعة الدول العربية والقانون الدولى وغير ذلك من النواثيق والقوانين التى تنظم العلاقات بين الدول فى الكيان الدولى .
- ثالثا: أن جماعة الإخوان المسلمين تستنكر وتعارض بكل قوة التدخل الأمريكى والجماعة تعارض وجود القوات العسكرية الأمريكية أو غيرها من القوات الأجنبية فى منطقة النزاع وتطالب بانسحابها على الفور فوجودها امر مفروض على جميع المستويات وبكل المقاييس ومن شأنه أن يعيد عصور الحماية والاحتلال السافرين للمنطقة.
- بل ولغير دول المنطقة من دول الشرق الأوسط لدول العالم الثالث أجمع مما يعود بالعالم الى قرن الاستعمار الذى تآمرت فيه الدول الأوربية على اقتسام شعوب وثروات افريقيا وآسيا وجميع الدول المستضعفة .وكان الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية أن تتخذ موقفا حاسما تجاه ربيبتها "إسرائيل"
- التى تحتل جزء عزيزا من أرض الأمة الاسلامية العربية ابادت معظم شعبه ولم تزل توقع بالبقية المتواجدة فى أرض فلسطين أشد أنواع الخسف والهوان والذل وتستبيح دماءهم واموالهم وأعراضهم ولا تعترف لهم بأى حق من الحقوق الانسانية أو الوطنية بل لا زالت السلطات الصهيونية المحتلة لفلسطين تستزيد جلب وتهجير الملايين من يهود روسيا واوربا والحبشة وغير ذلك من جميع انحاء العالم لتوطنهم فى الأراضى الفلسطينية مما لا يجعل مجالا لشك فى أنها تعمل على ابادة البقية الباقية من الفلسطينيين
- بل هى تعمد الى تحقيق توسعاتها التى لا تخفيها نحو حلمها فى دولة إسرائيل التى تمتد من الفرات الى النيل كل ذلك والولايات المتحدة الأمريكية لا تتخذ اى اجراء مهما كان بسيطا نحو السلطات الصهيونية المحتلة لفلسطين بل تؤيدها بالمال والعتاد وبالتأييد الأدبى وبنقض كل قرار يجمع عليه مجلس الأمن يكون فيه أبسط مؤاخذة أو أقل اعتراض على موقف الحكومة الصهيونية
- كما أنه من المعلوم أن الجيش الامريكى يضم أعدادا من اليهود الذين يتعصبون كل التعصب ضد الأمة الاسلامية ولا يوجد فى صدورهم الا الكيد لها والعمل بكل الوسائل على اضعافها وسلبها كل الحقوق .
- كما أنه من المعروف أن الجيش الأمريكى يضم اعدادا غير قليلة من العسكريين الذين يحملون الجنسيتين الاسرائيلية والأمريكية ويعملون فى ذات الوقت فى كل من الجيشين .
- والقوانين الأمريكية تمنع منعا باتا التفرقة بين اليهود وغير اليهود مما يمتنع معه على القيادات العسكرية الأمريكية أن تتخذ أى اجراء يحول دون تواجد اليهود والاسرائيليين ضمن القوات العاملة فى الراضى السعودية وفى منطقة الخليج الأمر الذى يفزع المسلمين فى جميع أنحاء العالم لأن السعودية تضم مقدسات المسلمين فيها قبلتهم ومدينة نبيهم وقبره .
- رابعا: كان من الأولى قبل الاحتلال العسكرى الأمريكى لمنطقة النزاع أو بشرط جلائه منها
- أن تشكل قوة عربية من دول عربية أو اسلامية تطمئن اليها المملكة العربية السعودية ودول الخليج والعراق مثل مصر والجزائر والمغرب وباكستان لتقف سدا على الحدود يمنع احتمالات غزو العراق للسعودية او غيرها من دول الخليج ويتيح فرصة استرخاء يتيسر خلالها ايجاد حل سلمى للنزاع العراقى الكويتى ويحفظ لكل من الطرفين حقوقه
- أما مع تواجد قوات الاحتلال الأمريكى بالمنطقة وما تتوالى به الأخبار من أنه سيلحق بها قوات بريطانية وفرنسية وغير ذلك فانه يكون من المفروض رفضا كاملا ارسال أى قوات عربية بصفة عامة أو مصرية بصفة خاصة لأنه يكون من المسلم به أن وضع القوات العربية فى المنطقة سيكون وضع التابع للقوات المريكية وحليفاتها الأجنبية التى لها حق التصرف واتخاذ المبادرة دون أى اعتبار للقوات العربية عامة والمصرية خاصة بل ستكون للقوات الأمريكية والأجنبية مواقع الصدارة والأفضلية والأقل خطورة عند المواجهة بينما تكون للقوات العربية مواضع الابادة والتعرض للمهالك والأخطار
- كما أن الواضح للعيان كما تواترت به الخبار وما يؤكده سير الأحداث والحشود العسكرية أن القوات الأمريكية وحليفاتها لن تستمر فى موقع الدفاع بل هى تعد العدة لغزو العراق والهجوم عليه وتوجيه الضربات القاصمة الى المؤسسات العسكرية والاقتصادية والحضارية
- وان اشتراك القوات العربية فى تحطيم الشعب العراقى وجيشه أمر لا يمكن قبوله بحال من الأحوال ومهما قيل فى شأن قيادة الرئيس صدام حسين للعراق ورئاسته للنظام القائم فبه فانه من وجهة النظر العربية والاسلامية فان العراق
- وكما قال الرئيس مبارك فى خطاب افتتاحه مؤتمر القمة العربية الأخير يعد بلا شك رافدا من اكبر روافد الأمة العربية وقوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولا يجوز ان تنزل المصيبة بشعب العراق ومؤسساته ومصادر كيانه وثرواته فضلا عن أن يشارك أى من قوات الأمة العربية الاسلامية فى ذلك سواء بصفة أصلية أو بصفة مساندة .
- خامسا: ان هذه الاحداث لا يجوز أن تمر دون أن نأخذ منها العبرة ونخرج منها بالدرس المفيد ونضع امام أنظارنا قول الله تبارك وتعالى "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها .."
- نعم ان الأمة الاسلامية عربية كانت أم غير عربية ستبقى تتخبط فى ظلمات الجهالة ما لم تثب الى رشدها وتئوب الى ربها وتلتزم التزاما دقيقا صارما بمقتضيات عقيدتها واحكام شريعتها وتؤكد احترام أصحاب السلطان فيها لحقوق شعوبها والحفاظ على كرامتها وحريتها
- وأن الشعوب شريكة فى الأمر لا يجوز أن يبرم ما يمس حاضرها ومستقبلها فى غيبة عنها ولا يكون لها من حق الا حق التصفيق لما يرضى عنه زعماؤها والاستنكار والسباب لما لا يقبله هوى أصحاب السلطة فيها كما يجب أن تحل رابطة الأخوة بين الحكام والشعوب عملا بقوله تعالى:" انما المؤمنون اخوة " وبقوله صلى الله عليه وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا "
- مع تفهم عميق والتزام اصيل بقوله صلى الله عليه وسلم " اذا اقتتل المسلمان فالقاتل والمقتول فى النار " وبقوله ايضا صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه كما يحب لنفسه " وبذلك يتحقق قول الله تبارك وتعالى فى هذه الآية "ان هذه امتكم واحدة وأنا ربكم فاعبدون "
- ونحن اذا نظرنا لحال الأمة الاسلامية لوجدنا أن فيها كل أسباب قوتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والعسكرية والتى تجعلها فى صدارة أمم العالم اخلاقا وفضائل وعلما وثقافة وقوة ومنعة غير أن تفرقها وعدم التزامها بتطبيق أحكام عقيدتها وشريعتها على وجه صحيح سليم هو الذى أدى الى ما صرنا اليه من ضعف وهوان وتخلف حتى بتنا عالة على باقى دول العالم .
- ونحن نهيب بالأمة الاسلامية أن تنفض غبار غفلتها وأن تخرج من ذهولها تنظر بعين مبصرة ترى الحق حقا وترى الباطل باطلا وتزن الأمور بميزان الشرع السليم الصحيح فتنبعث فبها روح الحق تبارك وتعالى وتنهض من كبوتها وتسترد عزتها وكرامتها " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا " " ... ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون "
- وقى الله أمتنا ما يحيط بها من شرور وما يكتنفها من مهالك ولا منجى ولا ملجأ من الله الا اليه ونعوذ به من الخذلان وسوء المصير وشر المنقلب ونسأله الرضا والعفو والسداد ونحمده على كل حال وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين .
بيان حول منع سفر وفد التحالف الاسلامى للتوسط فى حل أزمة الخليج
فنظرا لاشتداد أزمة الخليج تداعت الجماعات الاسلامية فى العالم الاسلامى وفى مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين والتحالف الاسلامى فى مصر لبذل جهود شعبية برجاء أن يكون لها وقعها لدى الأطراف المعنية عسى أن تؤدى هذه الجهود الشعبية الى تجنب وقوع الحرب مما يعود بالخير على أمة المسلمين .
وقد اتفقت الجماعات الاسلامية من الجزائر وتونس والسودان واليمن وماليزيا وتركيا وباكستان والأردن وأوربا وبعض الجهات الأخرى على الالتقاء فى عمان تمهيدا للتوجه الى بغداد كخطوة اولى يعقبها التوجه الى السعودية
ثم غيرها من الدول المتداخلة فى الموضوع بهدف الاسهام بجهد شعبى فى معالجة الأزمة القائمة حلا سلميا يرتضيه أطراف النزاع مما يجنب المنطقة ويلات حرب مدمرة لا يعلم مدى نتائجها وعواقبها البشعة غير الله تعالى ولا يستفيد منها غير أعداء الأمة وفى مقدمتهم الكيان الصهيونى .
وفى يوم الثلاثاء 11 من سبتمبر 1990 م توجه الى مطار القاهرة الدولى المهندس إبراهيم شكري رئيس حزب العمل وزعيم المعارضة فى مجلس الشعب والمستشار محمد المأمون الهضيبي رئيس المجموعة البرلمانية للإخوان المسلمين بقصد السفر الى عمان غير أن السلطات الأمنية هناك مزقت صفحة من جواز السفر الخاص بكل منهما وادعت أن الجوازين غير قانونيين وأنهما لا يستطيعان السفر بهما .
وفى اليوم التالى الأربعاء 12 من سبتمبر 1990 م توجه كل من الأستاذ محمد حامد أبو النصر المرشد العام للإخوان المسلمين والمهندس إبراهيم شكري رئيس حزب العمل بعد حصوله على جواز سفر جديد والأستاذ مصطفي مشهور نائب المرشد العام للإخوان المسلمين والمستشار محمد المأمون الهضيبي الى مطار القاهرة الدولى للسفر ولكن رجال الشرطة كانوا بالمرصاد عند الباب الخارجى ومنعوهم من دخول مبنى المطار مقررين أن هناك أمرا بمنعهم جميعا من المغادرة.
ولما كان هذا المنع من السفر يتنافى مع ما ينص عليه الدستور وما استقرت عليه أحكام القضاء فضلا عن أنه يتعارض مع ما يعلنه رئيس الجمهورية السيد محمد حسني مبارك فى كل مناسبة من ضرورة السعى بكافة السبل لتسوية أزمة الخليج بالطرق السلمية دون التجاء الى المواجهة العسكرية فانه لا يسعنا الا أن نعلن احتجاجنا الصارخ على هذا الأسلوب المنافى للحريات العامة وأحكام الدستور ويحول دون قيام القيادات الشعبية بدورها فى هذه الأزمة الخطيرة فى الوقت الذى نرى فيه العديد من الدول الأجنبية المتدخلة فى النزاع تسمح لعناصر غير رسمية بها بالاتصال بأطرافه ..
ونحمل مصدرى قرار المنع المسئولية عن التشكيك فى مصداقية ما ينادى به الرئيس حسنى مبارك من رغبة فى حل الأزمة حلا سلميا وفيما يترتب على غلق أحد الأبواب ذات الفاعلية و التأثير التى قد يكتب لها النجاح فى تحقيق ما نتمناه من تفادى ويلات الحرب وتداعياتها المؤثرة فى شتى القضايا العربية والاسلامية والمعاونة على تحقيق مخططات أعداء العروبة والإسلام .
بيان من الإخوان المسلمين
ان الكوارث القاتلة والمصائب المؤلمة التى تجتاح بلاد المسلمين اليوم قد أفزعت الآمنين وأرقت أجفان المفكرين .
والإخوان المسلمين الذين يسعون منذ انشاء جماعتهم للتمكين لدين الله والعمل على وحدة المسلمين وتحقيق العدل والأمن والتعاون بين الأقطار الاسلامية شعوبا وحكومات قد ساءهم وآلمهم أشد الألم اجتياح الشعب العراقى لدولة الكويت الشقيقة وما صاحب هذا الاجتياح من اعتداءات شائنه وتصرفات لا انسانية مع الشعب الكويتى .
وقد استنكر الإخوان المسلمون هذا الاجتياح فى بيان صدر فى نفس يوم الاجتياح وطالبوا فيه بضرورة انسحاب الجيش العراقى من الكويت وعودة دولة الكويت الى أهلها وظل هذا موقف الإخوان من قضية الكويت .
كما حذر الإخوان المسلمون أشد التحذير من خطر التواجد العسكرى الأجنبى على أراضينا العربية وقد بدأت دلائل هذا التخوف تظهر واضحة لا تخفى على أحد .
وقد أرجع الإخوان المسلمون السبب الذى أورد الأمة الاسلامية الى هذه المهالك وهذا الضعف والهوان الى بعد المسلمين عن تعاليم ربهم وما يوجبه عليهم دينهم من معانى القوة والعزة والوحدة .
ومما زاد الإخوان أسفا ما لأفرزته أزمة الخليج هذه من فرقة وشحناء بين الدول العربية وانعكاس ذلك على أفراد عديدين من شعوب تلك الدول . حيث تعرضوا الى ابعاد وتشريد ومعاملة قاسية من بعض الحكومات .وكذلك ما تقوم به أجهزة اعلام بعض الدول من مهاترات وشتائم واساءات ضد بعضها البعض .
وازاء هذه النازلة التى حلت بنا حميعا راى الإخوان وبعض الجماعات الاسلامية على الساحة ضرورة السعى لدى أطراف النزاع لمحاولة الحيلولة دون نشوب الحرب التى لا يعلم مدى ما تجره من دمار الا الله وقد تم تشكيل وفد اسلامى من الإخوان وهذه الجماعات ليقوم بهذه المهمة برئاسة المرشد العام للإخوان المسلمين .
ولكن للاسف الشديد منع وفد مصر من السفر وأناب المرشد العام الاستاذ محمد عبد الرحمن خليفة نائب المرشد العام والمراقب العام للإخوان المسلمين بالأردن ليقوم برئاسة الوفد نيابة عنه .
وقد مارس الوفد مهمته بعد انضمام بعض الأعضاء اليه فقابل جلالة الملك حسين ملك الأردن واستمع اليه ووعى ما عنده ثم سافر الى المملكة العربية السعودية وقابل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبد العزيز وزير الداخلية وببعض العلماء وكذلك التقى ببعض رجالات الكويت .
ثم ذهب الوفد الى العراق حيث التقى بالرئيس العراقى صدام حسين وغادر بعد ذلك الى إيران حيث التقى بالقائد على على خامئنى والرئيس رافسنجانى ثم عاد الوفد الى الأردن وأصدر بيانا عن هذه الجولة .
وقد حرص الأخ الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة رئيس الوفد بالنيابة على أن يؤدى الدور المنوط به من غير تجاوز له فجزاه الله خير الجزاء .واذا كانت قد أثيرت ملاحظات حول تصريحات فردية صدرت من بعض أعضاء الوفد فانها لا تمثل الا رأى أصحابها اذا كانت صحيحة ولم تتعرض للتحريف .
وقد لمس الوفد من الأطراف لونا من التجاوب حول تخقيق ما يهدف اليه الوفد من الوصول الى حل سلمى وتفادى نشوب الحرب وقد زكى الوفد هذا الاستعداد عندهم.وسيواصل الوفد سعيه فى هذا المجال مستجيبا لتلبية أية دعوة من أى طرف للقيام بدور يساعد على تهيئة الجو للحل السلمى وتجنب الحرب والله الموفق لما فيه الخير.
ولعله بهذا التوضيح للموقف يطمئن الجميع أن الإخوان المسلمين والجماعات الاسلامية لا يرضون بأى ظلم أو اعتداء يقع على أى شعب مسلم كالكويت أو غيرها ولا على أفراد من شعوبنا العربية دون جريرة أو ذنب اقترفوه ولكن بسبب موقف حكوماتهم من هذه الأزمة .
كما يتضح الموقف أيضا بالنسبة لوجود القوات الأجنبية وأثره على سياسة المنطقة وخاصة بالنسبة للعدو الصهيونى التوسعية وكذا التحكم فى الطاقة البترولية فى المنطقة .
وفى الختام ندعو الأطراف جميعا أن يتقوا الله فى شعوبهم وأن يفضوا هذا النزاع فيما بينهم دون تدخل أجنبى وأن يستشعروا ما تجره الحرب من ويلات جسام ولن يستفيد منها غير العداء وخاصة العدو الصهيونى .
كما ندعوا الأمة الاسلامية شعوبا وحكومات الى العودة الى الله وشريعة الله وما دعاهم اليه من الوحدة وعدم التفرق فى قوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
واننا ندعوا الله من أعماق قلوبنا أن تحل هذه الأزمة سلميا ويعود الشعب الكويتى الى وطنه آمنا مكرما وأن يحل الوئام بين أقطارنا الاسلامية وأن ترحل كل هذه القوات الأجنبية والا وجب على كل المسلمين الجهاد لاجلائهم , والله يقول الحق وهو نعم المولى ونعم النصير .
سحب القوات المصرية من الخليج
نداء من الإخوان المسلمين:
- الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين .. وبعد فقد نكبت أمتنا الاسلامية بعد أن كانت دولة واحدة متماسكة فتفرقت الى دويلات ينابذ بعضها بعضا وتولى أمورها حكام لا يقيمون شرع الله ولا يلتزمون بمبادىء العدالة والشوري والمصلحة العامة
واتخذ البعض منهم صورة باهتة زائفة للديمقراطية فتردت أحوالنا من سىء الى ما هو أشد سوءا وكلما طلعت علينا دعوات تنطق بالحق وتدعو الى الخير وتنادى بهدى محمد صلى الله عليه وسلم سارعت أيدى العمالة بالوقوف فى سبيلها ومحاربتها بمختلف الوسائل .
وهكذا استقر الأمر لحكام مستبدين وانتفت تماما من نظم الحكم فى بلادنا الشوري وهى أصول من أصول الحكم فى شريعتنا وعلت أصوات أجهزة الاعلام تبث الضلال والفساد والخنوع بين المواطنين .
ولنزوة من شهوة حاكم وخديعة أدخلته عليه أجهزة دول كبرى تحتضن المد الصهيونى وتتصدى للدفاع عنه كانت الواقعة الكبرى فى الثانى من أغسطس 1990 م عندما احتلت قوات العراق أرض دولة شقيقة وجارة له , هى دولة الكويت العربية الاسلامية واستباح حرماتها ونهب أموالها ... اخ .
وبدت فى الأفق نذر الشر العظيم المبيتة لهذه الأمة فى تحقيق مطامع التآمر الصهيونى الصليبى الغربى الاستعمارى فى الاستيلاء على الشرق الاوسط ونهب ثرواته وتسخيرها لمصالحهم والتمكين لدولة العدو الصهيونى الكبرى من النيل الى الفرات وتضم أرض المدينة بما فيها من مقدسات المسجد النبوى الشريف وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ومدافن الصحابة الأطهار بالبقيع .
وقد أنذرنا فى بياننا الصادر فى ذات يوم العدوان الغاشم على الشقيقة الكويت من هذه المهالك وناشدنا رئيس العراق أن يسحب قواته من الكويت ويتركها لأهلها
وحدانا الأمل أن يبادر ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والاسلامية الى وأد الفتنة واطفاء النيران وان يحققوا صلحا يحفظ للكويت استقلاله وحريته وللعراق مصالحه فى اطار أخوة اسلامية تطمئن لها القلوب .
غير ان الحقد أصم الآذان وأتاح الفرصة للعدو الذى زعم أنه الجير لدول منطقة الخليج أن يسد جميع منابع الخير ومسالك الصلح ومنافذ التسوية السلمية . وحشد العدو اللعين حليف الصهيونية المتعطشة لسفك دمائنا أعوانه وجيوشه ثم فتح فى 17\1\1991 نيرانا متأججة تعصف بالعراق واهله ومنشأته الحيوية وتحاول أن تدمره أبشع تدمير .
ان أطماع التحالف الصليبى الصهيونى الاستعمارى ظاهرة واضحة بل هى معلنة أكدها كل رؤسائه الى شعوبهم وهى أنهم يريدون بترول المنطقة خاضعا لهم فى كمه وسعره والتمكين لربيبتهم الدولة الصهيونية وهذا ما يجعل الزعم بأن الغرض هو تحرير الكويت زعم باطل وتمويه لا يراد به الا خداعنا .
ان الاسلوب التدميرى الهمجى الذى تدك به قوات تحالف البغى والعدوان أرجاء العراق الشقيقة يدل على أن الغرض ليس اصابة منشاة عسكرية بل القضاء على كل المرافق والمنشآت المدنية والفتك بشعب العراق المسلم الشقيق .
ان من اشد ما يحن القلب حكومتنا المنحزة لأمريك حليفة العدو الصهيونى التى تهدد مصيرنا وتنذر باستبعادنا والتى تعمل بكل قوة مع أمريكا على تهجير أكثر من مليون صهيونى الى أرض فلسطين المحتلة لتزداد قوة وجبروتا .
ان مما يثير الأسى والاستياء موقف الاعلام الرسمى المصرى المتهالك فى الدفاع عن الحلف الصهيونى الاستعمارى ومحاولة خداع شعبنا وتبرير العدوان على الشعب العراقى الشقيق .
انه ايا كانت خطيئة حاكم العراق ونظام حكمه المستبد الكريه فان ذلك لا يمكن ان يغير من حقيقة أن الملايين من ابناء الشعب العراقى هم جزء هام من أمتنا العربية المسلمة ورافد من أهم روافد قوتها وهلاكه هلاك للامة كلها .
ان جميع الشعوب الاسلامية فى ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والسودان وموريتانيا والأردن واليمن وإيران وباكستان وبنجلادش وتركيا وأندونيسيا وماليزيا والفلبين والهند
بل ان شعوبا غير اسلامية مثل شعوب استراليا ألمانيا وأمريكا وفرنسا وانجلترا وهى المشتركة فى الحرب كلها قامت وتظاهرت تدين الحرب البشعة التى تقودها أمريكا ضد شعب العراق فكيف لا يتاح لشعب مصر أن يعبر عن رأيه وأحاسيسه بصورة صادقة وطبيعية ؟
وكيف تستحوذ السلطة على جميع أجهزة الاعلام من تليفزيون واذاعة وصحف يومية ومجلات أسبوعية تسخرها لابراز رأى واحد ووجهة نظر بعينها ان وسائل اعلام الدول المشتركة فى الحرب تجعل مساحة للرأى الآخر المعارض ولو كان من غير أهل وطنها .
اننا نطالب رئيس جمهورية مصر أن يسحب قواتنا العسكرية المصرية من منطقة الخليج خاصة بعد انتفاء كل زعم باحتمال وقوع عدوان عراقى على هذه الدول بل واصبحت فى قاعدة القوات العسكرية التى تهاجم الشعب العراقى .واننا نطالب رئيس الجمهورية أن تكون وسائل الاعلام منصفة بأن تتضمن مساحة متساوية للآراء المختلفة.
ولجميع وجهات النظر .اننا نطالب جميع ملوك وأمراء ورؤساء الدول الاسلامية والعربية أن يعملوا على وقف هذه الحرب فورا فلن يخرج أحد منهم الا وهو خاسر كل الخسران ولن يستفيد منها الا العدو الصهيونى وحلفاؤه من الأمريكان والانجليز والفرنسيين وغيرهم من أعداء الأمة الاسلامية .
اننا نضم صوتنا الى أصوات الشعوب والحكومات التى تنادى بايقاف هذه الحرب فورا فالحل السلمى ممكن ومتيسر , وحل القضية الفلسطينية وانصاف الشعب الفلسطينى ضرورة لازمة حتمية .
اننا نعذر الى الله تبارك وتعالى ونحمل حكومتناوشعوبنا مسئوليتهم أمام الله وأمام التاريخ وأمام الأجيال المقبلة التى ستتحمل أوزار هذا البلاء الذى لا مثيل له فى التاريخ ةالذى نزل بأمتنا فأحاط بها من كل جانب وأدخلها فى متاهات وظلمات لا مخرج منها الا أن نعود الى ربنا ونثوب الى رشدنا ونزكى أنفسنا ونخضع لحكم الواحد القهار العدل الحكم ملتزمة شريعته الغراء التى تأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى .
المراجع
- هشام العوضي، صراع على الشرعية.. الإخوان المسلمون ومبارك 1987-2007،مركز دراسات الوحدة العربية،ص211
- للمزيد طالع كتاب الاخوان المسلمون وأزمة الخليج،عبد المنعم سليم جبارة،دار التوزيع والنشر الإسلامية،1992 ومنشور أيضاً على موقع إخوان ويكي
للمزيد عن الإخوان والعالم
الإخوان حول العالم
الإخوان في السودان | الإخوان في ليبيا | الإخوان في الجزائر | الإخوان في تونس | الإخوان في المغرب | الإخوان في موريتانيا | الإخوان في قطر| الإخوان في فلسطين | الإخوان في الأردن | الإخوان في سوريا | الإخوان في لبنان | الإخوان في اليمن | الإخوان في العراق | الإخوان في البحرين| الإخوان في السعودية | الإخوان في الكويت | الإخوان في الإمارات | الإخوان في إيران | الإخوان في تركيا | الإخوان في إندونيسيا | الجماعة الإسلامية في باكستان | الإخوان في البوسنة والهرسك | جماعة الإخوان المسلمين وعلاقتها بأفغانستان| الإخوان في الصومال | الإخوان في جيبوتي | الإخوان في نيجيريا | الإخوان في السنغال الإخوان في بريطانيا | الإخوان في فرنسا | الإخوان في ألمانيا | الإخوان في أسبانيا | الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية | الإخوان في باقي دول العالم