المأجورون لم يكن لهم دور فى حرب شوارع المنصورة
بقلم:أ/ تامر المهدى ومحمد صالح وشريف الديب
تمكن "اليوم السابع" من التواصل مع أحد المشاركين فى إدارة عملية التخريب والبلطجة بمدينة المنصورة، والتى استمرت مساء أمس، الجمعة، وحتى ساعة مبكرة من صباح اليوم بعد الحصول على معلومات عن استئجار عدد منهم لمحاولة إشعال حرب العصابات بالمنصورة، وكان دورهم محدد ومخطط لهم طريقة إدارة التخريب والاستفزاز ضد مجموعة المتظاهرين المطالبين برحيل مبارك عن الحكم.
وقال "م": إنه تراجع عن استمرار فى أعمال البلطجة، لأنه لم يحتمل رؤية تساقط عشرات الشباب الذى كان يشارك فى مظاهرة سلمية للمطالبة برحيل الرئيس المصرى فيما سمى بـ"جمعة الرحيل"، مؤكدا أن هؤلاء الشباب لم ير لهم مثيل فى عالم البلطجة والإجرام الذى اعتاد عليه منذ سنوات ويتم استئجاره لأعمال محددة منها الخطف والتهديد والضرب وإدارة العملية الانتخابية لأن هؤلاء الشباب لم يفروا مثلما اعتاد فى معاركة المسلحة بل ظلوا صامدين أمام هجمات البلطجية المدججين بكل أنواع الأسلحة، وفى المقابل رفع مجموعة من الشباب الصامد "الطوب" وهى أقصى ما استطاع حملة وحاولوا كثيرا إيقاف تلك المهزلة ولكنهم لم يعرفوا سر هجوم البلطجية بكل تلك القسوة.
وأضاف أن لتلك العملية أسراراً سوف أكشفها لاحقا وسأعتزل أعمال البلطجة وأنضم إلى صفوف المعارضين، مشيرا إلى أن بداية التخطيط لإجهاض وقفة الشباب ضد النظام المصرى بدأت قبل أيام فى أحد الأندية المطلة على نيل مدينة المنصورة وتلتها جلسات أخرى كان بطلها أحد أعضاء مجلس الشعب الحاليين عن الحزب الوطنى والمرعوب من فقدان مقعده البرلمانى فى حال سقوط النظام وتم الاتفاق والانتهاء من كل المخططات يوم الأربعاء الماضى بجوار مسجد فى منطقة شعبية بالمنصورة، حيث اتفق على شراء مجموعة من الأسلحة النارية والبيضاء من قرية قريبة من مدينة المنصورة معروف عنها التجارة فى الأسلحة بناء على طلب البلطجية الذين تم استدعاءهم من مدن أخرى بمحافظة الدقهلية وعن طريق مجاملات بعض زملاء النائب فى المجلس فالكل كان يجامل ببلطجية خوفا على مقعدة البرلمانى.
وتابع: إن الاتفاق إحضار مجموعة من النساء وأطفالهن وكل منهن تحصل على 50 جنيها حتى الساعة الخامسة وترحل بعد حصولها أيضا على علبة عصير و"ساندويتشات" لمجرد "الزغاريد" والهتاف بجمل محددة "اللى عاوز يمشى يمشى.. حسنى مبارك موش هيمشى" و"يسقط يسقط البرادعى عميل أمريكا" و"لا لا للتخريب" دون الاحتكاك بالمعارضين الذين وقفوا فى الطرف الآخر قدر عددهم بنحو مائتى ألف معارض.
وبعد رحيل النساء يأتى دور البلطجية المقدر عددهم بنحو 150 يحملون لافتات التأييد للرئيس مبارك وتبدأ المناوشات بقذف الحجارة على المعارضين وفطن الجيش إلى هذا الأمر وتحركت 5 سيارات مدرعة للفصل بين الجانبين فسارع أنصار مبارك بإطلاق زجاجة حارقة على المتظاهرين وقت الصلاة التى شارك فيها آلاف، فثار عليهم بعض الشباب المعارض.
ودون أى مبرر يجرى أمامهم مجموعة الـ150 "بلطجى" وهنا تبدأ الخطة الرئيسية حيث يجرى البلطجية إلى الشوارع الجانبية بمنطقة كفر البدماص القريبة من مبنى محافظة الدقهلية المعتصم بها الآلاف من المعارضين لنظام مبارك ثم يقتحمون منازل ويروعون النساء والرجال ويطلقون شائعة أنهم من الإخوان ويجرون فى الشوارع لإطلاق تلك الشائعة بأن الإخوان يقتحمون المنازل ويقتلون كل من يقابلهم ثم يتحرك مجموعة البلطجية إلى السيارات التى أحضرتهم منذ الصباح والمتوقفة فى المنطقة التى تقع أمام مصنع الألبان ويعودون إلى منازلهم بعد أن استلم عدد منهم 200 جنيه وآخرون استلموا 500 جنيه، إضافة إلى هدية أخرى وهى السلاح المستخدم، وهنا يخرج أبناء منطقة كفر البدماص للدفاع عن نسائهم وأطفالهم ويطاردون المعارضين بكل قسوة ويقذفون الحجارة على الجميع لتفريقهم، ونشبت بالفعل بعض المعارك وسقط العشرات مصابين وأنشأ بعدها أبناء منطقة كفر البدماص الشعبية العديد من الأكمنة للقبض على المعارضين ظنا منهم أنهم المتسببون فى حرق منازلهم وتخريبها وسرقتها وترويع أطفالهم.
- المصدر:المأجورون لم يكن لهم دور فى حرب شوارع المنصورةموقع اليوم السابع