أحمد حامد قرقر
إعداد: موقع إخوان ويكي
ولد الشهيد أحمد حامد قرقر في 29/8/1928 بقرية دنديط مركز ميت غمر محافظة الدقهلية.
وهو أحد شهداء تمثيلية المنشية الهزلية،وعندما اعتقل ترك فى بطن زوجته جنين، وكان يتمنى أن يسميه مورو وتيمناً باسم ذلك الرجل الشجاع الذى كان يقود جامعة القاهرة، والذى رصد كل ميزانية الجامعة لمعسكر الجهاد عام 1951، وبالفعل حينما ولد سمته أمه محمد مورو وهو الكاتب المعروف حاليا.
وقد قال الدكتور رشاد بيومي عن الشهيد "حوصرت الجامعات حصاراً رهيباً فكانت جامعة القاهرة تبدو وكأنها ثكنة عسكرية سدت الطرق المؤدية إليها من شارع بين السرايات حتى كلية الفنون التطبيقية ومن شارع الجامعة عند تمثال نهضة مصر ومن ناحية ميدان الجيزة بعد المدرسة السعيدية، فكان لا يسمح بالمرور إلا بكارنيه الجامعة، وكانت أسماء المطلوبين موزعة على تلك الكمائن فكان طريقنا إلى الجامعة هو الدخول إلى المدرسة السعيدية (الملاصقة لسور الجامعة) ثم القفز عبر السور لإنهاء بعض الأعمال الخاصة بنا وبدأنا فى جمع الشمل ولم الشتات، فجاءنى أحد الأخوة ليخبرنى بأن أتصل بالأخ (أحمد حامد قرقر) قرب ميدان الجيزة، لم أكن أعرفه من قبل، وفى الموعد المحدد التقينا فكأننا تعارفنا منذ سنين، كان طالباً فى نهائى تجارة، وموظفاً فى مصلحة التليفونات، رقيق الحس هادئ الطباع، وتعاونا معاً فى لم الشتات وتنظيم الصفوف رغم المراقبة والمتابعة حتى تم القبض علينا كان رغم هدوئه الشديد صلباً فى تحمل إيذاء تلك العصابة الغاشمة التى لم ترقب فى أحد منا إلاًّ ولا ذمة.
ومرت أيام التحقيقات فى السجن الحربى تحمل فى طياتها أسوأ ما سجلته الإنسانية فى تاريخها وتعبر عن خسة العداوة دناءة النفس وتذكرنا بصفة المنافق " إذا خاصم فجر" واقتربت أيام المحاكم الهزلية وبدأت مراسم التعذيب من جديد فى إيعاز ألا تتغير الأقوال فى المحكمة، وتظل ملحمة التعذيب أسبوعاً كاملاً دون نوم أو راحة، وجاء يوم المحكمة وتم ترحيلنا فى حراسة البوليس الحربى إلى مبنى المحكمة (كانت سينما للقوات المسلحة) وبدأ فاصل جديد من التعذيب قبل حضور الهيئة (فى بدروم المحكمة).
وحضرت الهيئة (غير الموقرة) وكان ينادى على كل فرد ليمثل أمامها يحوطه من أمام ومن خلف ومن الجانبين ثلة من العساكر والضباط المدججين بالسلاح ويطرح رئيس المحكمة السؤال التقليدى، هل كنت من الإخوان ؟
وكان البعض ينكر ذلك خوفا من هول وبشاعة التعذيب، لكن يرد الأخ أحمد حامد قرقر .. نعم (لقد كنت من الإخوان ولازلت من الإخوان .. وسأظل من الإخوان .. وستظل آخر قطرة من دمى تهتف وتقول "الله أكبر ولله الحمد") وأسقط فى يد الجميع وتكهرب الجو وأعيدت هذه المجموعة "كانت 19 فردا ولذا سميت مجموعة (الـ 19) إلى السجن الحربى لتُقابل بأبشع وأعنف صور التعذيب (من ضرب الكرابيج إلى التعليق فى سقف حجرة البئر) وهى حجرة مليئة بالماء القذر يترك فيها الفرد والماء يغمره حتى قرب صدره) ثم الكى بالنار وترك الكلاب تنهش الأجساد، وفى كل يوم مزيد من التعذيب والقهر حتى تعفنت الجروح ونتنت ريحها، وفى أحد الأيام استطاع أحد الأخوة أن يهرب لنا كمية من الفحم المطحون ضمدنا بها الجروح فكان فيه الشفاء، وحكم على أحمد حامد بالأشغال الشاقة عشر سنوات، ورحل إلى ليمان طره.
وفى طره حدث ذلك الحادث المشئوم بعد أن افتعل الضابط عبد الله ماهر رشدى متعمداً مشكلة مع إحدى الزائرات وتطاول عليها وكان هذا بترتيب مسبق مع القيادة السياسية، وتمت مهاجمة الإخوان العزل داخل الزنازين بالسلاح وبمباركة (صلاح الدسوقي أحد رجال الثورة) تم اغتيال 21 من الإخوان وإصابة 28، كان الأخ أحمد حامد قرقر يسكن فى زنزانة كبيرة تسمى المخزن فيها 7 من الإخوان، ولما توجهت القوة عامدة إليها (تصدى الأخ أحمد لهم ليتلقى عن إخوانه الرصاص وتمزق صدره ويراق دمه الشريف الطاهر ليسجل بكل العار مؤامرات الخزى التى حاكها عبد الناصر بليل ضد العزل الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم) ..
ولم يكتف المجرمون بهذا بل تولت مجموعة من الضباط على رأسهم النقيب (عبد اللطيف رشدي) (مات عبد الطيف رشدي مطحوناً تحت عجلات سيارة نقل فى الفيوم ولم يتعرف إليه إلا من خلال النجوم النحاسية التى كانت فوق كتفه) ... وبصحبته العسكرى (متى) الإجهاز على بعض الجرحى .. سالت الدماء تشكوا إلى البارئ هذا الظلم والبغى والطغيان الذى أكل الأخضر واليابس وأورثنا فى كل معاركنا التى قادها أولئك الأشرار مرارة الذل والهوان" ، قد صعدت هذه الروح الطاهرة إلي بارئها يوم 2/6/1957 في الساعة الثانية ظهراً وهو يبلغ من العمر ثلاثون سنة.
ألبوم صور