مدينة المنزلة والاخوان المسلمون.. تاريخ يعانق الحاضر
إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين
تمهيد
مثلت مدينة المنزلة أحد أهم نقاط انتشار دعوة الإخوان المسلمين فى وسط الدلتا وبالاخص محافظتى الدقهلية ودمياط ، فقد دخلت دعوة الإخوان لمدينة المنزلة فى وقت مبكر جداً وكان لاخوان المنزلة العديد من المواقف والأدوار فى خدمة الإسلام ثم دعوة الإخوان المسلمين وهذا مانحاول طرحه من خلال هذا البحث.
مدينة المنزلة
المنزلة أحد مراكز محافظة الدقهلية الإدارية، وتقع في الشمال الشرقي من مصر، وقد سميت من قبل مدينة تنيس وهي كلمة هيروغليفية تعني صناعة الحرير، حيث اشتهرت هذه المدينة قديما بصناعة الحرير الطبيعي، أما سبب تسميتها بالمنزلة فتذكر بعض المصادر التاريخية أن ذلك يرجع إلى كتاب عمرو بن العاص الذي رد فيه على رسالة القعقاع بن عمرو التميمي والذي أخبره فيه أن نزل في هذه المنطقة بعد أن فتح أحد حصون الرومان فقال له عمرو بارك الله في منزلتك يا قعقاع، فسميت بالمنزلة.
والمنزلة عبارة بيئة تجمع بين سمات الريف والحضر ووبها بحيرة معروفة ومشهورة بحيرة المنزلة. تتميز بحيرة المنزلة بانتشار مجموعة من الجزر أهمها جزيرة ابن سلام وتضم ضريح الصحابي عبد الله ابن سلام حيث يفد إليها أعداد كبيرة من الزائرين كما تتميز ا لبحيرة بغناها بالثروة السمكية والطيور المهاجرة إليها من مختلف الأنواع ويتم الآن دراسة استغلالها سياحياً. تحمل مدينة المنزله كل السمات البشرية والثقافية والعمرانية للمراكز الإدارية التابعة لمحافظات الوجه البحري دلتا مصر.
أهم أحياء المدينة
حى المحطه-حى أبوالنصر-حى السلام-حى عرفات شلبايه-حى فتوح صقر -حى الفداء-حى الاعجام-حى سوق الجملة حى الجرن-حى ابن تميم-حى السلامونى-حى الرياح-حى الفداء-حى منشيه ناصر حى المزارع.
القرى التابعه لمركز محلى المنزلة
يعتبر مركز محلى المنزلة من أكبر المراكز المحليه في محافظه الدقهلية وربما على مستوى القطر المصري لذلك نجد مزيجا من العادات والتقاليد معبرا عن كل قرية أو قرى متآخمه مجتمعه وتقسم القرى إلى وحدات محليه قرويه وهم:
- المجلس المحلى لقرية العزيزه (أكبر قرى المركز)
- المجلس المحلى لقرية الحوته
- المجلس المحلى لقرية البصراط
والقرى التابعه لمركز المنزله هي:
العزيزة-أولاد بانا- ميت شريف - البصراط - المنزلة الجديدة - الفروسات - العامرة - الستايتة -كفر حجاج - ميت خضير- الطوابرة -دار السلام-الشبول-الأحمديه-النسايمه-اولاد علم - خندق الموز -الحوته- القزاقزه- الشريفيه -اولاد سراج-اولاد نور-الزعاتره-القتايله-البصايله-الهنايده-اولاد حانا-القطشة-المحارقه -الطويل -الخلايلة -العروبة-السافية-أبوجمعة-العمارنه-الجماملة-إصلاح أبو الاخضر-عزبه المفارق- اسكندريه الجديده-مصر الجديده-الجوابر-المواجد.عرب زيدان.
نظره على تاريخ المنزلة
المنزلة ودورها فى مقاومة الاحتلال الفرنسي لمصر
وكان لهذه البلدة شأن وخطر لما امتد في أنحائها من أسباب الثورة، ولظهور جماعة من زعماء الأهالي يحرضون الناس على مقاومة الفرنسيين، وقد برز من بينهم في تقارير القواد الفرنسيين اسم "حسن طوبار" شيخ بلدة المنزلة كزعيم للمحرضين وخصم عنيد لا يستهان به، ومدبر لحركات المقاومة في هذه الجهات. وكان "حسن طوبار" زعيماً لإقليم المنزلة الذي سبب متاعب كثيرة للفرنسيين... كتب ريبو يصف سكان هذه الجهات بقوله "ان مديرية المنصورة التي كانت مسرحاً للاضطرابات، تتصل ببحيرة المنزلة، وهي بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة، والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التي يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة، ولهم جلد وصبر، وهم اشد بأساً وقوة من سائر المصريين".
بدأت الحملة تتحرك على البحر الصغير من المنصورة يوم 16 سبتمبر 1798 بقيادة الجنرال (داماس ووستنج) الذين أنقذهما الجنرال دوجا، وقد زودهما بالتعليمات التي يجب ابتاعها، وفى هذه التعليمات صورة حيه لحالة البلاد النفسية ومكانة الشيخ "حسن طوبار".
تحرك الجنرال على رأس الجنود الفرنسيين وساروا بالبحر الصغير على ظهر السفن فأرسوا ليلا على مقربة من (منية محلة دمنة) وشعر أهالي المنية باقتراب الحملة فأخلوا بلدتهم وكذلك كان الوضع في القباب الكبرى، وقد كلف الجنرال داماس مشايخ بعض القرى المجاورة ان يبلغوا أهالي القريتين ان يعودوا فإن القوة لن تنالهم بشر إذا دفعوا الضرائب المفروضة عليهم. وهناك افترق القائدان، فرجع الجنرال وسنتج إلى المنصورة، ومضى داماس إلى المنزلة لإخضاعها ومعه من الجنود أكثر من ثلاثمائة جندي بأسلحتهم وذخيرتهم غير ان الجنرال دوجا وجد ان هذا العدد من الجند ليس في مقدوره القضاء على مقاومة المنزلة مما دفعه إلى أن يطلب المدد من داماس وبعد محاولات عده فاشله فشل الفرنسيون في اقتحام البلده العنيده لتظل المنزلة فيما بعد في ذاكره قاده الحملة الفرنسيه وقد ذكرت المنزله في كثير من مذكراتهم مقترنه باسم حسن طوبار هذا المجاهد العظيم.
المنزلة أثناء العدوان الإسرائيلى على مصر
بعد العدوان الإسرائيلى على مصر وامتلاكه سلاح جو رفيع المستوى أصبحت مدن مصر في مهب قذائف العدو ولاسيما المدن المتآخمه على شاطئ قناه السويس ومنها محافظات السويس والاسماعلية وبورسعيد لذلك عمل معظم اهل وساكنى هذه المحافظات على الهروب منها واللجوء إلى إحدى المدن القريبه نسبيا من هذه المحافظات وان تكون بعيده وبمنأى عن قذائف العدو وكانت مدينة المنزلة هة انسب هذه المدن لذلك لما عرف عن اهلها من الكرم وسعه الصدر وقد استقبل اهل المنزلة اللاجئين أو كما كان يطلق عليهم حين ذاك(المهاجرون)وقد عمل أغلب هؤلاء المهاجرون في الاعمال والحرف التي تشتهر بها المنزلة مثل الزراعه وصناعه الادوات الخشبيه والاثاث والصيد وذلك سهل عليهم انخراطهم في مجتمع المنزلة قبل أن تنتهى الحرب ويعود كل منهم إلى الديار.
تاريخ الإخوان المسلمين في المنزلة
بالبحث عن تاريخ نشأة دعوة الإخوان المسلمين بالمنزلة نجد تداخل كبير بين بعض الاماكن التى كانت مرتبطة جغرافيا وإدارياً فى بداية الثلاثينيات من القرن الماضى والتى تعتبر انفصلت وأصبحت مدن مستقلة أو وحدات محلية مستقلة بذاتها فى العصر الحالى فنجد هناك ارتباط وثيق بين المنزلة والجمالية وميت مرجا سلسليل وهى المنطقة المعروفة حينها باسم البحر الصغير.
انتشار الدعوة في البحر الصغير
في إحدى حفلات بورسعيد حضر وفد من شباب البحر الصغير من الجمالية، فيهم الأخ محمود عبد اللطيف، والأخ عمر غنام وغيرهم، وما كانوا يقصدون بحضورهم الانضمام للدعوة، لكنهم حين حضروا الحفل وأعجبهم ما ألقي فيه من محاضرات عامة وأحاديث مفيدة، لم يعودوا إلى لدهم إلا بعد أن ناقشوا وفهموا، وتعاهدوا على حمل أعباء الدعوة في بلدهم المنزلة دقهلية "البحر الصغير".
ولم يمض من الوقت الكثير إلا وقد تأسست للإخوان شعبة في المنزلة رأسها فضيلة الشيخ مصطفى الطير الذي تخرج في الأزهر الشريف حينذاك، وتأسست بعد ذلك شعبة الجمالية في منزل آل عبد اللطيف، وتلتها شعبة أخرى بالمنزلة في منزل آل طويلة، وأخذت الدعوة تحتل مكانها في هذه البقاع الكريمة من الوطن العزيز.
وقد امتدت الدعوة في ذلك الإقليم إلى ميت مرجا سلسيل 1930م، وكان نائب الإخوان في تلك الشعبة هو الشيخ أحمد المدني.
جلسة جمعية الإخوان المسلمين بـ "ميت سلسيل" دقهلية:
وقد كان محضر هذه الجلسة: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. بتوفيق من الله اجتمعت لأول مرة جمهرة من أهالي ناحية ميت سلسيل مركز المنزلة مديرية الدقهلية بمنزل الحاج إبراهيم أحمد دهينة بدعوة منه وكان برنامج الاجتماع كالآتي:
- أولاً: كلمة الترحيب أناب فيها الحاج إبراهيم أحمد دهينة ولده عبد الكريم إبراهيم دهينة أفندي الطالب بالمساحة.
- ثانيًا: تلاوة آي الذكر الحكيم من حضرة المقرئ الشيخ محمد عبد النبي.
- ثالثًا: حلف اليمين على طهارة تامة.
- رابعًا: فرض الاشتراكات كان بحسب مادة 26 فصل خامس "قانون".
- خامسًا: التحدث في أغراض الجمعية والقيام ببث الدعاية لها.
- سادسًا: اختتام الجلسة بآي الذكر الحكيم والهتاف بالتكبير والتحميد والصلاة على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وتم في نفس الاجتماع اختيار مجلس شورى وتشكيل مجلس إدارة جمعية الإخوان بميت سلسيل وتكون المجلس كالآتي:
سيف النصر عاشور أفندي عمدة ميت سلسيل رئيس شرف، محمد رشدي سالم أفندي سكرتير الجمعية، الحاج عبد الرحمن إبراهيم دهينة أمين الصندوق، الحاج إبراهيم أحمد دهينة، الشيخ علي إبراهيم السيد، الحاج محمد السيد بدر، الشيخ أحمد علي البرمبالي، الشيخ محمد محمد عبد النبي، الشيخ عبده أحمد البلتاجي، الشيخ حسن أحمد الموافي، الشيخ عبد الرحيم إبراهيم دهينة، عبده الإمام حسن أفندي ، السيد عبد الهادي أفندي ، الشيخ عبد الوهاب محمد بدر، عبد الكريم إبراهيم دهينة أفندي أعضاء مجلس الشورى.
وقد قرروا احترامًا للمادة 12 أن يكون أعضاء مجلس الشورى 11عضوًا بما في ذلك أمين الصندوق والسكرتير فتنازل الحاج إبراهيم أحمد دهينة والسيد عبد الهادي أفندي لكثرة أعمالهما التي تبعد عن البلد ولا تمكنهما حضور مجلس الشورى وقد دونت أسماؤهما مع حضرات الأعضاء.
إخوان المنزلة في مجلس الشورى الأول للإخوان
دعا الأستاذ حسن البنا المرشد العام نواب فروع الجمعية بالقطر المصري إلى الاجتماع بمدينة الإسماعيلية يوم الخميس الموافق 22 من صفر 1352هـ الموافق 15من يونيو 1933م،والذي كان عبارة عن أول اجتماع لمجلس شورى الجماعة بعد انتقال المركز العام إلى القاهرة.
وقد حضرها عن شعب الدقهلية:
- 1- الأستاذ الشيخ مصطفى محمد الطير من علماء التخصص مسئول الإخوان بالمنزلة.
- 2- الأستاذ محمود عبد اللطيف مسئول الجمالية.
- 3- والشيخ أحمد محمد المدني مسئول ميت مرجا والكفر الجديد.
تشكيل أول مكتب إرشاد ودور إخوان المنزلة فيه
وفي هذا الاجتماع تكون أول مكتب إرشاد للإخوان المسلمين تحت رئاسة مرشدهم الأستاذ حسن البنا، وقد تشكل من:
- فضيلة الإمام حسن البنا .. المرشد العام
- حضرة الأستاذ محمد أسعد الحكيم أفندي بهندسة الوابورات بالقاهرة .. سكرتيرًا
- حضرة الأستاذ محمد حلمي نور الدين بتفتيش ري الجيزة بالقاهرة .. أمينًا للصندوق
- حضرة الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي بهندسة الوابورات بالقاهرة .. مديرًا للجريدة
- فضيلة الأستاذ الشيخ مصطفى محمد الطير نائب القاهرة الإداري والمدرس بالمعهد الأزهري ومن علماء التخصص .. عضوًا
- فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الحفيظ فرغلي المدرس بالمعهد الأزهري ومن علماء التخصص .. عضوًا
- حضرة الأستاذ محمد فتح الله درويش بمكتبة المالية بالقاهرة .. عضوًا
- فضيلة الأستاذ الشيخ حامد عسكرية نائب شبراخيت وواعظها ومن علماء الأزهر .. عضوًا منتدبًا
- فضيلة الأستاذ الشيخ عفيفي الشافعي عطوة نائب الأربعين بالسويس ومأذونها الشرعي ومن علماء الأزهر .. عضوًا منتدبًا
- حضرة الأستاذ أحمد السكري نائب المحمودية ومن أعيانها بالمدرسة الابتدائية بها" .. عضوًا منتدبًا
- حضرة الأستاذ خالد عبد اللطيف أفندي أحد نواب الجمالية دقهلية ومن أعيانها .. عضوًا منتدبًا
مشاركة إخوان المنزلة في مجلس الشورى الثاني للإخوان
انعقد في بورسعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م مجلس الشورى العام الثاني للإخوان المسلمين:
عن المنزلة
- 1- فضيلة الأستاذ الشيخ خطاب قورة.
- 2- حضرة محمد قاسم صقر أفندي .
- 3- حضرة توفيق السيد الطير أفندي .
- 4- حضرة أحمد شطا أفندي .
- 5- حضرة عمر أفندي السيد غانم.
- 6- حضرة الشيخ التميمي الشهاوي.
- 7- الشيخ يوسف طويلة.
إخوان المنزلة في مجلس الشورى الثالث للإخوان
انعقد مجلس الشورى في عيد الأضحى بالقاهرة، من يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م حتى يوم الاثنين 13 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 18 من مارس 1935م.
وقد حضرة عن محافظة الدقهلية كلا من:
المنزلة:
- 1- الشيخ خطاب محمد خطاب.
برمبال القديمة:
- 2- الشيخ محمد الدسوقي عبد المتعال.
- 3- محمد السيد الشافعي أفندي .
- 4- محمد جاد علي أفندي .
- 5- عبد الفتاح عبد الغني أفندي .
وقد أرسل بعض إخوان الدقهلية اعتذارات لأسباب خارجة عن إرادتهم وهم:
- عبد الرحمن جبر أفندي – بالمنزلة.
- الشيخ عبد الباسط طويلة - سكرتير جديدة المنزلة.
- الأستاذ الشيخ طه الهواري – نقيب الكفر الجديد.
- محمد قاسم صقر أفندي – سكرتير المنزلة.
- الشيخ علي المسارع – الجمالية دقهلية.
وبلغت دعوة الإخوان فى فترة الأربعينيات أشدها، وأتمت تقريبًا هياكلها الإدارية، كما تضاعفت أعداد الشُّعب حتى بلغت الألف شعبة، كما بلغت المناطق 29 منطقة، وكانت منطقة الدقهلية تضم شعب مراكز مديرية الدقهلية وشعب مراكز طلخا وبيلا وبلقاس وشبين ومحافظة دمياط، وكان رئيس المنطقة الدكتور محمد خميس حميدة.
شعب الإخوان بالمنزلة عام 1937م
وفي الأربعينيات كانت الشعب بالمنزلة كالتالي:
زيارات الإمام البنا للمنزلة
عني الإمام الشهيد بمحافظة الدقهلية حيث قام بزيارتها في عام 1933م مرتين الأولى في إجازة نصف العام التي كانت توافق شهر مضان 1351هـ، والزيارة الثانية كانت ضمن رحلته الصيفية التي استمرت ثمانية وعشرين يومًا، اختص الدقهلية وفروعها بثلث الرحلة تقريبًا فقد كان نصيب الدقهلية وشعبها ثمانية أيام زار فيها فروع المنزلة والجمالية وميت خضير وميت مرجا والجديدة، ثم قام بافتتاح شعب جديدة للإخوان في النسايمة، والعجيرة، والبصرات، وبرمبال، والكفر الجديد، ووضع أساس شعبة ميت القمص. وقد أوردت جريدة الإخوان المسلمون بيانًا بالشعب التي اعتمدها مكتب الإرشاد وذكرت فيها أسماء نوابها ونقبائها تحت عنوان: "فروع جديدة لجمعية الإخوان المسلمين": اعتمد مكتب الإرشاد العام هذه الشعب بجمعية الإخوان المسلمين بمديرية الدقهلية وهي:
- 1- جديدة المنزلة ونقيبها حضرة الشيخ يوسف طويلة
- 2- ميت خضير ونقيبها حضرة الشيخ محمد حجازي
- 3- البصراط ونقيبها حضرة الشيخ يوسف المزين.
- 4- الكفر الجديد ونقيبها حضرة الشيخ طه الهواري.
- 5- برمبال القديمة ونقيبها حضرة الشيخ محمد دسوقي.
- 6- العجيرة ونقيبها حضرة إبراهيم سعد حسن أفندي .
- 7- النسايمة ونقيبها حضرة الشيخ محمد خليفة.
كما زار الإمام البنا المنزلة عام 1935م وقد استقبله وفد من الإخوان هناك كان على رأسهم الأستاذ مصطفى الطير ، والأستاذ الشيخ خطاب محمد نائب الإخوان بالمنزلة، حيث استقر المقام بالإمام البنا في المدرسة الخديوية حيث هيأ له الإخوان مكانًا بها، وعلى إثر وصول فضيلته انتقل إلى مكان الحفلة التي أعدها الإخوان احتفاءً بقدومه، وقد استقبل أثناء ذلك الأستاذ محمد سويلم أفندي وشقيقه الحاج سويلم من أعيان برمبال القديمة، وقد حضر الحفل عمدة جديدة المنزلة وشقيقه الحاج يوسف طويلة.
وكتب الأستاذ محمد الهادي عطية بعض تفاصيل هذا الحفل الكبير في جريدة الإخوان المسلمين – السنة الثالثة – العدد 27 – 17رجب 1354هـ / 15أكتوبر 1935م فيقول: "وفي تمام الساعة التاسعة مساء افتتحت الحفلة بتلاوة آي الذكر الحكيم، ثم قام حضرة الأستاذ الشيخ خطاب محمد نائب الإخوان بالمنزلة فرحب بوفد الإخوان وشكر لفضيلة المرشد ما يبذله من الجهود المضنية في سبيل دعوة الإخوان، وأثنى ثناء مستطابًا على تضحياته الكثيرة المختلفة، وأشاد بفضيلته، وتلاه الأستاذ الشيخ حامد قورة بقصيدة رصينة متزنة فصيحة سلسة كانت على إيجازها قيمة وعلى قصرها مفيدة".
وقد تحدث الإمام البنا بعد ذلك فأبان وأوضح حقيقة الإسلام وشرح فضائله، وكيف كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يفهمون الإسلام وكيف كانوا يلتزمون أحكامه ويطيعون أوامره ويجتنبون نواهيه، وقد تأثر الجمع في هذا الحفل إلى حد كبير يصفه لنا الأستاذ محمد الهادي عطية بقوله: "وهنا بلغ التأثر من فضيلة الأستاذ المرشد حده، فتهدج صوته وبدأ كمن ينذر بجيش، يقول: صبحكم أو مساكم إما أن تفهموا دعوتنا على حقيقتها وأما أن تتركونا نعمل، والله يتولانا ويهيئ لدعوتنا من يفهمها فيؤيدها (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد: 38].
وفي هذه الزيارة إلى المنزلة أقبل عدد من أعيان المنزلة يبايعون الإمام البنا بعد أن جلس معهم ليشرح لهم أهداف وغايات الإخوان المسلمين.
ومما يذكر أيضًا أن الإمام البنا توجه بعد ذلك لإلقاء كلمة بنادي الجماعة بعدما تلقى الدعوة من الأستاذ السعيد أفندي عباس السودة أمين سر الجماعة بالمنزلة.
وقد تابعت أخبار هذه الزيارة جريدة الإخوان المسلمين فكتبت تقول عن تتابع زيارات الإمام الشهيد لشعب الإخوان بالوجه البحري: "زار فضيلة الأستاذ المرشد العام مدينة المنزلة يوم 19رجب سنة 1354هـ وكان بصحبته الأستاذ عمر عبد الفتاح التلمساني المحامي - وحضرا بها الاجتماع الأول لمؤتمر الإخوان المسلمين بدوائر البحر الصغير لهذا العام.
إخوان المنزلة ونشاطهم الاجتماعي والدعوى
كان للبداية المبكرة فى انتشار دعوة الإخوان بالمنزلة فى ثلاثينيات القرن الماضى فى ظل الاحتلال البريطانى لمصر دوره الكبير فى نوعية الأنشطة التى ركز عليها الإخوان بتلك المرحلة فكان المنزلة بصورة رئيسية محطة هامة فى مقاومة عدد من القضايا الاجتماعية مثل التبشير والذى كان على أشده فى تلك المرحلة.
1- مشكلة التبشير "التنصير"
وهي حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية، بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة، وبين المسلمين بخاصة بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب.
وتهدف سلسلة الإرساليات التبشيرية التي طوقت جزيرة العرب، والعالم الإسلامي في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين إلى حصار الإسلام في عقر داره.
ومن أنشطة الإخوان لمكافحة هذه المشكلة ما يلي:
في دائرة المنزلة
عقد مجلس شورى الجمعية في مايو 1934م جلسة خاصة بدائرة المنزلة بحوادث التبشير بالبحر الصغير "دقهلية" وهذه صورة الاجتماع: مجلس شورى (دائرة المنزلة)
دعي حضرات أعضاء مجلس شورى الجمعية لعقد جلستهم في ليلة الجمعة 5صفر 1353هـ الساعة 9 مساء، ولما تكامل عقدهم تُلي ورد الإخوان ثم أخذ المجلس يتناقش في المقترحات المقدمة من سكرتيرية الجمعية، وكان أولها البحث فيما يجب عمله نحو جماعة التبشير البروتستانتية لمناسبة تحويلها مدرسة السلام بالمنزلة إلى دار لمعالجة أمراض العيون، بعد أن فشلت في بث دعوتها بطريق التعليم، وبعد أن تناقش المجلس في هذا الاقتراح قرر ما يأتي:
1- تأليف لجنة تتصل بأطباء المنزلة لأخذ رأيهم في افتتاح مستشفى أهلي خيري للرمد ريثما توافق مصلحة الصحة على افتتاح قسم لمعالجة الرمد بمستشفى المنزلة الأميري، وتتألف هذه اللجنة من حضرات:
- أ-فضيلة الأستاذ الشيخ خطاب نائب الجمعية.
- ب-الدكتور محمد عبد الغني عزام أفندي مفتش صحة مركز المنزلة.
- ج-الأستاذ عبد الرحمن جبر أفندي ناظر المدرسة الخديوية الابتدائية.
- د-الأستاذ الشيخ محمد السعيد المدني المحامي الشرعي.
- هـ-جبر أفندي شطا كاتب أول المحكمة الشرعية.
- و-الأستاذ الشيخ محمد الطنطاوي سعد ناظر المدرسة الإلزامية ، على أن تبدأ عملها في الصباح الباكر وفعلاً باشرت عملها والله يؤيدها.
2-نشر نداء على أهالي مركزي المنزلة ودكرنس بتحذيرهم من فتنة هؤلاء المبشرين.
3-نشر هذا النداء بالجرائد والمجلات.
4-الكتابة للجهات الآتية:
- أ-السراي الملكية.
- ب-مشيخة الأزهر.
- ج-سعادة وكيل الداخلية للشئون الصحية.
- د-رئيس جمعية الوعظ والإرشاد.
- هـ-لمعالي رئيس مجلس النواب ولدولة رئيس مجلس الشيوخ.
- و-لسعادة مدير الدقهلية.
- ز-لصاحب العزة مأمور مركز المنزلة.
- ح-مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين.
- ط-تفتيش صحة المنصورة.
- ي-تفتيش صحة مركز المنزلة.
5-بث روح المحافظة على الدين بالتحذير من دخول دار التبشير للعلاج، وذلك بتكليف لجنة الوعظ بالجمعية بوضع خطبة منبرية في هذا الغرض وطبعها وتوزيعها في صباح يوم الجمعة على حضرات الوعاظ والخطباء بالمساجد لإلقائها في صلاة الجمعة وبعدها.
وقد قام حضرات الأساتذة الآتية أسماؤهم بذلك في كل مساجد المدينة كالآتي:
1 | فضيلة الشيخ خطاب قورة | نائب الجمعية | الحمزاوي |
---|---|---|---|
2 | عبد المنعم أفندي شلبي طوبار | عضو بالجمعية | الحمزاوي |
3 | فضيلة الشيخ محمد توفيق الإمام حمادة | نائب الجمعية | الجرانحي |
4 | الأستاذ الشيخ محمد الطنطاوي سعد | واعظ بالجمعية | أبي خودة |
5 | فضيلة الشيخ علي صابر | واعظ المركز وعضو الجمعية | الجامع الكبير |
6 | الأستاذ الشيخ فهمي الخياط | واعظ الجمعية | زين الدين |
7 | الأستاذ الشيخ مسعد أنس عميش | واعظ الجمعية | العسقلاني |
8 | فضيلة الشيخ توفيق الطير | عضو الجمعية | زاوية شلباية |
9 | فضيلة الشيخ عبد العزيز بلال | عضو الجمعية | زاوية الشيخ خطاب |
10 | علي عثمان محمود | عضو الجمعية | الأعجام |
11 | فضيلة الشيخ عبد الرءوف القدوس | عضو الجمعية | المقاهي |
12 | فضيلة الشيخ عبد الرحمن رحمو | عضو الجمعية | الجامع الجديد |
13 | فضيلة الشيخ محمد قاسم صقر | كاتم سر الجمعية | ابن تميم |
14 | فضيلة الشيخ إبراهيم الكوش | الدقوق |
وبعد المناقشة في هذا الموضوع كانت الساعة الثانية عشرة مساء فطلب الإخوان إرجاء المناقشة في باقي الاقتراحات إلى جلسة يوم الاثنين القادمة، وانصرف حضرات أعضاء المجلس ما عدا الشيخ خطاب والشيخ حامد قورة والشيخ فهمي يس ومحمد عبد المنعم طوبار أفندي ومحمود طوبار أفندي وكاتم السر محمد قاسم صقر فإنهم لبثوا بدار الجمعية وأخذوا في إعداد الخطبة وطبعها وتوزيعها على حضرات الخطباء السالفي الذكر صباحًا، واستمروا ساهرين في هذا العمل حتى صلاة الفجر، وفي ساعة الجمعة قام حضرات الخطباء بمهمتهم خير قيام مما أصبح معه أمر هؤلاء المبشرين حديث الخاص والعام بالمدينة وضواحيها، نسأل الله التوفيق والمعونة.
وهذه هي صورة العريضة التي تقدمت بها الجماعة إلى الجهات المختصة إنفاذًا لقرار مجلس الشورى المركزي بالدائرة:
حضرة صاحب.........
تتقدم جمعية الإخوان المسلمين بالمنزلة إلى ......... باسم الإسلام والمسلمين وبواجب المحافظة على الشؤون الصحية بعرض الآتي:
يا صاحب ......... لقد كانت بمدينة المنزلة مدرسة لجماعة التبشير البروتستانتية تدعى بمدرسة السلام، وكان الغرض منها بث الروح المسيحية في نفوس الفتيات والأمهات المسلمات، وقد ظهرت آثار ذلك في العام الماضي أيما ظهور مما أدمى القلوب وأسال الدموع أسى وحسرة.
ولما قامت ضجة المسلمين وغضبهم وآزرتهم الحكومة المصرية الرشيدة في الحفاظ بدينها الرسمي في العام الفارط هدأت حركة هؤلاء المبشرات ظاهرًا، ولكن ما لبثت أن تجلت للأنظار في تحويل هذه المدرسة إلى دار لمعالجة العيون مع أن القصد منها إنما هو محاربة الديانة الإسلامية وبث تعاليمهم المسيحية في صور شتى وألوان مختلفة حسبما يتراءى لهن، ولذلك فهن قبل البدء في المعالجة يلقين على المرضى دروسًا في التمسك بالديانة المسيحية ونبذ العقائد الإسلامية والسخرية بصاحب الشرع الشريف صلوات الله عليه، والمعروف عن هؤلاء المبشرات أنهن لا يحملن شهادات علمية تجيز لهن مزاولة طب العيون الدقيقة التي تحتاج إلى مهارة فنية ودراية علمية، والسكوت على مثل تلك الحالة السيئة مما يزيد في أمراض العيون بل مما يجعلها مستعصية بعد على المعالجين.
وإنا لنكتب إلى ......... بما تشعر به نفوسنا من أن الواجب على كل إنسان أن يعمل جهده على نشر الدعوة الصحية ومحاربة الجهال الذين يأخذون في مداواة المرضى وهم لا يعرفون أصول العلاج الصحيحة.
ولما كان لا يتسنى لنا أن نحارب هؤلاء في عملهم إلا بنفوذكم فقد قمنا بواجبنا لتتداركوا الأمر بحكمتكم وسديد آرائكم ولتقطعوا على الجهال سبيلهم ولتوقفوهم عند الحد الذي حدده القانون لهم.
نكتب هذا ونلجأ إلى ......... بما لكم من الرقابة على أعمال الصحة العمومية لتحولوا بين الأمة وبين من يريد العبث بعقيدتها والضرر بصحتها.
وأكبر ظننا أنكم عاملون على إغاثتنا ومد يد المساعدة لحمايتنا ممن يهاجموننا في عقيدتنا وصحتنا، وكم يكون خيرًا وأعظم أجرًا إذا ما عملتم على إيجاد طبيب للعيون في مستشفى المنزلة المركزي الذي لا يزال فرع "طب العيون" به خاليًا من تهيئة للعمل، على أن تعداد أهالي المطرية مما يربو على العشرين ألفا والمنزلة مما يقرب من هذا العدد، وما حواليها من القرى مما يزيد على الستين ألفا من الأنفس والمسافة بين المنزلة والمطرية تفوق أحد عشر كيلو مترًا، فهذه الحالة نناشدكم أن تذهبوا الصعاب التي يعانيها الأهالي وخاصة الفقراء في الانتقال إلى مستشفى الرمد بالمطرية لبعد المشقة وشدة الحر الذي يساعد على ازدياد الآلام. نلجأ إلى سعادتكم في تحقيق هذا الطلب الذي هو من ألزم المصالح التي تهتمون بها، ومواقفكم في العناية بالأهالي معروفة، وكلها مشرفة تشهد بهمتكم وصادق يقظتكم، وعظيم إسراعكم في إنجاز الخير للبلاد.
ولنا وطيد الأمل في الفوز بنصيب وافر من تحقيق هذا الرجاء بأكبر سرعة ممكنة، ولو بانتداب حضرة حكيمباشي مستشفى الرمد بالمطرية للعمل بمستشفى المنزلة ثلاثة أيام في الأسبوع أو حسبما يتراءى لكم، حتى يتسنى للمرضى أن يصلوا إلى دار العلاج بدون مشقة ولا كبير عناء، وحتى لا يلجأ الفقراء إلى مستشفى المبشرات الذي له أسوأ الأثر في نفوس الآهلين.
وعلقت الجريدة على ذلك بقولها: جاءنا من حضرة سكرتير مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين تأييده لهذا المطلب العادل ورجاؤه من أولي الأمر أن يحل عندهم محل القبول لما يترتب على ذلك من الفائدة الدينية والصحية، وإن الجريدة لا يسعها إلا أن تضم صوتها إلى هذه الأصوات النزيهة التي تعمل للمصلحة العامة والإسلام، ونناشد مشيخة الأزهر الجليلة أن تجيب هذا الصوت بخطوة عملية فإن لديها المال الذي يمكنها من ذلك وليس هناك وقت أنسب من هذا وخير البر عاجله.
لقد شن الإخوان المسلمون بالمنزلة – الضعفاء بحولهم الأقوياء بعقيدتهم وربهم – حربًا شعواء أعلنوها على جماعات التبشير التي اندست بين أفراد ذلك الشعب الهادئ الوديع، وألجئوها أخيرًا إلى الفرار وإغلاق مدرستها وترك مستشفاها، وهما الركنان الأساسيان اللذان اعتمدت عليها تلك الجماعات التبشيرية في ممارسة تشويه الإسلام بين أهله وإضعاف عقيدة الدين بين ذويه.
وهكذا قد كان لفروع الإخوان المسلمين مواقف مشكورة في الدفاع عن العقيدة الإسلامية وإحباط مساعي المبشرين الدنيئة في سبيل النيل منها، ووفقها الله إلى إنقاذ الكثير من البنين والبنات والفتيان والفتيات ممن كانوا سيذهبون ضحية هؤلاء المضللين، فقد آوت عددًا كبيرًا من هؤلاء الضحايا بعد إنقاذهم وفعلت ذلك في بورسعيد والإسماعيلية، وكان للمنزلة نصيب موفور وموقف مشكور، وبذلت السويس جهدًا نافعًا مثمرًا.. وكل ذلك في هدأة وسكون بوسائل عملية بحتة لا تؤلم أحدًا ولا تتضارب مع إسلام أو قانون.
بين المنزلة دقهلية وبورسعيد
لقد وقع في ذلك الوقت حادثة تتلخص في أن الإخوان بالمنزلة استطاعوا أن ينقذوا فتاة حاولت مدرسة السلام بها تنصيرها، وعلموا من هذه الفتاة أنه كان معها بنات بورسعيديات مسلمات مهربات من هناك، فراسلوا الإخوان ببورسعيد، فتحققوا من ذلك الأمر وتبين لهم أن المسز رتسو ناظرة مدرسة السلام ببورسعيد عملت على تنصير مجموعة من طالبات القسم الداخلي بها، وتهريبهن إلى المنزلة، فعمل الإخوان على إنقاذهن وفضح هذه الأعمال، فاضطرت الحكومة إلى إبعاد الناظرة عن مصر، وإلى توزيع الطلبة والطالبات على ملاجئ القاهرة والمدارس الأخرى، ووعدت بإنشاء ملاجئ لتربية اليتامى حتى يمكن إبعادهن عن أوساط المبشرين..
وسنورد هنا صورة من التقارير التي رفعتها جمعية المنزلة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى من معك من الإخوان المسلمين وبعد: حررت لسيادتكم الخطاب (رقم 1) واعدًا بموافاتكم بما يستجد وهاكم تقريرًا عما حدث في خلال هذه المدة:
في الرابع والعشرين من رمضان ورد على فضيلة الأستاذ نائب الدائرة كتاب من الحسيني أفندي محمد الويشي أحد الإخوان المنتسبين في هذا التاريخ، والذي انضم إلى الجمعية مساء اليوم التالي يشرح فيه شروع مدرسة (السلام البروتستانتية بالمنزلة) في تنصير إحدى بنات العائلات الفقيرة، ولولا فضل الله علينا وعلى تلك العائلة المنكوبة في مرض عائلها، وقلة حيلة زوجه لأي نوع من أنواع الكسب لنفذ غرض جمعية التبشير بل بؤرة الفساد في الابنة القاصر بأسلوب نهاية في الخسة والدناءة، بأسلوب عطفهم الزائد وبرهم المستمر للعائلة البائسة متظاهرين في ذلك بنصرة الإنسانية، والإنسانية براء من أعمالهم التي يستعيذ منها الشيطان، بناء على هذا الخطاب دعا الإخوان لجلسة مستعجلة فحضر من تمكنا من دعوته واعتذر نفر قليل، وتشكلت في الحال لجنة يرأسها فضيلة النائب، وتوجهت إلى منزل العائلة وحاولوا إقناعهم، فلم يفلحوا لشدة ما أصابهم من تغاضي المسلمين عن حالهم، ولكن بعد مجهودات غير قليلة بعون الله وتوفيقه تم الاتفاق مع والدي الفتاة على سحبها من المدرسة، وفعلاً توجه الأخ سيد أفندي نديم في يوم 25 رمضان مع والدها وأفهموا رئيسة المدرسة عما هو مطلوب، وبعد لأي رضخت للأمر الواقع الذي لم تعد له العدة وأنقذت الفتاة، وقمنا بجمع المال لها وقد اعتزمنا بعون الله بقرار من الجمعية التي تجتمع من يوم ورود الخطاب إلى الآن يوميًا للبحث في محاربة المدرسة حتى تنزح من البلد غير مأسوف عليها، وضمن ما تقرر فتح مشغل باسم الجمعية لتلك الابنة حيث أنها حازت شهادة الدراسة الابتدائية واشتغلت معلمة في أول يناير بنفس المدرسة "التبشيرية" وإغراء لأبويها أشاعت رئيسة المبشرات أنها قررت جنيهين للفتاة مرتبًا شهريًا تدفع لأهلها بينما هي داخل المدرسة لا تكلف أبويها شيئًا من نفقات معيشتها، كل ذلك إغراء دنيء وتعمية لأهل الفتاة المسكينة التي لا تعرف ما ينتظرها من خطر، فقد تدرجوا بالمسكينة من سيئ إلى أسوأ حتى فقدت ظل العقيدة التي نشأت في نفسها من النشأة التي قطع حبل اتصالها وجودها في تلك المدرسة المشئومة، حتى أصبحت لا تسمع إلا بأذنهم ولا ترى إلا بعينهم، نهجت إدارة المدرسة هذا المنهج مع الفتاة وأهلها توطئة لإتمام الجريمة النكراء، فعلم الإخوان بالدور السابق ذكره وقاموا بما أسلفنا واستخلصنا الفتاة وأهلها من التهلكة بإذن الله الرحمن الرحيم، وفتحنا المشغل بعونه تعالى في يوم السبت التاسع من شوال بعد الإعلان عنه تحت اسم "مشغل جمعية الإخوان المسلمين" فحضر من التلميذات في ذلك اليوم سبعون واحدة، وأخذ العدد في الارتفاع حتى بلغ ما يزيد على المائة تلميذة بينهن من دخلن مجانًا ومن تدفعن ثلاثة قروش شهريًا وهن الأغلبية، وقليل منهن تدفعن عن الشهر الواحد أربعة قروش أو خمسة، كل ذلك تدعيم للمشغل الذي نحوطه جميعًا بقلوبنا وأملنا وطيد في النجاح بقوة الله، وبعمل أستاذنا الجليل الدؤوب فضيلة الشيخ مصطفى محمد الحديدي الطير نائب الإخوان، وما قمنا بفتح المشغل بهذه السرعة، وفي أول قيام الشعبة المباركة بفضل الله ورضاكم إلا حبًا في إنقاذها وأهلها من الهاوية، ونزف إليكم الآن بكل اغتباط بشرى أن المعلمات وبينهن "وفيقة" يصلين الخمس في أوقاتها، ويوالي فضيلة نائبنا حفظه الله تلقينهن أصول الدين الحنيف القويم في نهاية كل يوم بعد انتهاء الحصص.
وقد علمت دائرة المنزلة من الآنسة "أفكار منصور" المنقذة بوجود فتاة أخرى على وشك التنصير مهربة من بورسعيد إلى مدرسة السلام بالمنزلة، فأرسلت إلى حضرة نائب الإخوان المسلمين ببورسعيد وإلى مكتب الإرشاد العام بالخطاب الآتي بتاريخ 3 شوال سنة 1351هـ.
2- محاربة الشذوذ الجنسي
يذكر د. جابر قميحة فى كتايه (ذكرياتى مع دعوة الإخوان المسلمين في المنزلة) محاربة الإخوان للشذوذ الجنسى فيقول:
علمنا أن شخصًا وسيمًا في قرابة الخامسة والعشرين من عمره، مصابًا بالشذوذ الجنسي، كان يحضر في الليل إلى المنزلة من قريته التي تبعد عنا قرابة عشرين كيلو مترًا، ويغري الشباب المراهق، وخصوصًا الطلاب ليلوطوا به.
وشاع أمره في المنزلة، فوضعنا خطة لإنهاء فجوره. راقبناه، وهو يغادر "الأتوبيس" في محطة المنزلة، حيث كان في استقباله الطالب الفاسق (ع. ع).. ثم انضم إليهما - تظاهرًا - الأخ عبد العليم العبيدي، متظاهرًا بأنه مثل (ع. ع) يريد أن يحقق متعته الحرام، وسار الثلاثة، ونحن نتبعهم من بعيد إلى أن دخلوا فصلاً تحت الإنشاء في المدرسة الثانوية (ولم يكن لها سور آنذاك). فلما بدأ العمل التحضيري لعملية اللواط، وهمّ (ع. ع) بالتعامل معها وجَّه عبد العليم لكماته للثنائي. هرب (ع. ع)، ومع أول صرخة واستغاثة أسرعنا لمعاونة الأخ عبدالعليم، وضربنا "مريض الشذوذ" ضربًا لو وزع على كتيبة عسكرية لكفاها، وكانت المجموعة كلها من طلاب الإخوان بالمرحلة الثانوية، وهم بالتحديد: الرفاعي شبارة، طاهر عنين، أحمد العلمي، زيادة على كاتب هذه السطور.
وزحف (مريض الشذوذ)، وهو مثخن بالجراح، متورم الوجه، متهتك الملابس إلى الطريق الزراعي، فالتقطته "سيارة نقل" إلى قريته.
وشاع خبر هذه العملية في المنزلة كلها.. وترتب عليها نتيجتان:
- الأولى: عدم حضور هذا الشاب إلى المنزلة مرة أخرى.
- والثانية: إقلاع الشواذ في البلد عن نشاطهم خوفًا من فتوات الإخوان المسلمين، كما يقولون.
الأنشطة الرياضية
يذكر د جابر قميحة فى كتايه (ذكرياتى مع دعوة الإخوان المسلمين في المنزلة) تنظيم اخوان المنزلة لبعض الانشطة الرياضية فيقول:
1) قيامنا بعقد مباريات في كرة القدم مع الشعب الأخرى، مثل شعبة المطرية، وشعبة الدراكسة، وشعبة منية النصر.
2) كان في شعبة المنزلة أقوى فريق في الدقهلية لرفع الأثقال كان على رأسه الأخ طه أبو موسى (بطل عملية القُلة).
دور إخوان المنزلة في دعم القضية الفلسطينية
من الأنشطة البارزة التي قامت بها شعب الإخوان الاهتمام الواسع بالقضية الفلسطينية ماديًا ومعنويًا لاسيما وقد كانت حرب فلسطين على أشدها وقد ضرب الإخوان فيها أروع الأمثلة في التضحية والفداء ومن تلك الأنشطة:
التطوع بالمال
أن تطوعت كتيبة من الإخوان المسلمين بالدقهلية للسفر إلى فلسطين، ولقد اهتمت مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية بإيراد قوائم المتبرعين لتجهيز كتائب الإخوان المسلمين المتطوعين للسفر إلى فلسطين استنفارًا للجهود والتضحيات.
وفي المنزلة دقهلية: "تألفت لجنة من المتطوعين لجمع قرش فلسطين تمهيدًا لأسبوع فلسطين.
إخوان المنزلة والاعلام
كانت بدايات اخوان المنزلة مع الاعلام من خلال اصدار مجلة التعارف كان يملكها أحد الإخوان بالمنزلة، وهو الأستاذ محمود عبد اللطيف، وكانت منذ ظهورها في 20 جمادى الآخرة 1350ه الموافق 8أغسطس 1936م تنطق بلسان حال جمعية "التعارف الإسلامي"، وظلت تصدر أسبوعية بهذه الطريقة تهتم بالجوانب: الاجتماعية والعلمية والدينية وتعنى بالتربية والآداب الإسلامية، حتى استأجرتها الجماعة وظلت منصة اعلامية للجماعة حتى مصادرتها 7سبتمبر 1940م.
بعد أن فقد الإخوان "مجلة النذير" بخروج محمود أبو زيد عن صفوف الجماعة لم يكن للإخوان صحيفة تسد الفراغ الذي تركته "النذير"، وإن كانت هناك مجلة المنار إلا أنها لم تقم بنفس دور "النذير" لعدة أسباب:
- 1- أنها كانت شهرية، وبذلك لن تستطيع متابعة أنشطة الجماعة بشكل جيد.
- 2- حاول الإمام البنا أن يسير بها على نفس منهاج صاحبها الشيخ رشيد رضا، وبذلك كانت ذات صبغة دينية يحتل التفسير جزءًا كبيرًا منها.
- 3- رخصة المجلة لم تكن مملوكة للإخوان، وبذلك يمكن وقفها في أي وقت.
- 4- وجود عدد كبير من المعوقات خاصة الرسمية أمامها مما عطلها في أعداد كثيرة من الصدور.
- 5- اقتصارها على الاشتراكات في التوزيع، وبذلك واجهت كثيرًا من العوائق المادية خاصة مع زيادة سعر الورق المستمر في فترة الحرب العالمية الثانية.
وفي نفس الوقت كان من الصعب على الإخوان استصدار ترخيص صحيفة جديدة نظرًا لفرض الأحكام العرفية على البلاد؛ لقيام الحرب العالمية الثانية منذ سبتمبر 1939م.
لذا فكر الإخوان في استئجار صحيفة قائمة لتعبر عنهم، وتتابع أخبار وأنشطة الجماعة، وكان الإخوان آنذاك بعد تجربتي مجلة الإخوان المسلمين و"النذير" قد تمرسوا بالعمل الصحفي، وأصبح لديهم كتيبة صحفية قادرة على إدارة أكثر من صحيفة بكفاءة عالية، وبعد البحث الذي استمر أكثر من شهر ونصف استقر الإخوان على استئجار مجلة "التعارف" (مجلة التعارف كان يملكها أحد الإخوان بالمنزلة، وهو الأستاذ محمود عبد اللطيف، وكانت منذ ظهورها في 20 جمادى الآخرة 1350ه الموافق 8أغسطس 1936م تنطق بلسان حال جمعية "التعارف الإسلامي"، وظلت تصدر أسبوعية بهذه الطريقة تهتم بالجوانب: الاجتماعية والعلمية والدينية وتعنى بالتربية والآداب الإسلامية، حتى استأجرتها الجماعة)، وصدر أول عدد على مبادئ الإخوان المسلمين في يوم السبت 23 محرم 1358ه / 2 مارس 1940م، وكان العدد الثالث في السنة الخامسة للمجلة، وقد اعتلى لافتة المجلة "بسم الله الرحمن الرحيم" وعلى جانبيها "الله أكبر ولله الحمد"، وتحت اللافتة "على مبادئ الإخوان المسلمين"، وبداية من العدد (4) -للسنة الخامسة من عمر المجلة والثاني للإخوان بعد استئجارها- كتبت المجلة على جانبي اللافتة في الناحية اليمنى: "صاحب الامتياز محمود عبد اللطيف، والمدير جمال الدين البنا، والاشتراك 50 قرشًا عن سنة، 30 قرشًا عن نصف سنة"، وعلى الجانب الأيسر شعار الإخوان: "الله غايتنا– الرسول إمامنا– القرآن دستورنا– الجهاد سبيلنا– الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، وأسفل اللافتة كتب: "المراسلات والأذونات ترسل بعنوان مدير المجلة شارع أحمد بك عمر رقم 13 بالحلمية الجديدة"، إلا أن العدد (4) هو العدد الوحيد الذي كتب فيه رئيس التحرير إلا أنه تم شطب الاسم، ولم يعرف بعد من هو ولم يُكتب بعدها حتى أغلقت المجلة بعد العدد (29) الموافق 4شعبان 1359ه - 7سبتمبر 1940م، لكن المجلة ذكرت في العدد (14) تحت عنوان: "بيان الأعمال التي يقوم بها الإخوان الذين يعملون بالمركز العام بالقاهرة" أن جمال البنا أفندي عمله: إدارة المطبعة، وإدارة "مجلة التعارف"، و"مجلة المنار".
مصادرة المجلة
استمرت المجلة في الصدور بشكل منتظم في 12صفحة كل يوم سبت على مبادئ الإخوان المسلمين من العدد الثالث في السنة الخامسة حتى تم تخفيض عدد الصفحات إلى 8 صفحات بداية من العدد (20)، ثم مصادرتها في عهد وزارة حسن صبري باشا بعد العدد (29) الموافق السبت 4شعبان 1359ه - 7سبتمبر 1940م ليكون ذلك هو العدد الأخير في حياة المجلة بعد استمرار خمس سنوات، منهم ما يقرب من سبعة أشهر مع الإخوان المسلمين أصدروا خلالها 26 عددًا من المجلة.
ذكريات د جابر قميحة مع اخوان المنزلة
يذكر د جابر قميحة ذكرياته مع دعوة الإخوان بالمنزلة فى كتاب له هو اقرب للسيرة الذاتية حمل عنوان (ذكرياتي مع دعوة الإخوان المسلمين في المنزلة)
المنزلة ودعوة الإخوان
كانت مدينة المنزلة من أسرع المدن استجابة للإمام الشهيد، عند بداية نشوء الدعوة، كما كان لشعبة المنزلة نشاط كبير جدًّا في مقاومة حركة التنصير. وقد كتب الإمام الشهيد عن ذلك في مذكراته مما يطول شرحه لو أردنا تتبعه.
كيف كانت بدايتي مع الإخوان
من الذكريات ما يطويه الزمن، ويسدل عليه ستائر النسيان إلى غير رجعة.
ومن الذكريات ما يطوف بالإنسان في فترات متباعدة من حياته، ولكن في صورة شبحية غائمة، لا تثير في النفس من المشاعر إلا هوامشها الطافية، ومساحاتها السطحية.
ومن الذكريات ما يتغلغل في نفس الإنسان حتى تشربه روحه، وتغدو هذه الذكريات كأنها عضو حي من أعضائه، بل أشدها وأقواها نبضًا وحياة.
أقول هذا بعد مضي ما يزيد على ستين عامًا على واقع عظيم لذيذ.. عشته لساعات، وأنا تلميذ بالمرحلة الابتدائية، وذلك في مدينة "المنزلة" - بلدي ومسقط رأسي – وهى تبعد عن القاهرة بقرابة مئة وخمسين ميلاً.
أنا رأيتهم.. عايشتهم..
كان ذلك في شارع (البحر المردوم) - أوسع شوارع "المنزلة" وأطولها - فبعد صلاة الظهر - في يوم شديد الحرارة - رأيت مسيرة من خمس مئة رجل على الأقل، ما بين شاب في العشرين، وشيخ جاوز الخمسين.. أزياؤهم واحدة: لونها "كاكي"؛ والزي الواحد يتكون من "بنطلون" قصير "شورت"، وجورب طويل، وقميص، وطربوش، ومنديل أخضر كبير يلف على العنق، ويرخى قرابة نصفه على منطقة التقاء العنق بالظهر على شكل مثلث، ويتدلى طرفاه على الصدر محبوسين بحابس من الجلد.
عرفت بعد ذلك أن هذا الزي يسمى "زي الجوالة"، وأن هؤلاء جميعًا - من شباب وكهول وشيوخ - اسمهم "جوالة الإخوان المسلمين"، وأنهم جميعًا من أهل "المنزلة" والقرى التي تحيط بها، وقد جمعت هذه المسيرة الموحدة الزي فلاحين وعمالاً وأطباء ومدرسين ووعاظًا وتجارًا.
الرحلات والمعسكرات
كانت من أهم الأنشطة الرياضية، والتربوية والدعوية، وقد أشرت من قبل إلى رحلة استغرقت يومًا واحدًا إلى المنصورة سيرًا على الأقدام. أما أهم الرحلات فكانت إلى "الدهرة"، وهي شبه جزيرة بين بحيرة المنزلة، والبحر الأبيض المتوسط، بعرض قرابة ميل.
وبها قرية بيوتها كلها تقع على البحيرة، وسكانها جميعًا من الصيادين، وكنا نقيم معسكرًا تربويًّا كل عام لمدة عشرة أيام، ولا نحمل من المنزلة إلا الخبز، والأرز، والجبن. أما السمك فكان هو الضيف الدائم في كل وجبة، ونحصل عليه بإحدى الطريقتين الآتيتين أو هما معًا: الطريقة الأولى: الصيد الذاتي "بالعس" إذ ينزل جماعة منا إلى البحيرة بعد صلاة الفجر إلى عمق لا يتجاوز مترًا، وعلى ظهر كل واحد مقطف صغير، ثم نقوم "بعس السمك" الذي يرقد في جحوره أي مد الأيدي إلى قاع الجحر، والإمساك بالسمك الذي كان غالبًا من البلطي ووضعه في المقطف، وبالممارسة تعلمنا أن الجحر إذا كان دافئًا يكون في عمقه سمك، وإلا فهو جحر خال. كما كنا نتفادى الإمساك بالكابوريا؛ لأن سلاحها هو العض الذي قد يدمي أصابعنا.
ونغادر البحيرة، ونجمع حصيلة صيدنا، ونكلف بيتًا من بيوت القرية بالقيام بعملية الشَّيِّ.
الطريقة الثانية: الحصول على السمك بالشراء: إذ كان يحلو لنا أحيانًا أن نتجه بعد صلاة الفجر إلى شاطئ البحر الأبيض لنرى الصيادين مجموعات، كل مجموعة أو (مآية) كما يطلقون عليها من عشرين صيادًا يقومون بمد الغزل على هيئة نصف دائرة مفتوحة ناحية الشاطئ، وكل صياد يمسك بجزء من الغزل يضمه إلى ما أمسك به بقية إخوانه، ويضيق نصف الحلقة شيئًا فشيئًا.
إلى أن يتجمع الغزل كله بعضه إلى بعضه الآخر جامعًا ما حجزه من السمك.. (مع ملاحظة أن الصيادين يمسكون الغزل من أعلاه، أما أسافله فتنتهي بقطع من الرصاص تجعل الغزل – بثقلها – مدلى إلى ماء البحر دائمًا). وتتجدد العملية عدة مرات إلى أن تجمع كل "مآية" حصيلة مرضية يشتريها تجار بورسعيد الواقفون بسيارات الجيب. ونقوم نحن بشراء بعض ما يصيدون. وبناءً على ما شاهدت أطرح الملاحظات الآتية:
1) كان أغلب الصيد من سمك البوري، وكان الصيادون لا يجمعون إلا السمك "العِفِر" أي الكبير، أما السمك "الدِّوِر" أي الصغير، فيعيدونه للبحر مرة أخرى.
2) كان أعدى أعداء الغزْل والشبك "أبو جلامبو" أي الكابوريا، إذ إنه يمزق خيوط الغزل بأسنانه الحادة. كما أنه مغرم بنهش سمك البوري من موضع التقاء الرأس بالبطن.
3) بعد أن يبيع الصيادون حصيلة صيدهم للتجار المنتظرين يعودون إلى قريتهم الواقعة مباشرة على بحيرة المنزلة، وينشرون غزلهم، ويصلحون ما انقطع من خيوطه استعدادًا ليوم جديد.
ونعود نحن إلى معسكرنا بما اشتريناه ليشوى في أحد بيوت القرية.
نستكمل حديثنا عن رحلتنا إلى (الدهرة) ومعسكرنا فيها :
وأذكر ممن كان معنا في رحلة الدهرة: (عبد الحميد الزهرة، أحمد صالح العلمي، الحسنين فشير، محمد علي حسان، محمد هاشم حسان، علي علي حال، الشيخ سيد الضويني).
ومن الفوائد التي عادت علينا من هذه الرحلة:
1) فوائد بدنية وصحية، وتجديد النشاط والحيوية، وبهذه الطاقات المتجددة يستطيع الداعية أن يؤدي رسالته في عزيمة قوية، وتقدم مطرد.
2) التطبيق العملي المتواصل لبرامج الأسر، والكتائب، ومراجعة ما سبقت دراسته.
3) التدريب على الصبر، وقوة التحمل، والاعتماد على النفس.
4) اكتساب مزيد من المعرفة لأخلاق الصيادين، وطبيعة عملهم، ونجاحنا في عملية الصيد اليدوي للسمك بطريقة "العس"، أي إمساك السمك مباشرة باليد من جحوره التي اتخذها مرقدًا له في قاع البحيرة، وهو لا يبعد عن أيدينا في العمق أكثر من متر.
- للمزيد: طالع (ذكرياتي مع دعوة الإخوان المسلمين في المنزلة) بقلم: د. جابر قميحة
المراجع
1- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين- دار التوزيع والنشر الإسلامية.
2- جريدة الإخوان المسلمين: السنة الأولى – العدد 3 – الخميس 6 ربيع أول 1352هـ / 29 يونيو 1933م.
3- الدكتور شعيب الغباشي في كتابه: "صحافة الإخوان المسلمين دراسة في النشأة والمضمون .