جهود الإخوان الصحية ما بعد السبعينات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جهود الإخوان الصحية ما بعد السبعينات


مقدمة

55شعار-الاخوان.jpg

اهتم الإخوان بالمجال الصحي فأنشأوا من أجله قسم خاص يتابع الأمور الصحيفة سواء الرسمية أو الشعبوية، حيث استطاع الإخوان أن يغرسوا معاني التربية في نفوس المجتمع من خلال هذا المجال، والذي لم يكتفوا فحسب على تقديم الخدمات للناس لكنهم كانوا يقومون بتهذيب سلوكهم عن طريق الدورات الصحية التربوية التي كانت تعقد في المركز العام أو الشعب المنتشرة في ربوع القطر المصري.

الهضيبي

توقفت مسيرة العمل الخيري التطوعي في مجالات الصحة والتي كان يقوم بها الإخوان تجاه المجتمع، بعدما أصدر النقراشي باشا قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948م، حيث تمت مصادرة كل أملاك ومؤسسات الإخوان بما فيها المستوصفات، والمراكز الصحية، وظل الأمر كذلك حتى حكمت المحكمة بعودة الإخوان، وإلغاء قرار الحل الصادر من قبل النقراشي وذلك عام 1951م، إلا أن حكومة الوفد ماطلت بعض الشيء في تسليم هذه الممتلكات حتى تم بالفعل رجوعها فنشط الإخوان مرة أخرى في مجال التربية والعمل الخدمي للشعب خاصة المجالات الصحية.

فنجدهم وقد افتحوا مستوصف في إمبابة عام 1954م وأشرف عليه الدكتور احمد الملط، وإن كانت هذه الفترة لم تشهد الرواج العملي مثل الفترة التي عاشتها الجماعة فترة الأستاذ البنا، فسرعان ما قلب عسكر ثورة 23 يوليو ظهر المجن، وأصدروا قرار في يناير 1954م باعتبار جماعة الإخوان حزبا سياسيا ومن ثم يطبق عليها قانون حل الأحزاب فحلت الجماعة وأغلقت كل المستوصفات الطبية مرة أخرى، مع الرغم أن العسكر أعلنوا غير ذلك، حيث صرح البكباشي أنور السادات بأن المؤسسات الاجتماعية لجماعة الإخوان المسلمين المنحلة كالمدارس والمستوصفات والمستشفيات وغيرها ستظل تمارس نشاطها تحت اسم جديد يحدده وزير الداخلية – ولا ينطبق علي هذه المؤسسات قرار المصادرة الذي يقضي به أمر حل الأحزاب ومصادرة أموالها وممتلكاتها.

ظلت الأمور كذلك حتى دخلت الجماعة طور المحنة بعد حادثة المنشية عام 1954م وحتى خروج الإخوان من السجون في السبعينات (1).

فترة السبعينات

بعدما مات عبد الناصر وتولى السادات مقاليد الحكم، ومع اقتراب نهاية الأحكام الصادرة ضد الإخوان، بدأ السادات في إخراجهم لعدة أهداف كان يضعها في الاعتبار على رأسها التصدي للمد الشيوعي الذي سيطر على مفاصل المجتمع.

بعدما خرج الإخوان بدأوا في إعادة هيكلة الجماعة، ولم شمل أفرادها ثم الانطلاق داخل المجتمع حيث اهتموا بسابق عهدهم بالمجالات الصحية فكان التفكير في إنشاء صرح ضخم يشرف على العديد من المؤسسات الصحية، وبالفعل سنحت الفرصة حينما حصل الإخوان على قطعة أرض كبيرة في مصر الجديدة ليقيموا عليها مستشفى الجمعية الطبية الإسلامية، والتي انبثق منها العديد من المستوصفات، كانت البداية بستة مستوصفات انتشرت في السيدة زينب بشارع السد البراني، ومستوصف الشرابية بعزبة بلال، ومستوصف منيل الروضة بميدان الباشا، ومستوصف المطرية بالميدان، ومستوصف كورنيش النيل، ومستوصف بالعجوزة (2).

الجمعية الطبية الإسلامية صرح تربوي خدمي

الجمعية الطبية الإسلامية جمعية طبية خيرية غير ربحية أسسها د.أحمد الملط عام 1397 هـ الموافق لعام 1977 م وسجلت بوزارة الشؤون الاجتماعية برقم (2380 لسنة 1977م)، ولها 22 مستشفى ومستوصفاً في مصر.

وقامت الجمعية ببناء الصرح الطبي الكبير المستشفى الخيري المركزي في أرض الجولف في مدينة نصر بجوار أبراج سيتي ستارز، وبها جراحات دقيقة مثل: جراحات القلب المفتوح، ونقل الكلى، وجراحات الأورام، وجراحات الأطفال، وقسم متكامل للحروق (3).

وتقوم الجمعية على فكرة التقرب إلى الله تعالى، عن طريق العمل الطبي إذ تسعى لتيسير وسائل التشخيص والعلاج المتكامل، لكل مريض يحتاج إليه، مهما كانت قدرته المادية أو وضعه الاجتماعي أو حالته المرضية ? ودون تفريق بسبب اللون أو الجنس أو العقيدة.

كما تهدف إلى تربية الطبيب المسلم، والممرضة المسلمة، وتدريب الممرض المسلم العارف، كما تعمل على مساعدة طلاب كليات الطب في تحصيل دروسهم، وعمل مكتبة علمية كبيرة تكون مرجعا لجمع طلاب والباحثين في مجال الطب، وتوفير الخدمات الصحية لجميع أفراد الشعب المصري (4).

وتقوم الجمعية أيضا بتوفير سبل العلاج وتيسيره للأسر محدودة الدخل، وذلك عن طريق إنشاء عدد من المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية الشاملة، والقيام بتجهيزها بكافة ما تحتاجه من أدوات طبية ومعامل وغير ذلك، كما تقوم الجمعية بالتنسيق مع بعض الأطباء المشهورين وأساتذة الكليات الطبية للقيام بالكشف على المرضى نظير أجر رمزي. لهم هذا بالإضافة إلى توفير كادر كامل من الأطباء والممرضين.

إنجازات الجمعية

نتيجة للروح الدافعة لدى أطباء الجمعية، والثقة الغالية من الخيرين والموسرين، والإقبال منقطع النظير من المواطنين، توالت إنجازات الجمعية حتى بلغت منشآتها عشرين وحدة علاجية متكاملة، ما بين متسوصف ومستشفى (بمعدل منشأة أو أكثر كل عام ) مجهزة بأحدث وسائل التشخيص والعلاج، وتستقبل كل منها عشرات الألوف من المرضى الفقراء ومحدودي الدخل، بل من الأغنياء والقادرين الذين وثقوا في كفاءة الأطباء العاملين وأمانتهم، واطمأنوا إلى روح التكافل والمرحمة التي تسري في كيان هذه الجمعية، وتتابعت العروض من الجمعيات الخيرية الأخرى تطلب من الجمعية إدارة وحداتها الطبية.

فروع المستوصفات والوحدات العلاجية

  1. مستشفى السيدة زينب الخيري _ ميدان السيدة، أنشئت عام 1979م.
  2. مستشفى الشرابية التخصصي عزبة بلال شبرا، أنشئت عام 1981م.
  3. عيادة مصر الجديدة التخصصية، أنشئت عام 1984م.
  4. مستوصف غمرة، أنشئت عام 1985م.
  5. مستشفى الطالبية الجيزة الهرم الطالبية، أنشئت عام 1985م.
  6. مستشفى القدس _ حلوان، أنشئت عام 1985م.
  7. مستشفى التقوى _ محافظة القليوبية أبي زعبل، أنشئت عام 1986م.
  8. مستوصف عصر الإسلام روض الفرج شبرا، أنشئت عام 1987م.
  9. مستشفى المواساة محافظة المنوفية شبين الكوم، أنشئت عام 1987م.
  10. مشتفى العمرانية الجيزة العمرانية - أنشئت عام 1988م.
  11. مستشفى البدرشين الجيزة أنشئت عام 1988م.
  12. مستشفى الحوامدية الجيزة.
  13. مستشفى الخانكة بمحافظة القليوبية، أنشئت عام 1990م.
  14. مستشفى الفاروق القاهرة المعادي، أنشئت عام 1990م.
  15. مستشفى أبو النصر منفلوط محافظة أسيوط، أنشئت عام 1990م.
  16. مستشفى الرحمة بشبين القناطر محافظة القليوبية، أنشئت عام 1991م.
  17. مستشفى الزهراء محافظة القليوبية القناطر الخيرية، أنشئت عام 1993م.
  18. مسشتفى أم خنان محافظة الجيزة أنشئت عام 1993م.
  19. مستشفى العادل عمر بن عبد العزيز القاهرة شبرا أنشئت عام 1993م( ).

فروع الجمعية بالخارج

  1. الجمعية الطبية الإسلامية لشمال أمريكا.
  2. الجمعية الطبية الإسلامية – العراق.
  3. الجمعية الطبية الإسلامية – السودان.

ولقد أقامت الجمعية الطبية احتفالا في 27 ربيع الأخر 1401هـ الموافق 27 فبراير 1981م لخريجي طب الإسكندرية، وأعلنت في الحفل عن إنشاء مستوصف عصر الإسلام وهو خاص بالنساء فقط، وكانت الجمعية قد افتتحت مساء الجمعة 23 ربيع الأخر 1401هـ مستوصف الزهراء بالقباري، ويعمل على فترتين بعد العصر وبعد العشاء (6).

وفي 30 يونيو 1977م نشأت جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف تحت رقم 176 لسنة 1977م، حيث أنشأت مستوصف للعلاج الخيري ونشر الوعي الصحي، وخدمة أبناء المحافظة (7).

كما قامت الجمعية الطبية بالتوعية الصحية للمجتمع عن طريق كتابة المقالات الصحية عبر مجلة الدعوة، فنرى الدكتور سالم نجم يكتب عن أمراض الذبحة الصدرية، كما اهتمت الصفحة بالطفل والمرأة الحامل، وعملت على نشر الوعي الصحي وسط أبناء المجتمع (8).

كما استخدم الإخوان المنابر للتوعية بالأمور الصحية، فنجد خطبة للشيخ محمود على أحمد - إمام وخطيب مسجد الرفاعى بالقلعة - يخطب خطبة الجمعة جاء فيها: لقد غفل المسلمون عن أسرار الطهارة وجهلوا موضع النظافة من الدين فأصيبوا بالعلل والأسقام ولم يحافظوا على نظافة أبدانهم وشبابهم فانتشرت الأمراض الفاتكة والحميات القاتلة وكثر الرمد والعمى.

والضعف وانحطاط القوى وعمت (البلهارسيا) وغيرها وقامت مصلحة الصحة تنشئ المصحات والمستشفيات وتنتشر الدعاية الصحية والنصائح الطبية وتدعو لتطهير المياه وتنظيف الأجسام وإبادة القمل الذي ينقل حمى التيفوس والبعوض الناقل للملاريا وغير ذلك مما تبذله مصلحة الصحة من جهد طيب واهتمام عظيم ولو تأمل المسلم دينه لعلم أنه دعى إلى كل ما يوصى به الطب ولوجد أن محمد صلى الله عليه وسلم ابن الصحراء من أمهر الأطباء وأحذق الحكماء ولو تمسك المسلم بالأوامر الدينية لسبق مصلحة الصحة إلى ما ترجوه للناس من خير وقوة (9).

جهود نواب الإخوان في البرلمان

كان على رأس أولويات الإخوان الذين فازوا في انتخابات مجلس الشعب – خاصة عامي 1984 و 1987م – العناية والاهتمام بالشئون الصحية للمجتمع، فنجدهم يتقدمون بطلبات الإحاطة وغيرها.

فنجد الدكتور عصام العريان يقول:

وكنت أتمنى أيكون السيد وزير الصحة موجودا معنا في الجلسة - وقد ناقشته في ذلك في اجتماع لجنة الشئون الصحية والبيئة – لقد جاءت خطة الحكومة خلوا من أية إشارة للنواحي الصحية , فليست هناك أية استثمارات في مجال الوقاية التي هي كما هو معروف خير من العلاج .. إن المستشفيات القروية لا تعمل مطلقا, وكلنا يعلم لماذا لا تعمل ؟ فحالة المستشفيات القروية والمركزية لا تخفى على أحد.

وأكثر من ذلك فان الأسرة الموجودة لا تعمل بكفاءة ودورة السرير طويلة حيث يمكث المريض على السرير أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو شهرا كاملا ولا يترك فرصة لمريض غيره وذلك بسبب عدم توافر الدواء أو لأن الجروح تتلوث فيأخذ علاجا مدة أكثر , وكنت أتمنى أن تضع الحكومة خطة لرفع كفاءة عمل الأسرة في مستشفيات وزارة الصحة.

وكنت أتمنى أن يكون السيد وزير الصحة موجودا ليتابع معنا موضوع التأمين الصحي, لقد وعدنا من قبل أن التأمين الصحي سيشمل عدد سكان مصر كلها ولكن ما زال عدد المنتفعين حتى الآن من التأمين الصحي ثلاثة ونصف مليون نسمة فقط (10).

ويقول الدكتور محمد عبد المجيد – النائب عن كفر الشيخ- لابد أن يفهم كل إنسان في مصر أن رعاية صحة الإنسان المصري لا تقتصر على الأمصال واللقاح والدواء والعلاج بوجه عام، ولكن هناك أمور مهمة أخرى تتصل بهذا الموضوع وتؤثر فيه مثل السكن المناسب الذي يجب أن يتوفر لكل مواطن على أرض بلدنا الحبيب وكذلك معالجة مشكلة المجارى التي تطفح في أماكن كثيرة , وأيضا كوب الماء النقي (11).

كما حذر الدكتور أكرم الشاعر في بيان عاجل لوزير الصحة والسكان من اقتراب مرض التهاب الرئوي اللانمطي المعروف باسم سارس من حدودنا خاصة بعد إعلان السلطات القطرية عن وجود حالتين ببلادهم , وإعلان وزير الصحة الأردني أن هناك اشتباها في إصابة أحد المواطنين بمرض الالتهاب الرئوي القاتل. وأشار الشاعر إلى أنه سبق أن حذر من انتشار المرض وطالب باتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة لمواجهة هذا المرض الذي أصاب العالم كله بفزع، إلا أنه لم يتلق أي رد من وزارة الصحية.

كما قدم النائب محمد العزباوي بيانا عاجلا لوزيري الصحة والتعليم عن الإشاعات التي انتشرت بالمدارس – خاصة الابتدائية – عن انتشار مرض الحمى الشوكية الذي أدي إلى غلق مدرستين حتى الآن وانتشار الفزع والرعب بين التلاميذ وأولياء أمورهم.

وقام د/ حمدي حسن :تقديم خمسة استجوابات: الأول عن إلغاء الحكومة المشروع الإنمائي للصحراء المصرية.. وكان أول استجواب في تاريخ البرلمان المصري مستنداته عبارة عن شريط فيديو.

أما الثاني فكان عن تجفيف بحيرة مريوط.

والثالث عن فشل سياسة الأجور بمصر.

والرابع عن تضارب تصريحات أعضاء الحكومة وتأثيرها على مصالح المواطنين.

والخامس عن تردي الخدمات الصحية المقدمة للمواطن المصري نتيجة لعدم وجود سياسة صحية واضحة وفاعلة وذلك لتعدد جهات الإشراف على الوحدات والمؤسسات الطبية (12).

نشاط ملموس

لم يهتم الإخوان بالقيل والقال أمام الكاميرات فحسب لكنهم كانوا يعملون على أرض الواقع سواء متضافرين مع مؤسسات الدولة أو انطلاقا من الايجابية الفردية التي تربوا عليها، حتى رأينا بعض الكتاب يقول: والتفتوا أيضا إلى الناحية الصحية , فاقبلوا على تأسيس المستشفيات والمستوصفات في مختلف المدن لمعالجة المرض من مختلف الأديان.

لقد حاولوا أن يكثروا منها لسد الحاجة في بيئات العمال القرويين حتى أن مستوصف طنطا عالج خلال سنة واحدة 3774 مريضا من مختلف الأديان (13).

ويقول الأستاذ أحمد البس:

عملنا مستوصف خيري به عدد ستة أسرة والكشف بخمسة قروش ويؤدى خدمات ناجحة تناوب العمل به أطباء مسلمون ومسيحيون منهم د. خالد الحديدي, ود زكى شادوبيم (14).

لقد ترك الإخوان بصمة لا يستطيع أحد أن ينكرها، فما زالت مستشفياتهم ومستوصفاتهم يرتادها ألاف المرضى في كل مكان.

يقول د/ حسنين توفيق إبراهيم: كما أن الإخوان هم الذين أسسوا خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات شبكة واسعة من المؤسسات الخيرية التي تقوم بتقديم خدمات صحية وتربوية وثقافية ودينية ومساعدات اقتصادية لفئات واسعة من المواطنين وبخاصة في الأحياء والمناطق الفقيرة مما سمح بخلق ارتباطات مصلحية بين الإخوان وتلك الفئات.

إن أنشطة الجماعة على صعيد خدمة المجتمع والمتمثلة في شبكة المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية التي أنشأتها لتقدم خدماتها مجانا، أو بمقابل رمزي لقطاعات من المواطنين وبخاصة الأحياء المتوسطة والفقيرة في المدن، هذه الأنشطة ساهمت في توسيع قاعدة التأييد السياسي للجماعة (15).

ويقول هشام العوضي: فمرحلة التسعينيات وحتى الآن العلاقة بين النظام والإخوان اتسمت بالتوتر لأن الجماعة رغم كونها محجوبة عن الشرعية القانونية والرسمية استطاعت أن تحقق نمطا آخر من أنماط الشرعية أسميتها " الشرعية المجتمعية " أو " الشرعية الخدمية" أو "شرعية الانجاز" وهي شرعية مكتسبة من إنجاز خدمات، صحية ونقابية, وتعليمية وتكافلية .. الخ) لشرائح المجتمع المصري ولا سيما شريحة الطبقة المتوسطة اكتسبت جماعة الإخوان بفضل وجود تفاعل جيل جديد داخل الحركة شرعية غير رسمية، وقد حدث ذلك التطور الجوهري في سياق تدهور شرعية النظام وبين المجتمع.

ويضيف: طرح الإخوان في نقابة الأطباء في العام 1986 مشروعهم الشهير المتعلق بالتأمين الصحي, إذ لم يكن في مقدور أغلب الأطباء الخريجين تحمل التكاليف الباهظة للعلاج في المستشفيات الخاصة وشعر العديد منهم بالمذلة في المستشفيات الحكومة لأنهم لم يكونوا يتلقون الرعاية المناسبة أو الخدمات اللائقة وقد حقق مشروع التأمين الصحي نجاحا كبير في أوساط الأطباء الشباب, لأنه هدف إلى استعادة كرامتهم ومكانتهم في المجتمع كما وفر لهم المشروع ولعائلاتهم الرعاية الصحية اللائقة وبأسعار معقولة وزاد عدد المستفيدين بصورة ملحوظة في الأعوام التالية إذ بلع عدد المستفيدين من هذا المشروع في العام 1988 أكثر من الأعوام التالية, إذ بلغ عدد المستفيدين من هذا المشروع في العام 1988 أكثر من 17600 طبيب و43960 من أفراد أسر الأطباء وانتقلت التجربة في العام 1989 إلى نقابة المهندسين حيث وصل عدد المستفيدين منه إلى 72000 وأظهرت الأرقام الضخمة للمستفيدين حجم الحاجة إلى هذا النوع من الخدمات الصحية على الرغم من نظام التأمين الصحي القائم الذي ترعاه الدولة.

ويضيف: في مستهل الثمانينات كانت نوادي أعضاء هيئات التدريس في الجامعة - قبل مجئ الإسلاميين - تحت سيطرة القوميين واليساريين الذين لم يكونوا يعالجون هذه القضايا الملحة بجدية كافية.

وهو ما عني به الإخوان في حملاتهم، يقول بدر غازي وهو أستاذ محاضر في الكيمياء ورئيس هيئة التدريس في جامعة القاهرة في مستهل التسعينيات:" لم نتحدث عن السياسة في حملاتنا وإنما ركزنا على الهموم الحقيقية للناس وشكلت الرواتب والمساكن والعلاج الصحي الهموم التي كانت تشغل بال العديد من الأساتذة الشباب الذين شكلوا 25 بالمئة وهذه هي أهم شريحة كانت تصوت لصالحنا في الانتخابات منذ ذلك الحين.

وأما المشكلة الرئيسية الثالثة التي واجهت الأساتذة في الجامعات فكانت تأمين رعاية صحية مناسبة له ولعائلاتهم ولم يكن هذا المستوي الجيد من الرعاية في المستشفيات الحكومية متوافرا مما كان يحتم عليهم التوجه إلى المستشفيات الخاصة ودفع كلفة تزيد على الرواتب التي يتقاضونها كأساتذة ولذلك كان على مساعدي الأساتذة من أبناء الطبقات الدنيا الاعتماد في أغلب الحالات على المستشفيات الحكومية التي تعتبر خدماتها غير مرضية. وكانت هيئة التدريس في جامعة القاهرة مثلا تفتقر قبل وصول الإسلاميين إلى مجلس إدارة نادي أعضاء الهيئة إلى خدمات الرعاية الصحية اللائقة وكان على الأساتذة سداد كامل نفقات علاجهم من جيوبهم وفي حال احتاج أستاذ إلى إجراء عملية جراحية وكانت تكاليفها مرتفعة جدا فإنه كان يلجأ إلى تقديم طلب رسمي إلى عميد الكلية يطلب فيها سلفة مالية وبدوره يمرر عميد الكلية الطلب إلى رئيس الجامعة الذي يدفع الطلب إلى لجنة طبية تقرر ما إذا كانت ستوافق على السلفة وفضلا عن أن العملية كانت مفرطة في البيروقراطية وتستغرق قدرا كبيرا من الوقت فإنها في الوقت نفسه كانت تستثني الأساتذة المساعدين ( الشباب ) بما أن هيئة التدريس لم تكن تعتبرهم أعضاء كاملي العضوية في هيئة التدريس بعد وبالتالي كان عليهم الحصول على المال اللازم من مؤسسات خاصة خارج الجامعة وتمثل الإنجاز الذي حققه الإخوان في المطالبة بالحصول على بطاقة طبية تخول جميع الأساتذة بما في ذلك الأساتذة المساعدين حق تلقي العلاج في المستشفيات الخاصة وعلى نفقة الجامعة وكان ذلك بلا شك إنجازا ملحوظا بالنسبة إلى شريحة الشباب من المدرسين في الجامعة.

لقد كانت أكثر الخدمات تقديرا وأوسعها شعبية في النقابات هي الخدمات الخاصة بالرعاية الصحية ولذلك طرح الإخوان سنة 1988 رؤيتهم الخاصة بالرعاية الصحية على نقابة الأطباء وقد تضمن مقترحهم دعم علاج أعضاء النقابة وعائلاتهم في المستشفيات والعيادات الخاصة وفي العام 1988 بلغ عدد المستفيدين من هذا المشروع أكثر من 17600 طبيب و 43960 من أفراد أسرة الأطباء وجري توسيع هذا المشروع في السنة التالية ( أى سنة 1989 ) ليشمل نقابة المهندسين حيث وصل عدد المستفيدين منه إلى 72000 وقد أظهرت أرقام المستفيدين حجم الحاجة إلى هذا النوع من الخدمات الصحية على الرغم من نظام التأمين الصحي القائم الذي ترعاه الدولة، وذلك قبل أن يتدخل النظام ويوقف كافة نشاطاتهم.

ويمكن الاستدلال على موقف المنهيين من أداء الإخوان من ارتفاع عدد المشاركين في انتخابات النقابة ففي انتخابات نقابة الطب التي جرت في العام 1990 مثلا أدلي حوالي 22000 بأصواتهم لصالح الإخوان مقارنة بالسنة السابقة عندما صوت 17000 للإخوان (16).

بل أن الإخوان سبقوا المؤسسات الحكومية أثناء زلزال 1992م بتقديم الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية، وإغاثة المضطرين، وإقامة الخيام للمتضررين، مما جعل النظام يهدم كل الخيام التي أقامها الإخوان في القلعة والقاهرة القديمة.

صدام الدولة بمستشفيات الإخوان

مؤسسات الإخوان الصحية والنجاحات التي حققتها على أرض الواقع دائما ما تزعج أى نظام لأنها يشعر بأنها تسحب من رصيده، ومؤخرا رأينا مصادرة كل مؤسسات الإخوان الصحية ووضعها تحت إشراف الدولة المباشر.

وجاءت القائمة كالتالي

_ محافظ القاهرة مستشفيات "رابعة العدوية- المركزى-الهدى- الفاروق- إشراق للخصوبة- حلوان للعيون- اليسر- الشهيد- التوبة- العادل- التخصصى- مستشفى الشرابية"

- محافظة الجيزة مستشفيات " العمرانية- نعمة للكلى بالحوامدية- الطالبية- الجمعية الطبية الإسلامية بالبدرشين- الجمعية الطبية الإسلامية بميت رهينة"

- محافظة المنوفية مستشفيات "المواساة بشبين- اشمون- تلا- الباجور- السادات- المليجى"

- محافظة القليوبية مستشفيات "صلاح الدين- ابن سيناء- التقوى- الرحمة"

- محافظة أسيوط مستشفى "أبو النصر"

- محافظة الإسماعيلية مستشفيات " الأمل للاحتياجات الخاصة".

- مستشفى عبيد بالإسكندرية (17).

المراجع

  1. محمد عبد الحكيم الخيال ومحمود الجوهري: الأخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية، الإسكندرية، دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع, 1980م
  2. مجلة الدعوة: العدد 62 السنة 31، شعبان 1401هـ/ 1981م، صـ 28، 29.
  3. موقع مستشفى الجمعية الطبية الرسمي.
  4. مجلة الدعوة: العدد 62 السنة 31، شعبان 1401هـ/ 1981م، صـ 28، 29.
  5. موقع باب: الجمعية الطبية الإسلامية (مصر)، 25 سبتمبر 2001م، رابط http://cutt.us/yuwBI
  6. مجلة الدعوة: العدد 60 السنة 30، جمادى الأخر 1401هـ/ 14 أبريل 1981م
  7. مجلة الدعوة: العدد 63 السنة 31، رمضان 1401هـ/ يوليو 1981م، صـ 21.
  8. مجلة الدعوة: العدد 24 السنة 28، ربيع الأول 1399هت/ مارس 1979م، صـ 7.
  9. مجلة الإخوان المسلمين: العدد 15، السنة الثالثة، الثلاثاء 22 ربيع ثان سنة 1354- 23 يوليه سنة 1935م.
  10. محسن راضي: الإخوان المسلمون تحت قبة البرلمان .. حقائق ومواقف، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 1991م، صـ 120
  11. المرجع السابق: صـ 128
  12. الإخوان في برلمان 2000، دراسة تحليلية لأداء نواب الإخوان المسلمين في برلمان 2000 – 2005م، مركز الأمة للدارسات والتنمية، والمركز الدولي للإعلام
  13. إسحاق موسى الحسيني: الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة، طـ 1،بيروت: دار بيروت, 1952م، صـ 185.
  14. أحمد البس: الإخوان المسلمون في ريف مصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 1987، صـ18.
  15. حسنين توفيق إبراهيم، هدى راغب عوض: الدور السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ظل التعددية السياسية المقيدة في مصر ..دراسة في الممارسة السياسية، 19841990م، طـ 1،مركز المحروسة للبحوث والتدريب والنشر، القاهرة، 1996م، صـ 320.
  16. هشام العوضي: صراع على الشرعية الإخوان المسلمون ومبارك (19822007) مركز دراسات الوحدة العربية (سلسلة أطروحات الدكتوراه ( 74)، 2009م، صـ 332.
  17. اليوم السابع