"حواري الإمام " حيث الحب منهج حياة
من وهج الشهيد حسن البنا-رحمه الله- استمد "حواريٌ الإمام" -كما لقبه الدكتور حبيب- تألقه وتوهجه،فقد كان تلميذا نجيبا لمؤسس هذه الحركة المباركة-حركة الإخوان المسلمين- وإمامها الشهيد حسن البنا رحمه الله،ومربيا حكيما سديد الرأي ثاقب النظرة مرهف الحس دقيق الشعور حاضر البديهة يقود أبناءه وإخوانه بحكمة الشيوخ حتى وهو في شرخ شبابه.
- صاحب عاطفة متدفقة يحيط بها كل من يلقاه ويبادره بالتعرف عليه ويعقد بينه وبينه صلة قلبية تترك أثرها وصداها في نفسه لا تبارحه.
ولا عجب فالدعوة كانت عنده حبا ملأ شغاف قلبه ،وكيف لا؟؟!
وهو الذي كتب رسالته الدافئة
( الدعوة إلى الله حب )
- يصل إلى قلوب الناس بحسن خلقه، وبشاشة وجهه، وجمال أسلوبه الدعوي،يترفق بالناس، يدخل السرور إلى قلوبهم، يشاركهم في مشكلاتهم، ويعمق العلاقة بهم، يقيم أواصر الحب معهم، يتلطف بالصغير، ويصبر على الجاهل، ويمتن الصلات الاجتماعية معهم، عن طريق التزاور، ومشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم.
وهو بسيط في مظهره، باسم الثغر، واسع الصدر، حليم على من يسيء إليه، ودود لإخوانه، رفيق بجيرانه وزملائه، وكان خفيف الظل، لا يُرى إلا مبتسماً، كثير الدعابة لإدخال السرور على من حوله، ولكن بأدب الإسلام، يروي القصص بأسلوب مشوق جميل، ويهدف من كل ذلك إلى استمالة قلوب المدعوين إلى دعوة الحق، ومنهج الحق، ودين الحق، صبَرَ في كل المحن التي تعرض لها.
له إسهام كبير في نشر الدعوة داخل مصر وخارجها، وله محبون وتلامذة في أكثر أنحاء العالم العربي، وفي الغرب.
يصفه المستشار عبد الله العقيل فيقول :
"والأستاذ من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين الذين حملوا رسالة الدعوة، وثبتوا على حملها، والتصدي لكل قوى الظلم والجور التي سعت لتعطيل المسيرة، أو إيقاف القافلة.
كان يستوعب الشباب وحماسهم، ويوجه هذا الحماس لخير الأمة والدعوة، وكان يعالج تطرف أفكارهم بالحب واللين، ويقول: سنقاتل أعداءنا بالحب."
فمن هو هذا الأستاذ الذى سيقاتل الناس بالحب؟؟
من هو هذا الإنسان الذى كان منهجه أن" الدعوة إلى الله حب، والحياة في سبيل الله أشق من الموت في سبيل الله ألف مرة"؟؟!
من هو الإنسان الرقيق الذى كان شعاره" الذوق سلوك الروح "؟؟!
هيا بنا نقترب من هذه الشخصية الفريدة التى كانت تحيا بالدعوة طيلة حياتها ،و خاضت في سبيل غايتها غمار المحن من اعتقال وسجن وتعذيب ، فما لانت لها قناة ولا فترت بين جوانحها عزيمة ، بل مضت تسجل في دأب يغبطها عليه أولو العزم من حملة الأقلام مضت تسجل ذكرياتها وخواطرها مع أستاذها الإمام البنا ، ذلك الذي ما غاب عنها طيفه ، ولا غاب عن مجلسها استدعاء كلماته ورسائله ، فتتحول هذه الخواطر كتبا تعلم وترشد وتضئ الطريق لسالكيه بما حوت من ذكريات ومواقف وأحداث منها ( حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية ) (و من المذبحة إلى ساحة الدعوة ) و ( في قافلة الإخوان المسلمين ) و( حكايات عن الإخوان ) ومع العاطفة الجياشة في ( الدعوة إلى الله حب ) ومع الحس المرهف ذلك الذي يسميه سياسة فإذا بها تسجل في قطرات مستخلصة من هذه السياسة مواقف تربوية نقدية في كتابها الرقيق ( الذوق سلوك الروح ) نبراسا لمن أراد أن يسلك إلى القلوب طريقا ( الطريق إلى القلوب )
هيا بنا نقترب من الحاج عباس السيسى –رحمه الله- ونحن نصغى السمع إلى وصاياه وتعاليمه :
ياشباب إن :
"الدعوة إلى الله فن، والصبر عليها جهاد.
والدعوة إلى الله حب، والحياة في سبيل الله أشق من الموت في سبيل الله ألف مرة.
ياشباب إن :
"الإسلام ذوق، والإسلام لطائف، والإسلام أحاسيس ومشاعر، هذا الدين يتعامل مع النفس البشرية، يتعامل مع القلوب والأرواح.
هذا الدين لم يبدأ باستعمال العضلات، ولا خشونة الكلمات، ولا بالتصدي والتحدي، ولكن بالكلمة الطيبة، والنظرة الحانية، قال تعالى: (وقولوا للناس حسنا)"
- بطاقة تعريفية :
- من مواليد 28/11/1918م رشيد البحيرة.
- حاصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية.
- تطوع بمدرسة الصناعات الحربية بتوجيه من فضيلة المرشد العام.
- التحق بورش سلاح الصيانة بعد التخرج.
- حضر معارك الحرب العالمية الثانية 1940م في الصحراء الغربية من النصابة إلى العالمية.
- تعرف على دعوة الإخوان عام 1936م، وتقابل مع الإمام في نفس العام.
- اعتقل عام 1948م لانتمائه لجماعة الإخوان لمدة ستة أشهر، ثم اعتقل عام 1954 لمدة عامين.
- ثم فصل من الخدمة عام 1956م.
- اعتقل مجددًا عام 1965 إلى عام 1974م.
- يُعد محيي دعوة الإخوان وباعثها من جديد بعد خروجه من المعتقل في السبعينيات.
- ساهم بدور بارز وفعَّال في نشر الدعوة خارج مصر، وشهدت له ساحات العالم بتحركاته وجولاته الدعوية وغرسه التربوي.
- عمل بصناعة الألبان وتجارتها في رشيد لمدة عشرين عامًا.
- ثم أسس دار القبس، ونشرت له عدة مؤلفات، منها:
(رشيد المدينة الباسلة- من المذبحة إلى ساحة الدعوة- الدعوة إلى الله حب- حس البنا مواقف في الدعوة والتربية- الطريق إلى القلوب- جمال عبد الناصر وحادث المنشية- في قافلة الإخوان المسلمين- الحب في الله (رسالة)- الذوق سلوك الروح).
- صبر واحتسب في كافة المحن التي تعرض لها.
- ونزل به البلاء من الله ممثلاً في مرضه الشديد الذي أصابه، ولكنه كان الصابر المحتسب حتى لقي الله في الثامن من رمضان 1425 هـ الموافق 22/10/2004م.
* دعوة تحيا فينا ونحيا بها:
كان نقطة مضيئة في دعوة الإخوان وهب حياته للإخوان ولدعوة الإخوان
ولنصغى إليه وهو يصف لنا وصفة نجاح الداعية فى مهمته :
"الذي يتصدى للدعوة يجب أن يكون مدفوعا من الأعماق بأهمية وقيمة توالد أجيال الدعوة، حتى لاتتوقف مسيرةالدعوة فى الوجود لنصرة الإسلام.
فالداعية الذي يتأجج بالألم العبقرى الذى يعيش فى وجدانه لما أصاب ويصيب عالم المسلمين.. يدفعه ذلك الألم بيقظة وقوة على أن يكون للدعوة على الدوام أزهار وثمار.
ولا ينجح الداعية فى مهمته حتى يتعبد بالإخلاص والتجرد(و ما توفيقي الا بالله) (ذلك الفضل من الله) ولا ينسى قصة الصحابى الداعية " مصعب بن عمير " حين ابتعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم داعية إلى الطائف، وجاء "سعد بن عبادة " متصديا. فقال له (سعد بن زرارة): يا مصعب.. هذا سيد قومه قد جاءك.. فاصدق الله فيه.
وتبدو نتيجة هذا العمل الخالص المخلص فى الأخلاق من أهم وأعظم وسائل الدعوة وهى:
الدعوة الصامتة
وهى التى تتمثل فى (( القدوة الحسنة )) فالقدوة الحسنة دعوة شاملة لاتحتاج إلى شرح أو مناقشة، فهى أقصر طريق، لأن الإيمان بالدعوة فى هذه الحالة سيكون إيمانا بالعين والصورة، والواقع الحى الناطق، وهو أقرب إلى التصديق والاقتناع، وقد قال الإمام البنا- رحمه الله-:
الكتاب يوضع فى المكتبة قلما يقرؤه أحد، ولكن المسلم الصادق كتاب مفتوح يقرؤه الناس، وهو أينما سار فهو دعوة متحركة (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة)
يحكى الباحث محمد عبد اللطيف عن تجربةالحاج عباس الدعوية فيقول :
ومما كان يؤمن به، ويدل منه على الفهم الصحيح والراقي للإسلام وأصول دعوته، وجوب أن يكون المتصدر للدعوة إلى الإسلام، مؤهلاً تأهيلاً يسمح له بذلك التصدر، والتعبير عن مفاهيم تلك الدعوة تعبيرًا ليس فيه لبس ولا غموض، يقول:
" ولما كانت رسالة الإسلام موجهة إلى عامة الناس على الأرض، كان من الضرورى أن يتصدر لهذا المجتمع الواسع دعاة على مستوى من العلم والقدرة والقدوة، ودراية بأسرار النفس البشرية، يتحلون بالصبر، وانشراح الصدر (قال رب اشرح لي صدري) طه: 25، وفراسة وبصيرة (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين) يوسف: 108، وفى الحديث: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله "، واستنهاض إمكانات الحواس الربانية، فى جذب القلوب، وتآلف الأرواح، والمعايشة فى رحاب حركة الدعوة ومجالاتها الواسعة، وهذا يكون بالكلمة الطيبة، والدعوة بالحسنى، والجدال- إن اقتضى الأمر- بالتى هى أحسن، والقدوة الصالحة، ذلك أن طهارة الهدف تستلزم- فى عرفنا- طهارة الأسلوب فى تحقيقها، وقبل الغاية يقتضى نبل الوسيلة حتما.
ومن هذا الفهم الراقي عند هذا الرجل -رحمه الله- توجيه الشباب للاتصال بالمجتمع، وعدم الانفصال عنه، وتعليم الناس الفهم الصحيح للإسلام، يقول:
"فقد ظلت العبادات عند كثير من المسلمين محصورة في شكل بدون روح، فالمسلم يؤدي عبادته ويتقوقع في ذاته وخصوصياته، دون الاهتمام بأن الإسلام رسالة ودعوة.
وبهذا انكمش دور المسلم الاجتماعي والحركي، فلم يمتد إلى جميع قطاعات المجتمع، لينقله ويصبغه بصبغة الإسلام، حقيقة وعملا، مشاعر وشعائر وشرائع، لبناء الأمة الإسلامية، وتحقيق الآمال".
* اكتب وروح القدس تؤيدك :
وحدها كتابات السيسي التي يمكن أن تنفذ إلى جوانب مجهولة من شخصية المرشد المؤسس حسن البنا، وأن تعرف به كإنسان قبل أن تعرف بسياسته ورؤيته ومنهجه في القيادة والدعوة، والعلاقة التي كانت تربطه بأتباعه وأنصاره:
كيف كان يجتذبهم ويربطهم به كالكواكب التي لا تستطيع خروجا عن فلكها، وكيف كان يتعامل معهم، وكيف كان يتذكرهم ويحرص على حفظ أسمائهم، وأي موهبة وحيل تلك التي ساعدته على ذلك، كيف كان يدير الخلاف ويحافظ على وحدة التنظيم. وكيف صار قلب التنظيم وروحه.
ووحدها كتاباته أيضا التي تتيح للباحث أو القارئ أن يلج الفناء الداخلي للحركة الإسلامية؛ فتضع يده على المفاتيح الأساسية وتدله على الأبواب الحقيقية لفهم دروبها الوعرة والملغزة، وتعرفه على أسطورتها الذاتية -بتعبير الأديب البرازيلي الأعظم باولو كويلو- وعلى الروح التي دبت فيها حتى صارت كائنا حيا، فمن خلال كتابات السيسي يمكن للباحث أن يتعرف ليس على الحركة الإسلامية كما تصورها بعض الكتابات في صورة الحزب السياسي الضخم، بل ككيان من دم ولحم.
هكذا يصف لنا الباحث حسام تمام أسلوب كتابة الحاج عباس رحمه الله ثم يكمل فيحكى لنا عن دوره فى إحياء الجماعة من جديد فيقول :
تولي عباس السيسي مسئولية إعادة بناء تنظيم الإخوان في الإسكندرية في إطار حركة إعادة البناء بعد خروج الإخوان من السجون في عقد السبعينيات، وتدرجت مهامه ومواقعه داخل التنظيم حتى صار عضوا بمكتب الإرشاد وتولى مسئولية قسم الاتصال بالعالم الإسلامي (الذي أسميه بوزارة خارجية الإخوان)، واتسعت علاقاته ورحلاته لأركان العالم الأربعة حتى زاد بريده اليومي الذي يأتيه من داخل وخارج البلاد عن بريد الحي الذي كان يقطن فيه!.
بلغ السيسي ذلك كله دونما شهادات علمية، فلم يكن سوى عامل بسيط لم يجاوز حظه من التعليم شهادة الدبلوم الصناعية، بدأ حياته عاملا بورش الصناعات الحربية، وحين خرج من السجون الناصرية من دون عمل احترف العمل بصناعة الألبان وتجارتها، ولما صار عضوا بأعلى سلطة في أكبر جماعة إسلامية -مكتب الإرشاد- لم يجد صعوبة في أن يقدم استقالته من منصبه، لأنه قدم ما لديه ولم يعد أمامه سوى ترك الفرصة للأجيال الجديدة
*بعض من مواقفه :
حكى أنه صلى فى أحد المساجد فوجد بجواره فى الصف بعد السلام شاب اسمر اللون وأحب الحاج عباس أن يجذب انتباهه إليه فسأله:الأخ منين من الشام ؟؟!!
فضحك الشاب وقال هل صاحب لون البشرة هذه يمكن ان يكون شاميا؟! فبادله الحاج بابتسامه ، أنا بتكلم عن لون القلب وتعارفا وصارت صداقه.
يحكى الحاج عباس رحمه الله فيقول :
"دعيت لزيارة مجموعة من الشباب، واستغرق السفر إليهم ثلاث ساعات!، وحين وصلت إليهم، وجدتهم قد استقبلوني وهم جلوس! ووجوههم جامدة، ومشاعرهم خامدة، وعيونهم ميتة، قدمني إليهم كبيرهم، فتحدثت إليهم بلا قلب، ولا روح، حتى إذا انتهيت من حديثي، شكرني، وخرجت كأنني كنت أعزي في ميت!! وعدت من حيث أتيت حزينًا لما شاهدت ورأيت!.
ومضت الأيام والأسابيع، وجاءني الأخ نفسه الذي دعاني أول مرة، جاء يدعوني لأكرر الزيارة مرة أخرى.
فقلت له: إلى أين؟
قال: إلى الإخوة.
قلت له: أهؤلاء إخوة؟
قال: نعم.
قلت: مستحيل أن يكون هؤلاء عندهم تذوق لمعنى الأخوة، كيف يكونون إخوة.. وقد جاءهم ضيف قطع إليهم مسافرًا أكثر من ثلاث ساعات، جاء إليهم بأشواق متلهفة، وعواطف مشتعلة، ونفس منشرحة؟ فيتلقونه بمشاعر جامدة، وهم جلوس كأنهم تلاميذ في مدرسة، لا تربطني بهم سوى علاقة المدرس في الفصل، فإذا أنهى الدرس خرج لا يلوي على شيء، لا عواطف ولا مشاعر ولا دعوة تجمع بينهم!!
لقد تركتكم كاسف البال، أتحسر على جمود العواطف، وفقدان يقظة القلوب، وحياة المشاعر التي هي سر وجودنا وحيويتنا وانتعاشنا.
أصاب أخي الخجل والحيرة، ثم بادرني يقول:.. إذا كان الإخوة قد فاتهم هذا المعنى في أول مرة، فسوف أقوم بالتنبيه عليهم، حتى يتداركوه المرة القادمة.
فنظرت إليه وقلت: يا سيدي إن هذه المواهب الروحية، واللمسات العاطفية، والأريحية، واللطائف النفسية، والذوق، لا تنهض بها توجيهات أو أوامر، وإنما تنهض بها: موحيات قلوب معطرة بالحب، مشتاقة تواقة إلى توأمها في العقيدة التي تتأجج بها القلوب.
واعتذرت لأخي عن الزيارة، رغم أني مشتاق إليهم، ومشفق عليهم".
* كلام من القلب إلى القلب :
"إن فى هذه الأمة مناجم من قلوب لا يحجبهما عنكم إلا غبار الزمن، وظهور الباطل على الحق"
"إن مهمتنا إيقاظ الشعب المسلم الذى نام طويلا ! ونحن فى حاجة إلى هزة روحية جبارة لتحريك وعى عقله الذى نام لفترة، وضميره الذى تحلل من أثر عوامل الظلم والقهر "
" نحن لا نجد لنا من سعادة إلا فى محاضن القلوب، وشواطئ ونعيم المشاعر التى نحس فيها ببرد العواطف النبيلة الحانية"
"الذوق هو الأخلاق حين تتألق في إنسان، وتتجلى في أحاديثه وتعاملاته... فالذوق: هو الإنسان في أبهى صورة، وأرقى حضارة، وصدق الله حين عظَّم شأن رسوله صلى الله عليه وسلم بالثناء على أخلاقه: وإنك لعلى" خلق عظيم "
* قالوا عنه :
" سيظل معلماً بارزاً في مسيرة دعوتنا، حيث كان له دور متميز في داخل هذه الدعوة المباركة، سواء في مرحلة التأسيس، وحتى مطلع الخمسينيات، أو في مرحلة المحن والسجون من الخمسينيات وحتى مطلع السبعينيات، ثم في مرحلة استئناف وإعادة التأسيس منذ السبعينيات وحتى مرضه في السنوات الأخيرة، وليس فقط على مستوى الإسكندرية، ولا على مستوى مصر بأسرها، بل مستوى العالم العربي والعالم كله، ولقد ترك آثاراً واضحة وبصمات في كل مكان ذهب إليه وارتبط اسمه بالحب والبشر".
المهندس خيرت الشاطر –فك الله أسره-النائب الثاني للمرشد العام
كتب الشيخ سعيد حوى -رحمه الله- في تقديمه لكتاب الدعوة إلى الله حب:
"والأخ عباس السيسي ممن عايش الأستاذ البنا ونهل من معينه العذب، فتجسدت فيه معاني هذه الدعوة في صفاء ورواء، ومن أعلى ما تجسد فيه خلق الإخاء، فهو صافي المودة كثير العطاء حيثما توجه نشر من عبير روحه الحبّ، فلا يكاد يجتمع مع أخٍ حتى يشعل في قلبه نور الإخاء في الله حارًّا متوقدًا منيرًا؛ لأنه هو كذلك، فتراه يغرف منه الصغير ويرتشف منه الكبير، وهو بطبيعته شفاف النفس حساس الوجدان مع تأمل عميق، وفراسة صادقة وفطرة صافية، وقدرة كبيرة على أن يحيط الكبار والصغار بعطفه وأن يتجاوز عن الأخطاء ويغضَّ الطرف عن الزلات، ويتحمل في الله المصيبات، مما جعل الكثيرين من شبابنا يتعلقون به بمجرد أن يعرفوه؛ لأنهم يجدون عنده حبًّا بلا مصلحة، وأبوة بلا مطالب شخصية، وأخوة تتقارب في أجوائها فوارق السن والقدر بسبب من تواضع لا يعرف إلا الحدود الشرعية".
أما رئيس حركة حمس بالجزائر أبو جـرة سلطاني فيقول :
"الشيخ والداعية المجاهد عباس السيسي رحمه الله، عالم ربّاني، وداعية مقتدر، ومربّي حاذق، ومصلح اجتماعي كبير. فالكثير منّا في الجزائر تتلمذ على كتاباته، واستأنس بتوجيهاته وتعلق بأسلوبه التربوي الرّوحاني المتميز، الذي يبقى منارة للأجيال من بعده ومعالم يستضاء بها على هذا الدرب النير ضمن هذه السلسة من الحلقات الذهبية التي لا يخبو نورها بل تزداد نورا وحياة ويزداد التفاف الأجيال حولها".
وهاهو تلميذه النجيب الدكتور إبراهيم الزعفراني يصفه فيقول :
"رجل الحب حب الخير وحب الناس ، رجل البسمة صاحب القلب الكبير الذي استقبل به المحن والشدائد بالحب وكان شعاره الدعوة الى الله حب ، وهو أحد رجالات قافلة الاخوان المسلمين، وهو استاذ الذوق في كل شئ في ملبسه ومأكله وكلماته التي سطرها للصغير والكبير "
"من وهج الإمام البنا استمد حواري الإمام البنا "الحاج عباس السيسي" تألقه وتوهجه، وقال ما أحوجنا إلى هذا الصنف الفذ الذي لم تفارقه البسمة أبدًا حتى في أوقات الشدة، فكان رحمه الله يحنُّ علينا، ويضعنا تحت جناحيه ويملأنا بعطفه رغم ما عاناه في السجون والمحن التي لم تزده إلا صلابةً وقوةً وعمقًا ورسوخًا، ثم جاءه المرض في هذا السن فصبر صبرًا جميلاً، ما وهن وما فتر، وكان حزنه الشديد وألمه أنه لا يستطيع الحركة حتى يطل بنظراته على الإخوان.
كان نقطة مضيئة في دعوة الإخوان وهب حياته للإخوان ولدعوة الإخوان، وكان كريمًا معها، فبهذا النموذج تحيا دعوة الإخوان كما أنها تحيا بهذا الحب الفياض الذي لو علم الملوك حقيقته لقاتلونا عليه،"
الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام
أما رفيق دربه وصديق عمره الأستاذ جمعة أمين فيقول :
"أخ حبيب ومعلم وأستاذ، عشتُ معه وكنا معًا كما قال ربنا (( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ))
فكان نعم الرجل والأستاذ والمربي، إنه رجل لا يموت؛ لأن تاريخه باقٍ فينا وأثره، لقد صُبَّ عليه البلاء صبًّا وأصابه المرض فترة طويلة، ولكنه كان نعم الرجل الصابر المحتسب، كنَّا نزوره في مرضه فنجد لسانه قد أثقل عليه في الكلام ولكنه بمجرد لقاء إخوانه وجلوسهم معه فترة نجد لسانه وقد انطلق لمجرد رؤيته لإخوانه، كان يفيض حبًا، وكان بمثابة الماء الذي يُروى به نبت الدعوة وزرعها، لقد كان كتابًا صفحاته مضيئة علمنا فيها أن الدعوة حب، وعلمنا أنه لا عنف في دعوتنا، كتبها في كتبه، وبثها إلينا وربانا عليها، وعلقها في بيته ليراها كل زائر، سلوانا أنه ترك لبناتٍ ولبناتٍ يشتد بها البناء ويعلو.
وقبل الوداع
يا شباب هذه الدعوة المباركة
يا شباب يا ثمرة هذه الشجرة الطيبة
هؤلاء هم القدوات
فلنعد للإخوة رونقها
و لنعد للحب فى الله بهاؤه
ولنعد للذوقيات مكانها
وما أجمل أن نختم
ونحن نصغي خاشعين لهذه الوصية الخالدة
ياشباب إن :
الجهاد بالحب في الله، هو الفرصة المتاحة، والسياسة المباحة، التي لا تعوقها حدود ولا يصادرها قانون، لأنها نبض وهواتف ومشاعر وأحاسيس.. والحب في الله هو السبيل الذي ليس له نظير ولا مثيل.
تعلم الحب والذوق من هذه الشخصية الفريدة
المصدر
- تقرير: "حواري الإمام "حيث الحب منهج حياة موقع اخوان الدقهلية