تاريخ الإخوان في محافظة السويس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في محافظة السويس

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمون

جغرافية السويس

السويس أكبر مدينة مصرية على البحر الأحمر وتقع على الطرف الشمالي لخليج السويس. أطلق اسمها على قناة السويس التي تربط البحر المتوسط والبحر الأحمر.كانت تسمى قديما القلزم تقع شرق دلتا نهر النيل، غرب خليج السويس، على المدخل الجنوبي لقناة السويس. يحدها شمالاً الإسماعيلية، وجنوباً البحر الأحمر، وشرقاً جنوبي سيناء، وغرباً القاهرة والجيزة.

ويوم 24 أكتوبر 1973 تجسدت بطولات مدينة السويس لصد العدوان الإسرائيلي على المدينة من خلال أبناءها.


بداية البذرة

لقد كانت محافظة السويس من المحافظات القريبة لمحافظة الإسماعيلية والتي انطلق منها وهج دعوة الإخوان المسلمين ليصل لكثير من المحافظات القريبة من الإسماعيلية، وكان منها السويس هذه المحافظة الآبية التي شهدت على عظم شعبها.

ففي عام 1929م كان في السويس قاضٍ شرعي هو فضيلة الشيخ محمد أبو السعود الذي قام بحركة علمية طيبة، واستطاع أن يجمع حوله العلماء يتدارسون أمر دينهم ويعظون الناس، فلما عزم الإمام البنا على نقل الدعوة إلى السويس، زار مجلسه، والتقى ببعض الأئمة والعلماء وتعارفوا فيما بينهم، فوجد الإمام البنا منه استعدادًا طيبًا، ثم دُعِي الإمام البنا لزيارة السويس بعد ذلك، فاتصل ببعض هؤلاء الإخوة وهم: الأستاذ/ محمد الهادي عطية، والأستاذ/ حسن السيد، والأستاذ/ محمد الطاهر منير أفندي، والشيخ/ عفيفي الشافعي عطوة والتقى بهم، ونتج من هذا اللقاء إنشاء شعبة للإخوان بالأربعين بالسويس، يرأسها الشيخ عفيفي الشافعي، والتي تطورت حتى صارت منطقة بها أكثر من شعبة، ولها دار فخمة، وبناء ضخم عظيم، وفتح الله أبواب الخير فإذا شُعب البحر الأحمر في الغردقة، ورأس غارب والقصير وسفاجة.. إلخ. وكان الإمام البنا يحرص دائمًا على زيارة شعبة الأربعين في بدايتها وكذلك باقي الشعب.

وفي السويس ازدادت الدعوة انتشارا في السويس وأصبح فيها شعبتان إحداهما في المدينة ويرأسها الأستاذ الشيخ عبد الرازق البجيرمي باشكاتب المحكمة الشرعية، والأخرى في حي الأربعين ويرأسها الأستاذ عفيفي الشافعي عطوة مأذون الجهة.


إخوان السويس ومجلس الشورى الأول للإخوان

بيان بشعبة السويس عام 1937م

كانت السويس من أوائل المحافظات التي تلقت الدعوة بصدر رحب، وبرز منها علماء أفاضل أمثال الطاهر منير وعفيفي الشافعي عطوة ومحمد الهادي عطية وغيرهم، حتى إذا انتقل المركز العام للقاهرة وعقد أول مجلس شورى للإخوان فسارع إخوان السويس بالحضور للدفع بدعوتهم إلى قلوب الناس، وقد عقد هذا المجلس في مدينة الإسماعيلية يوم الخميس الموافق 22من صفر 1352هـ الموافق 15من يونيو 1933م، وقد حضره الأساتذة عفيفي الشافعي نائب الأربعين بالسويس، ومحمد حسن السيد سكرتير الأربعين، وسليمان عويضة عضو الأربعين.

ولقد أصدر المجلس عدة قرارات وعرائض للملك وشيخ الأزهر وقد شارك في التوقيع عليها نائب السويس وقد جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

"الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

إلى سدة صاحب الجلالة الملكية حامي حمى الدين ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدى.

يتقدم أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية بتاريخ 22صفر سنة 1352هـ، والممثلون لخمسة عشر فرعًا من فروع جمعية الإخوان المسلمين برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب.

ويلجأون إلى جلالتكم راجين حماية شعبكم المخلص الأمين من عدوان المبشرين الصارخ على عقائده وأبنائه، وفلذات كبده بتكفيرهم وتشريدهم وإخفائهم، وتزويجهم لغير أبناء دينهم، الأمر الذي حظره الإسلام وحرمه وتوعد فاعليه أشد الوعيد، وقد جعلكم الله تبارك حماة دينه والقائمين بحراسة شريعته، والذائدين عن حياض شريعة نبيه، وعرف العالم كله لجلالتكم المواقف المشهورة والمشاهد المذكورة في الاستمساك بحبل الدين المتين والحرص على آدابه وشعائره، وحمايته من المعتدين عليه ونشر تعاليمه وتشجيع أهله والعناية بكتاب الله تبارك وتعالى أجزل العناية، وأن مصر زعيمة الشرق ورعية الملك المسلم العادل لا تقبل أن تكون يومًا من الأيام مباءة تبشير أو موطن تكفير تستمد ذلك من غيرة مليكها وقوة إيمانها.

لهذا لجأنا إلى سدتكم العلية راجين أن يصدر أمر جلالتكم الكريم إلى حكومتكم الموفقة بالضرب على أيدي هذه الفئة وإنقاذ الأمة من شرها، والوصول إلى هذه الغاية بكل وسيلة ممكنة، ونعتقد أن من الوسائل الناجعة:

أولا: فرض الرقابة الشديدة على هذه المدارس والمعاهد والدور التبشيرية والطلبة والطالبات فيها إذا ثبت اشتغالها بالتبشير.

ثانيًا: سحب الرخص من أي مستشفى أو مدرسة يثبت أنها تشتغل للتبشير.

ثالثًا: إبعاد كل من يثبت للحكومة أنه يعمل على إفساد العقائد وإخفاء البنين والبنات.

رابعًا: الامتناع عن معونة هذه الجمعيات بتاتًا بالأرض أو بالمال.

خامسًا: الاتصال بحضرات الوزراء المفوضين في مصر والخارج حتى يساعدوا الحكومة في تنفيذ خطة الحزم حفظًا للأمن ومراعاة لحسن العلائق.

وإننا إن أدلينا بهذه الآراء فنحن نعتقد أن حزم جلالة الملك المفدى وثاقب رأيه السديد وغيرته الدينية المعروفة كل أولئك كفيل برأب الصدع وإسعاد الأمة وإنقاذ الشعب من أيدي المعتدين.

وإليكم يا صاحب الجلالة أصدق آيات الولاء والإجلال من المخلصين لعرشكم المفدى.

القاهرة: 27 من صفر سنة 1352هـ


إخوان السويس وأول مكتب الإرشاد

بعدما انعقد مجلس الشورى الأول للإخوان تم بعدها اختيار مكتب إرشاد للإخوان وقد تشكل من عدد من قادة الإخوان وكان فيه فضيلة الأستاذ الشيخ عفيفي الشافعي عطوة نائب الأربعين بالسويس ومأذونها الشرعي ومن علماء الأزهر عضوا منتدبا .


إخوان السويس ومجلس الشورى الثاني للإخوان

انعقد في بورسعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م مجلس الشورى العام الثاني للإخوان المسلمين وقد حضره عدد كبير من الإخوان من شتى القطر المصري وقد شارك من السويس كلا من:

1- الأستاذ الشيخ عفيفي الشافعي عطوة.

2- الأستاذ الشيخ عفيفي علام.

3- محمد علي الشهاوي أفندي.

4- سعيد عبدالله أفندي .

5- إبراهيم الشرايحي أفندي .

6- الحاج محمد الأجرود.

7- السيد سالم أفندي.

إخوان السويس ومجلس الشورى الثالث للإخوان

محمود فرج الله أفندي أحد إخوان السويس

كان مجلس شورى الإخوان يجتمع كل عام ليناقش سياسة وإستراتيجية العمل خلال العام القادم ويحاسب عن الأعمال التي جرت في العام الماضي، وقد شارك إخوان السويس فيه.

وقد رأى "مكتب الإرشاد" أن يكون انعقاد مجلس الشورى في عطلة عيد الأضحى بالقاهرة، ووجه الدعوة إلى الإخوان، وقد عَقد المجلس جلساته في الفترة من يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م حتى يوم الاثنين 13 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 18 من مارس 1935م، وقد حضر عن السويس:

1- الأستاذ الشيخ محمد الهادي عطية.

2- محمد الطاهر منير أفندي.

3- محمد حسن السيد أفندي.

4- حسين حسنيأفندي .

5- محمود فرج الله أفندي.

وقد اعتذر عن الحضور الأستاذ الشيخ عفيفي عطوة – نائب السويس.

وكان من ضمن قرارات هذا المجلس شكر دائرة السويس على ما تبذله من همة بمساعدة المكتب عمليًا في نشر الجريدة.

وقد جاء بيان بشعب وفروع الإخوان في السويس عام 1937م على نحو:

كما كان مندوب السويس عام 1940 هو الأستاذ محمد الطاهر منير أفندى ومسئولها الدكتور حامد الغوابى.

إخوان السويس والهيئة التأسيسية

عام 1945م تم اختيار الهيئة التأسيسية من الرعيل الأول للإخوان، وقد اختير فيه من السويس الأستاذ إبراهيم الدسوقي، محمد الهادي عطية، محمد الطاهر منير.

كما حضر الجمعية العمومية للإخوان من السويس والتي كانت في اليوم الثاني من عيد الفطر الموافق 2 من شوال عام 1364هـ الموافق 8 من سبتمبر 1945م ودعا إليه رؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد في جميع أنحاء المملكة المصرية للنظر في موقف الإخوان من الحقوق الوطنية في الظروف الحاضرة كلا من:

محمد الطاهر منير، مختار الهايج، إبراهيم الدسوقي، محمد شفيع عبد الكريم، يوسف، أحمد كمال


زيارات الإمام البنا للسويس

الإمام البنا خلال زيارته للسويس عام 1934م

لقد زار الأستاذ البنا السويس كثيرا وزار شعبها وخطب في مساجدها، فقد زار وفد من مكتب الإرشاد مدينة السويس العامرة وقد كتب أحد أعضاء مكتب الإرشاد تقريرًا عن هذه الزيارة وهذا نصه: كان يوم الخميس الماضي 11 من جمادى الآخرة سنة 1353هـ - 20 من سبتمبر 1934م موعدًا لزيارة مكتب الإرشاد العام لجمعية الإخوان المسلمين مدينة السويس العامرة.

وما دقت الساعة الرابعة بعد منتصف النهار حتى قام ذلكم الوفد الميمون وعلى رأسه فضيلة الأستاذ المرشد العام متجهًا إلى عين شمس حيث يبدأ الطريق الموصل إلى مدينة السويس عن طريق الصحراء.

نفوس طاهرة: وحيا الله تلك النفوس الطاهرة نفوس إخواننا في الله من فرع جمعية الإخوان المسلمين بباب البحر بالقاهرة، هؤلاء الإخوان الكرام الذين لم ينضموا إلى الجمعية إلا منذ شهر أو أقل وقد وصل إلى علمهم نبأ زيارة فضيلة المرشد العام ومكتب إرشاده لمدينة السويس فأبوا إلا أن يرافقوا إخوانهم في رحلتهم المباركة الموفقة بحول الله القدير.

مفاجأة: وكم كان جميلاً حينما وقع نظرنا عليهم وهم وقوف في انتظارنا حول سيارتهم على رأس الطريق الموصل إلى السويس من ألماظة وكم كانت مفاجأة أثلجت الصدور ووجبت لها القلوب من فرح وسرور.

بدء الرحلة: وتحركت السيارات باسم الله مجريها ومرسيها تخترق رمال الصحراء، وتنساب على وجهها انسياب المها والظباء، متجهة نحو الشرق، وللشرق إشراقه ومعناه؛ وللشرق نوره الوضاء، وضياؤه اللألاء.

ووقفت سيارتنا بعد دقائق معدودات أمام نقطة حرس الحدود الأولى، وهنا لا أملك نفسي عن إظهار ذلك الشعور الذي جاش بصدري وملك قلبي وفاضت به نفسي، حينما بدأنا الحارس بتحية الإسلام، فردها بثغر بسام. وقد انطبع على محياه معنى سام من معاني الحب في الله.

وأي شيء في الوجود أسمى من هذا المعنى وأي غاية في الحياة أنبل من هذه الغاية الشريفة الطاهرة؛ وأية عاطفة في هذا العالم تربط القلوب برباط وثيق من نور غير هذه العاطفة الزكية النقية.

واستأنفنا السير بعد تأدية الحارس لواجبه وحييناه بتحية الإسلام، وحيانا بمثلها؛ ويالها من تحية لها أثرها في قلوب المؤمنين وما أجملها تحية تسيل رقة وحنانًا ومودة ورحمة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تتفتح لها القلوب المؤمنة وتنشرح لها الصدور المسلمة؛ وكيف لا يكون ذلك وهي قد جمعت كل معاني الإخلاص الصحيح والحب الصادق، فهنيئًا للمسلمين بما حباهم الله به من علم وما أسبغه عليهم من فضل، وكان الله بالمؤمنين رءوفًا رحيمًا (لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال: 63].

وأخذت السيارات تنهب الطريق نهبًا وتطوي الأرض طيًا، وأخذت أجيل النظر في هذا الفضاء المترامي الأطراف البعيد المدى حتى وقع بصري على الشمس وهي تختفي رويدًا رويدًا وراء الأفق، وقد توجت رءوس الجبال بتيجان من جلنار، واصطبغت بلون أشعتها القرمزية قطع السحاب المتناثرة في أجواز الفضاء من جهة الغرب فكان منظرًا بهيجًا له روعته وجلاله؛ أثر في النفس أيما تأثير، وملأ نواحي القلب أيما امتلاء، فحيثما وليت وجهك لا ترى إلا آيات العظمة وقوة السلطان الدالة على قدرة مبدع الأكوان، فهتفت نفسي هتاف المعترف بالعبودية المقر لرب العزة بالوحدانية، الله أكبر الله أكبر، وكأني في تلك اللحظة وقد رددها معي الفضاء وتجاوبتها رمال الصحراء.

وشعرت بالسيارة التي تحملنا وقد خفف السائق من سرعتها، تتهادى في سيرها، ونبهني صوت فضيلة المرشد العام إيذانًا بحلول صلاة المغرب.

نحن الآن أمام نقطة مصلحة الطرق والكباري في الكيلو الثالث والأربعين بطريق القاهرة والسويس وقد وقف الركب استعدادًا لأداء صلاة المغرب.

وعلا صوت فضيلة المرشد العام يدوي في الفضاء حلوًا رنانًا، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله..

ولا تسل أيها القارئ الكريم عما غشينا من رهبة وما تملكنا من روعة، لذلك النداء القدسي الهائل وسط هذا السكون والهدوء الشامل، نداء تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده.

وهرع كل من بذلك المكان من رجال ملبين داعين الله ووقف الجميع صفًا صفًا كأنهم بنيان مرصوص في ذلة وخضوع، يحمدون الله على ما أسبغ عليهم من نعم وما آتاهم من فضل، ولسان حالهم يقول (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ) [الأعراف: 43].

ما أروع الصلاة في الصحراء.. وقد وقف الإنسان بين يدي باسط الأرض ورافع السماء بعيدًا عن تلك الحياة الصاخبة اللاجبة، هدوء يبعث الرهبة في النفوس وسكون يشعر بعظمة الملك القدوس.

وما فرغنا من الصلاة حتى قام كل يصافح أخاه في رحمة وحنان، غرسها في قلوب المؤمنين الواحد الديان (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا) [محمد: 29] وقد قام أحد العمال مرحبًا بنا ووجهه يتقطر بشرًا وسرورًا وعيناه تشع ضياء ونورًا، ونادى على أحد زملائه أن أحضر الطعام للإخوان ونادى آخر أن أخرج الشاي للضيفان، ذلك وهو لا ينفك عن إظهار فرحه بمقدمنا وسروره بزيارتنا وتلك شيمة المسلم الحر وسجية المؤمن الحق.

والعامل أيها القارئ الكريم وما أدراك ما العامل وبخاصة هؤلاء المقيمون في كبد الصحراء حيث لا نبات فيها ولا ماء وحيث لا يصلهم غذاؤهم إلا بكل عناء، يجودون به راضية نفوسهم ومطمئنة قلوبهم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.

وكان لزامًا علينا أن نغادر المكان على وجه السرعة لنصل إلى السويس في الموعد المضروب فلنستأذن للانصراف، وأبنا لهؤلاء الكرام السبب في مفارقتهم راغمين، فأذنوا، ولكن بعد تناول الشاي.

في الطريق: وركبنا السيارة وطارت تسابق الريح، وسطع القمر يرسل أشعته الفضية على التلال والأكام، يضيء الفضاء وينير فيافي البيداء، وأخذت أسأل نفسي عمن جابوا هذه الصحراء في العصور الأولى وكم منهم خرج يحدوه الطمع ويدفعه الجشع، وكم منهم خرج في سبيل الله مجاهدًا بماله ونفسه وهو لا يرى في ذلك فضلاً.

إيه لك أيتها الصحراء ذات الأسرار الغريبة والأحاجي العجيبة، كم أزهقت فوق رمالك نفوس طيبة، وكم ضمت من أجسام طاهرة نقية خرجت من ديارها وخلفت الأهل والوطن ولا غاية لها إلا إعلاء كلمة الله ونصرة دينه.

في ذمة الله ورحمته أيها المسلم النبيل، يا من خرجت من وطنك تقطع الفيافي والقفار، وتجوب الصحاري وتخوض البحار؛ تبذر في الأرض بذور الإسلام وتضيء العالم بنور الإسلام وقد بعت في هذا السبيل لله نفسك ومالك حتى إذا اعترض طريقك معترض أو صدك عن سبيلك معوق، أزحته بحد الحسام وأعملت في جسمه الصارم الصمام لا ترهب كثرته ولا تخشى صولته وأنت تتغنى بقول القائل:


ولست أبالي حين أُقتل مسلمًا
على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ

يبارك على أشلاء جسم ممزع


ففي رحمة الله أيها الجندي المجهول ولو كان في الدين إقامة النصب والتماثيل لأقمنا لك في كل مكان تمثالاً فأنت الجدير بتخليد الذكرى عمن عداك.

وأخرجني من ذلك الخيال أصوات تكبير وتهليل تملأ الهواء ويرددها الفضاء، وخف سير السيارة ونظرت حولي فإذا بجمع حافل من الإخوان الكرام وقد وقفوا لاستقبالنا عند نقطة الحدود الأولى من جهة السويس، وسار ذلك الجمع الحاشد وما كان أبهاه منظرًا يسترق القلوب ويملك أعنة النفوس، جمع كل محبة وإخلاص في الله ومن أجل الله، ووصلنا إلى دار جمعية الأمر بالمعروف حيث كان الاجتماع هناك بدعوة من حضرات أعضائها الكرام جزاهم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء، وأشعر أنني مهما أطنبت في مدحهم فلست بموفيهم حقهم وإذا أقول لهم:

ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها
عقود مدح فما أرضى لكم كلمي

بدء الحفلة: وصلنا في الساعة الثامنة مساء وكان موعد بدء الحفلة في الساعة الثامنة والنصف، وكان المكان غاصًا بالإخوان من أهالي السويس الكرام حتى لم يبق موضع لقدم، وما أزف الموعد حتى افتتح الاحتفال بتلاوة آي الذكر الحكيم ثم قام إلى منصة الخطابة فضيلة الأستاذ الجليل الشيخ مصطفى محمد الحديدي الطير وكيل مكتب الإرشاد فألقى كلمة شيقة بليغة ضرب بها الرقم القياسي في متانة الأسلوب وتناسق الألفاظ وأبان فيها واجب المسلم في الحياة، وما انتهى منها حتى هلل الجمع وكبر تكريمًا لفضيلته.

ثم تلاه فضيلة الأستاذ المرشد العام فخلب الألباب بسحر بيانه وعذوبة لفظه وفصيح عبارته، وجذب القلوب بحسن إلقائه المعهود فكانت كلمة آية في الإبداع ومحاضرة قيمة خرج منها الجمع وقد فهم كل واجبه في الحياة، وعرف كل ما يريده الإسلام من كل مسلم يقول: لا إله إلا الله.

وانتهى الحفل حيث كانت الساعة الثانية عشرة تقريبًا وترك فضيلة الأستاذ المرشد العام منبر الخطابة بين التهليل والتكبير والصلاة على البشير النذير، وهرع الكل لمصافحة الأستاذين الجليلين وهم يلهجون بالدعاء لهما والثناء عليهما، فبارك الله في تلك النفوس الزكية، وحيا الله تلك القلوب الطاهرة النقية.

حضرات أصحاب الفضيلة أئمة المساجد: وكانت جلسة مباركة عقب الاجتماع أقمارها حضرات أصحاب الفضيلة أئمة المساجد بالسويس، وحقًا كانت جلسة روحية سامية تجلى فيها الحب الإسلامي الصحيح والأخوة الإسلامية الحقة، وكم كان لدعوتهم وفد مكتب الإرشاد العام لإلقاء عظات بمساجدهم بعد صلاة الجمعة وقع في النفوس، وكم كان أجمل من هذا دعوتهم لفضيلة الأستاذ المرشد العام لإلقاء خطبة الجمعة بمسجد سيدي الغريب والأستاذ الطير بمسجد سيدي الأربعين وأيم الله إنها لنفس عالية وشعور راق.

في اليوم الثاني: وكان يوم الجمعة المبارك حيث تفرق حضرات أعضاء مكتب الإرشاد على المساجد فألقى كل منهم كلمته بما فتح الله عليه به، وكان منزل الأستاذ محمد الهادي عطية مكان اجتماع الإخوان بعد الصلاة حيث سبقت إليهم دعوة بتناول طعام الغداء على مائدته.

العودة: وفي الساعة الخامسة مساء تحركت السيارات تقل حضرات أعضاء مكتب الإرشاد عائدة إلى القاهرة تخترق شوارع المدينة بين التكبير والتهليل والدعوات الطيبات لجمعية الإخوان المسلمين ومرشدها العام الأمين، وكنت أود أن أصف لحضرات القراء ما لاقيناه في العودة من طرف وأتانا بها القدر إلا أنني أطلت على حضراتهم فحسبي هذا القدر.

كما كان دائما ما يسافر للحج عن طريقها، ففي أول رحلة حج للإمام البنا زار السويس وألقى بها محاضرة، فقد أعلن مكتب الإرشاد أن الإمام البنا سيغادر القاهرة يوم الأحد ظهرًا ويقضي ليلة في السويس يلقي فيها محاضرة بدار النادي الرياضي في موضوع "الحج رياضة كبرى للجسم والروح"، ثم يستقل الباخرة في 24 من فبراير 1936م.

كما زار الإمام الشهيد و الأستاذ محمود صالح والأستاذ عبد الله عبد اللطيف المازنى وإخوانهم السويس حيث يصفا الرحلة بقولهما: وصل قطار السويس فى السابعة والربع من صباح الخميس 9جمادى الأولى الموافق 7يوليو 1938م، وكان هؤلاء النفر الصالح من ركاب الدرجة الثالثة، وبعد انطلاق القطار انشغل كل فرد من الأفراد بشأنه؛ فمنهم من تأمل الصحراء من نافذة القطار واستغرق فى خواطره، ومنهم من أراد أن يأخذ قسطًا من الراحة يتزود به لتلك الرحلة، وانشغل الإمام البنا فى قراءة القرآن ومراجعته؛ حتى تنبه إخوانه لذلك فاستمعوا للقرآن وأنصتوا.

وعندما اقترب القطار من السويس أخرج الإمام البنا من حقيبته فرشاة نظف بها ملابسه، ثم أخرج الأخرى ليسوى بها شعر رأسه، ثم يلحقها بزجاجة عطر يتعطر بها، ويتهيأ للقاء إخوانه. وعندما وصل القطار إلى محطة السويس فى التاسعة والنصف كان إخوان السويس فى استقبال الإمام الشهيد ورفاقه، ثم اصطحب إخوان السويس الإمام الشهيد إلى دار الإخوان المسلمين بالسويس؛ حيث تفقد الإمام الشهيد مدرسة الإخوان بالسويس، ثم صعد إلى الطابق الثانى حيث مكان الإدارة والاجتماعات، ثم أخذ الإخوان قسطًا من الراحة حتى صلاة الظهر، ثم ذهب الجمع إلى منزل الأخ محمد الهادى عطية مندوب الإخوان بمنطقة القنال لتناول طعام الغداء.

وبعد صلاة العصر ألقى الإمام درسًا دينيًا اجتماعيًا فى المصلين، ثم صحب الإمام وإخوانه الأخ محمد الحلوجى من إخوان السويس فى جولة داخل المدينة للتعرف على معالمها، وفى المساء تناول الإمام البنا وإخوانه طعام العشاء، ثم أقيم حفل للإخوان بدار الجمعية بالسويس، ألقى فيه الإمام محاضرة جامعة، ثم تفقد أحوال شعب السويس، وامتد السهر إلى ساعة متأخرة من الليل.

وأثناء رحلة الحج للإمام البنا عام 1946م عاد الأستاذ البنا وصحبه على الباخرة أركوباس ووصل محجر الطور يوم 10 محرم1366هـ الموافق4/12/1946م, فنزلوا فى المكان المخصص لهم, وتصادف أن كان وزير الصحة يتفقد الحجاج, فذهب فى المساء إلى حيث ينزل الأستاذ البنا فحياه وتمنى له عودا حميدا وصحة جيدة فشكره الأستاذ البنا على ذلك.

وفى السويس أصطحب الإخوان لتحية الأستاذ البنا وصحبه إلا أن البوليس والجيش حولوا الميناء إلى ثكنة عسكرية حتى يمنعوا الأستاذ البنا من الالتحام بالجماهير الموجودة من الإخوان, وصعد قائد حصار الميناء إلى الباخرة وأبلغ الأستاذ البنا أنه يجب عليه عدم النزول للسويس ويجب السفر للقاهرة فورا, وبعد الساعة التاسعة كانت في انتظاره عربة على الرصيف حيث استقلها الأستاذ البنا وخرجت من طريق غير الطريق المعتاد وأمامها أحد الكونستبلات على موتوسيكل ليدلى السائق وخلف العربة لوريات من رجال البوليس ببنادقهم حتى خرج الأستاذ البنا من السويس , كما عسكر البوليس أمام دار المركز العام للإخوان بالحلمية الجديدة لمنع التجمهر, ووصل الركب وكان في استقباله أعضاء مكتب الإرشاد وقليل من الإخوان.

كما عادت إلى مصر مرة أخرى بعثة الإخوان فوصلت إلى السويس صباح 21 من المحرم1368هـ وعلى رأسها الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي, وكان فى استقبالها إخوان السويس, والأستاذين عبد الحكيم عابدين وعبده قاسم نيابة عن المركز العام, ووصلوا بعد الظهر جميعا إلى القاهرة.

إخوان السويس والأقباط

الإخوان لديهم قاعدة كبيرة وهي لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وأن الأقباط شركاء في الوطن فلا ينكر أحد حقهم في الحياة ومن ثم كانت العلاقة قائمة على ذلك.

فلقد تبادل الإخوان مع إخوانهم الأقباط الزيارات, فقد قام مطران الشرقية الأنبا متاؤس برفقة القمص مرقص جرجس وكيل شريعة الأقباط بالسويس وكثيرون من كبار أعيان الطائفة القبطية بزيارة جمعية الإخوان المسلمين بالسويس وكان فى استقبال الضيوف فرقة جوالة الإخوان ورئيس الجمعية الأستاذ الطاهر منير وأعضاءها وكبار الأعيان وشباب الإخوان حيث استقبلوهم فى حفاوة وبعد تقديم المرطبات قام رئيس الجمعية بإلقاء كلمة رحب فيها بالحضور وأوضح العلاقة بين المسلمين والأقباط من خلال القرآن الكريم, ثم قام المطران وألقى كلمة شكر فيها أعضاء الجمعية.


أنشطة الإخوان في السويس

1- التصدي للتبشير

لقد نشط الإخوان في السويس في العمل على نشر دعوتهم وخدمهم شعبهم ومحاربة الفساد في مدينتهم، فقد تصدى الإخوان لحملات التبشير والمبشرين ومدار المبشرين في السويس، فبعد هذه الصحوة التى أطلقها الإخوان المسلمين ضد سياسة المدارس الأجنبية انهالت الشكوى من أولياء الأمور ضد هذه المدارس مثل مدرسة للأمريكين ومدرسة انجيلية فى بور سعيد ومدرسة انجليزية فى السويس حيث أنها تقدم الهدايا للطالبات الأطفال باسم المسيح ويعلقون إجابة طلباتهن على استرضاء المسيح ويهددونهن بقطع الطعام والحلوى عنهن إذا قصرن فى الصلاة للمسيح هذا غير مدارس بون باستور بالموسكى والانجليزية بجزيرة الروضة.

كما بذل الإخوان جهودًا موفقة في اكتشاف وكر التبشير بحي الأربعين وإنقاذ الشاب عكاشة والفتاة فاطمة عبد الغالي من الفخ الذي نصب لهما، وبذلك تيقظ الأهلون وكان عن هذه اليقظة تعرف الحوادث الكثيرة التي لهجت بها الجرائد والصحف في حينها، وقد أخذت الجمعية بحي الأربعين تدرس الآن مشروع إنشاء مدرسة يأوي إليها اللاجئون إلى مدارس التبشير فتحفظ لهم عقائدهم ودينهم، حقق الله الآمال.


2- التصدي للفساد

علي علوي أفندي أحد إخوان السويس

لقد تصدى الإخوان منذ نشأتهم لكل صور الفساد بالحسنى دون شطت أو تطرف أو عنف ومن ثم لاقى أسلوبهم قلوب حية للتغيير.

ولقد انتهج إخوان السويس هذا الأمر أيضا فحاربوا صور الفساد المستشرية في البلاد، حيث نددت المجلة بإنشاء مجلس بلدية السويس كازينو ببور توفيق تكلف 100 ألف جنيه فى الوقت الذي تحتاج المدينة لإصلاحات ضرورية فى المرافق العامة والتي تخدم سواد المجتمع المصري.

ولقد هال الإخوان ما كانوا يرونه في المصايف، إذ كانوا يستبعدون أن يحدث هذا مهما تطور التمدين وانتشرت عوامل التقليد الأعمى. فكتب الشيخ عفيفي الشافعي عطوة نائب حي الأربعين بالسويس مقالاً تحت عنوان: "الفضيلة تنعى أنصارها" جاء فيه: "وهل هناك أكثر شرًا وأعظم سوءًا من أن يهرع النساء في مثل هذه الأيام إلى البلاد الساحلية يتسابقن في القفز والطفو في الماء وهي أجسام عارية لا يخشين الله، ولا يرعين للدين حرمة.. حالة مزرية وتبرج ممقوت، وشذوذ مرذول.. وقد سرت عدواهن إلى بناتهن فنشأت بعيدات عن طهارة الأخلاق ونقاوة النفس؛ إذ جعلن حصر همهن في التبرج والزينة، والخروج المروع عن حد الأدب..".

كما قام الإخوان في شعبهم بجهود مشكورة في توعية الناس بالمخالفات التي كانت ترتكب في هذا اليوم ودعوتهم بعدم الاحتفال به بمنع نسائهم وبناتهم من الخروج في هذا اليوم، ونذكر في هذا الصدد نداء الإخوان بالسويس وهذا نصه: "نداء الإخوان بالسويس بمناسبة شم النسيم" قال الله تعالى في محكم كتابه: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) [النساء: 34]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما تكون المرأة من ربها إذا كانت في بيتها"، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان".

أيها المسلمون: مزقت نساؤنا وبناتنا ثياب الحشمة، وانحطت المرأة المسلمة إلى حد تنتحب معه الفضيلة وتنهار له صروح الأخلاق النبيلة، وما ذلك إلا لأن أخلاقنا مريضة، وإرادتنا واهنة وسلطاننا في الحكم على عائلاتنا غزته الخيبة، وعمه الفساد وسادته الفوضى والضياع، وليس من الدين ولا المروءة ولا العقل ولا المصلحة أن تخرج بناتنا ونساؤنا في يوم "شم النسيم" ذلك اليوم الذي ترتكب فيه أنواع المنكرات سرًا وعلانية فحيثما سرت رأيت الشبان والشيب في الحدائق وعلى ضفاف الأنهار، وتحت ظلال الأشجار، وبين عبير الأزهار ليلة هذا اليوم ونهاره وقد اختلط الحابل بالنابل، وهناك يرتفع الحياء، وتفقد الغيرة، وتهتك الحرمات، ويضيع الشرف ويسلب العفاف فقبح الله من لا يغار.

أيها المسلم الغيور: لا تطلق العنان لزوجك فتجمح بك طويلاً، على أنك إن أرخيت حبلها فترًا جذبتك مترًا، وإن كبحتها وشددت يدك عليها ملكتها، فعليك أن تأمر زوجك وبناتك على الاعتصام بالدين وتجبرهن على البعد عن التبرج والخلاعة، وبذلك تبني أسرتك بناءً دينيًا صالحًا وإلا فسيدركنا الوقت الذي نرى فيه الزوجة حليلة وخليلة وهنا تنصب علينا اللعنات، وننحط إلى أسفل الدرجات.

أيها المسلمون: تأمل جمعية الإخوان أن ترى في قوتكم وشجاعتكم وغيرتكم وتمسككم بدينكم في يوم "شم النسيم" هذا اليوم الخطر على الأخلاق ما يجعلكم تنتصرون بعزمكم وإرادتكم على ألا يخرج أحد ممن استرعاكم الله إياهم في هذا اليوم الذي يغمره الفجور، وهنا تكونون قد أديتم واجبكم نحو دينكم ووطنكم وأمتكم، ألا قد بلغت اللهم اشهد.

وقد أتت جهود الإخوان بثمارها في التي للبغاء فقد قرر المجلس المحلي بجلسته المنعقدة يوم السبت 6ربيع الأول 1359ه الموافق 13أبريل 1940م إلغاء البغاء بناء على طلب جمعية الإخوان المسلمين بها، وكان هذا القرار بإجماع أعضاء المجلس عدا رئيس المجلس، وقد وجه الإخوان للمجلس رسالة شكر جاء فيها: "لا يسعنا إلا أن نشكر مجلس السويس المحلي على هذه الغيرة الإسلامية التي تجلت في قراركم الحكيم، ونخص بالذكر حضرة صاحب العزة الدكتور محمد أنيس بك مفتش صحة السويس على موقفه النبيل في هذا الشأن".

جهود الإخوان في نشأة المطبعة

لقد اقر مجلس الشورى نشأة مطبعة للجماعة وافتتح المركز العام الاكتتاب لإنشاء المطبعة وقد ساهم فيها إخوان السويس وممن ساهم:

الحاج محمد الأجرود - عضو الجمعية بالسويس، وجمعية الأربعين بالسويس و الأستاذ محمد أفندي شهاوي، والشيخ عفيفي الشافعي، وسعيد عبداللهأفندي ، والشيخ عفيفي علام.


جهود إخوان السويس نحو فلسطين

لقد ساهم جموع الإخوان بجهود كبيرة نحو القشية الفلسطينية وبحكم وضعها وقربها كانت السويس ملتقى المجاهدين منذ عام 1936م، وقد نشطت الشعب في تحريك المظاهرات المنددة بما يجري في فلسطين من وحشية المستعمر الانجليزي والصهيوني، كما عملوا على استقبال زعماء فلسطين العائدين من المنفى حيث أرسل المركز العام للإخوان المسلمين تعليماته لشعبتي السويس وبورسعيد لتتخذ الأهبة لاستقبال زعماء فلسطين الذين كانوا منفيين في سيشل، والاحتفاء بهم إثر وصول الباخرة التي تقلهم، بمناسبة رجوعهم، وتقديرًا لجهودهم في سبيل فلسطين المجاهدة.


جوالة ورياضة إخوان السويس

لقد كان لإخوان السويس أنشطة كثيرة منها نشاط الجوالة والرياضة حيث شكل إخوان السويس فرق جوالة ورياضية، حيث ذكرت صحيفة الإخوان المسلمين أنه جاءنا من حضرة الأخ الطاهر منير أفندي أنه قد تكونت في السويس فرقة للرحلات وأنهم قاموا برحلة على الدراجات إلى الإسماعيلية، "وعسكروا" مع فرقة رحلات الإسماعيلية خارج المدينة، وقد لقي فريق السويس كل إكرام مما أثلج الصدور وشرح النفوس وقد تجلى في الاجتماع كل مظاهر العطف والأخوة الحقة وفق الله العاملين لما فيه إعزاز كلمة الله.

وقد قرر المركز العام لجوالة الإخوان المسلمين إقامة معسكرات صيفية إقليمية عام 1939م في السويس وكان مسئول المعسكر الأستاذ محمد الحلوجي في الفترة من 20 يونيه حتى أول يوليو من نفس العام، كما كان مندوب منطقة السويس الأستاذ إبراهيم الدسوقى.

وفي إطار الرياضة التقى مكتب إداري السويس بمكتب إداري بمكتب إداري القاهرة على ارض ملاعب القاهرة.


إخوان السويس ما بعد الإمام البنا

لم تتوقف الدعوة في السويس بعد استشهاد الإمام البنا بل نشط الإخوان سواء في حرب القنال عام 1951م حيث كانت السويس مسرحا للعمليات العسكرية ضد المستعمر البريطاني، وظل دور الإخوان في نشر الدعوة وقيام ثورة 23 يوليو عام 1952م، وحينما بدأ الشقاق بين الإخوان وعبدالناصر وعمل على اضطهادهم واعتقلهم بعد محنة المنشية لم يسلم إخوان السويس من ذلك وظلوا فى المحنة حتى أفرج عنهم في عهد السادات وبعدها بدأ ينظمون عملهم داخل المحافظة، ومشاركتهم في الحياة السياسية والانتخابات وغيرها.


الموقع الرسمي لإخوان السويس

موقع-السويس.jpg


المراجع

1- جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

2- جريدة الإخوان المسلمين، السنة الأولى، العدد الثالث، الخميس 6ربيع أول 1352هـ الموافق 29يونيو 1933م.

3- جريدة مصر العدد 13752 السنة 52/ 29صفر 1366هـ, 23/1/1947م.

4- جريدة البلاغ، 31 ديسمبر 1938.


للمزيد

روابط داخلية

وصلات خارجية

.