مكتب الإرشاد في وجه العاصفة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مكتب الإرشاد في وجه العاصفة

مركز الدراسات التاريخية

ويكيبيديا الإخوان المسلمين

مكتب الإرشاد والفتنة الداخلية

لم يدم الود بين الإخوان وقادة الثورة، حيث بدأ الشقاق يحدث بينهم، وبدأ عبد الناصر في محاولة بسط نفوذه على الإخوان غير أنه لم يتحقق له ذلك، فعمد إلى زرع بذور الفرقة بينهم، وجاء حادث إقالة بعض قادة النظام الخاص لتزيد الموقف اشتعالا (خاصة بعد مقتل الشهيد سيد فايز)

حيث اجتمع مكتب الإرشاد في 22 نوفمبر 1953م وتداول في هذا الموضوع الخطير، وبحثه من جميع جوانبه، وانتهى إلي قرار إجماعي بفصل رئيس هذا النظام الخاص وثلاثة من معاونيه هم عبد الرحمن السندي ومحمود الصباغ وأحمد زكي حسن وأحمد عادل كمال، لكن بعض شباب النظام ذهبوا وحاصروا المرشد العام في بيته يوم الجمعة 27/11/1953 بعدما تم فصلهم؛

ولقد أوردت صحيفة المصري هذا الحدث بقولها يوم السبت 28/ 11 تحت عنوان:" انقسام خطير في صفوف الإخوان المسلمين بعض الأعضاء يحتلون المركز العام ويغلقونه".

"اتصل الأربعة المفصولون بأنصارهم، وفي الساعة الخامسة مساء أمس ذهبوا ومعهم نحو خمسين عضوًا إلي منزل الأستاذ الهضيبي طالبين استقالته فرفض، فذهبوا إلى دار المركز العام وكان اليوم يوم الجمعة ، والمركز هادئ تمامًا ففتحوه بالقوة واحتلوه ، ونادوا بالسيد سابق مرشدًا وصالح عشماوي وكيلاً ، حيث كانا معهم في المظاهرة ، وأعلنوا مبايعتهما .

ووصلت الأنباء إلى الأستاذ عبد الحكيم عابدين فذهب إلى المركز العام وبصحبته الشيخ محمد فرغلي وعمر الأميري ، وحاولوا تهدئة الموجودين الذين أصروا أن يطلعوا على أسباب فصل الأربعة ، فرفض هؤلاء الإدلاء بشيء واتصلوا بالأساتذة عبد القادر عودة وعبد الرحمن البنا وعبده قاسم الذين حضروا وحاولوا محاولة أخرى مع المتظاهرين ".

ساند هؤلاء عدد من كبار الإخوان مما دفع الهيئة التأسيسية لإجراء تحقيق معهم قامت على إثره في نوفمبر 1953م بفصل الأستاذ صالح عشماوي ومحمد الغزالي وأحمد عبدالعزيز جلال.

يقول محمود عبدالحليم: نشرت المصري في صبيحة السبت 28/11 بيانًا من صالح عشماوي وأحمد عبد العزيز جلال ومحمد الغزالي ومحمد سليمان هذا نصه:

" فوجئ الإخوان والرأي العام بقرار مكتب الإرشاد العام حرص على نشره في جميع الصحف صباح الاثنين الماضي يقضي بفصل أربعة من أعضاء الجماعة دون أن يجري معهم أي تحقيق أو توجه إليهم أية تهمة ، ودون إبداء الأسباب التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار الخطير ..
وقد نتج عن ذلك بلبلة في نفوس الإخوان، واضطراب في صفوفهم وانتظروا إلي يوم الثلاثاء الماضي ، وسأل بعضهم المرشد العام عن أسباب الفصل فرفض أن يدلي بالأسباب ، وأكد أن المكتب يصدر قراراته ، وليس لأحد أن يسأله عما يفعل .
ثم تطورت الأمور تطورًا سريعًا مساء الجمعة (أمس) إذ تجمع عدد كبير من الإخوان وطالبوا المرشد بإعادة النظر في قرار المكتب الذي يجمع بين طابع الاستبداد والتحدي ، ولكن فضيلته أعلن استقالته على الملأ .

إجتماع طارئ

ثم تجمع الإخوان في المركز العام من مختلف الشعب وتدارسوا الأمر حتى ساعة متأخرة من الليل ، واستقر رأيهم علي :
أولاً: اعتبار الإخوان عبد الرحمن السندي وأحمد زكي ومحمود الصباغ وأحمد عادل كمال موقوفين إلى أن تحدد موقفهم لجنة خاصة تعرض تقريرها على الهيئة التأسيسية .
ثانيًا: اعتبار مكتب الإرشاد موقوفاً حتى تبت الهيئة في مصيره .
ثالثاً: تأليف هيئة لتصريف شئون الدعوة وإدارة المركز العام لحين اجتماع الهيئة التأسيسية – تتكون من الدكتور محمد سليمان والأستاذ محمد الغزالي والأستاذ أحمد عبد العزيز جلال والأستاذ صالح عشماوي.

ويضيف: في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل جاءنا البيان التالي من مكتب الإرشاد العام المجتمع في منزل المرشد :

"علم مكتب الإرشاد العام الليلة أن نفرًا من الشباب اجتمعوا في دار المركز العام في عطلته الأسبوعية وبحثوا في جو من الشغب بعض قرارات المكتب . وإن مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين يستنكر هذا العبث الذي تأباه طبيعة الدعوة ونظام الإخوان وآداب الإسلام .
وهو إذ ينصح هؤلاء الشباب بأن يؤوبوا إلي الحق ، ويأخذوا أنفسهم بنظام دعوتهم ، يدعو الإخوان كافة أن يتلقوا هذه المحاولة العابثة وكل ما يذاع عنها ، بما ألفوا أن يواجهوا به كل تقول على الدعوة ، ومحاولة للتفرقة؛من الثقة بتأييد الله ووحدة الصف ، مطمئنين إلى أن للإخوان من نظمهم وسلامة أوضاعهم ما يضمن وحدتهم . والله أكبر ولله الحمد ".

ثم قال الأستاذ عبد الحكيم عابدين:

"إن مكتب الإرشاد في سبيله لتصفية الموقف، ونفي استقالة المرشد العام".

ويكمل:

كان مكتب الإرشاد يوم 29/ 11/ 53 قد قرر الاجتماع بالمركز العام الساعة الثانية بعد الظهر ، وقبل الاجتماع كان قد حضر الطرفان، فخطب عبد الحكيم عابدين مؤيدًا المرشد ، ثم تلاه الأساتذة سيد قطب رئيس قسم نشر الدعوة ، وحسن دوح عن الطلبة ، وعز الدين إبراهيم عن مكتب إداري القاهرة وسعيد رمضان والدكتور خميس

ثم تكلم المرشد فقال:

" إنني لا أملك في هذا المجال التعبير عما يجول في نفسي ولا عما يجول في نفوسكم ، ولعل هذا الاجتماع خير دليل تقدمه على أن الإخوان لا يزالون قوة متحدة ... ثم قال:وإذا كان الذين فصلوا يطلبون منا دليلاً على إدانتهم ، فإن الدليل الذي قدموه أمس كان كافيًا.وإذا كنا قد سكتنا عنهم وأبينا أن نتكلم في أخطائهم فإن ذلك كان ترفقاً بهم ..

وختم كلامه قائلاً:

" إن الإخوان الذين زاروني أمس دون إذن مني أعلن أني قد سامحتهم . أما الذين أخطئوا في حق الدعوة فليس لها أن تتسامح في أخطاء تمسها " .
ثم بدأ مكتب الإرشاد اجتماعه بالتحقيق في حادث الأمس ، والاستماع إلى من كانوا بالمركز العام ومنهم صالح عشماوي وعبد العزيز جلال ومن أرسلهم المكتب للتفاهم وهم : عبد القادر عودة وعبد الحفيظ الصيفي وعبد العزيز كامل ، ثم أذاع المرشد العام البيان التالي إلى رؤساء المكاتب الإدارية الذين كانوا بالمركز العام واجتمع بهم:
" أرجو أن تبلغوا جميع الإخوان في محيط المكتب الإداري أن مكتب الإرشاد العام قرر بجلسته العادية المنعقدة في مساء يوم الأحد 15 ربيع الأول 1373هـ الموافق 22 نوفمبر 1953م فصل السادة أحمد زكي حسن وأحمد عادل كمال وعبد الرحمن السندي ومحمود الصباغ .
ولقد صدر هذا القرار بعد الاستماع إلى البيانات المتعددة التي عرضت على المكتب عن أخطائهم المتلاحقة في حق الدعوة والجماعة خلال العامين الماضيين ، والتي ثبت منها أنهم سلكوا مسلكاً لا يتفق وأغراض الجماعة وأنهم نقضوا البيعة وخرجوا على الدعوة .
ولما كان مكتب الإرشاد هو الجهة المهيمنة على دعوة الإخوان المسلمين ، ويحمل أمانتها ، فليس للإخوان أن يسترسلوا في السؤال عن تفاصيل أسباب هذا القرار .
كما يأمل المكتب الذي اتخذ هذا القرار لصالح الدعوة المحض أن يكتفي الإخوان بالعلم به ، وتنفيذ مقتضاه بكل دقة ، وألا يجعل هذا القرار موضع بحث أو مناقشة بينهم بأية حال من الأحوال ، وليعكفوا على دعوتهم وينشطوا في أداء تبعاتهم في مراقبة الله والإقبال على طاعته حرصًا على الآخرة " .
وقد سأل مندوب " المصري " الأستاذ عبد الحكيم عابدين والشيخ محمد فرغلي عما إذا كان المكتب قد اتخذ قرارات فقررا أنه لم يتخذ ولا تزال الجلسة مستمرة في يوم تال .. كما علم مندوب " المصري " أن محمد مالك لم يكن ضمن المجموعة التي تظاهرت في منزل المرشد مع أنه تربطه رابطة مصاهرة مع أحد المفصولين وهو أحمد زكي .. وجاء " للمصري " بيان تأييد للأستاذ المرشد من طلبة جامعة الإسكندرية. (1)

بيان من المفصولين

نشرت صحيفة المصري يوم 29/ 11/ 1953م بيانًا جاءها من صالح عشماوي وزملائه:

" بسم الله الرحمن الرحيم . إن حرصنا على سلامة الدعوة ووحدة الجماعة هو ما حدا بنا إلى التدخل بين الإخوان لتقريب وجهات النظر وحسم النزاع ، ودفع الأمور لتأخذ مجراها الصحيح .. أما وقد اتفقت الآراء علي تأليف لجنة يحتكم إليها الإخوان المتظلمون ، فإننا نرجو أن تجتاز الدعوة هذه المرحلة بسلام .
ومازلنا عند موقفنا في تحري الحق وإقرار العدل والعمل علي إصلاح ذات البين .. ونحن نهيب بالإخوان أن يقدروا الموقف، وأن يرعوا مسئولياتهم ومصلحة الدعوة قبل كل شيء ، والله المستعان". (2)

استأنف مكتب الإرشاد اجتماعه مساء أمس حتى الواحدة صباح اليوم .. وأذاع الأستاذ عبد الحكيم عابدين على الصحفيين هذه القرارات، وهي:

أولاً : وقف كل من الأستاذين صالح عشماوي ومحمد الغزالي عضوي الهيئة التأسيسية وإحالتهما إلي لجنة تحقيق العضوية للفصل في أمرهما.
ثانيًا: وقف الشيخ سيد سابق وإحالته إلى اللجنة التي أمر المكتب بتشكيلها فيما نسب إليه.
ثالثًا: إحالة الأستاذ أحمد عبد العزيز جلال إلى لجنة تحقيق العضوية للفصل فيما نسب إليه.
رابعًا: اعتبار موقف الدكتور محمد سليمان منتهيًا بالبيان الذي كتبه وقرر ثقته بالمرشد العام واستنكاره لموقف الخارجين على الجماعة".
وسأل مندوب " المصري " الأستاذ عبد الحكيم عابدين عن الحكمة في التفريق بين الذين تقرر وقفهم في قرار المكتب ؟ فقال:لأن الأولين عضوان في الهيئة التأسيسية أما السيد سابق فليس عضوًا فيها. (3)

غير أن الأستاذ صالح عشماوي نشر بيانا آخر هاجم فيه مكتب الإرشاد واعترض على فصل 21 ممن اتهموا بإثارة الفتنة وتحريك الشباب للهجوم على المركز العام.

بعدها اجتمعت لجنة تحقيق العضوية لمناقشة كتاب مكتب الإرشاد ودراسته وتحديد الخطوات التي تتبع لإجراء التحقيق ، فكان أول شيء واجهته اللجنة أن الأستاذ عبد العزيز كامل رئيس اللجنة قال: إنه يتنحي عن الاشتراك في هذا التحقيق ؛ بدعوى أنه ممن حاولوا الإصلاح بين الطرفين وهذا يحجبه عن أن يكون محققاً فيما هو منسوب لأحد الطرفين.

وقد حاول محمود عبد الحليم أن يقنعه بأن ذلك لا يطعن في تحقيقه ، إلا أنه أصر على رأيه ، ثم حاول أن يقنعه بأن يشترك في التحقيق على أنه مجرد عضو باللجنة فرفض هذا أيضًا، وقد ذهب بعض الإخوان في تعليل هذا الموقف في ذلك الوقت بعض المذاهب، كما أن اللجنة استبعدت أحد أعضائها وهو الشيخ محمد الغزالي حتى يتم التحقيق معه وأجرت انتخاب رئيس آخر ، وقد وقع اختيارهم على محمود عبد الحليم.

أحال مكتب الإرشاد العام إلى لجنة تحقيق العضوية السادة صالح عشماوي وأحمد عبد العزيز جلال ومحمد الغزالي أعضاء الهيئة التأسيسية للتحقيق معهم ، بكتاب تضمن الاتهامات الموجهة إليهم.

فقامت اللجنة بالتحقيق في الموضوع،وأصدرت قرارها الذي نشر بالصحف في أبرز مكان وهذا هو نص ما نشر يوم 10/12/1953:

عقدت لجنة العضوية لجمعية الإخوان المسلمين اجتماعًا مساء أمس قررت في نهايته بالإجماع إزالة صفة العضوية عن الأساتذة صالح عشماوي ومحمد الغزالي وأحمد عبد العزيز جلال . وكان مكتب الإرشاد مجتمعًا عند صدور هذا القرار وقد عرض عليه فاعتمده .

حيثيات القرار:وقد قالت لجنة العضوية في حيثيات قرارها ما يلي:

اعتمدنا من القانون في هذا التطبيق المواد الثلاث الآتية:

المادة 39:تزول صفة العضوية عن عضو الهيئة التأسيسية بالاستعفاء ، وبفقدانه أحد الشروط التي تؤهله للعضوية ، أو بقرار من اللجنة المنصوص عليها في المادة 37 بالشروط الواردة فيها ، أو بقرار من الهيئة نفسها .. وفي كل الأحوال يجوز للمرشد العام أن يأمر بوقف العضوية على أن يعرض أمره فورًا على الهيئة المختصة بالنظر في أمره.

واللجنة بعد أن ناقشت قرار الاتهام على ضوء ما اقتنعت به من أدلة مادية وقرائن مضيئة، تستخلص أن المدعى عليهم قد ارتكبوا الأخطاء الآتية :

أولاً : أنهم اعتصموا في دار المركز العام ، وظاهروا الشباب المعتصمين وجرءوهم على ذلك ، وبذلك حرضوا على الخروج على القانون .
ثانيًا : أنهم ادعوا كذبًا أن المرشد العام أعلن استقالته على الملأ .
ثالثاً : أنهم أصدروا قرارات لا يخولهم إياها قانون الإخوان المسلمين ؛ حيث أوقفوا مكتب الإرشاد ، وألغوا قرار المكتب بفصل الأربعة وبذلك يكونون قد خرجوا على القانون ونقضوا العهد ونكثوا البيعة .
رابعًا : أنهم افتأتوا على هيئة الإخوان المسلمين بتنصيبهم أنفسهم أوصياء عليها دون الرجوع إليها أو أخذ تفويض منها بذلك .
خامسًا : أنهم متصلون في شئون الدعوة بأحد الأربعة الذين فصلوا خصوصًا ليلة الاعتصام وفي الأيام التالية، وفي هذا خروج على قرار الفصل الذي أصدرته هيئة شرعية .
سادسًا : أنهم أساءوا سمعة الدعوة ، وحطوا من كرامتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي باتخاذهم الصحف السيارة لنشر هذه القرارات .
وبناءً علي ذلك قررت اللجنة بالإجماع إزالة صفة العضوية العامة في الدعوة عن السادة صالح عشماوي ومحمد الغزالي وأحمد عبد العزيز جلال .
3 من شهر ربيع الآخر 1373هـ

رئيس اللجنة محمود عبد الحليم

9/12/1953م السكرتير

سعد الدين الوليلي. (4)

إستئناف علي القرار

يقول محمود عبد الحليم:

قدم الثلاثة طلباتهم للاستئناف على القرار، وبالرغم من أنهم لم يذكروا كلمة الاستئناف في طلبهم وإصرار بعض أعضاء الهيئة التأسيسية على رفض الاستئناف شكلاً حيث قدموه على وجه خاطئ يتضمن المضي في الخروج على أوضاع الجماعة ، فقد رأي المرشد العام أن تعتبر الهيئة هذا الطلب الكتابي استئنافاً قانونيًا وتنظر فيه.
انعقدت جلسة الهيئة التأسيسية في مساء يوم الخميس 10 ديسمبر 1953 وأذن للثلاثة بالحضور، وقرأ رئيس لجنة العضوية قرار اللجنة وتقريرها التفصيلي ومكنت الهيئة بعد ذلك الثلاثة من أن يسردوا قصتهم ، ويشرحوا موقفهم ثلاث ساعات كاملة لم تعترضهم في خلالها أدنى مقاطعة .
بعد استيضاحات ومناقشات هادئة ظهر من روح الهيئة التأسيسية الإجماع على إدانتهم وإن بدت رغبات محدودة في تمييز بعضهم عن بعض ، وفي الرأفة ببعضهم مع وجوب العقوبة .. وأخيرًا أصدرت الهيئة قرارها بتأييد قرار لجنة العضوية بأغلبية 92 صوتًا ضد 23 كانت مخالفتهم منصبة على نوع العقوبة. (5)

أعيد تشكيل مكتب الإرشاد مرة أخرى، حيث تم اختيار حسين كمال الدين ضمن تشكيلة مكتب الإرشاد ديسمبر عام 1953م حيث جاءت كالتالي:

  1. المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما
  2. الدكتور محمد خميس حميدة وكيلا للجماعة
  3. الأستاذ عبد الحكيم عابدين سكرتيرًا
  4. الدكتور حسين كمال الدين أمينا للصندوق
  5. الأستاذ عبد القادر عودة عضـوا
  6. الدكتور كمال خليفة عضـوا
  7. الأستاذ عمر التلمساني عضـوا
  8. الأستاذ عبد الرحمن البنا عضـوا
  9. الأستاذ عبد المعز عبد الستار عضـوا
  10. فضيلة الشيخ أحمد شريت عضـوا
  11. فضيلة الشيخ محمد فرغلي عضـوا (عن منطقة القناة والجزء الشرقي من الدلتا)
  12. الأستاذ عبد العزيز عطية عضـوا (عن وسط وغرب الدلتا)
  13. الأستاذ محمد حامد أبو النصر عضـوا (عن الوجه القبلي)

وبحكم اللائحة الداخلية للهيئة التأسيسية ضم المكتب إلي عضويته كلا من الإخوة.

  1. الأستاذ منير أمين دله
  2. الأستاذ صالح أبو رقيق
  3. الأستاذ البهي الخولي. (6)

وكان مكتب الإرشاد قد شكل لجنة تحقيق العضوية، وقد تكونت من الإخوة الأساتذة عبد العزيز كامل وحسني عبد الباقي وعبد الله عامر وحامد شريت وسعد الدين الوليلي ومحمد الغزالي ومحمود عبد الحليم حيث قامت بالتحقيق مع المفصولين. (7)

لقد تعدلت طريقة الانتخابات في هذه الفترة الشائكة والتي كانت مليئة بالأحداث المشحونة، فيصف محمود عبد الحليم طريقة الانتخاب بقوله:

اجتمعت الهيئة التأسيسية لتباشر حقها في اختيار أعضاء مكتب الإرشاد العام وأعضاء لجنة تحقيق العضوية .. وقد أشرت من قبل إلى أن هذا الاختيار يجري على أساس فريد ، فهو انتخاب سري كتابي على أن يختار كل عضو من الهيئة العدد المطلوب لمكتب الإرشاد والعدد المطلوب للجنة تحقيق العضوية دون أن يرشح أحد نفسه .
ولعل في هذا الأسلوب مغالاة في الحرية من ناحية ، ومن ناحية أخري إبعادًا عن تزكية النفس في مجتمع هو أقرب المجتمعات إلى المثالية .. وأذكر بهذه المناسبة حادثة توضح هذا المعنى ، وإن كانت تمسني شخصيًا ، إلا أن في إيرادها ما يكشف عن مقومات المجتمع الإخواني ، وبين إلى أي مدى وصل هذا المجتمع في الأخذ بالأسلوب الإسلامي في التربية الروحية والصقل النفسي .
في أثناء إجراء عمليات الانتخاب وكانت تجري على سطح المركز العام كان يجلس بجانبي أخ كريم من إخوان الأقاليم هو الأخ الشيخ عبد الغفار الديب رحمه الله وكان من العلماء وعمدة قرية صفط العنب بمحافظة البحيرة ، وكنت بحكم وجودي في لجنة تحقيق العضوية منذ أنشئت الهيئة التأسيسية أعرفه كما أعرف جميع أعضاء الهيئة إلا أنه وإن كان يعرفني شكلاً فإنه لا يعرف اسمي ..
وكان أعضاء الهيئة يعرفون أن عملية الانتخابات التي دعوا هذه المرة لأدائها عملية خطيرة لها ما بعدها ، فرأيت هذا الأخ الكريم يميل عليّ ويسألني:هل تعرف الأخ محمود عبد الحليم؟
فقلت: نعم أعرفه . قال : وما رأيك فيه؟
قلت: إنه ليس بذاك .
قال: إن رأيك هذا عجيب . فأنا لا أعرفه ولكن جميع الإخوان الذين أعرفهم يزكونه .
قلت: لا بأس .. لكل إنسان رأيه وقد سألتني وهذا هو رأيي فيه .. وأنا لن أنتخبه .

وتمت عملية الانتخاب .. وفرزت الأصوات .. وأعلنت النتيجة .. وأحمد الله أن فزت بما يشبه الإجماع .. وهي نتيجة طمأنتني على أعز ما أحرص عليه ، وهو ما تكنه قلوب إخواني لي من حب .. وعرف الأخ الشيخ عبد الغفار من الذي كان يبدي له الرأي في محمود عبد الحليم ، فأقبل عليّ معانقاً هو وإخوانه الذين قص عليهم ما كان بيني وبينه . وكانت نتيجة الانتخاب بمثابة تجديد إجماعي للثقة بقيادة المرشد العام. (8)

المراجع

  1. الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، مرجع سابق.
  2. صحيفة المصري: 29/ 11/ 53
  3. صحيفة المصري: 30/ 11/ 53
  4. راجع قرار اللجنة في ملاحق الكتاب
  5. الإخوان صنعت التاريخ: مرجع سابق
  6. محمد حامد أبو النصر: حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمون وعبد الناصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1988م.
  7. الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، مرجع سابق، الجزء الثالث.
  8. المرجع السابق.

إقرأ إيضا