إلى الرجال السبعة
بقلم / الإمام حسن البنا
- صاحب المقام الرفيع/ مصطفي النحاس باشا رئيس الوفد المصرى.
- صاحب الدولة/ محمود فهمي النقراشي رئيس الهيئة السعدية.
- صاحب المعالى/ محمد حسين هيكل باشا رئيس الأحرار الدستوريين.
- صاحب المعالى/ مكرم عبيد باشا رئيس الكتلة الوفدية.
- صاحب السعادة / حافظ رمضان باشا عن الحزب الوطني.
- صاحب العزة الأستاذ/ عبدالرحمن الرافعي بك عن الحزب الوطني.
إلى هؤلاء الرجال السبعة الذين يعملون على مسرح السياسة بمصر أوجه هذه الكلمات المتواضعة:
إن حكومة مصر الآن فى مفاوضات مع الحكومة البريطانية، وشعب وادى النيل يرقب وينتظر ومعه سبعون مليونا من العرب وأربعمائة مليون من المسلمين.
وعليكم أمام ذلك واجبان، لاشك أنكم أول المسئولين عنهما بين يدى الله والناس:
أولهما- توجيه المفاوض المصرى، وإمداده بالآراء، والنصائح إبان المفاوضة سواء منكم من قبل الاشتراك فيها ومن لم يقبل فإنه إنما يفاوض لهذا الوطن وأنتم أهلوه.
ثانيهما- توجيه الشعب بعد نهاية المفاوضة فإن نجحت وجهتموه إلى الصلاح. وإن أخفقت وجهتموه إلى الكفاح ولابد لذلك من إعداد دقيق منذ هذه اللحظة.
ولن تستطيعوا أداء واحد من هذين الواجبين إلا إذا اجتمعتم فتدارستم الأمر، وفحصتموه، وتناسيتم كل ما سوى ذلك من نزعات حزبية، وخصومات شخصية، وحق الوطن أعلى وأجل، وبهذه الوحدة تمهد أمامكم السبل وتزول كل العقبات، ويظهر الله على أيديكم المعجزات والخوارق، فليس أجدى ولا أعظم بركة من الوحدة وهى سلاح الأمم المجاهدة.
وثقوا بأن الناس لا يعذرونكم، والوقت لا ينتظركم، والتاريخ يسجل عليكم، والله تبارك وتعالى لكم بالمرصاد.
هذه كلمة بريئة ونصيحة مخلصة أشرف بتوجيهها إليكم فى هذه الساعات الحاسمة عن الإخوان المسلمين الذى نذروا أرواحهم ودماءهم وجهودهم لله، ولهذا الوطن لعل فيها تبصرة وذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (100)، السنة الرابعة، 28 جمادى الأولى سنة1365 /30 أبريل 1946