مدينة شبين القناطر ودعوة الإخوان المسلمين
إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين
- بقلم: عبده مصطفى دسوقي
التطور التاريخي للمدينة
مركز ومدينة شبين القناطر، بمحافظة القليوبية، كان اسمها في العصر الفرعوني (تاى - تا - حوت) أو معناها الذين هم في المعبد.
أما الاسم الحالي فيرجع إلى عهد الملك الناصر بن قلاوون الذي أنشأ قناطر على بحر أبي المنجا سنة 736 هـ. وكانت شبين تابعة لمركز نوى وفى سنة 1912م نقلت إلى شبين القناطر وأصبحت شبين العاصمة سنة 1913م.
من أهم الآثار التي عثر عليها في المنطقة أطلال ضخمة استعمل في بنائها طراز غريب على العمارة المصرية فقد كان عبارة عن جدار عال يمتد في استدارة حول المكان ويتكون من منحدر من الرمل تكسوه طبقة سميكة من كتل الحجارة وأنها ترجع إلى عصر الهكسوس بدليل وجود الأدوات الجنائزية الموجودة بها تدل على أن الموتى غير مصريين وتعرف هذه المنطقة بتل اليهودية
مع دعوة الإخوان في شبين القناطر
بعدما انتقل الإمام البنا إلى القاهرة انتقل المركز العام أيضا إلى القاهرة، وبدأ الإمام البنا في زيارة المناطق القريبة منها وكانت بطبيعة الحال محافظة القليوبية من أقرب الأماكن للإمام البنا، ولذا دخلتها الدعوة مبكرا، فكانت أول شعبة تتشكل في محافظة القليوبية هي شعبة شبلنجة قليوبية وقد اختير الشيخ عبد الفتاح عبد السلام فايد ليكون أول نائب لها، وذلك كان في عام 1933م.
لقد كان للإخوان شعبة وحيدة في شبلنجة، وفي أثناء زيارة فضيلة الإمام الشهيد لها زار شبين القناطر عام 1933م فأعجب بما رآه فيها من حب للخير وغيرة على الدين ومسارعة إلى الدعوة، وقد تكونت فيها شعبة للإخوان المسلمين يشرف عليها حضرة الأخ محمد عزت حسن أفندي معاون السلخانة، ويساعده في ذلك إخوان كرام، والشعبة تسير بخطى فسيحة إلى التكوين الكامل إن شاء الله، ثم ما لبث أن انضمت إليها شعبة منية شبين، وكان نائبها هوالشيخ رزق البسيوني، وفي تل بني تميم المجاورة لشبين القناطر حماس وغيرة، وقد زارها فضيلة الأستاذ المرشد كذلك فتلقت الدعوة بصدر رحب وتقبلها بقبول حسن وتكونت فيها شعب ناهضة.
إخوان شبين في مجلس الشورى للإخوان
يعتبر مجلس الشورى العام للإخوان بمثابة الجهة الرقابية على أعمال الدعوة، ولأخذ القرارات الهامة في حياة الدعوة، ومن ثم كان هذا المجلس يجتمع كل عام على أن يشكل كل شعبة وأحد أو أكثر.
وبعدما دخلت الدعوة شبين القناطر حضر ممثلوها مجلس الشورى العام الثاني للإخوان المسلمين والذي عقد في بورسعيد في الفترة من 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، وقد حضر عن شبين القناطر الأستاذ محمد عزت حسن أفندي (ومن المعروف أن الأستاذ محمد عزت حسن كان واحد من الذين ذهبوا للأستاذ عمر التلمساني ودعوه لدعوة الإخوان المسلمين، فاستجاب له وأصبح التلمساني أحد أعلام الدعوة البارزين فيما بعد).
وفي العام التالي وحينما انعقد مجلس الشورى العام الثالث للإخوان في القاهرة في الفترة من يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م حتى يوم الاثنين 13 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 18 من مارس 1935م، حضره من شبين القناطر كلا من:-
- 1- الأستاذ الشيخ يوسف الخولي.
- 2- الأستاذ الشيخ محمد العسيلي.
- 3- محمد عزت حسن أفندي .
- 4- الأستاذ الشيخ محمد السيد العربي.
- 5- الحاج متولي سعد.
- 6- الحاج عبد المتعال مدبولي.
ومن منية شبين:
- 7- الحاج سالم الديبس.
- 8- الشيخ عباس سالم خشب.
ولقد وقع الأستاذ محمد عزت حسن في فتنة شباب محمد وخرج على إثرها من الجماعة وأصبح ليس له صلة بها بعد ذلك.
أعمال واجتماعات شبين القناطر
بقد نشط الإخوان في شبين فعقدوا المؤتمرات والاحتفالات والاجتماعات ومنها اجتماع عام 1354هـ الموافق عام 1935م لاختيار نواب الشعب، ولدراسة الوضع وتطوراته، وكان كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا مولانا محمد البشير النذير، وبعد، فبمناسبة ورود المنشور رقم 1 لسنة 1354هـ من مكتب الإرشاد العام، عقدت الجمعية اجتماعًا بحضور حضرات الإخوان الآتية أسماؤهم:
الشيخ يوسف عفيفي المحامي الرئيس، الشيخ محمد العسيلي الوكيل، عبد الرحمن لاشين أفندي السكرتير، محمد عبد العال أفندي أمين الصندوق، محمد عزت حسن أفندي المراقب، الشيخ محمد السيد العربي، الشيخ بركات عبد الحميد، أحمد إمام نصار أفندي ، إسماعيل سالم أفندي ، الشيخ يوسف الفقي أعضاء.
ثم أعلن حضرة الرئيس افتتاح الجلسة في السابعة والنصف مساء وأخذ حضرة السكرتير في تلاوة المنشور المتضمن ما يأتي:
- أولاً: الحث على الاشتراك في الجريدة بمناسبة بدء عامها الثالث.
- ثانيًا: المساهمة في المطبعة.
- ثالثًا: تكوين لجنة الزكاة.
- رابعًا: تكوين لجنة الحج.
- خامسًا: التمهيد لفكرة الرحلات.
- سادسًا: إخبار مكتب الإرشاد بما يمكن توزيعه أسبوعيًا من الجريدة.
1- الجريدة: اتفق الإخوان على أن يقوم كل منهم بسهمه في نشر الجريدة، وتوزيعها على من يأنسون فيهم الخير، وحثهم على الانضمام للجماعة والسعي في جمع اشتراك الجريدة.
2- المساهمة: تطوع كل من حضرات الرئيس والشيخ محمد العسيلي الوكيل ومحمد عبد العال أفندي أمين الصندوق في شراء ثلاثة أسهم من مطبعة الجماعة.
3- لجنة الحج: تكونت من حضرة الأستاذ الشيخ محمد العسيلي رئيسًا، وعضوية محمد عزت حسن أفندي وأحمد بيومي أفندي .
4- لجنة الزكاة: تكونت من حضرة الأستاذ الشيخ يوسف الخولي رئيسًا، وعضويةمحمد عبد العال أفندي والحاج متولي سعد والحاج رزق محمد والشيخ يوسف سليمان الفقي.
5- لجنة الرحلات: تكونت من حضرة الأستاذ الشيخ محمد السيد العربي رئيسًا، وحضرة الأستاذ الشيخ حافظ الحنبلي وحضرة الشيخ بركات عبد الحميد، وحضرة فريد العلاوي أفندي أعضاء.
6- لجنة الجوالة: تكونت من حضرات عبد الرحمن أفندي لاشين رئيسًا وأحمد نصار أفندي وإسماعيل سالم أفندي ومحمد يوسف الخولي أفندي ومحمد متولي سعد أفندي ، والجمعية مستعدة لتسليم الملابس على حساب كلٍ الخاص وعلى أقساط إذا لم يكن في استطاعة المتطوع.
وقد رأت الجمعية أن تستصدر أسبوعيًا من الجريدة خمسين عددًا على أن يكون قابلاً للزيادة مستقبلاً ثم أعلن حضرة الرئيس فض الجلسة في الساعة الحادية عشرة والنصف.
رئيس الجمعية/ يوسف عفيفي الخولي
السكرتير عبد الرحمن لاشين
وحينما زارها الإمام البنا عام 1933م أقام الإخوان بها سرادقًا ضخمًا أمام دار الجمعية في فنائها الواسع، وقد ازدحم على سعته بالحاضرين. وحضر الحفل فضيلة المرشد العام ومعه وفد من مكتب الإرشاد ومن الجمعية المركزية بالقاهرة، وقد أدى الجميع صلاة العشاء بالمسجد الكبير وقصدوا مكان الاحتفال في حفاوة بالغة ومظهر إسلامي رائع، وقد وجدوا المكان الفسيح غاصًا بالحاضرين من أهل شبين الكرام وضواحيها الخصبة وبينهم وفد الإخوان من تل بني تميم، وافتتح الحفل بتلاوة القرآن الكريم ثم ألقى حضرة عبد الرحمن أفندي رضا مندوب المكتب الدائم بشبين كلمة قيمة وتلاه الإخوان بنشيد حماسي رائع، ووقف حضرة محمد عزت حسن أفندي مندوب المكتب الدائم كذلك فألقى كلمة تحليلية أبان فيها عن أغراض جمعية الإخوان المسلمين وشكر فيها الحاضرين، ووقف بعده فضيلة الأستاذ الشيخ مصطفى الطير فشنف المسامع بدرر لفظه وجميل وعظه، وتلاه الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي أفندي فسحر العقول ببلاغته وملك النفوس بتأثره، وقام الشاعر المبدع الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري فألقى قصيدته الرائعة المنشورة في غير هذا المكان، فكان لها أجمل الوقع في نفوس الجميع واستعيدت أبياتها العامرة مرارًا ووقف بعد ذلك فضيلة المرشد العام فتكلم عن الإسراء والمعراج من حيث وقائعها ودلائل ثبوتها، والاستشهاد على ذلك بالفلسفة الحسية ونظريات العلوم العصرية، وعرج على واجب المسلمين في الاحتفال بذكريات التاريخ الإسلامي المجيد، وقد ختم الحفل بالقرآن الكريم، وذكر الأستاذ الساعاتي المجتمعين بواجبهم نحو إخوانهم الفلسطينيين بمناسبة هذه الذكرى، وختم الحفل بالدعوات الصالحات أن يوفق المسلمين إلى خيرهم وسعادتهم.
وقد ألقي في الحفل قصيدة بعنوان "ذكرى الإسراء والمعراج" للأستاذ أحمد حسن الباقوري قال فيها:
صوت يكاد ينسينا مآسينا .. كأنه صوت داود يغنينا
أرهف خليلي سمعًا طالما نعيت .. فيه الهموم وخل الصوت يصبينا
إن الأغاني ما هزت لمكرمة .. لا أعلم العقل يأباها ولا الدينا
علام تبحث؟ ما هذا التلفت؟ لا .. توقظ بفعلك هذا هزء رائينا
ما من مغن تراه أو تحس به .. أبواق جن تراءى في نوادينا
هذا الحديد يغني صادحًا غردا .. لا يخطئ الفن ما حاكى المغنينا
كأنه – بين آهات يرددها .. صب يبثك ما يشجيه تلحينا
ما أرشد العقل ما لم يستبد به .. هوى النفوس وتضليل المضلينا
بينما تراه سما حتى أذل لنا .. قوى الطبيعة باتت رهن أيدينا
تراه أمعن في الإسفاف يخدعه .. طيف من الوهم غطى رشده حينا
سل أمة أنكرت أن النبي سرى .. وشاهد الله من دون النبيينا
ما ينكرون؟ أرب ليس يصلح ما .. في الجو من خانق؟ ماذا يريدونا؟
أينطقون جمادًا لا حياة به .. فيملأ الأرض إفصاحًا وتبيينا!
ويستقلون فوق الريح طائرة .. تسابق الريح جريًا في مغانينا
فيصبحون ومصر عش طائرهم .. ويظهرون بروما أو بآثينا
ويعجز الله أن يلقى محمده .. في لمحة الطرف؟ ما أغبا الممارينا؟!!
إن العلوم رعاها الله قد كشفت .. عما يلطف من إنكار غاوينا
ما كذب القوم شيئًا كان ريبتهم .. إلا أقامت على الصدق البراهينا
سرى النبي فسارت خلف موكبه .. سكرى من الغبطى العظمى أمانينا
تمشي الملائك فيه جد خاشعة .. لا ضير أن يعلنوا الإجلال ماشينا
أليس مشيهم في ظل موكبه .. أجل ما قدمت أيدي المطيعينا
يا ليلة هتفت فيها كواكبها .. أقبل محمد واطلع كوكبًا فينا
ويا نسيما حباه الطيب موكبه .. فطار يحمل للكون الرياحينا
ويا سماء تسامي في مدارجها .. كالطيف يخطر في مغنى المشوقينا
ماذا شهدتن من مجد لموكبه .. حدثنا اليوم إن جد صادينا
إن الحديث عن المختار أحسبه .. إن ضمنا القبر أمواتًا سيحيينا
أغفى النبي وقام الروح يوقظه .. يدعوه للمجد والجلى فيدعونا
قم يا محمد فالق الله تلق به .. ربا أرادك عزًا للمنيبينا
هذا البراق يكاد العجب يذهله .. إني أراه على شوق ينادينا
هيا إليه ودعنا في جوانبه .. نحدو ركابك والعلياء تحدونا
هذا محمد بيت القدس فالق به .. أئمة الخلق والغر الميامينا
الله أكبر قد قامت صلاتهم .. تقدم الرسل يا خير المصلينا
لله أعينهم فاضت مدامعها .. رباه رحماك مم القوم يبكونا
ألست أحللتم دارًا يطيب لهم .. بها المقام عن السوءى بعيدينا
أم إنها لذة النجوى تطيف بهم .. فيملأ الدمع أجفان المناجينا
هذي المعارج خير الخلق قد نصبت .. من موطن الزهد والتقوى ستدنينا
فاعرج - فديتك - يا خير الورى قدمًا .. واصعد لتستقبل الجلي أفانينا
تلك السماء كأن الله ضاعفها .. من أجلك اليوم تجميلاً وتحسينا
وهذه السدرة الغراء أحسبها .. وقد بدوت لها ولهي تحيينا
ليهنك العز لا عز يضارعه .. فاصعد على الطائر الميمون ميمونا
هذا مقامي لا أستطيع أبرحه .. ما شاء ربك لا ما شئت أو شينا
إنا لأسرى قوانين محددة .. ولست أسطيع أن أعدو القوانينا
هناك يعيش اللب من دهش .. ويعزب العقل حتى ما يواتينا
رأى النبي جلال الحق يسمعه .. مرحى بك اليوم يا خير النبيينا
فكاد يذهل لولا الله بربه .. فخرًا لطائعنا دحرًا لعاصينا
قد ثبت الله قلبًا كاد يخلعه .. هذا الجلال ويرديه فيردينا
نودي ومن أين؟ أو كيف النداء؟ وهل .. صوت وسمع؟ سؤال ليس يعنينا
ما الكهرباء؟ وما هذا الذي صنعت .. أيدي الحضارة بل ماذا ستؤتينا؟
لا ضير أن تجهلوا ما فوق مدركنا .. وقد جهلتم كثيرًا بين أيدينا
الله يعلم إذا نادى محمده .. أقبل محمد واستقبل أيادينا
هذي الصلاة وآبيها سيغضبنا .. والمفرغ الجهد فيها سوف يرضينا
خمس تؤدونها شكرًا بنا ولنا .. وإنها إذا نجازيكم لخمسونا
لله مرتبة نال النبي بها .. ما لم ينله كليم الله في سينا
يا أيها العائد البادي بجبهته .. نور يفيض سناه طرف جبرينا
رفقًا بأبصارنا لا يذهبن بها .. هذا السنا وبصيص منه يكفينا
هذي قريش ستلقاها وتخبرها .. فما عساهم إذا تردى يقولونا؟
أنت المصدق ما حدث في خبر .. الأصفياء شهود والمعادونا
قد عشت ما عشت مولاهم وسيدهم .. وكنت حتى على الأرواح مأمونا
لم يعهدوك بغير المجد مصطحبًا .. ولم يروك بغير الطهر مفتونًا
لكنها فتنة "كان الإله لها" .. ستترك الشمل بالتشتيت مقرونا
يهدي بها الله من ترجى هدايته .. ويترك الكفر يستوحي الشياطينا
حسب النبي أبو بكر يقول له .. لا تخش باطلهم إنا المحقونا
قل ما تشاء بلا ريب ولا ضجر .. حدث فديتك إنا جد صاغينا
تالله لو قلت جبت الكون قاطبة .. في لمحة الطرف ما كنا ممارينا
يا ليت شعري ما هذي النفوس وفي .. أي الأماكن نلقيها وتلقينا
هل صاغها الله مما صاغ أنفسنا .. أستشهد الله .. لا .. حتى .. تلاقينا
كما ألقى الأستاذ عبد الحكيم عابدين قصيدة بعنوان (ذكرى الإسراء) عام 1935م يقول في مطلعها:
رانت على صفحة الدنيا مخازيها .. من طول ما هجر الإسلام أهلوها
عاد ابتسام الضحى فيها عبوس دجى .. فاسود بياضها واغبر زاهيها
وظللتها من الآثام تركبها .. غشاوة طمست أبصار غاويها
أشرقت هذه الذكرى ببهجتها .. يقودها الحب القديس يزجيها
تحوطها سجدات الروح حاملة .. للكون أسعد آمال يرجيها
وخلوة بين مخلوق وخالقه .. مهما أجد وصفها حاشا أجليها
ثم الصلاة على الإسلام قد فرضت .. بالعدل والرأفة العليا تحاديها
ثم يرد على منكري الإسراء والمعراج فيقول:
قل للألي جحدوا الإسراء ويحكم .. أتفترون على الخلاق تمويها
صدقتمو قدرة المخلوق حين أتى .. بالطائرات تسامى في أعاليها
وبالخوانق والتدمير ترسم لي .. يوم المآب يبث الهول تشبيها
وذاك مذياعكم يسبي العقول وقد .. أصار قاصي هذه الأرض دانيها
هذي عجائبكم ما بال خالقكم .. ترى لقدرته ند يحاكيها؟
عودوا إلى الله واستجدوا مغفرة .. ينقذ عقولاً تعامت من دياجيها
وحينما عقد المؤتمر السادس العام للإخوان عام 1941م تقدم إخوان شبين القناطر بمقترحات جاء فيها، يقترح الإخوان بشبين القناطر توقيع عريضة من المؤتمر تطالب باتخاذ الشريعة الإسلامية أساسًا للحكم فى مصر، ورفعها إلى جلالة الملك وأولى الشأن، وتأييدها من شُعَب الإخوان جميعًا.
كما كان للإخوان دور في التصدي لمحاولات التنصير التي كانت تقوم بها الجمعيات التبشيرية في مصر ففي شبين القناطر دأب المستشفى الإنجليزي على التغرير بكثير من هؤلاء السذج فى حبائله لقلة إلمامهم بأمور دينهم,كما أنهم فى المستشفى يغررون الأطفال بالمال لترك دينهم, ولذا سارع الإخوان المسلمين عام 1947م بمناشدة وزارتي الشئون الاجتماعية والداخلية بالإسراع فى التصدي لما يحدث فى هذه المستشفى, وبالتحقيق فيما يحدث.
كما زار الإمام البنا شبين القناطر عام 1947م والتقي ببعض الإخوان في منزل أحد الإخوة، كما اشترك بعض الإخوة في حرب فلسطين وظل الحال حتى حلت الجماعة واعتقل المجاهدين.
وفى فترة عبد الناصر انتشرت الدعوة فكان الشيخ حسن عليان والشيخ عبد المجيد هيكل والحاج موسى جاويش وغيرهم حتى ان بعضهم كان ضمن الفريق الذي أمن مبنى الإذاعة والتلفزيون أثناء الثورة عام 1952م.
غير أن كثير من إخوان شبين تعرضوا لمحنة الاعتقال وكان على رأسهم المستشار حسن الهضيبي وعائلته والأستاذ عمر التلمساني والحاج موسى جاويش وغيرهم.
وحينما بدأت الدعوة في الانتشار مرة أخرى وجه عبد الناصر للإخوان عامة ولإخوان شبين القناطر خاصة ضربة قوية عام 1965م حيث توقفت الدعوة حتى خرج الإخوان من السجون، وبدأ الشيخ حسن عليان وعبدالمجيد هيكل وموسى جاويش ومحمد عبدالمعطي الجزار وغيرهم في الانتشار وسط الناس عامة والطلبة خاصة وبالفعل كان لها صدى عظيم في نفوس الناس.