رسالة النسائيات
بقلم / الإمام حسن البنا
قلنا ألف مرة لسنا دعاة اختلاط المرأة بالرجل: إن الإسلام أكرم نظام جمع فى تشريعه بين حرية المرأة وتقدير كرامتها وتقديس منزلتها، وبين المحافظة عليها وحمايتها من عدوان المعتدين وخداع الخادعين.
وإن الإسلام حين شرع للمرأة ألا تختلط بالرجل وألا تسافر مسافة القصر إلا مع محرم، وأن تقوم بوظيفتها الطبيعية من تنظيم مملكة الأسرة، تلك المملكة الكثيرة الأعباء العظيمة النتائج البعيدة الأثر فى حياة الأمم لم نقصد بذلك قدحًا فى شرفها، ولا حبسًا لحريتها، وإنما نقصد بذلك إلى صيانتها وحمايتها، فكان إخواننا دعاة الاختلاط من كاتبين وكاتبات يعيبون علينا ذلك، ويرون فى بسط الرقابة على الفتاة غلاً ثقيلاً لا يطيقون رؤيته ولا يحتملون التفكير فيه.
فماذا تقول السادة الآن أمام هذه الحوادث المتواترة، وأمام ما نشره الأهرام فى عددين متتاليين فى شهر: "ما قل ودل" للأستاذ الصاوي محمد داعية الاختلاط والسفور، وداعية بسط رقابة الآباء على الفتيات فى عددى الأهرام المذكورين.
وقد كان ما نشرته الأهرام فى العدد الأول خاصًا بطبيب إنجليزى شطب اسمه من عداد الأطباء لانتهاكه شرف أسرة ترددت عليه سيدتها، فنجم عن ذلك صلات غرامية انتهت بانتحار السيدة وبؤس أسرتها، وطلاق زوجة الطبيب وحرمانه من مهنته.
وكان ما نشرته فى العدد التالى خاصًا بطبيب مصرى حاول مثل هذه المغامرة وكاد يتم له ما أراد لانخداع الفتاة لولا أن يقظة الوالد حالت دون ذلك.
يا إخواننا، صدقونا إننا لا نريد بالمرأة إلا كل خير، ولا نكن لها إلا كل تقدير وتقديس، وقد نكون فى ذلك أشد عليها منكم غيرة وأعظم احترامًا، فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن ندعو إلى الفضيلة، ونحيط حرم العفة المقدس بسياج من الرقابة اليقظة، ونحول بين ذلك الاختلاط الذى يؤدى إلى أشد النكبات وأفظع المآسى.
ومن المصادفات أن تكون هذه النذر فى وقت غصت فيه المصايف بالمختلطين، فرحمة أيها الآباء ببناتكم وفتياتكم، وحياء حياء أيها الشبان فإنما هؤلاء أخواتكم وبنى عمومتكم، وليس من فتنة أضر على الرجال من النساء، ولا أضر على النساء من الرجال، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.