ممدوح الديري
إعداد موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين
أ / علاء ممدوح
تقديم : ممدوح درويش الديري
هذا البطل الهمام من أبناء محافظة بني سويف الذي اعتقل في محنة 65 وهو لايزال شابا صغيرا غير أنه تجلد لها ، وثبت وصبر وتحمل في سبيل نصرة الدعوة ما تنوء بحمله الجبال الراسيات و كان هذا فضلا من الله و نعمة ..
وهو من قيادات جماعة الإخوان المسلمينن فهو عضو مكتب الإرشاد،
ضمن إحدى مجموعات جماعة الإخوان التي أطلق عليها عام 1987 ( مكتب مصر ) .
فكيف كانت بدايته مع جماعة الإخوان المسلمين ، وما هي المسؤولية التي كلف بها ؟ وكيف كانت محنة 65 معه ؟
ولماذا كان يتابع و بدقة أ. الشهيد سيد قطب في محاكمات 65 ؟
وما هو حاله بعد انتهاء فترة اعتقاله ؟.
في جماعة الإخوان المسلمين و معهم
بعد محنة 54 ، نهضت مجموعة كريمة من الإخوان تعمل على لم شمل الإخوان من جديد ، من أجل إكمال المسيرة لنصرة دين الله تعالى ..
وبعد نجاح هذه الجهود الطيبة ، بدأ الإخوان في دعوة غيرهم و ضمهم للجماعة. وكان من الإخوة النشطاء في هذا الأمر الأخ مبارك عبد العظيم الطالب بكلية علوم عين شمس و الذي كان سببا في دخول ممدوح الديري جماعة الإخوان المسلمين ...
يقول المهندس محمد الصروي عن نشاط مبارك عبد العظيم :
" وكان ممن ضمهم الى التنظيم :
اثنى عشر مهندسا كمياويا ــ جامعة القاهرة
1. ... فاروق أحمد علي المنشاوي
2. ... فايز اسماعيل
3. ... السيد سعد الدين الشريف
4. ... حسن أحمد البحيري
5. ... فؤاد حسن علي
6. ... أحمد عبد الستار عوض كيوان ( دمياط )
7. ... جلال الدين بكري ديساوي
8. ... محمد عبد العزيز الصروي ( كاتب هذه السطور)
9. ... عز الدين عبد المنعم على شمس
10. ... محمد عبد الحميد خفاجى
11. ... على بكري بدوي
12. ... عبد الرحمن منيب ( كان في طور الإقناع والحوار )
ومن قسم التعدين بهندسة القاهرة
1- مهندس محمد أحمد عبد الرحمن
ومن قسم الميكانيكا
ومن قسم الكهرباء
2- والفنان الموهوب محمد عبد المعطي عبد الرحيم وشهرته ( محمد رحمي )
مجموعة الطاقة الذرية
1. ... محمد عبد المعطي الجزار.
2. ... أحمد عبد العزيز السروجي.
3. ... صلاح محمد خليفة.
4. ...محمد المأمون يحيي زكريا
وكلهم من حملة الدكتوراه ( فيما بعد ) في الطاقة النووية وتعرف عليهم أثناء دراسته بعلوم عين شمس ومعهم ممدوح درويش الديري ( طالب بعلوم عين شمس [ صار فيما بعد أستاذا بعلوم الزقازيق ] .. رحمه الله."
لقد كان ممدوح الديري شجاعا في قراره الإنضمام للجماعة برغم معرفته بكل ما حدث لها من اضطهاد و بطش و تنكيل ، لأنه عرف أن هذا هو السبيل ولا سبيل سواه ، وانطلق في العمل الإخواني بكل همة و نشاط ...
يقول المهندس الصروي :
"استقر العمل على وجود إخواني في أماكن متفرقة تصلح جيدا كبداية لعمل تنظيمي جيد وهي وذكر منها الصروي:
محمد عبد المعطي عبد الرحيم ( رسام ) , كمال عبد العزيز سلام( ضابط مهندس ) , فؤاد حسن علي ( ضابط مهندس ) , محمد أحمد البحيري (مهندس ) , السيد سعد الدين الشريف ( طالب بكلية الهندسة ) , إمام عبد اللطيف غيث ( مهندس كهرباء ) , ممدوح درويش الديرى ( طالب بكلية علوم عين شمس ) ..
وها أنت ترى الانتشار الأساسي للإخوان في القاهرة والجيزة والدقهلية وعددا محدودا في الإسكندرية وباقي المحافظات الأخرى ."
وأصبح في الأسر الإخوانية منتظما ، فقد كان مع أسرة مبارك عبد العظيم .. يقول أ. سامي جوهر :" .......
جـ- أسرة مبارك عبد العظيم عياد - وتتكون من خمسة أسر على النحو الآتى:
2- أسرة فاروق المنشاوي - وتتكون من أسرتين:
الأسرة الأولى وتضم:
- فاروق الفيشاوي .
- أحمد عوض كيوان. "
معادن الرجال في المحن ... الديري و محنة 65
يجري البلاء على المسلم ليميز الله الخبيث من الطيب ، فيصمد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وينتكس آخرون فيفتنوا و العياذ بالله ...
وحين هبت عاصفة عام 65 كان ممدوح الديري من أولئك الرجال الذين ثبتوا ثباتا عظيما ، بل واستعذب في جنب الله تعالى هذا التنكيل و البطش الشديد من الظالمين .
لكن قبل هذا كيف تم القبض على الأخ ممدوح الديري ؟!
بسبب اعترافات علي عشماوي ، يؤكد على هذا المهندس محمد الصروي بقوله :
" تمثلت عناصر قضية إخوان ( 65 ) في: قنبلتين من مركز سنفا ,
اعترافات علي عشماوي مع بعض الأسلحة , والدعاية ( البروباجاندا ) التي طنطنت بها الصحافة على ورقة كراس عند الأخ محمود فخري...وبعض قنابل المولوتوف في شقة ممدوح الديري ,فضلا عن بعض المدافع الرشاشة في شقة د. محمد عبد المعطي الجزار.
وكان علي عشماوي أول من قبضوا عليه .. ويحكى علي عشماوي أساليب تعذيبه فيقول في مذكراته رغم أنه أخف الإخوان تعذيبا.
بدأت حفلة التعذيب كما كانوا يسمونها
ـ استمرت حوالي عشر ساعات متصلة .
بدأت ـ كما قلت ـ بأن طرحوني أرضا . ثم مزقوا ملابسي .
وأوثقوا يديّ ووضعوهما مع قدميّ ووضعوا بينهما " ماسورة " حديد .
ثم علقوهما فوق كرسيين , فصرت معلقا ـ رأسي اسفل , وقدماي ويداي مربوطتان بالحديدة المشدودة على الكرسيين .
بدأ حاملو الكرابيج الثلاثة : يضربون فوق قدمي بثلاثة كرابيج في أيديهم .
استمر الضرب نصف ساعة كاملة تقريبا , ثم أنزلوني , وقال لي شمس بدران " لقد اعترفوا عليك ونعلم أنك أنت الجوكر " طلب منى أن اعترف , قلت له :
لا أعلم شيئا . علقوني مرة أخرى وبدأوا يضربوني من جديد .
ظل الحال على هذا المنوال أربع أو خمس ساعات . ثم فكوا يديّ وأجلسوني على كرسي .
وأحضروا لي فنجانا من القهوة .
بدأ جلال الديب ـ نائب الأحكام ـ يحدثني من ورقة في يده فيها بعض مواد القانون .
كانوا يعرضونها على كل من يدخل هذه الغرفة كإحدى وسائل التأثير عليه حتى يعترف بسرعة .
كانت إحدى مواد القانون تبين أن من ساعد السلطات في القبض على التنظيمات يقدم كشاهد , ويعفى من العقوبة أو شيء من هذا القبيل .
الحقيقة أننا كنا قد درسنا هذا الأسلوب داخل الجماعة وعلمنا جيدا أنها إحدى وسائل التحقيقات وأنها مسألة غير جادة
ومع هذا فقد قلت لهم : إنني لا أعرف شيئا . ولو كنت أعلم شيئا لقلته لكم . علقوني مرة أخرى , وتجدد الضرب حوالي ساعة . ثم أنزلوني .
ليعرضوا علىّ الأمر من جديد لأجيبهم بالإجابة نفسها .. ويعلقوني مرة ثالثة , وظلوا يضربونني حتى فارقت الوعي ولا أدرى كم من الوقت ظللت مفارقا الوعي لكنى وجدت نفسي وهم يحاولون إعادتي إلى رشدي مرة أخرى وقد أعطوني " ماء وسكر " حتى استعيد حيويتي بعض الشيء ليداوموا تعذيبي لأنهم ــ على ما يبدو وكما قال شمس بدران
ـ كانوا في سباق مع الزمن لأن يوقفوا تنفيذ أي من العمليات ضد الدولة .
علقوني مرة أخرى ـ بعد أن أفقت ـ وبدأ الضرب بالكرابيج . كنت قد بدأت أحس بالضعف وبعدم سيطرتي على عضلات جسدي .
في هذه اللحظة ـ إذ بشخص طويل أبيض وذي شوارب ضخمة وشعر أشيب يدخل الغرفة . رأيت شمس بدران يقول له : تفضل يا باشا .. وقال لي شمس بدران : إن لم تعترف فأن الباشا سوف يتكفل بك . واقترب " الباشا "
- وأنا معلق ـ ووضع إصبعيه على حنجرتي واخذ يضغط ببطء وفن ـ وكأنما هو أستاذ في مهنته ـ علمت بعد ذلك أنه " حمزة البسيوني " الشهير , ظل يضغط على حنجرتي حتى كنت بين الإغماءة والإفاقة ثم يتركني حتى أفيق وأتنفس , ثم يضغط مرة أخرى .
إنه فن مدروس كان يمارسه بشدة وبفن وقدرة. ثم قالوا لي : اعترف . قلت : لا أدرى شيئا .. فقال لهم : ابعدوا عنى وأعطوني كرباجا واحدا , وسوف أجعله يركع ويعترف بكل ما نريد .
وبدأ يضربني . كان يعمل على أن تأتى ضربته على إحدى .. الخصيتين .. بطرف الكرباج . وكان لا يخطئها مرة .
ظل على هذا الحال ما لا يقل ولا يزيد على ربع ساعة . بعدها فقدت السيطرة على كل شيء في جسدي .
انهار جسمي انهيارا كاملا . لم أستطع أن أحرك شيئا . ولا عضلة من عضلات جسمي أحسست أن عقلي مشلول أنزلوني وأنا في هذه الحال . لا أدرى ماذا أقول . كنت أسمع حديثهم وكأنه آت من بعيد .
لم أكن أعي ما يخرج من فمي أو ما هي الردود التي كنت أرد بها عليهم .
لم أكن أحس هل أنا فاقد الوعي أو متيقظ . لكنى كنت ـ وهذا ما أذكره جيدا
ـ فاقد السيطرة على كل عضلات جسمي حتى إنني أستحي أن أقول ما حدث لي بعد ذلك . قلت لهم : إنني سوف اعترف على مكان السلاح حتى لا يستخدم وتكون المذبحة التي توعد بها شمس بدران لجميع الاخوة الموجودين في السجن إن وقع أي حادث في الخارج .
وأكون أنا مسئولا عنها .. فإنني لا أحتمل مثل هذا العبء النفسي . ولم يكن السلاح بالكثير , ولكنه كان في مكان واحد في شقة المطرية ـ وجزء يسير منه في شقة دير الملاك عند الأخ ممدوح الديري .
أعطوني كأسا من الليمون بها الكثير من السكر .
شربتها وتمالكت نفسي وبدأت أحس بعودة الدورة الدموية إلى مكانها . كانت ملابسي ممزقة , فأحضروا لي " سترة " مما يلبسه الجند . لبستها . واحضروا سيارة .
وذهب معي المقدم نور الدين عفيفي والرائدمحيي العشماوي واتجهنا إلى المطرية فوجدوا السلاح والمفرقعات .
ثم ذهبنا إلى شقة " ممدوح الديري " فوجدوا ما فيها وعدنا مرة ثانية إلى السجن الحربي " انتهى كلام علي عشماوي" .
ويقول أ. جابر رزق :
" كان علي عشماوي هو أهم شخص يعرف خبايا التنظيم على مستوى الجمهورية . . وكان ذا ذاكرة حديدية قال أكثر مما يستطيع أي إنسان آخر أن يقوله . . وكانت تلك الليلة عيدا لضباط الشرطة العسكرية . .
فبعد القبض على محمد الجزار ومن معه . . وممدوح الديري وجلال الدين بكريومصطفي الخضيري معهما . . عانق ضباط الشرطة العسكرية بعضهم بعضا . . أتعرف لماذا ؟ لأنهم الآن فقط يستطيعوا أن يقولوا أن هناك مؤامرة للإخوان المسلمين لاغتيال جمال عبد الناصر . . وأعوانه وقلب نظام الحكم وتغيير دستور الدولة بالقوة ." .
أ- جلده و ثباته
لقد أذاق المجرمون في السجن الحربي الأخ ممدوح الديري سوء العذاب ، غير أنه ما لان ولا استكان بل ظل أشمَ كالنخيل شامخا كالجبال الرواسي ، ليس فقط في الحربي ولكن حتى أمام الدجوي في محاكمات ناصر الهزلية ..
يقول المهندس الصروي :
" أذكر الأخ ممدوح الديري كان عائدا من مكتب التحقيقات في السجن الحربي معذبا, لا يكاد يمشى على قدميه, فقال له الجلاد الشاويش" نجم": عاجبك حالك يا ممدوح .. مستقبلك ضاع , السجن المؤبد ينتظرك ما لم يكن إعدام .. ملابسك مقطعة وأنت ابن ناس ومن عائلة كبيرة في بنى سويف .. ماشى حافي بدون حذاء .. فرد عليه ممدوح الديري متمثلا قول سحرة فرعون حينما هددهم فرعون كما تحكى آيات سورة الشعراء " قال آمنتم له قبل أن آذن لكم , إنه لكبيركم الذي علمكم السحر . لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف , ثم لأصلبنكم أجمعين .
قالوا : لا ضير . إنا إلى ربنا منقلبون "
قال السحرة في رد يغيظ فرعون " لا ضير " ! .. " لا ضير " ... " لا ضير "
ولعلهم قالوها جميعا فالفعل ( قالوا ) يدل على الجمع ولعلهم هتفوا بها " لا ضير "... " لا ضير"..." لا ضير" .
ولعل هتافهم كان عاليا ومدويا " لا ضير " إمعانا في غيظ فرعون ..
ومن المؤشرات ـ والله اعلم ـ على هذا فرحهم بالإيمان حيث قالوا بعد ذلك مباشرة " إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين " فكأنهم في مدرسة وفى امتحان وجاء ترتيبهم الأول في هذا الامتحان فهم سعداء .. بل فخورون بهذا التفوق ... أن كانوا الأوائل.
قال الأخ ممدوح الديري للشاويش الجلاد نجم : لا ضير... لا ضير... لا ضير
لكنه ترجمها إلى العامية المصرية , ولا تزال هذه الكلمات ترن في أذني رنينا جميلا جذابا .. قال ممدوح الديري :
( مايهمش ) .. ( مايهمش ) .. ( مايهمش )
ومضى كل لحال سبيله .. رحم الله ممدوح الديري رحمة واسعة فالشعور بـ" استعلاء الإيمان " جعل التعذيب والسياط تنزل بردا وسلاما على أبناء التنظيم .. قد يتألم الأخ أو يصرخ أثناء التعذيب , ولكن مع آخر كرباج تظهر البسمة على وجه الأخ .. وكأنه كان فرحا بالتعذيب ".
ويروي لنا أ. سامي جوهر عزة النفس الأبية و الاستعلاء بالإيمان الذي كان يغمر روح الديري فيقول :
" وكان الدجوى سريع التصرف عندما يشعر أن الأمر سيفلت من يده.. كان يصرف المتهم الذى يجادله وينادى على التالى له... وأنهى الدجوى مناقشة مجدى واستدعى ممدوح الديري... وكانت النيابة اتهمته بالاشتراك فى التنظيم السرى ضمن مجموعة الاغتيالات ويسأله الدجوى:
- كنت مقتنع بالقتل والنسف والتخريب؟
ويجيب ممدوح بصوت أثار الدجوى.. وكلمات زادت من إثارته... فقد أجاب:
القتال بالنسبة للمؤمن مكروه... ولكنه يفرض علينا إذا اضطرتنا الظروف..
ويرد الدجوى بلهجة هجومية:
- حا أقول كلامك وبعدين أبقى أعمل قمع... أنت قلت أنك لم تستعمل عقلك فى كثير من الأشياء وأعلن ندمى وتوبتى...
- ويصرخ ممدوح فى دهشة واستنكار:
- أقسم .... ما قلت كده.. والنيابة اللى كتبتها..
- وكانت تعنى كلمات ممدوح إن النيابة التى كان يشرف عليها صلاح نصر كانت تزور فى الأقوال.. وتكرر ذلك من قبل فى أقوال مجدى.. وكان من المفروض فى القاضى أن يحقق فى التزوير.. القاضى الذى يحكم بوحى من الله ومن ضميره... ولكن الدجوى كان قاضيا يحكم بأمر من الرئيس السابق وتعليمات من أعوانه." .
وحكم على ممدوح الديري بالمؤبد وهو لايزال طالبا في علوم عين شمس
هذا ما أورده المهندس الصروي بقوله :
" القضية الأولى :
مؤبد ... طالب بكلية علوم عين شمس ... 25 ... ممدوح درويش الديري ... 13..." .
ومن شجاعته أنه رفض محاكماتهم الهزلية كشأن باقي الإخوان اعتراضا على محاكماتهم بقوانين وضعية لا بالشريعة الإسرمية ... تقول الحاجة زينب الغزالي :
" اليوم الموعود
القضية الأولى من سبع قضايا قدمت للمحاكمة
استيقظنا يوم المحاكمة وأخرجونا إلى المكاتب في انتظار العربات التي ستقلنا إلى المحكمة .
وفى حوالي الثامنة امتلأت ساحة السجن الحربي برجال البوليس ضباطا وجنودا وكأنهم ذاهبون إلى ساحة القتال ، وجاءت عربة وصعدنا فيها وتكدس حولنا الحراس من ضباط وجنود وذهبنا إلى المحكمة وهناك أدخلونا القفص :
كنا (43) ثلاثة وأربعين :
1 - سيد قطب إبراهيم .
2 - محمد يوسف هواش .
3 - عبد الفتاح عبده إسماعيل .
4 - أحمد عبد المجيد عبد السميع .
5 - صبري عرفة إبراهيم الكومي .
6 - مجدي عبد العزيز متولي .
7 - عبد المجيد يوسف عبد المجيد الشاذلي .
8 - عباس سعيد السيسي.
9 - مبارك عبد العظيم محمود عياد .
10 - فاروق أحمد علي المنشاوي .
11- محمد إسماعيل يوسف .
12 - ممدوح درويش مصطفى الديري .
13 - محمد أحمد محمد عبد الرحمن .
14 - جلال الدين بكري ديساوي .
15 -محمد عبد المعطي إبراهيم الجزار .
16 - محمد المأمون يحيى زكريا .
17 - أحمد عبد الحليم السروجي .
18 - صلاح محمد محمد خليفة .
19 - السيد سعد الدين السيد شريف .
20 - محمد عبد المعطي عبد الرحيم .
21 - إمام عبد اللطيف عبد الفتاح غيث .
22- عبد العزيز العرفي سلام .
23 - فؤاد حسن على متولي .
24 - محمد أحمد البحيري .
25 - حمدي حسن صالح .
26 - مصطفى عبد العزيز الخضيري .
27- السيد نزيلي محمد عويضة .
28 - مرسي مصطفى مرسي .
29 - محمد بديع عبد المجيد محمد سامي .
30 - محمد عبد المنعم شاهين .
31 - محمود أحمد فخري .
32 - محمود عزت إبراهيم .
33- صلاح محمد عبد الحق .
34 - حلمي محمد صادق حتحوت .
35 - إلهام يحيى عبد المجيد بدوي .
36 - عبد المنعم عبد الرءوف يوسف عرفات .
37 - محمد عبد الفتاح رزق شريف .
38 - زينب الغزالي الجبيلي .
39 - حميدة قطب إبراهيم .
40 - محيى الدين هلال .
41 - عشماوي سليمان .
42 - مصطفى العالم .
وليعلم القارئ أن المكمل للعدد هو "علي عشماوي" الذي اعتبر شاهد ملك ببيعه دينه بحياة ذليلة .
فلما دخلنا القفص وحضر من يسمونهم القضاة، نادى الدجوي أسماءنا واحدا واحدا سائلا كلا منا : هل لك اعتراض على المحكمة؟ .
ويجيب الأخ : ليس لي اعتراض على الأشخاص ، ولكنى أعترض على القانون الذي نحاكم به لأنه قانون جاهلي، ونحن لا نحتكم إلا لشرع الله ." .
وبعد الحكم تنقل في سجون مصر يقول المهندس محمد الصروي:
" أما المرحلون من عنبر الإيراد بليمان طره فهم:
أولاً- من عنبر الإيراد بليمان طره:
من قيادات التنظيم:
- مجدي عبد العزيز متولي (إعدام خُفف إلى أشغال شاقة مؤبدة - إسكندرية).
- أحمد عبد المجيد كشكول (إعدام خُفف إلى أشغال شاقة مؤبدة - جيزة كرداسة).
من الأشغال الشاقة المؤبدة:
- عبد المجيد الشاذلي (الإسكندرية)
- مبارك عبد العظيم عياد (الجيزة|جيزة).
- مصطفى الخضيري (القاهرة).
- مرسي مصطفي مرسي (جيزة إمبابة).
- سيد نزيلي محمد (جيزة - كرداسة)
- ممدوح درويش الديري (بني سويف).
- عبد المنعم عبد الرؤوف (إسكندرية)."
ب- بشائر النصر من أتون المحنة :
وتأمل لطف الله تعالى بأفراد هذه الجماعة المباركة ،وكيف شفى سبحانه و تعالى صدور قوم مؤمنين برؤية جلاديهم في نفس المكان و نفس الزنازين أذلاء مهانين .
يقول أ. جابر رزق :
" حتى حدث ذات يوم أن التقيت بالأخ ممدوح الديري الذي كان يقيم في عيادة السجن الحربي فقال لي أنه علم أن في محاضرة الشيخ بدران القادمة سيطلب مجدي عبد العزيز ويسأله عدة أسئلة كامتحان . . وطلب مني أن أبلغ مجدي عبد العزيز ذلك حتى يستعد .
في أواخر مايو وأوائل شهر يونيو سنة 1967 وقبل وقوع الهزيمة بأيام قليلة أعلن الشيخ محمد بن فتح الله بدران أنه سيجري امتحانا للإخوان وبناء على نتيجة الامتحان يقسمون إلى ثلاث فئات , فئة " أ " وتمثل الذين استوعبوا فكر الشيخ بدران بتفوق , وفئة " ب " الأقل منهم مستوى وفئة " ج " وتمثل الذين لم ينجحوا في الامتحان . .
وعندما سمع الإخوان هذا الأمر أحسوا بالمكر السيئ الذي يدبر لهم وعقد الإخوان نيتهم على أن يصدعوا بكلمة الحق مهما كلفتهم وأنهم لن يمكنوا الظالمين من فتنتهم عن دعوتهم ولن يستجيبوا لضلالهم وتلبيسهم الحق بالباطل . . وسيقولون رأيهم صريحا واضحا لا لبس فيه ولا غموض . . وليكن بعد الحوادث ما يكون .
هيمن هذه الروح على الإخوان وأخذوا يشدون أزر بعضهم البعض ويتواصون بالحق . .
ويتواصون بالصبر . . حتى حدث ذات يوم أن التقيت بالأخ ممدوح الديري الذي كان يقيم في عيادة السجن الحربي فقال لي أنه علم أن في محاضرة الشيخ بدران القادمة سيطلبمجدي عبد العزيز ويسأله عدة أسئلة كامتحان . .
وطلب مني أن أبلغ مجدي عبد العزيز ذلك حتى يستعد . وعزم الإخوان أمرهم وعقدوا نيتهم على أن ينتصروا للحق ولا يستجيبوا للفتنة التي أرادها أعداء الحق . .مرت الأيام . .
وجاء يوم 5 يونيو سنة 1967 وهو يوم أبشع هزيمة عرفتها مصر في تاريخها الضارب في أعماق الماضي أكثر من خمسة آلاف سنة كما يقولون . .
بل يوم الخيانة . . وجني الثمار المرة للشجرة الخبيثة التي استنبتت في أرض الكنانة ! ! وهو نفس اليوم الذي كان سيعقد فيه الامتحان للإخوان يوم الاختبار الصعب . .
اختبار للحق الصريح الواضح بما يتطلبه من تضحيات وصبر وثبات ورفض الباطل الم تحكم في الرقاب . . الممسك بالسوط يلهب به الظهور المهدد لكل من خالفه . .
وفي هذا اليوم أنقذنا الله سبحانه من فتنة الفرقة التي كان من الممكن أن تقع عقب الامتحان لأنهم كانوا ينوون تقسيمنا إلى فئات : أ , ب , ج . . وتستمع كل فئة بامتيازات خاصة بها بقدر تجاوبها مع الباطل ! !
فبعد أن انتهينا من الطابور السريع الذي يبدأ في الساعة الثامنة وينتهي في الساعة التاسعة صباحا وتناولنا الإفطار وأوشكنا على النزول لطابور " معتادا . . مارش " الذي يستمر حتى الساعة الواحدة بعد الظهر . . رأينا صفوت الروبي يدخل السجن الحربي مسرعا مذعورا . . وفي يده " مدفع" وعلى رأسه خوذة صرخ صفوت في الحرس :
_ اقفل الزنازين ! !
وصعد الحرس إلى الدور الثاني والدور الثالث وأغلقوا علينا الزنازين " بالأمان " ولم يمر وقت طويل حتى عرفنا أن الحرب قد اشتعلت . . وانتظرنا في ترقب . . هل ستجري الأحداث وفق توقعنا لها . بابتداء الحرب انتهت " المذبحة " . .
وألغيت طوابير غسيل المخ وانقصم ظهر الطاغية . . ودارت دائرة السوء على الظالمين وشربوا من نفس الكأس التي أذاقوها ! ! ولكننا لم نفرح للهزيمة . . ولم نبتهج للمأساة التي أحاقت بمصر لأننا اعتبرنا أن نتائج ذلك كله ستكون عبئا على طلائع البعث الإسلامي ."
وسبحان الله على رابطة الأخوة في الله التي جعلت الديري برغم تعبه الصحي يبتهل فرصة لقيا أخيه ليعطيه ما لديه من معلومات من أجل تنبيه و تحذير أخ ثالث لهما .
وخرج من المعتقل ، لتفتح عليه خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ويصبح أستاذا بجامعة الزقازيق ... يقول أ. أحمد عبد المجيد :
"في الإدعاء يعمل مدرسًا بالجامعة (ممدوح درويش الديري ) بعد الإفراج عليه ، ...".
الديري مع أ. الشهيد سيد قطب
بلغ من حب الأخ ممدوح الديري للأستاذ الشهيد سيد قطب أنه كان يتابع بدقة شديدة كل أقوال و حركات أ. سيد قطب حين كانوا في المحاكمات ...
يقول أ.جابر رزق :
" ويقول الأخ ممدوح الديري :
_ أنه كانت هناك كثير من النظرات المتبادلة بين الشهيد سيد قطب وبين الدجوي قاضي المحكمة وكانت نظرات الشهيد سيد قطب تثير غيظ الدجوي وتستفزه وكان أي تصرف يحدث في المحكمة من الدجوي يكفي للرد عليه نظرة من الشهيد سيد قطب للدجوي كان الشهيد سيد قطب ينظر للدجوي باحتقار واستهانة وكان الدجوي كلما ذكر الشهيد سيد قطب ينظر إليه ويضع يده على رقبته كأنه يقول له : إننا سنعدمك ! ! .
ويقول الأخ ممدوح الديري :
_ كان الشهيد سيد قطب حريصا على السؤال عن أهالي الإخوان وبالذات على والدة الأخ المهندس فؤاد حسن علي لأنه كان ابنها الوحيد وليس لها ابن أو بنت غيره وكان الشهيد سيد قطب حريصا على أن تخرج من المحكمة وهي راضية ومبتسمة وكان يوصي ابنهاالمهندس فؤاد حسن علي أن يكون مع أمه ودودا ومبتسما وأن يحسن معاملتها وملاطفتها . .
بل لقد كان الشهيد سيد قطب يطلب إلى جميع الإخوان أن يستوصوا بأهلهم خيرا والأمهات بصفة خاصة . .
...........
ويروي الأخ ممدوح الديري أنه أثناء المحاكمة اقترب أحد الضباط من الشهيد سيد قطب وسأله عن معنى كلمة شهيد فرد عليه رحمه الله قائلا :
_ شهيد يعني أنه شهد أن شريعة الله أغلى عليه من حياته ! ! .
ويروي ممدوح الديري كيف استقبل الحكم عليه . . فيقول :
_ أخذونا يوم النطق بالحكم في سيارات الدفاع المدني وأدخلونا جميعا " القفص " وكان هناك في نفس الحجرة مهندس يقوم بعملية تسجيل الأحكام في الحجرة التي كانت بجوار الحجرة التي فيها القفص . . نادوا على الأستاذ سيد . . وأخذوه إلى الحجرة المجاورة حيث نطقوا بالحكم فرأينا المهندس الذي يسجل يبكي فعرفنا أن الحكم هو الإعدام .
ثم دخل علينا ضابط من ضباط الحراس وأخذ يتكلم مع الجنود من الحرس بانفعال فأكد ظننا عندما رأينا مهندس التسجيل .
ويضيف ممدوح :
_ لقد سمعت أن الشهيد سيد قطب عندما سمع الحكم قال :
الحمد لله ."
وفاته
وفي عام 1996م رحل الأخ ممدوح الديري بعد حياة حافلة بجندية وخدمة الدعوة بل و الأمة الإسلامية بأسرها ، بعدما صيرته الإحن أسدا هصورا في وجوه الظالمين رحمه الله رحمة واسعة ، و أجزل له المثوبة ورزقه الدرجات العلا من الجنة آمين .
المصادر
- كتاب:الإخوان المسلمون تنظيم (1965) الزلزال ... والصحوة .... محمد الصروي ،بقلم:المهندس محمد الصروي
- كتاب:الإخوان المسلمون في سجون مصر (من عام 1942م-1975م)،بقلم: م/ محمد الصروي
- كتاب:الموتى يتكلمون ،بقلم: أ. سامي جوهر