إياد السامرائي
مركز الدراسات التاريخية
بقلم:أشرف عبدالعنتبلي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
أولا : المقدمة
كانت الساحة السياسية العراقية في النصف الأول من القرن العشرين خالية من الأحزاب السياسية الإسلامية إلا أن الساحة الشعبية شهدت ظهور زعامات إسلامية وطنية كأمثال الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ محمد محمود الصواف وغيرهما .
وبعد ثورة 1958 وانتقال الحكم من الملكية إلى الجمهورية وما صاحب ذلك من صراع بين الأحزاب العلمانية والليبرالية وجد نخبة من الإسلاميين الوطنيين الوقت مناسباً لملء الفراغ السياسي ، وأعلنوا عن تشكيل الحزب الإسلامي العراقي والذي صدرت موافقة محكمة التمييز على تأسيسه في 26 / 4 / 1960 ومن ثم عقد مؤتمره الأول في 29 / 7 / 1960 .
وقد تعاملت القيادة السياسية فى العراق منذ الأيام الأولى لتشكيل الحزب الإسلامي بنوع من القسوة مع الحزب ، وقد ظهر ذلك جلياً عند غلق جريدة الحزب واعتقال القائمين على تحريرها وكذلك منع الحزب أكثر من مرة من ممارسة نشاطه العلني .
وأدركت القيادة أيضاً إن كثيراً من النخب والجماهير كانت مبهورة بالعلمانية ومتأثرة بالفكر المناوئ للإسلام ، فقررت القيادة منذ ذلك الوقت أن تعتمد منهاج التربية الفردية للرجال والنساء على حد سواء من أجل تهيئة القاعدة الجماهيرية .
في الستينات من القرن العشرين تراوح نشاط الحزب الإسلامي بين السر والعلن حتى جاءت ثورة تموز 1968 والتي تفرد فيها حزب البعث بالسلطة تفرداً تاماً وصادر الحريات وحظر جميع الأحزاب السياسية ومنها الحزب الإسلامي العراقي .
في تلك الفترة في عام 1970 ارتأت القيادة إسناد العمل إلى المهندس إياد السامرائي ومجموعة من إخوانه الشباب كي يهتموا بتربية وتنظيم الشباب ، وقد نجحوا في تشكيل خلايا سرية عملت في ما لا يقل عن عشر محافظات عراقية في الشمال والجنوب .
واستمر العمل بعد عام 1980 بقيادة الدكتور عبد المجيد السامرائي وذلك بعد أن استمرت مطاردة إياد السامرائي مما اضطره إلى مغادرة العراق . وفي عام 1987 كشف العمل من قبل الأجهزة الأمنية واعتقلت معظم العناصر القيادية لتصدر بحقها أحكام ما بين الإعدام وعشر سنوات سجن .
ولم يعد أمام من تبقى من القيادة سوى أن يعلنوا عن استئناف نشاط الحزب في الخارج . وكان من قدر الله أن كثيراً من القيادات المهمة كانت خارج العراق بسبب صدور الأحكام عليهم أو تعرضهم للملاحقة الأمنية في الداخل .
وبعد احتلال العراق في 9/ 4 /2003 وتغيّر النظام الحاكم وجد الحزب الإسلامي المصلحة في إعلان التنظيم داخل العراق بالرغم من وجود الاحتلال ، وكانت المبررات أنه لا بدّ من الظهور من جديد وملء الفراغ السياسي والمشاركة مع بقية الأحزاب في القرارات المصيرية ولا سيما أن العراق قد انتقل من الطغيان إلى الاحتلال ، وقد تمرر قوانين وتتغير أوضاع ولا يكون للصوت الإسلامي الأصيل ذي التجربة الطويلة موقف حيوي في كل ذلك .
ثانيا:النشأة والنشاط الدعوى
إياد السامرائى نائب الأمين العام للحزب الاسلامي أكبر الأحزاب السنية الممثلة ورئيس مجلس النواب العراقى 2009م .
ولد المهندس إياد صالح السامرائي سنة 1946 في مدينة سامراء ، وإليها ينسب ، وهو ينحدر من عائلة معروفة حيث كان والده يشغل منصب رئيس الملحق العسكري في إحدى الدول العربية حكم عليه بالإعدام ونفذ فيه الحكم في السبعينات.
درس تعليمه الأولى في مدينة سامراء ثم انتقل إلى بغداد ليكمل دراسته الجامعية وليحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عام 1970،وعمل في عدة مناصب الوظيفية حتى وصل إلى منصب رئيس مهندسين .
وأثناء دراسته الجامعية انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1962، وأصبح أحد قيادات العمل الإسلامي في العراق .وفي عام 1970 ارتأت قيادة العمل إلى المهندس إياد السامرائي ومجموعة من إخوانه الشباب كي يهتموا بتربية وتنظيم الشباب ، وقد نجحوا في تشكيل خلايا سرية عملت في ما لا يقل عن عشر محافظات عراقية في الشمال والجنوب .
وعمل بعد تخرجه في مصلحة إسالة الماء في بغداد طيلة عشر سنوات حتى عام 1980. وخلال تلك الفترة قام السامرائي بإقامة العديد من التنظيمات الشبابية السياسية المعارضة والتي كانت سببا فيما بعد مغادرته أرض الوطن لأسباب أمنية قاهرة..
حيث قام النظام العراقى بمطاردته في سنة 1980 ، وحكم عليه بالإعدام مما اضطره إلى مغادرة العراق إلى الأردن ليعمل في شركة البوتاس العربية الأردن لمدة ست سنوات ، ثم يغادر الأردن عام 1986 للعمل في دولة الإمارات العربية حتى عام 1995 لينتقل منها إلى بريطانيا لكي يعيد تأسيس الحزب الإسلامي العراقي الذى اختير أمين عام للحزب في المهجر فترة التسعينات.
وشغل عدد من المناصب القيادية في الحزب الإسلامي ، والحياة السياسية فى العراق
- تولى إياد السامرائي في عام 1991 رئاسة الحزب عند إعادة تأسيس الحزب في لندن.
- انتخب عضوا في مجلس النواب العراقي بعد فوزه بانتخابات 15/12/2005 عن محافظة بغداد ضمن قائمة جبهة التوافق العراقية .
- رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي .
- رئيسا للكتلة النيابية لجبهة التوافق.
- رئيس مجلس النواب العراقي 2009م .
- انتخب عام 2001 أمينا عاما للحزب الإسلامي العراقي في الخارج ، وعند عودته إلى العراق شغل منصب نائب الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي ، وتم تجديد انتخابه نائباً للأمين العام للحزب الإسلامي العراقي في 25 / 5 / 2009 م.
- تم تجديد انتخاب المهندس إياد السامرائي أميناً عاماً للحزب الإسلامي العراقي في 22 / 7 /2011 م فى مؤتمره العام السادس .
- عضو هيئة الرئاسة في لجنة التعديلات الدستورية.
- متزوج وله ولدين وأربع بنات وستة أحفاد.
ثالثا:رؤيته الدعوية والسياسية
وقد حملت تصريحات وكتابات المهندس إياد السامرائى صورة من رؤيته للإصلاح السياسى والدعوى ،ومن ذلك :
- وفى الناحية الدعوية ، فقد كتب تحت عنوان: الإسلام هو الحل لا يعني قوالب جامدة وتطبيق غير واع للنصوص الشرعية كما يصوره المخالفون حيث يرى المهندس إياد السامرائي أن رفع شعار الإسلام هو الحل شابه الكثير من سوء الفهم لدى الإسلاميين أنفسهم ، وسوء التفسير من جانب خصومهم ، مما أضعف حماسة الإسلاميين له ، فرأيناه متراجعاً في موجة الانتخابات التي مرت بها الدول العربية خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف السامرائي في مقال صحفي نشره موقعه الرسمي بعنوان (الإسلام هو الحل):
- لا بد أن يكون عندنا فهم لطبيعة المشروع الذي ينبغي أن يحمله الإسلاميون في مسيرتهم من أجل تحقيق أهدافهم،مبيناً أن (الإسلام هو الحل) لا يعني قوالب جامدة وتطبيق غير واع للنصوص الشرعية كما يصور ذلك المخالفون ، لكنه برنامج عمل يستلهم دور الرسول صلى الله عليه وسلم السياسي .
- أما الإصلاح السياسى فى العراق فيرى السامرائي أن العراق بحاجة لإرادة سياسية لحسم خلافاته الدولية .كذلك تطهير جذرى للفساد فالفساد على حد تعبيره لم ينقطع .
رابعا:إياد السامرائى رئيسا لمجلس النواب العراقى
تحالف عدد من التجمعات السنية فى الانتخابات البرلمانية 2005م تحت مسمى جبهة التوافق العراقية ، وأحد أهم الأحزاب المشاركة فيها هو الحزب الإسلامي ، وقد حصلت الجبهة على 44 مقعداً في مجلس النواب من أصل 275 مقعداً لتحصل على المرتبة الثالثة ، وذلك وفقا لما أعلنته المفوضية العليا للانتخابات في العراق في 20 يناير 2006 م.
وقد فاز رئيس كتلة جبهة التوافق في مجلس النواب العراقي إياد السامرائي بمنصب رئاسة البرلمان حيث عقد مجلس النواب جلسته الرابعة والاعتيادية برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس الشيخ خالد العطية يوم الأحد 19 من أبريل نيسان 2009، وقد حصل السامرائي على 153 صوتا، فيما حصل منافسه مصطفى الهيتي من جبهة الحوار الوطني على 34 صوتا. وامتناع "45" نائبا عن التصويت حيث تركوا الورقة بيضاء.
وقد أكد رئيس مجلس النواب الجديد إياد السامرائي في مؤتمر صحفي عقب اختياره أن المجلس بحاجة إلى عملية إصلاح وأنه سوف يقوم بالتعاون مع هيئة الرئاسة والكتل البرلمانية واللجان على تطوير المجلس فى إطار الدستور. وأضاف قائلا "سنعمل على تفعيل الدور التشريعي والرقابي، وكذلك الهيئات المستقلة المرتبطة بالمجلس، وسنعمل على تشريع قانون النفط والغاز والموارد المائية".
وعقب انتخابه قدم إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني التهاني للرئيس المنتخب من خلال بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية ومنه " أهنئكم من صميم قلبي تهنئةً حارة وصادقة بمناسبة فوزكم بمنصب رئيس مجلس النواب العراقي من خلال الانتخابات الديمقراطية التي جرت اليوم الأحد داخل مجلس النواب العراقي".
وأعرب رئيس الجمهورية عن أمنيته بأن يكون انتخاب السامرائي وحصوله على هذا المنصب عاملاً مهماً في لمّ شمل الكتل السياسية داخل مجلس النواب والقوى الأخرى المؤمنة بالعملية الديمقراطية في العراق وتفعيل العمل البرلماني في إقرار وتشريع القوانين والتشريعات المهمة والملحة التي تهم مصلحة الشعب العراقي وإكمال المسيرة نحو معالجة المشاكل والمسائل العالقة وترسيخ العمل المشترك بين المجالس الثلاثة (الرئاسة والوزراء والنواب) لاجتياز هذه المرحلة الحساسة والحفاظ على المكتسبات واستثمارها بالصورة التي تليق بهذه التجربة الديمقراطية في العراق الجديد.
وقد قام المهندس إياد السامرائى خلال فترة رئاسته القصيرة عام 2009م لمجلس النواب العراقى بالعديد من الأنشطة البرلمانية وكثيرمن الشخصيات العراقية والدولية بهدف حل المشكلات المختلفة التى يعانى منها العراق ، وتعزيز التعاون بين العراق ودول العالم .
فقد استقبل السيد إياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي في مكتبه يوم الخميس 7 مايو 2009م السيدة عالية موانئ القائمة بالأعمال الكندية في العراق.وجرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات السياسية وسبل تفعيل التعاون المشترك بين البلدين, لاسيما على المستوى البرلماني والتشريعي.
كما دعا السيد رئيس مجلس النواب الجانب الكندي إلى دعم العراق في مجال الموارد المائية والمياه العذبة لما للجمهورية الكندية من خبرة عريقة في هذا المجال.وفى نفس اليوم استقبل ظهراليوم الخميس 7/5/2009 م السيد إياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي د. قحطان الجبوري وزير السياحة والآثار وذلك في مكتبه الرسمي .
وصرح الرئيس السامرائي بأنه لا بد من تظافر الجهود لاستعادة إرث العراق الحضاري وعرضه بالطريقة التي تليق به وأوضح الرئيس إياد السامرائي إلى أنه يتطلع إلى تفعيل أطر التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في المجالات التشريعية والرقابية .
وفى مجال العلاقات البرلمانية بدول العالم استقبل السيد إياد السامرائي رئيس مجلس النواب الأحد 10 مايو أيار 2009 م البارونة نيكولسن ويبحث معها سبل تطوير العلاقات مع البرلمان الأوربي .
وأكد السيد إياد السامرائي أن العراق بحاجة إلى الاستفادة من الخبرة التشريعية المصرية في المجال الإقادي الأربعاء 13 يناير كانون الثاني 2010 .
وفى مجال العلاقات الخارجية استقبل الأستاذ إياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي يوم الاثنين 13/5/2009م السيد وليم بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون السياسات والسيدة ميتشل فلونبوي مساعدة وزير الدفاع الأمريكي للشؤون السياسية. وجرى خلال اللقاء بحث مراحل تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين البلدين والانسحاب الأمريكي من المدن والقرى في شهر حزيران القادم.
كما تباحث الجانبان في عدد من القضايا السياسية العامة وسبل تفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين ضمن إطار اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين البلدين.
وفى هذا الإطار استقبل الأستاذ إياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي في مكتبه صباح اليوم الخميس 28/5/2009 السيد كارل دي غوست نائب رئيس الوزراء البلجيكي ووزير الخارجية والوفد المرافق له.
وجرى خلال اللقاء بحث أطر التعاون بين العراق وبلجيكا وسبل تطوير العلاقة بين البلدين الصديقين.كما ناقش الجانبان تفعيل التعاون الثنائي في مجال منظمات المجتمع المدني وسبل دعمها.كما حضر اللقاء السفير البلجيكي وعدد من اعضاء البعثة الدبلوماسية البلجيكية في العراق.
وفى إطار المشكلات الداخلية أكد الأستاذ إياد السامرائي أن ما يحتاجه الشعب العراقي من الإعلام هو الحقيقة وليس الدعاية الحزبية أو الحكومية،وحق الفرد العراقي بالحياة الكريمة وتكافؤ الفرص في التوظيف هي من أولى أولوياتنا في الوقت الحاضر،وأن الاستجوابات البرلمانية تركت أثرا إيجابيا في جميع الوزارات بأن للشعب عينا تراقب .
كما دعا الأقليات لتجنب أن تكون جزء من الصراعات السياسية بين المكونات الكبيرة ، وأكد أن غياب الخطط الاقتصادية الواضحة من جانب الحكومة وعدم استثمار الطاقات ساهم في تعطيل الحركة الاقتصادية
وفى إطار الحوار الوطنى دعا الكتل السياسية إلى تحمل مسؤوليتها في حل جميع المشاكل العالقة من خلال تفعيل الحوار الجاد .
خامسا:المراجع
- السيرة الذاتية ،الأخبار موقع إياد السامرائى.
- مضبطة مجلس النواب العراقى ، محضر الجلسات ، المكتب الإعلامى لرئيس مجلس النواب .
- إياد السامرائي:الإسلام هو الحل لا يعني قوالب جامدة وتطبيق غير واع للنصوص الشرعية كما يصوره المخالفون، موقع الحزب الإسلامى العراقى 29/12/2012م .
- إياد السامرائي:ابتكار الحلول يغنى عن افتعال الأزمات، موقع إياد السامرائى.
وصلات داخلية
وصلات خارجية
المصدر: موقع الحزب الإسلامي العراقي
للمزيد عن الإخوان في العراق
. |
|
. . |