غانم حمودات
النشأةوالدراسة
- ولد في الموصل ونشأ في بيت محافظ ، كان والده رحمه الله غيورا على الدين قارئا للقرآن.ختم القرآن الكريم قبل دخوله المدرسة.
- أنهى الدراسة الابتدائية سنة 1944
- أنهى الدراسة المتوسطة سنة 1947
- أنهى الدراسة الإعدادية الفرع الأدبي سنة 1949 وكان ترتيبه الأول على لواء الموصل آنذاك وعلى المنطقة الشمالية..وكان متفوقا في جميع المراحل.
- في عام 1949 باشر دراسته الجامعية في دار المعلمين العالية كلية التربية وأنهاها بامتياز مع مرتبة الشرف في عام 1953
- باشر التدريس في المتوسطة ثم الإعدادية. وقد كان عمله عمل داعية.تتلمذ على مجموعة كثر من الأساتذة ابرزهم الأستاذ قاسم الجراح وعبد المنعم الغلامي ومحمد حامد الطائي وعبد العزيز البسام.
- أما ابرز تلاميذه فهم الأساتذة سعد الله توفيق وأبي الديوجي، اللذان تعاقبا على رئاسة جامعة الموصل ولا يزال أبي في رئاسة جامعة الموصل، والفريق هشام صباح الفخري، والشيخ غازي عجيل الياور، وكثير ممن تسنموا مناصب عالية من الدولة عسكريين ومدنيين.
مدينة الموصل وتأثيرها
نشأ في مدينة الموصل وهي مدينة محافظة ومتمسكة بالإسلام على جهل، وقد كانت الجوامع تخلو من الشباب قبل أن تظهر فيها دعوة الإخوان، وكانت الموصل تعاني من (جهل الأبناء، وعجز العلماء). كسائر المدن الإسلامية.
وكان أكثر الناس فقراء على تعفف والأغنياء قليلون، والمرأة قارّة في البيت، والقيم السائدة مزيج من القيم الإسلامية والبدوية. وكان للتعليم العلماني أثر سيئ في الشباب. وكان أغلب الأطباء والصيادلة من غير المسلمين. ولما انتشر التعليم بدأت كفة المسلمين ترجح.
أثرت في الموصل نخبة من الشخصيات المسيرة الدينية كان أبرزهم الأستاذ الصوّاف. وللأستاذ بشير الصقال رحمه الله شئ من التأثير غير المباشر بسبب حربه للحكومة واهتمامه بأمور المسلمين في العراق وخارجه، مما جعله محل احترام الناس وتقديرهم.
ومن قبل الأستاذين الصوّاف والصقال الإمام الرضواني وتلميذه عبد الله النعمة الذي اشتهر بعلمه وحلمه ومن أبرز تلاميذه الأساتذة الصوّاف والصقال ومحمود الملاح.
بدأت دعوة الاخوان المسلمين في الموصل في النصف الثاني من الأربعينيات وقد شرع بها الأخ عبدالحافظ سليمان بعد أن رجع من بغداد ، وفي أوائل الخمسينيات بدأت الدعوة نشطة وأنشئ المسبح الأول وأقبل الشباب إقبالا طيبا، وكان فتح فرع للاخوة الإسلامية سببا في زيادة النشاط وانتشار الدعوة في القرى وبعض الاقضية. وكان لتعيين غانم حمودات في الموصل أثره في تواصل مسيرتها .
أن أهم حدث شهدته الموصل كان نشوء دعوة الإخوان المسلمين بفهمها الشمولي للإسلام وتصدّيها للأفكار العلمانية والإلحادية بعد أن كان الإسلام يعاني من (جهل أبنائه وعجز علمائه).
حتى لقد كان من المسلّمات عند الناس وعند العلماء أن لا دخل للدين في السياسة، بل وصل الأمر عند قسم من الناس أن يقولوا: (أوربا تقدمت لما تركت الدين فلنترك الدين حتى نتقدم).
ثم المظاهرات الحاشدة ضد تقسيم فلسطين و معاهدة بورت سموث أواخر سنة 1947 واوائل سنة 1948، والمظاهرات أواخر سنة 1952 ضد الوصي والحكومة،والمظاهرات القوية انتصارا لمصر أثناء العدوان الثلاثي أواخر سنة 1956
ومن أهم ما مرّ بالموصل تصديها بتياريها الإسلامي والقومي للمد الشيوعي الطاغي واستباحة الشيوعيين للموصل بعد إخفاق ثورة العقيد عبدالوهاب الشواف وكثرة قتلهم وسحلهم لمن عاداهم واعتقال الآلاف من أبنائها كل ذلك فتح أعين الناس على حقيقة الشيوعية والشيوعيين وأدى إلى النفور منهم داخل العراق وخارجه.
يتسم بحيوية الشباب وحكمة الشيوخ وتجرد المخلص والمضحي فتراه ينتقل هنا وهناك وهو جاوز الخامسة والسبعين لا يمل ولا يكل ينصح هذا ويرشد هذا ويدعو ذاك وهو بهذا العمر يقدم خلاصة تجاربه الدعوية والحركية.
أنشأ جائزة ومسابقة للقرآن الكريم باسمه بسّام المحيا يقبل عليك بوجهه ولا يلتفت حتى تكمل حديثك.يتفطر قلبه أسى على حال الإسلام فيبكيه دمعا ويبحث عن العمل علاجا.
ليس سهلا أن نقدمه بكلمات لا تملك أن تقف بين يدي حضرته وهو صاحب القلم السيال.قال له الأستاذ محمد أحمد الراشد حفظه الله ( أنت أستاذي ) فأجابه الأستاذ غانم حمودات : أما أنت فأستاذ الأساتذة.
مسيرته الدعوية
كانت أول صلة له بجماعة الإخوان المسلمين صيف عام 1947 حيث التقى بالأستاذ محمد محمود الصواف (رحمه الله) في عام 1950 أصبح مسؤولاً عن طلبة الإخوان المسلمين في كليات بغداد في نفس السنة أصبح عضو اللجنة المركزية لجماعة الإخوان المسلمين في العراق.
وكان على صلة كبيرة بعلامة العراق الأستاذ أمجد الزهاوي وكما كان للأستاذ غانم علاقة حميمة مع الأستاذ محمد محمود الصواف (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في العراق) حتى أنه قبل وفاته بساعات (أي الصواف) ذكر الأستاذ غانم حمودات وطلب من ابنته إيصال كتابه في تفسير الفاتحة وجزء عم له وكتب إهداء بخطه يدعو للداعية غانم حمودات بالقبول واصفاً إياه بأنه داعية بلد الإيمان والإسلام الموصل الحدباء .
غانم حمودات ولد في الموصل عام 1929 وكان من المؤسسين لتنظيم الإخوان المسلمين في الموصل واشترك مع محمد محمود الصواف في نشر قواعد الاخوان المسلمين في الموصل وهو الان رئيس مجلس شورى فرع الموصل وقد عانى الكثير من جراء مواقفهِ.
ويقول الشيخ إبراهيم النعمة عن الأستاذ غانم:
- أنه كان يعد التدريس كالصلاة فحينما سأله أحد طلابه: يا أستاذ هل أحلت على التقاعد؟ فقال الأستاذ: سبحان الله هل الصلاة فيها تقاعد. فقال الطالب: أنا أعلم أن الصلاة ليس فيها تقاعد وأنت أستاذي درستني سنة كذا.. فقال الأستاذ: لقد قلت لك هذا لأبين لك أن أجر تدريس التربية الإسلامية لا يقل عن أجر الصلاة.
ويقول الشيخ إبراهيم النعمة (حفظه الله):
- إن هناك أمورا اعرفها عن الأستاذ غانم حمودات لو عرفها الناس لما ترددوا في القول بأنه على رأس الدعاة إلى الله ليس في العراق وحده، بل في العالم الإسلامي.
اعتقل لأول مرة عام 1959 إثر فشل ثورة الشواف في الموصل واستمر اعتقاله مدة 87 يوماً تنقل فيها ما بين سجون الموصل وبغداد حيث كان في هذه المدة ممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين بالتجمع الديني القومي. أعيد إلى التدريس بعد أحد عشر شهرا من التوقيف. وبقي في التدريس خمسين سنة وبضعة اشهر.
بعد تخرجه سنة 1953 باشر بالتدريس في الموصل في متوسطة الحدباء. واستقر في التدريس في الإعدادية الشرقية ما يقارب الخمسين عاماً داعياً إلى الله في تدريسه وتخرج على يديه الآلاف من الطلبة حيث وصل عدد الطلبة في القيام في إحدى السنين (170 طالباً).
وفي سنة 1993 أحيل إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية إلا أنه استمر بإلقاء المحاضرات إلى أواخر 2004 حيث توقف مكرهاً عن التدريس وهو الذي كان يدعو الله أن يميته في المسجد بين طلابه.
شهادات في حسن سيرته التربوية
في الوثائق الرسمية وملفات المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى ، وخاصة الملفة الشخصية للأستاذ غانم حمودات ، الكثير من تقارير مدراء التربية ، والمفتشين (المشرفين) التربويين عن نشاط وجهود هذا الرائد الكبير من رواد حركة التربية والتعليم في العراق..
وهذه بعض منها:
- في 25 من نيسان 1954 كتب الأستاذ عوني بكر صدقي مدير معارف لواء الموصل تقريرا عن الأستاذ غانم حمودات والذي لك يكن عمره آنذاك يتجاوز أل(24) سنة ، أي انه كان في بداية ممارسته للتعليم جاء فيه (شاب مثالي ، ذو خلق متين وسلوك حسن ، شخصية جيدة ، ومعلوماته غزيرة ، يحسن مهنة التعليم ويعتز بها ، قابلياته ممتازة ، كثير المطالعة والتتبع ، يعمل واجباته بكل حرص وإخلاص ، ويساهم كثيرا في مجال النشاط اللاصفي كثير من اللجان ، محبوب جدا ، ومحترم من الجميع ، ممتزج مع إدارة المدرسة وهيئتها التدريسية بالرغم من حداثته في سلك التعليم ، إلا انه اثبت جدارته وكفاءته لهذا العمل بنجاح).
- وفي 18 نيسان 1957 كتب مدير متوسطة الحدباء وكالة الأستاذ سالم داؤد الراوي عن غانم حمودات يقول بأنه (حسن السيرة ، كريم الخلق ، هادئ الطبع ، في شخصيته قوى متكاملة ، فهو رجل علم وعمل بالمعنى الصحيح .. صاحب دين وعقيدة).
- وكتب عنه مدير معارف لواء الموصل الأستاذ نعمان بكر التكريتي يوم 26 من مارس 1958 يقول (ذو شخصية قوية وأخلاق فاضلة ، مادته غزيرة ، واطلاعه واسع ) .
للمزيد عن الإخوان في العراق
. |
|
. . |