الأخوات المسلمات
إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين
مقدمة
لقد حفظ الإسلام حق المرأة وعلا بشأنها، وحفظ حقوقها الشخصية والمدنية وغيرها من الحقوق، وأعلى شأنها، فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، فلقد كرمها طفلة وزوجة وأما تربي أجيالا تعمل على إصلاح المجتمع.
ومن هذا المنطلق اعتنى الإخوان المسلمون بالمرأة كونها الشق الثاني من المجتمع، فاهتموا بتهذيب أخلاقها والاستفادة من دورها في الإصلاح، حتى إن الإمام البنا شكل قسما خاصا بهن وأولاه اهتماما بالغا وهو قسم الأخوات، وليس ذلك فحسب بل أخرج لها رسالة بعنوان (المرأة المسلمة) يحدد فيها أطر حقوق وواجبات المرأة المسلمة ودورها في إصلاح المجتمع.
بل عمد إلى تحذيرها من الانسياق إلى الدعوات الزائفة التي يطلقها الغرب لتدمير المجتمع، وعمل على تجنب المرأة الشرقية أن يصيبها ما أصاب المرأة الغربية من الحرية الزائفة التي أودت بها إلى المهالك وجعلتها سلعة تباع وتشترى.
لكن حرص الإخوان على إعطاء المرأة حريتها الكاملة التي كفلها لها الإسلام والدين الحنيف، وفي ذلك يقول الإمام حسن البنا:
"نحب من كل قلوبنا أن تبلغ المرأة الشرقية أقصى حدود الكمال الممكن، وأن ترقى إلى أوسع مدى تطمح إليه، ونعتقد أن النهضة الصحيحة إنما تتدعم على أسس قوية من نفسية المرأة وروحها، وما تبثه فى نفوس أبنائها -وهم الجيل الجديد- من مبادئ وأخلاق، ذلك أمر مفروغ منه ليس فيه مجال للجدل ولا للخلاف، فلترق المرأة الشرقية فى مدارج الكمال ما شاء لها الرقى.
ولتكمل نفسها ما شاء لها التكميل حتى تصل إلى الكمال، ولتعمل فى هذا السبيل بكل ما وجدت من وسع، ولكن حذار حذار فإن الموقف دقيق، حذار فإن المرأة التى تصلح الأمة بصلاحها هى المرأة التى تجلب على الأمة الفناء والاضمحلال بفسادها، حذار فإن مزالق الضلال كثيرة ومناحى الفساد متشعبة ومظاهر الخداع غرارة، وإذن فلابد من تحديد الغاية.
وإنما يكون كمال المرأة ورقيها إذا استطاعت أن تكون فتاة عفة طاهرة، راجحة العقل، نبيلة العاطفة، سامية الغاية والمطمح، صحيحة الجسم والروح، وزوجًا مخلصة وفية، يجد فيها زوجها ما يملأ فراغ قلبه، ويصل إلى مقر الطمأنينة من نفسه، ويدبر شئون الحياة فى بيته، وأمًّا برة صالحة تقدم للإنسانية رجالاً فضلاء، ذاك هو كمال المرأة الصحيح الذي إذا وجدت السبيل إليه فقد وفقت إلى كل خير".
ومن هذا المنطلق ما أن أنشأ جماعة الإخوان المسلمين إلا وكانت قضية المرأة في صدر أولوياته، فعمد إلى تهذيبها فأنشأ مدرسة أمهات المؤمنين في الإسماعيلية لتربية الفتاة تربية إسلامية وأخلاقية حميدة، ومع اهتمامه بالنشء اهتم بها في مختلف مراحل عمرها، فحينما وجد كثيرا من النساء لا عمل لهن إلا البغاء حتى أصبحوا سلعة لا قيمة لها،
تواصل معهن وأنشأ لهن دار التائبات فزوج منهن الكثير وأوجد لبعضهن أعمالا كريمة يعيشون منها بعيدا عن الرجس والأذى، بل أكثر من ذلك حينما وجد الحملات التنصيرية تستهدف الفتيات القاصرات عمد إلى الشعب لحثهن على التصدي لذلك ورعاية الفتيات وتربيتهن تربية إسلامية، بل لم يحرم المرأة من نشاطها السياسي والعلمي والاجتماعي والدعوي.
ومن أجل ألا تهمل قضية المرأة عمد منذ اللحظات الأولي إلى إنشاء قسم خاص للأخوات يقوم على شئونهن، وتتولاه بعض النساء العالمات العاملات في العمل الدعوي أمثال السيدة لبيبة أحمد ثم آمال العشماوي ونعيمة الهضيبي وفاطمة عبدالهادي وزينب الغزالي وغيرهن الكثير
أولاً الإسماعيلية
لم ينشأ الإمام البنا قسم الأخوات المسلمات ثم يتركه دون رعاية أو تطوير، بل عمد خلال العشرين عاما الذي عمل فيهم في تطوير الإخوان إلى تطوير قسم الأخوات أيضا وأولاه اهتماما بالغا، فكيف تطور هذا القسم؟ وكيف كان يدار؟وما دور المرأة فيه؟.
لقد كانت الإسماعيلية هى أول محافظة تحتضن فكرة نشأة جماعة الإخوان المسلمين، وكانت أول محافظة أيضا تحتضن فكرة إنشاء فرقة للأخوات المسلمات، فتكونت فيها أول فرقة في 26 أبريل 1933م، وكانت أول لائحة للأخوات المسلمات كالتالي كما ذكرها الإمام البنا في مذكراته مذكرات الدعوة والداعية:
1- في غرة المحرم سنة 1352هـ (26 من أبريل سنة 1933م) تألفت في الإسماعيلية فرقة أدبية إسلامية تسمى "فرقة الأخوات المسلمات".
الغرض من تكوين هذه الفرقة
2- التمسك بالآداب الإسلامية والدعوة إلى الفضيلة، وبيان أضرار الخرافات الشائعة بين المسلمات.
وسائل الفرقة
3- الدروس والمحاضرات في المجتمعات الخاصة بالسيدات والنصح الشخصي والكتابة والنشر.
نظام الفرقة
4- تعتبر عضوًا في الفرقة كل مسلمة تود العمل على مبادئها وتقسم قسمها وهو: (عليَّ عهد الله وميثاقه أن أتمسك بآداب الإسلام، وأدعو إلى الفضيلة ما استطعت).
5- رئيس الفرقة هو المرشد العام لجمعيات الإخوان المسلمين ويتصل بأعضائها بوكيلة عنه تكون صلة بينهن وبينه.
6- كل أعضاء الفرقة، ومنهن الوكيلة، أخوات في الدرجة والمبدأ، وتوزع الأعمال التي يستدعيها تحقيق الفكرة عليهن، كل فيما يخصه.
7- يعقد أعضاء الفرقة اجتماعًا أسبوعيًا خاصًا بهن يدون فيه ما قمن به من الأعمال خلال الأسبوع الماضي وما يرونه في الأسبوع الآتي، وفي حالة ما إذا كثر عدد الأعضاء يصح أن يقتصر هذا الاجتماع على المكلفات بالأعمال منهن.
8- تقدر اشتراكات مالية اختيارية حسب المقدرة وتحفظ في عهدة إحدى الأخوات للإنفاق منها على مشروعات الفرقة.
9- يصح تعميم هذا النظام في غير الإسماعيلية في حدود هذه اللائحة.
10- يعمل بهذه اللائحة بمجرد التصديق عليها من أعضاء الفرقة التأسيسية والتوقيع منهم بما يفيد ذلك.
وقد عقبت جريدة الإخوان على ذلك الخبر بالآتي: "ننشر هذه اللائحة ونحن نأمل أن نجد في فتيات الإسلام الغيورات من يعملن على تحقيق هذه المبادئ في أنفسهن وأسرهن، ويقمن بتكوين فرقة الأخوات المسلمات في بيئتهن إن استطعن إلى ذلك سبيلاً، ولمن أرادت ذلك أن تكتب إلى حضرة الآنسة المهذبة ووكيلة فرقة الأخوات المسلمات بمدرسة أمهات المؤمنين بالإسماعيلية ؛ لتقف منها على المعلومات اللازمة والجريدة ترحب بكل رأي صالح حول الاستفادة من هذه الفكرة".
الأخوات والمرحلة الأولى (الثلاثينيات)
لم يتوقف المشروع عند أخوات الإسماعيلية فحينما عقد مجلس الشورى العام للإخوان أعجب بالفكرة وأراد تعميمها، ومن ثم بعد مجلس الشورى الثاني قرر مكتب الإرشاد تكوين فرقة للأخوات المسلمات تتبع المركز العام وتشرف على جميع فرق الأخوات في القطر المصري، واختار الإمام الشهيد لرئاسة هذه الفرقة السيدة لبيبة أحمد ، وقد كتب الإمام الشهيد يعرف الإخوان بها ويذكر لماذا اختارها رئيسة لفرقة الأخوات فكتب في جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية تحت عنوان: "مثال للمرأة المسلمة الصالحة السيدة لبيبة أحمد" ما يلي:
عرفتها في كتابتها فعرفت فيها روحًا إسلاميًا قويًا يفيض بالإسلام، ويعتز به، ويدعو إلى تعاليمه وآدابه.
وتقابلنا فإذا أنا أمام سيدة جليلة خبرت الحياة وجربتها، وأفادت من حياتها الفاضلة التي صحبت فيها الأدوار القريبة والبعيدة للنهضة الحديثة، فقارنت بينها ورأت ما فيها من محاسن ومساوئ، خبرة واسعة بالعلاج الناجع لعلل الأمة الاجتماعية.
السيدة لبيبة أحمد هانم تحتجب الحجاب الشرعي الذي يفرضه الإسلام على المرأة المسلمة وهي في هذا الزي تجمع بين كمال الوقار وجمال التأنق، وهي بذلك خير مثال للمرأة المسلمة في زيها وحليتها "ولعل هذا ما حدا بإدارة جريدة الإخوان إلى نشر صورتها الكريمة".
حضرتنا الصلاة في أثناء الحديث فقمت لأدائها فكانت هي الأخرى على وضوئها وأدينا صلاة العصر في جماعة، وهي في ذلك حجة على كثير من نسائنا اللاتي يتكاسلن عن أداء الصلاة، بل شبابنا الذين لا يشعرون بهذه الفريضة وهي لب الإسلام.
حجت البيت الحرام ثنتي عشرة مرة وسعدت بزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأقامت مدة طويلة في تلك الربوع المقدسة، فأشرقت نفسها بنور الإسلام، وسرى في دمها الخلق العربي الذي قوامه الوقار والعفاف والإباء والشمم.
تحدثها فترى في حديثها معنى الخوف من الله والإيمان القوي المتين بواجب المسلم والمسلمة في العمل لإعادة مجد الإسلام.
مكثت رئيسة تحرير جريدة النهضة النسائية ثلاث عشرة سنة على أدق نظام وأحكمه ولا زالت تتابع سيرها المبارك بهمة ونشاط.
وهي بعد هذا الجهاد الطويل لا تزال فتية الهمة، ماضية العزيمة، لا تعرف معنى الكلل ولا الهزيمة.
تلك الفضائل التي آنستها من السيدة لبيبة هانم جعلتني أدعوها بكل ثقة واطمئنان إلى "رئاسة فرق الأخوات المسلمات العامة" وكم كنت مسرورًا حين قبلت هذه الدعوة النزيهة، وعاهدت الله على أن تعمل لها بكل ما وهب لها الله من قوة ومضاء.
فإلى الأخوات المسلمات الكريمات أقدم رئيستهن العاملة المجدة، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يمد في حياتها وأن يسدد خطانا جميعًا إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين.
وبعد تولي السيدة لبيبة أحمد رئاسة فرقة الأخوات المسلمات وجهت إلى أخواتها تلك الرسالة:
أخواتي وبناتي:
أحمد إليكن الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأحييكن بتحية الإسلام فالسلام عليكن ورحمة الله وبركاته.
كم أنا سعيدة مسرورة بأن أتقبل هذه الدعوة من حضرة المرشد العام للإخوان المسلمين للتشرف بخدمة مبادئكن والتقدم لرياسة فرقكن، وإني مع ضعفي عن احتمال هذا العبء وعجزي عن القيام بهذه المهمة، أعتقد أني سأجد من غيرتكن ومعاونتكن ما يجعلنا نصل إلى الغاية التي ننشدها من نشر تعاليم الإسلام وبث آدابه ومبادئه في نفس الفتاة المسلمة والأسرة المسلمة والله المستعان.
يا أبنائي وأخواتي:
إن الأمة كما ترون في تدهور خلقي وخلل اجتماعي، بدت أعراضه في كل مظهر من مظاهر الحياة: في المنزل وفي الشارع، في المصنع وفي المتجر، وفي كل بيئة وفي كل وسط، ودوام هذا الحال يؤدي بنا إلى أوخم العواقب وأحط النتائج.
وأساس إصلاح الأمة إصلاح الأسرة، وأول إصلاح الأسرة إصلاح الفتاة لأن المرأة أستاذ العالم، ولأن المرأة التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسارها.
وإن على الفتاة المسلمة أن تفهم أن مهمتها من أقدس المهمات، وأن أثرها في حياة أمتها أعمق الآثار وأن في مقدورها أن تصلح الأمة إذا وجهت عنايتها لهذا الإصلاح، لهذا نحن نريد أن نصلح أنفسنا.
وأعتقد أن في تعاليم الإسلام وأحكامه إن علمناها وعملنا بها ما يكفل لنا هذا الإصلاح المنشود.
وإذن فهيا يا أخواتي وبناتي نصلح أنفسنا لنفهم الإسلام والعمل به وبث تعاليمه في نفس المرأة المسلمة، فإن صلحنا صلحت بصلاحنا الأسرة وكان عن ذلك صلاح الأمة جمعاء.
ذلك ما أردت أن أبينه لكن كمنهاج لعملنا الذي ندبنا أنفسنا له، والله أسأل أن يوفقنا إلى ما فيه الخير لأمتنا العزيزة المفداة.
وقد لاقت الدعوة التي وجهتها السيدة لبيبة أحمد للأخوات للتعاون معها صدى، فقد كتبت إحدى الأخوات مقالاً ترد فيه على السيدة لبيبة أحمد فتقول:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سيدتي الفاضلة..
أقدم لحضرتك عظيم شكري ووافر امتناني، وأهنئك تهنئة نطق بها قلبي قبل لساني، على تلك الخطوة الموفقة التي تقدمت بها في سبيل خدمة الدين والإنسانية، وبث الروح الإسلامية في نفوس الذين ضلوا عنها، ورجائي أن تتقبلي هذه التهنئة من فتاتك التي لا ترجو من الحياة إلا أن ترى ديننا الإسلامي يسمو إلى أقصى حدود الرقي.
سيدتي...
لساني عاجز عن وصف مقدار السرور والابتهاج الذي ملأ قلبي حينما وقع نظري في (مجلة الإخوان المسلمون) على مقالتك القيمة التي تفيض نورًا وعلمًا، وتؤكد لمن قرأها أنه ما زال في زماننا هذا نساء طاهرات ينهجن نهج نساء السلف الصالح، وكأن الفضيلة قد كشفت لنا ستارًا من أستارها السندسية الخضراء فأظهرتك لنا كالكواكب للأمم؛ لتستنير منك عقولنا التي تحتاج إلى الإرشاد وما انتهيت من قراءتها حتى شعرت بدافع يدفعني لمشاركتكن في خدمة ديننا العزيز، وهذا ما كانت تصبو إليه نفسي وقد حقق الله أملي.
سيدتي وأخواتي المسلمات.. إنه من الواجب المحتم علينا جميعًا أن نعمل بقدر ما نستطيع لمناصرة ديننا الإسلامي ورفع كلمته فوق كل كلمة، وإنقاذ الفضيلة التي تزداد في التدهور، وأن تغضضن أنظاركن عما يلهيكن عن العبادة والتقوى وأن تظهرن بمظهر الحشمة التامة والوقار.
سيداتي وأخواتي، إنه ليؤلمني ويؤلم كل من له قلب أن تمر على المساجد التي هي بيوت الله في أيام الجمعة خصوصًا، فنجد القسم الذي أعد خصيصًا للسيدات خاليًا منهن وأبوابه موصدة، على حين أننا نملأ السينمات والملاهي التي لا تفيدنا شيئًا بل تفسد أخلاقنا وتذهب أموالنا، ويجب علينا أن نترك التبرج فإن في ذلك الدواء الناجع لهذا الكساد الذي ضرب أطنابه علينا، والله ولي التوفيق.
وبعد ذلك صدر توجيه من مجلس الشورى الثالث بعمل لائحة لفرق الأخوات وتم صدور اللائحة والتي نشرت في العدد الخامس من السنة الخامسة لمجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية في عام 1937م حيث جاء فيها:
1- يقوم مجلس الشورى المركزي في كل دائرة من دوائر الإخوان بتكوين فرقة للأخوات المسلمات.
2- الغرض من تكوين فرق الأخوات تنظيم الدعوة بين السيدات المسلمات وإرشادهن إلى التمسك بآداب الإسلام بالدروس والمحاضرات في مجتمعات خاصة بهن وإرشادهن إلى الكتب والمجلات النافعة في هذا السبيل.
3- تعتبر عضوًا في الفرقة كل مسلمة تود العمل على مبادئها وتقسم قسمها وهو "عليَّ عهد الله وميثاقه أن أتمسك بآداب الإسلام وأدعو إلى الفضيلة ما استطعت".
4- يشرف مجلس الشورى المركزي على الفرقة ويتصل بها كتابة بوكيلة عنه تكون صلة بينها وبينه وتتكون الهيئة التنفيذية للفرقة منهن بمعرفتهن.
5- تجتمع هذه الهيئة اجتماعًا خاصًا بينها في ميعاد دوري وفي غيره إذا وجد ما يدعو لذلك بدعوة من رئيسة الفرقة. 6- تقدر اشتراكات مالية اختيارية تحفظ في عهدة إحدى أعضاء الفرقة إذا وجد ما يدعو إلى ذلك.
7- يعمل مجلس الشورى على تعيين واعظات من الموثوق بدينهن وكفاءتهن وفي حالة وجودهن يكن صلة بينه وبين الفرقة.
8- يعين مكتب الإرشاد العام رئيسة عامة لهذه الفرقة تشرف عليها وتتصل بها وتمدها بالإرشادات اللازمة.
يقول الأستاذ جمعة أمين: ولم يبرز نشاط الأخوات في العمل العام إلا في عام 1937م حين تم تنظيم لقاءات لعموم المسلمات في المركز العام في العتبة وفي حلوان، وقد نشرت مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية خبر تلك اللقاءات الأسبوعية تحت عنوان: "ظاهرة محمودة في صفوف المسلمات" فقالت: حين فكر الإخوان المسلمون في أن يساهموا في تثقيف المرأة المسلمة بما يلزمها من أصول دينها..
لم يقدروا كل هذه الغيرة التي بدت منهن، وهذا الإقبال الرائع والمثابرة المشكورة على الدروس في مواقيتها، مع حسن الاستماع والرغبة المستمرة في تفهم دقيق ما يلقى عليهن من دروس وعظات، ومما يبشر بنجاح الفكرة إن شاء الله أن عدد المقبلات يتزايد وأنهن يعملن على إقناع كل من يتصلن بهن من الأقارب على اعتناق مبادئ الإخوان..
وهكذا أصبحن بين يوم وآخر من الدعاة فضلاً عن طالبات علم وإرشاد.
انتظمت دروس السيدات منذ شهر في دار الإخوان بالعتبة الخضراء وخصص لها عصر كل جمعة بين الساعة الرابعة والسادسة والنصف، فتخلو الدار للعابدات الصالحات، ولقد حفل درس الجمعة الماضية بعدد كبير جدًا خطبهن كل من حضرات أصحاب الفضيلة الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي والشيخ يس والشيخ محمد حرب من علماء الإخوان والآنسة زينب الغزالي، ويسرك أن تعلم أن هذه الآنسة تشتعل غيرة هي وزميلاتها في الدعوة إلى سبيل الله والحرص على طاعته.
ولقد رغب مراقب الدار أن يكون لحلوان نصيب من هذا النشاط فأعلن عن دروس تنظمها شعبة حلوان بعد ظهر السبت من كل أسبوع ويشرف عليها بنفسه، كان ذلك يوم الجمعة الماضي، فما كان من سيدات حلوان، إلا أن أقبلن إقبالاً رائعًا في اليوم التالي وعمرن مسجد الإخوان (مسجد يونس الشربيني أفندي) من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب فاستمعن إلى عظات الشيخ الشعشاعي والآنسة زينب الغزالي وغيرهما، وقد وفد على حلوان عدد من كرام سيدات القاهرة، ولقد طلبت الحاضرات تخصيص بناء ملحق بالمسجد لهن فيكون مدخله مستقلاً ولا يغشاه غيرهن لتعدد مواقيت الدروس ويختلفن إليه مرات كل أسبوع.
غير أن العمل لم يكن على ما يرام خاصة بعد سفر السيدة لبيبة أحمد إلى السعودية ومكوثها هناك، وفي ذلك يقول الأستاذين محمد عبدالحكيم خيال ومحمود الجوهري:
ولكي يسير العمل سليما ومتمشيا مع آداب الإسلام وأحكامه، كان لابد من أن يكون قسم الأخوات المسلمات منفصلا بمكانه وإدارته وكل شئونه عن شئون وإدارة الإخوان ولكنه في النهاية يخضع لنظم الإخوان المسلمين كفرع من فروع النشاط التي تحكمها أنظمة الإخوان.
وقد اقتضت ظروف الحاجة لبيبة أحمد –الرئيسية العامة للأخوات أن تقيم بالحجاز مما أدى إلى فتور نشاط الأخوات المسلمات ثم تعددت الهيئات النسوية الإسلامية تعمل كلها جاهدة في سبيل الغاية الإصلاحية المشتركة كل ذلك حدا بلفيف من الأخوات المسلمات إلى إحياء الفكرة من جديد والنهوض بها تحت إشراف المركز العام للإخوان المسلمين ووافق مكتب الإرشاد العام على ذلك.
غيره انه منذ سفر الحاجة لبيبة أحمد لم يتوقف عمل الأخوات فكانت اعمال الشعب والدروس في المساجد مستمر، فيذكر الأستاذ محمود الجوهري ذلك بقوله: " كان لي زميل في المدرسة، سكنه في حي (طولون)، وكان يسبقني في الانتساب إلى الإخوان المسلمين بفترة، وكان بحكم منزله في حي (طولون) قد طلب منه بعض السيدات أن يعطيهنّ درسًا في الدين في مكانٍ أثري وواسع كان بالقرب من مسجد (أحمد بن طولون).
وكان يرى نشاطي، ويرى أنني كنت أقوم في المدرسة بجمع الأولاد في فترة الظهر، وهي فترة بين الصباح والمساء، وكانت الساعة حوالي الواحدة ظهرًا، كنت أذهب إلى المنزل أتناول الغداء، ثم أرجع إلى المدرسة أجمع الأولاد وأعلمهم أولاً كيفية الوضوء، ثم أعلِّمُهم كيفية أداء الصلاة،
وكانت الاستجابة من التلاميذ استجابةً طيبةً، وكان العدد كبيرًا، وفي هذه الأثناء طلب مني زميلي "الأستاذ هاشم العمري" أن ألقي درسًا للسيدات في هذا المكان الأثري الذي كان يلقي فيه هو درسًا للسيدات، وفعلاً ذهبتُ، ولكني أخذت معي زوجتي الحاجة "أمينة علي"، وعندما ذهبنا إلى المكان جعلتُ الحاجة "أمينة" تتكلم وتعطي الدرس، وكان ذلك في عام 1942م، وبعد إلقائها الدرس طلبت الحاضرات معاودة ترددها على المكان مرةً أخرى، وجاءت لي "أمينة" وقالت: يريدون درسًا في أماكن أخرى؟
فقلت لها: انتظري حتى أسأل، وذهبت إلى الإمام الشهيد "حسن البنا" وقلتُ له على الموضوع كله، وقلت له: هناك ثلاثة أو أربعة مساجد مفتوحة، ونريد وُعَّاظًا.
فقال: الحمد لله...
هذا عظيم، وقال لي: لا ترد طلبًا.. فقلت: نريد وعاظًا، فكلَّم الشيخ "عبداللطيف الشعشاعي"، فكان يعطي الدروس الشيخ "عبد اللطيف الشعشاعي" و"محمود سعيد" و"زينب عبد المجيد" زوجة الشيخ "عبد اللطيف" و"أمينة علي" لكل واحد منهم درس".
ومع بداية فترة الأربعينيات بدأت بعض الأخوات يطالبن الإمام البنا بتفعيل قسم الأخوات مرة أخرى مثل الأخت منيرة محمد نصير من الجيزة، والتي كانت تعمل بملجأ بنات الجيزة، والأخت نعيمة محمد وصفي الممرضة بمستشفى الرمد الأميرى بالخليفة، والأخت نعمات عبد الغفار عبد العزيز وهى من "أسطنها"، والأخت وداد عبد الحميد شاهين من الإسكندرية، والأخت نعمات وصفي من القاهرة، والتي كانت تعمل بمستشفى الدمرداش، وغيرهن الكثير.
وبالفعل استجاب الإمام البنا لهذه النداءات وبدأ يعيد تشكيل قسم الأخوات مرة أخرى، وإعادة فتح شعبهن وأماكن دروسهن، وبالفعل نشطت الشعب في ترتيب الدروس وتقديم العلماء لهذه الدروس، فزاد العدد وسط الأخوات، وافتتحت شعب للأخوات جديدة مثل شعبة الأخوات في مينا القمح شرقية وقد انتخبت السيدة نفيسة حسين زهدى رئيسة للجماعة، وكان الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي يقوم بموالاة تلك الجمعية، وكان ذلك فى فبراير من عام 1944م.
وفى تلك الفترة تكون قسم للأخوات المسلمات، وكان رئيس القسم هو الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي، وأما المشرف على القسم من قبل مكتب الإرشاد فكان الأستاذ صالح عشماوي.
ومع ازدياد نشاط الأخوات تكونت أول لجنة تنفيذية من الأخوات بتاريخ 12 من ربيع الأول 1363هـ الموافق 14 من أبريل 1944م، واتخذت لها مقرًا بالمنزل رقم 17شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة بالقاهرة.
والجدير بالذكر أنه قد تشكلت لجنة إرشاد عامة للأخوات منبثقة عن اللجنة التنفيذية، ضمت كلا من:
1- السيدة/ آمال العشماوي "رئيسة" زوجة منير الدلة وابنة محمد العشماوي باشا
2- السيدة/ فاطمة عبد الهادي "وكيلة" زوجة الشهيد محمد يوسف هواش.
3- السيدة/ أمينة علي "أمينة الصندوق" زوجة محمود الجوهري.
4- فاطمة توفيق "سكرتيرة أولى".
5- منيرة محمد نصر "سكرتيرة ثانية".
6- زينب عبد المجيد .
7- هانم صالح.
8- سنية الوشاحي زوجة عبد الحليم الوشاحي .
9- فاطمة عبيد أم احمد من شبرا.
10- زهرة السنانيري أخت الشهيد كمال السنانيري .
11- محاسن بدر.
12- فاطمة البدري.
ولقد أدى تشكيل تلك اللجنة مع انتشار جمعيات الأخوات المسلمات لبعض النزاعات على الرئاسة بين الأخوات، كما أدى لانفصالهن عن أنشطة الشعب والمناطق فى الأماكن المختلفة؛ مما دفع الإمام البنا لتشكيل لجنة من الإخوة صالح عشماوي وحلمي نور الدين ومحمد الحلوجي لإعادة النظر فى القواعد التى يسير عليها القسم، وقد استقرت اللجنة على الشكل الآتى الذى اعتمده مكتب الإرشاد فى حينه، وهو:
1- تسند رئاسة القسم الفعلية إلى الأستاذ حلمي نور الدين، ووكالته إلى الأستاذ صالح عشماوي.
2- يمنع من الآن تأليف هيئات لها إدارات مستقلة باسم الأخوات المسلمات، وعلى الهيئات التى تألفت على هذا الوضع بهذا الاسم أن تتشكل بالوضع الجديد، أو تنفصل باختيار اسم آخر، وحسبها أن تكون هيئة خيرية عامة.
3- تهتم كل شعبة تمكنها ظروفها بتعليم السيدات أحكام دينهن، والعمل على تثقيفهن ثقافة إسلامية صالحة، ونشر دعوة الإخوان المسلمين فى محيطهن، سواء أكن من سيدات الإخوان أم من غيرهن، وذلك بتنظيم دروس دورية ومحاضرات عامة لهن فى دور الإخوان أو وقت خلوها، أو فى المساجد فى غير أوقات الصلاة الجامعة، أو فى المنازل الفسيحة المعدة لذلك، وعلى إدارة الشعبة أن تسند الإشراف على هذه الناحية لأخ صالح لها مأمون عليها، وأن تتخير الوعاظ أو الواعظات إن وجدن من الصالحات كذلك لهذه المهمة المأمونات عليها،
ولا بأس بأن تنتدب الشعبة إحدى السيدات المواظبات على الحضور؛ لتكون منظمة للاجتماع، وتكون هذه السيدة الصلة بين الشعبة وهؤلاء السيدات.
ولهذه السيدة أن تستعين ببعضهن فى مهمتها التنظيمية، ولا بأس بتعدد هذه الدروس فى الشعبة الواحدة إذا كثر الإقبال ووجد الوعاظ والأماكن، وتسمى السيدة المسئولة "منظمة" لهذه الفرقة لا رئيسة لها.
4- إذا أرادت إحدى السيدات أن تساهم فى هذا الخير بالاشتراك أو التبرع فعليها أن تدفع اشتراكها الدورى أو تبرعها إلى صندوق الشعبة، كما أن صندوق الشعبة هو الذى يقوم بكل النفقات اللازمة لهذه الاجتماعات.
5- يعمل المركز العام من الآن على تخريج طبقة من فتيات الإخوان وسيداتهن المثقفات؛ ليكُنَّ واعظات ومعلمات يقمن بهذا العبء ويحملنه عن كاهل الوعاظ بالتدريج، وإلى أن يتم هذا العمل يختار المركز العام بعض أعضائه من العلماء للإشراف على سير هذه الدروس وتوجيه القائمين بها إلى أفضل المناهج،
ومن حضراتهم ومن رئيس القسم ووكيله تتألف هيئته المسئولة بالمركز العام، ولهذه الهيئة أن تستعين بمن ترى الاستعانة بهم من الإخوان المتطوعين أو الموظفين، والله المستعان.
6- ليس لهذه الفكرة من دافع عند المركز العام للإخوان المسلمين إلا الحرص على إيصال هداية الإسلام ودعوة الإخوان إلى النصف الثانى من الأمة، فى وقت اشتدت فيه التيارات التى تجذب السيدات إلى الأفكار الضارة والأوساط الفاسدة، وقد نص على ذلك قانونهم الأساسى من أول يوم منذ أربع عشرة سنة، وتألفت لذلك فرقة الأخوات بالإسماعيلية، ووضعت لائحتها السابقة، وغير معقول أن يقصد من وراء ذلك مناوأة جهة من الجهات أو هيئة من الهيئات.
7- كما أن المركز العام لم يقصد بحظر التكوين الإدارى إلا صرف الجهود إلى الناحية المنتجة، وتخليص هذه الحركة النافعة من أوضار الشكليات الجوفاء والتنافس الفارغ على المراكز والألقاب، والاكتفاء بإدارة الشعبة لتشرف على الدعوة فى الناحيتين جميعًا، وطبيعة العمل واحدة؛ فمن كانت مخلصة تبتغى وجه الله بحضورها وعملها رأت فى ذلك راحة من العناء وانصرافًا إلى الفائدة؛
فسُرَّت به وفرحت له، ومن كانت تبتغى لقبًا زائفًا أو مظهرًا كاذبًا فليست من هذه الدعوة فى شىء، وأمامها الظهور فى أماكن أخرى كثيرة، فلتقصد أى ميدان شاءت، والله هو الغنى الحميد .
وقد جاءت لائحة الأخوات لتماثل تلك التوصيات حيث صدرت في رجب 1363 , يوليو 1944م كالتالي:
مادة 1: ينشأ بالمركز العام لجماعات الإخوان المسلمين قسم يسمى "قسم الأخوات المسلمات".
مادة 2: يعمل القسم على تعليم السيدات أحكام دينهن، وتثقيفهن ثقافة إسلامية صالحة، ونشر دعوة الإخوان المسلمين بينهن، وليس لهذه الفكرة من دافع عند المركز العام للإخوان المسلمين إلا الحرص على إيصال هداية الإسلام ودعوة الإخوان إلى النصف الثانى من الأمة، فى وقت اشتدت فيه التيارات التى تجذب السيدات إلى الأفكار الضارة والأوساط الفاسدة، والله المستعان.
مادة 3: كل شعبة تمكنها ظروفها من نشر دعوة الإخوان المسلمين بين السيدات، عليها مراعاة الأمور الآتية وتطبيقها بدقة:
أ- يختار للإشراف على هذه الناحية من نواحى نشاط الشعبة أخ تقى ورع معروف بين الناس بمتانة الخلق وعدم تسرب الشك إلى تصرفاته أو تأويلها.
ب- ينظم هذا الأخ بإشراف الشعبة محاضرات عامة ودروسًا دورية فى دار الشعبة وقت خلوها، أو فى المساجد فى غير أوقات الصلاة الجامعة، أو فى المنازل الفسيحة المعدة لذلك، ويقدم عن عمله تقريرات شهرية مفصلة تبلغ لمراكز الجهاد والمناطق والمركز العام.
ج- يختار الوعاظ والواعظات الذين يلقون هذه الدروس من الصالحين والصالحات، ويجب أن يتقيدوا فى الدروس بالأغراض التى نُص عليها فى المادة الثانية من هذه اللائحة، مع مراعاة الإكثار من الأمثلة التاريخية فى الصدر الأول للإسلام.
د- تختار إحدى السيدات المواظبات على حضور الدروس والمحاضرات، وتكون قد فهمت روح الدعوة وأهدافها؛ لتكون الصلة بين الشعبة وهؤلاء السيدات، ولها أن تنظم الاجتماعات، وتجمع الاشتراكات (إن تيسر ذلك)، وتسمى "منظمة الفرقة"، وتتعدد المنظمات بتعدد الفرق، ولا تقل الفرقة عن 20 سيدة.
هـ-إذا كثر عدد المستمعات وزادت تبعًا لذلك الأعمال المتصلة بهن يكون للمنظمة أن تستعين ببعض السيدات الناضجات فى تنظيم الاجتماعات وتحصيل الاشتراكات، ومساعدتهن فى جميع الأعمال.
و- جميع النفقات التى يستلزمها هذا العمل تصرف من مالية الشعبة، والاشتراكات التى تجمع من السيدات تحفظ لدى أمين صندوق الشعبة، وتضم إلى ماليتها، ويفرد لها باب خاص فى إيرادات الشعبة ومصروفاتها، ولا مانع من أن تسند إلى المُنَظِّمَة ومساعدتها تولى هذه العملية، على أن تضم هذه الحسابات فى النهاية إلى ميزانية الشعبة العامة.
ز- يمنع منعًا باتًا تكوين هيئات إدارية مستقلة للسيدات؛ حتى لا يشغلن أنفسهن بتشكيلات وتسميات لا طائل تحتها ولا خير فيها؛ بل يتفرغن تفرغًا كاملا للاستفادة من الدروس وتطبيقها فى منازلهن على أولادهن وأخواتهن وإخوانهن وخدمهن، ونشرها خارج منازلهن بين صديقاتهن وذوات قرابتهن؛ فيبتعدن بذلك عن أوضار الشكليات مبتغيات وجه الله منصرفات إلى الفائدة.
مادة 4: يعمل المركز العام لجماعات الإخوان المسلمين على تخريج طبقة من فتيات الإخوان وسيداتهم المثقفات ليكُن واعظات ومعلمات يحملن عبء الدعوة فى محيط السيدات عن الرجال بالتدريج.
مادة 5: إلى أن يتم تعميم نظام الواعظات يختار المركز العام بعض أعضائه من العلماء للإشراف على العمل فى قسم الأخوات المسلمات، ومهمتهم توجيهه وتفتيشه وإدارته.
مادة 6: يختار مكتب الإرشاد العام من بين أعضائه رئيس القسم ووكيله، ومنهما ومن المشار إليهم فى المادة الخامسة تتألف الهيئة المسئولة عن هذا القسم فى المركز العام لجماعات الإخوان المسلمين وشعبه، ولهذه الهيئة أن تستعين فى أداء مهمتها ببعض الإخوان المتطوعين أو الموظفين إذا لزم الأمر.
مادة 7: الصلة بين السيدات وإدارة الشعبة بطريق المندوب المسئول عن الإشراف على هذه الناحية، وهو يتصل بالفرق عن طريق المنظمات، وليس لأحد من أعضاء جماعات الإخوان المسلمين أن يتصل بهذه الفرق لشئون تتصل بالدعوة فيها إلا عن طريق حضرته.
كما أنه ليس لإحدى أعضاء الفرق أن تتصل بشعب الإخوان لشأن يتصل بالدعوة إلا عن طريق المنطقة تحديدًا للتبعات، والله ولى التوفيق.
وكانت اللائحة الداخلية للنظام الأساسي للأخوات المسلمات كما أوردها الأستاذ محمد عبدالحكيم خيال كما يلي:
1- المساهمة في المشروعات الاجتماعية النافعة بالقدر الذي يتناسب مع ظروفهن وجهودهن وفي محيطهن ومن هذه المشروعات:
المستوصفات ودور الطفولة ورعاية اليتامى والمدارس وتنظيم مساعدة الأسر الفقيرة إلخ..
2- المعاونة في حدود ظروف الأخوات المسلمات وجهودهن في تحقيق البرنامج الإصلاحي الأساسي لهيئة الإخوان المسلمين العامة، ولا زالت بعض هذه المؤسسات حتى الآن، بعد ن استولت عليها الحكومة الغاشمة وقتئذ عقب حل الإخوان والأخوات سنة 1954 مثل دار التربية الإسلامية للفتاة بشارع بستان الفاضل بالمنيرة بالقاهرة.
3- وفي 2من صفر 1371 الهجرية الموافق 2 من نوفمبر 1951 أعيد اعتماد اللائحة الداخلية لقسم الأخوات المسلمات ومما جاء فيها زيادة عما سبق:
1- يحسن كلما أمكن لك أن يكون مقر شعب الأخوات المسلمات ودروسهن هو دور شعب الإخوان المسلمين أو بيوتهن أو المساجد التي يشرفون عليها بشرط أن يلاحظ إخلاء الدور من الإخوان تماما كلما كان هناك اجتماع أو درس للأخوات.
2- يسند الإشراف على هذا القسم للمرشد العام للإخوان المسلمين رأسا، ولفضيلته أن ينتدب من الإخوان العاملين سكرتير اتصال لتنظيم الأعمال الإدارية بالقسم وتتصل الهيئة العامة بالمركز العام للإخوان المسلمين عن طريق السكرتير الذي انتدبه فضيلة المرشد العام وتتصل بالأخوات عن طريق الشعب.
وحتى تاريخ اعتماد هذه اللائحة المعدلة سنة 1951 كانت شعب الأخوات المسلمات وفروعها في كل أنحاء القطر المصري أكثر من 150 شعبة.
تطور القسم واللوائح
لقد تطور قسم الأخوات كثيرا خاصة مع زيادة نشاطه مقترنا بنشاط الإخوان، ومن ثم سار القسم على هذه اللائحة حتى صدرت اللائحة الجديدة واعتمدها المركز العام للإخوان المسلمين في 13 شعبان 1367هـ الموافق 20 من يونيو 1948م وقد اختلفت هذه اللائحة عن اللائحة السابقة التي صدرت عام 1944م،
حيث استجد علي لائحة عام 1948م تغييرات عن اللائحة السابقة من إيجاد هيئة تأسيسية للأخوات, ولجنة منهن للإشراف على القسم تنتخبها الهيئة التأسيسية، كما أن للقسم إنشاء المنشآت والمشروعات والمؤسسات الخيرية التي تنشأ بجهود الأخوات وتخدم أهداف القسم, كما أعطت هذه اللائحة صفة الاستقلالية بعض الشيء للجمعية العمومية من الأخوات في كل شعبة في زيادة ما تراه بنود على هذه اللائحة مساعدا على تنظيم العمل بشرط أن يوافق المركز العام على ذلك, ومما جاء في اللائحة ما يلي:-
1- تتألف الهيئة التأسيسية للأخوات المسلمات من الأخوات العاملات بالقاهرة والأقاليم إلى هذا التاريخ وعددهن خمسون أختا ومن يزدن بعد ذلك بحسب نصوص النظام الأساسي المقررة فيه.
2- يسند الإشراف على هذا القسم للمرشد العام, ويعاونه في الإشراف والإدارة لجنة تتألف من إثنى عشرة أختا من أخوات الهيئة التأسيسية تسمى ((لجنة الإرشاد العامة للأخوات المسلمات)) تنتخبها الهيئة التأسيسية بالاقتراع السري وتختار من بينهن رئيسة لهن ووكيلة وسكرتيرة وأمينة للصندوق وتتصل هذه الهيئة بالمركز العام عن طريق السكرتير الذي انتدبه فضيلة المرشد العام( ).
ومما يرى أن هذه اللائحة أفسحت المجال للأخوات مرة أخرى بعد ما حل الإمام البنا اللجنة الأولى عام 1944م بعد المشاكل التي حدثت فيها, كما أن هذه اللائحة أقرت نظام الهيئة التأسيسية للأخوات والتي أصبح لهن الحق في انتخاب لجنة الإرشاد العامة.
ولقد اجتمعت الهيئة التأسيسية للأخوات المسلمات لانتخابات لجنة الإرشاد العامة للأخوات في رمضان 1367هـ الموافق يوليو 1948م، -أي بعد إقرار اللائحة – في المركز الرئيسي للقسم بالمنيرة وقد حضره أغلبية عضوات الهيئة, وقد حضر الانتخاب الشيخ سيد سابق, وقد أجريت بطريقة الاقتراع السري وانتخبت اثنتي عشرة أختا واختير من بينهن رئيسة ووكيلة وأمينة صندوق وسكرتيرة.
ولقد كان قسم الأخوات يقع في مكان منفصل عن المركز العام للإخوان, فقد اتخذ القسم دارا جديدة في 17 شارع سنجر بالخازن بالحلمية وذلك منذ نشأته.
غير أن القسم انتقل مقره إلى منزل المستشار منير دلة الكائن بشارع إسماعيل باشا سري رقم 16 بعض أنشطة الأخوات.
لم ينشأ قسم الأخوات ليكون عبئا على الجماعة والمجتمع، بل ليشارك في الإصلاح المجتمع والتصدي للآفات التي انتشرت فيه خاصة التي كانت تستهدف المرأة في المجتمع المصري خاصة والمجتمع الإسلامي عامة، ومن ضمن النشطة التي مارستها الأخوات:
افتتاح شعب جديدة لتعريف النساء أمور دينهن مثل شعبة الجيزة والتي كان مقرها في 4حارة عاصم بك خلف المحكمة القديمة، وتولت الأخت المحترمة حرم عبد الحليم بك عاصم مسئولية تلك الشعبة، وغيرها من الشعب في جميع المحافظات.
لم يتوقف الأمر عند ذلك بل اهتممن بالمحاضرات والدروس الدينية حيث وضعوا خطة لذلك حددوا فيها المحاضر ومكان الدرس وموعد الدرس والهداف من الدرس والشرائح المستفادة من الدرس.
كما عمدوا إلى إنشاء مكتبات جمعوا فيها كثير من الكتب الهامة التي تخص المرأة والأسرة المسلمة وكثير من الكتب الدينية والعامة مثل المكتبة العامة بإحدى دور الأخوات، الكائنة بمدرسة أمير الصعيد الابتدائية للبنات.
كما قام قسم الأخوات بافتتاح مستوصف للولادة ورعاية الطفل بدار القسم بـ17 شارع سنجر الخازن بالحلمية الجديدة، وذلك فى يوم الأحد 29 من جمادى الآخرة 1364هـ الموافق 10 من يونيو 1945م، وقد حضر الاحتفال الإمام الشهيد، وألقى فيه كلمة، كما حضره الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي ولفيف من الإخوان.
كما ساهمت الأخوات بالتوعية من اجل القضية الفلسطينية بل والتبرع لها، بل أكثر من ذلك أنه حينما أراد الإخوان شراء دار جديدة، وفتحوا باب التبرع لم تجد إحدى الأخوات إلا قرطها فتبرعت به من اجل أن يكون للإخوان مركزا عاما كبيرا.
كما قاموا بإرسال برقيات إلى الملك وإلى رئيس الوزراء وإلى السفارة البريطانية والمفوضية الأمريكية وأمانة الجماعة العربية، يستنكرون فيها محاولات اليهود الاستيلاء على فلسطين، وإقامة وطن لهم بها، كما كانوا يطالبن بعودة المبعدين من الفلسطينيين إلى أراضيهم وعلى رأسهم سماحة مفتى القدس الحاج محمد أمين الحسينى وكانوا يؤيدن القرارات التى أصدرها الإخوان المسلمون حول القضية الفلسطينية.
كما شكلت الأخوات لجنة زيارات تقوم بزيارة الشعب وحثها على العمل ومتابعة سير الدعوة فيها، وقد جابت هذه اللجنة كثيرا من شعب الأخوان في القطر المصري، وكانت مشكلة من :
(1) زينب الشعشاعي حرم فضيلة الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي رحمه الله واعظقسم الأخوات.
(2) فاطمة عبد الهادي الشهيد محمد يوسف هواش
(3) أمينة على الشهيرة بأمينة الجوهري حرم محمود الجوهري.
زارت هذه اللجنة معظم فروع الأخوات المسلمات بالوجه البحري والإسكندرية وبعض مدن الصعيد عدة مرات من أجل هدفين:
الأول: إلقاء المحاضرات التي تشرح دعوة الأخوات المسلمات
والثاني: والوقوف على مدى نواحي النشاط الأخرى كالمؤسسات وغيرها.
وفي يوم الأربعاء 9 من المحرم 1368 الموافق 10 من نوفمبر 1948م افتتح المعرض السنوي الخيري لقسم الأخوات المسلمات والذي استمر أسبوعا وخصص إيراده لتنفيذ أغراض الدار الخيرية.
وكانت الوفود تأتي من البلاد الإسلامية ويتم الاتصال بالمسلمات من هذه الوقود بمعرفة الأخوات المسلمات ثم يعود هذه الوقود إلى بلادها حاملة معها منهاج العمل للإسلام وفق أهداف الأخوات المسلمات ومن هذه البلاد الباكستان والأردن وسوريا وغيرها.
كما اهتمت الأخوات بالكتابة في صحف الإخوان مثل مجلة الإخوان وجريدة الإخوان اليومية والكشكول الجديد، وكانت الموضوعات التى يكتبن فيها متنوعة مثل المرأة والمولد النبوي الكريم
-السعادة الزوجية كيف تكون -مشاكلنا الاجتماعية -فكرة الأخوات وغيرها
كما كان من آثر نشاط قسم الأخوات إنشاء أول مؤسسة اجتماعية لهم وهي (دار التربية الإسلامية للفتاة) وكان مقرها شارع قنطرة السكرة بالمنيرة , والتي تهدف إلى تربية الفتيات الفقيرات تربية إسلامية صالحة وإعدادهن إعدادا إسلاميا صحيحا ليواجهن الحياة العملية.
وتذكر الحاجة فاطمة عبد الهادي نشاط المدرسة متمثلا في:
1- مساعدة أسر الفتيات وبعض العائلات الفقيرة من كساء وعلاج وتقديم إعانات مالية.
2- إطعام الفقراء في شهر رمضان .
3- توزيع أغطية ملابس على العائلات الفقيرة في الشتاء وفي المواسم والأعياد.
4- المساهمة في الإرشاد الاجتماعي والوعظ عن طريق المحاضرات.
5- القيام بالإصلاح بين السيدات في البيوت .
وهذا بجانب مهمتها الأولى الرئيسية وهي تنشئة جيل يربى تربية عملية إسلامية صحيحة.
كما كانت المدرسة تقدم بعمل المعارض التي تشمل على الملابس والأدوات المنزلية وغيرها من منتجات المدرسة.
كما كان قسم الأخوات يتسابق مع الإخوان لتقديم الخدمات الاجتماعية لكافة طوائف الشعب خاصة الفقراء ولم يتوان يوما عن تقديم هذه الخدمات فقد كان يقوم بإعداد كسوة الشتاء عن طريق لجنة تقوم بإعداد أكبر عدد من الأغطية والملابس وتوزيعها على المحتاجين كما قام القسم أيضا بصنع أردية صوفية لفتيات دار التربية الإسلامية للفتيات وتوزيعها على الفتيات وأسرهن مع بعض البطاطين، ووجهه المركز الدعوة لجميع شعب القاهرة والأقاليم للمساهمة في هذا المشروع، كما قام قسم الأخوات بإطعام عدد كبير من الفقراء.
كما كان القسم يقوم على إصدار الرسائل الخاصة به, وكانت أول رسالة وضعت لقسم الأخوات (رسالة مع المرأة المسلمة) وكتبها الأستاذ أحمد أنس الحجاجي في [أكتوبر] 1947م وقد وضحت هذه الرسالة برنامج صريح لرسالة الأخوات المسلمات, وتحديدا رسالة المرأة الإصلاحية ووظيفتها الاجتماعية.
ويذكر الأستاذ فؤاد الهجرسي: أنه حينما صدر قرار بحل جماعة الإخوان قامت الأخوات بالتطواف على مؤسسات الحكومة -سرايا الملك، ومجالس الوزراء، والشيوخ، والنواب– لإبلاغها بعريضة احتجاج على هذا الظلم الواقع على الإخوان, كما التقت الأخوات بوصيفات الملكة بسرايا عابدين فتركن أثرا طيبا في نفوسهن, ووعدت الوصيفات بإبلاغ هذه العريضة للملكة حتى ترفعها للملك، وفي أثناء الجولة دخلت الأخوات مكتب أحد مسئولي الحزب السعدي فثار ضدهن فقلن له: "نحن نقيم عليك الحجة وأنت وشأنك".
ولقد أظهرت الأخوات مواقف مضيئة في طريق الدعوة, ففي حرب فلسطين 1948م فقدت إحدى الأخوات ولديها في ميدان المعركة بفلسطين, فذهبت إحدى الأخوات لمواساتها، فقالت لها:
"لقد شرفنا الله بشهادتهما ونحن مستعدون لإرسال أخيهم الثالث ليلحق بهما وينال ما نال من كرامة.
قسم الأخوات بعد الإمام البنا
حينما صدر قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8/ 12/ 1948م ومصادرة أموالهم وأملاكهم واعتقال قادتهم لم يتوقف قسم الأخوات عن نشاطه وإن كان قد توقف تنظيميا، لكن الأخوات شكلوا عدة لجان لمساندة الإخوان المعتقلين وأسرهم، فقد تكونت لجنتان في هذه الظروف القاسية:
اللجنة الأولى ومهمتها إعداد الطعام والملابس للإخوان بالسجون وكانت المسؤولية عن هذه اللجنة الأخت الكريمة «زهرة السنانيري».
واللجنة الثانية ومهمتها زيارة أسر الإخوان المسجونين بصفة مستمرة وتقديم كل ما تحتاجه كل هذه الأسر ماديا وأدبيا بالإضافة إلى القيام بتقديم الشكاوي والاحتجاجات إلى الجهات المسئولة عن الظلم الفادح الواقع على الإخوان المسلمين والأخوات المسلمات وأسرهم.
واستمروا في عمل ذلك حتى أفرج عن الإخوان وعادت الجماعة لشرعيتها مرة أخرى عام 1951م وهو العام الذي عدلت فيه لائحة الأخوات، كما كانت السيدة زينب الغزالي قد انضمت للإخوان قبل ذلك بفترة.
نشط القسم مرة أخرى بعد ثورة يوليو 1952م، فافتحوا مستوصف في إمبابة عام 1953م وأشرف عليه الدكتور أحمد الملط، غير أن تدافع الأحداث بين الإخوان وقادة الثورة أثر بشكل على قسم الأخوات وكل أقسام الجماعة حيث لاقت الجماعة اضطهاد وعنت العسكر، غير أن كثيرا من الأخوات لم يعبأن بذلك وأخذن على عاتقهن رعاية أسر الإخوان خاصة المعتقلين.
فبعد تعرض الإخوان للمحنة عام 1954م، ودخول كثير منهم السجن، أخذت السيدة أمينة على عاتقها رعاية أبناء الشهداء والإنفاق على بيوت المعتقلين من الإخوان، وشاركها كثير من الأخوات أمثال السيدة نعيمة خطاب زوجة المستشار الهضيبي وابنتها خالدة، والسيدة زينب الغزالي، والسيدة أم أحمد وغيرهن.
وبعد مذبحة طرة في أول يونيو 1957م، والتي أقدم عليها نظام عبد الناصر في حق واحد وعشرين من الإخوان قامت الأخوات برعاية أسرهم، تقول السيدة زينب الغزالي في ذلك:
"علمت أن الوالدة الفاضلة المجاهدة الكبيرة حرم الأستاذ الهضيبي تبذل هي أيضًا مجهودًا كبيرًا مع بعض الفضليات الكريمات من الأخوات المسلمات مثل: المجاهدة آمال العشماوي حرم الأستاذ منير الدلة، وكانت هي بنفسها على رأس الأخوات المسلمات.
ومثل خالدة حسن الهضيبي وأمينة قطب وحميدة قطب وفتحية بكر والمجاهدة أمينة الجوهري وعلية الهضيبي وتحية سليمان الجبيلي.
واتسعت اتصالاتي رويدًا رويدًا فاتصلت بخالدة الهضيبي في سرية شديدة ثم بحميدة قطب وأمينة قطب. وكل ذلك من أجل المعذبين والأطفال واليتامى".
واستمر نشاط الأخوات على ذلك حتى تعرضن أنفسهن للمحنة الكبرى، فما كادت رياح عام 1965م تهب إلا وجاءت برياح الغضب، حينما اعلن جمال عبدالناصر من الكرملن بالاتحاد السوفيتي باعتقال كل من سبق اعتقاله، ولم يتوقف القرار على الرجال فحسب بل أمر زبانيته باعتقال كل من كان لها نشاط من الأخوات، فاعتقل ما يقرب من المائتين أخت لاقى العنت والعذاب، ومنهن من توفاهن الله داخل المعتقل، ومنهن من عذب عذابا شديدا وحكم عليهن بالسجن المشدد مثل زينب الغزالي وحميدة قطب وعلية الهضيبي وخالدة الهضيبي وغيرهن، ومنهن من اصطحبت رضيعها معها،
ومنهن من وضعت مولودها داخل سجن القناطر وحدث لهن مضاعفات أدت لإزالة الرحم مثلما حدث مع فاطمة عبدالهادي، وقد مكث اغلبن ما يزيد عن الستة أشهر داحل السجن وذلك بسبب نشاطهن مع اسر المعتقلين.
وبعد موت عبد الناصر عاد الإخوان لنشاطهم مرة أخرى، لكن وضع عليهم النظام كلمة محظورة فظلوا يعملون بحذر، وظل العمل سجال بين الإخوان والنظام الحاكم سواء نظام السادات أو نظام مبارك، وأدى ذلك لضعف قسم الأخوات اللهم إلا من بعض الأعمال العامة والنشطة داخل الشعب، لكن لم يصبح على ما كان عليه فترة الإمام البنا والمستشار الهضيبي.
وهو ما دعى الجماعة مؤخرا إلى تطوير القسم وتفعيله أكثر من الخمسين عاما الماضية، وإن كانت هناك أسبابا هي التي أضعفت القسم وذلك بسبب خوف الإخوان على الأخوات من القبضة الأمنية، والوضع السياسي الذي كان يحجم نشاط النساء ذوي الاتجاه الإسلامي، هذا غير الاعتقالات المتكررة للإخوان وترويع البيوت مما ترك أثرا نفسيا في قلوب كثير من الأخوات.
لكن ظل القسم يمارس نشاطه من حيث الدروس، والانتشار وسط المجتمع على حذر، وفي الأيام القادمة نأمل أن يعود قسم الأخوات إلى سابق عهده
المراجع
1- محمد عبدالحكيم خيال ومحمود محمد الجوهري: الأخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية، نسخة الكترونية على موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين.
2- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية.
3- فؤاد الهجرسي, الإمام الشهيد حسن البنا حامل لواء الدعوة في القرن العشرين, دار الطباعة والنشر الإسلامية, 1420هـ,1999م.
4- جريدة الإخوان المسلمين: السنة الأولى، العدد الأول، الخميس 22صفر 1352هـ / 15يونيو 1933م.
5- مقال بعنوان أمينة الجوهري، بقلم مريم السيد هنداوي، موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين . 6- المركز العام – قسم المراقبة العامة – نشرة إدارية عامة رقم (2) – غرة رجب 1363هـ / 22يونيو 1944م.
7- محمد شوقي زكي: الإخوان المسلمون والمجتمع المصري صـ193 – مكتبة وهبة – الطبعة الأولى – 1373هـ / 1954م.