يوم الانطلاقة الشاهد على شعبية حماس
بقلم مصطفى الصواف
كصحفيين وإعلاميين ومحللين سياسيين نتعرض لسؤال متكرر في كل عام ، هل حركة حماس قادرة هذا العام على حشد الجمهور الفلسطيني الذي حشدته في العام الماضي؟، هذا العام وقبل أيام تعرضت لأكثر من مرة لهذا السؤال، وعندما كنت أسأل أبتسم قبل أن يكمل السائل السؤال، واطرح سؤالاً وما الذي تغير حتى لا تحشد حركة حماس مثل ما حشدت العام الماضي وزيادة؟.
ثم أكمل الإجابة وأسأل السائل، ألم تسأل هذا السؤال العام الماضي؟؟!!، فكيف كانت الإجابة ألم تحشد حماس كماً من الجمهور أكبر من العام الذي سبق، ونعتقد أن هذا العام ستحشد حماس جمهوراً كبيراً يزيد عن العام الماضي حتى لو استمرت الأحوال الجوية العاصفة على ما هي عليه، وهذه الأجواء تذكرنا بتلك التظاهرة الجماهيرية التي سارت بها حماس في جو ماطر جدا بجماهيرها وقياداتها التي رفضت أن تسير في قوافل محمولة وآثرت السير على الأقدام رغم انهمار المطر الشديد حتى بات الواحد منهم يقطر ماء.
جماهير حماس وجماهير الشعب الفلسطيني التي تؤمن بنهج حماس واستراتيجيته وإن لم تكن منظمة في صفوف الحركة عليها أن تخرج يوم الثلاثاء ومشاركة حركة حماس انطلاقتها الثالثة والعشرين والتأكيد على خيار حماس وخيارها وهو خيار المقاومة وعدم التفريط والتنازل، لأن حماس أمام تحدٍ كبير وأمام اختبار يرقبه الكثير من دوائر صنع القرار في العالم، لأن هؤلاء يراهنون على شعبية حماس، ويشيعون بأنها فقدت جزءاً لا بأس به من شعبيتها، وطالما لا يوجد أي مقياس لمعرفة شعبية حماس كما حدث في انتخابات 2006 والتي سحقت فيها حماس استطلاعات الرأي التي أريد لها أن تشكل مثبطاً للجماهير الفلسطينية، فكانت النتائج التي أذهلت كل المراقبين وصناع القرار في العالم، ولغياب أدوات القياس يبقى قياس الحشود الجماهيرية في الاحتفالات المركزية للحركات دليلاً على الشعبية ومقياساً لها.
لذلك نحن مطالبون بالخروج يوم الثلاثاء بقضنا وقضيضنا، بشيبنا وشبابنا، ونسائنا وفتياتنا وأطفالنا حتى نثبت لهؤلاء المراهنين أن حماس لازالت تشغل وسط الملعب ولازالت هي خيار الشعب الفلسطيني وشعبيتها في ازدياد متواصل لأنها تحمل الهم الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتحافظ على الثوابت والتمسك بالحقوق وتؤكد على أن فلسطين كل فلسطين هي للشعب الفلسطيني وأن المقاومة هي طريق التحرير.
وفي هذا المقال يستحضرني ذلك الصحابي رضي الله عنه عندما أراد المشاركة في إحدى الغزوات وهو كفيف لا يبصر، فقالوا له أنت من أصحاب الاعتذار، ولا تقوى على القتال قال حملوني الراية، قالوا أيضا لا تقدر على ذلك، فرد عليهم دعوني أشارك حتى أكثر من سواد المسلمين، تلك حكمة بليغة يجب أن نتعلمها فإن لم نقدر على صنع شيء فأقله أن نكثر من سواد المسلمين، والإكثار من سواد المسلمين هو المشاركة في حفل الانطلاقة الرشيدة، هذه الانطلاقة التي نتحدى فيها كل المراهنين والمتربصين بحركة حماس، بل هم متربصون بالمشروع الإسلامي كله.
وأعتقد أنه لازالت على العهد الذي قطعته أمام الله ثم أمام شعبها وأمتها أنها لن تتخلى عن ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه وأنها متمسكة باستراتيجيته وأنها لن تخون الأمانة ولن تفرط ولن تعترف (بإسرائيل)، ولن تقبل بأن تقسم فلسطين وتعطى للمحتل الغاصب، بل هي لازالت تؤكد في كل مراحلها أنها تريد التحرير والعودة وأن فلسطين هي جزء من عقيدتها ودينها وأنها كلها للشعب الفلسطيني ولا حق لهذا العدو الغاصب في فلسطين فهذا ما تؤكده حماس وتؤكده الجغرافيا والتاريخ والحضارة.
نحن مطمئنون إلى أن الشعب الفلسطيني لازال يرى في حماس أنها خياره، وهذا يجعلنا أكثر اطمئناناً إلى أن مهرجان الانطلاقة الثالثة والعشرين سيكون بإذن الله مهرجاناً نوعياً كماً ونوعاً فحماس لن تحيد ولن تقيل ولن تستقيل وهي على العهد باقية، وسنبقى على عهدها ما بقيت على عهدها معنا ولا نظن أو نشك أنها ستتخلى عن هذا العهد المقدس.
- المصدر: موقع كتائب القسام
|
|
|
|
مواقع إخبارية |
الجناح العسكري . الجناح السياسي |
الجناح الطلابي الجناح الاجتماعي
|