إياد العزي
الولادة والنشأة
- ولد الشيخُ المهندسُ إياد أحمد العِزي في الأول من تموز عام 1962م في العراق في محافظة ديالى قضاء بعقوبة ناحية العبارة قرية زهرة التي دفن فيها، وفي فترة صباه انتقل مع اهله الى محافظة بغداد حيث أكمل فيها دراسته المتوسطة والاعدادية
- متزوج : له خمس بنات وولد واحد ( البنت الكبرى سارة وولده الاصغر تحسين)
- يقول عن نفسه: كنت في ريعان شبابي أحب القراءة والاطلاع حباً كبيرا فكنت أقرأ أي كتاب وفي أي موضوع او اي اتجاه حتى تصورت انه لم يبق كتاب لم أقرأه الا القرآن الكريم فقررت قراءة القرأن كقراءة أي كتاب أخر ومنذ تلك اللحظات جمعت أخوتي وأخواتي معي في البيت وقلت لهم ان جميع الكتب التي في مكتبتي لكم ولكم حق التصرف بها بشرط ان لايبقى كتاب في مكتبتي لأني لست بحاجة لها فلدي كتاب يجيب عن كل أسئلتي ويغني عن كل الكتب
دراسته
- دخل الجامعة التكنولوجية وحصل على البكالوريوس في هندسة الانتاج والمعادن عام1984 وعمِلَ في مجال تخصصهِ. وكان خلال عملهِ مثالاً للمهندس المسلم الملتزم المجتهد.
- وفي عام 1994م، نال شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بجامعة بغداد.
نشاطه الدعوي
- وقد أسَرَهُ الدستور الثابت (القرآن دستورنا) . فرافَقَه الفكرُ الوسط فِكرُ الإخوان المسلمين كظلهِ في حِلّهِ وترحاله. ووجد في شخصية الإمام حسن البنا ما كان يبحث عنه وملأت رسائل البنا قلبه وعقله نوراً. فعاش (في ظلال القرآن) ليمضي ويسعى لتعريف الناس بربهم الحق وتعبيدهم له.
- فبدأ مسيرته مع الإخوان في دعوته السرية البعيدة عن أنظار النظام السابق في بداية الثمانينات، لقد كانت شخصيته الواعظة تناضل من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل.
- وكان له منهاج عمل دؤوب وخطب دعوية طموحة. عرفه المصّلون من خلال خطبه التي ألقاها خلال أيام شهر رمضان المبارك ، كان.نجاحهُ المهني ومساره الدعوي يسيران بخطين متوازيين . كان ذا همة عالية يحملها في الدعوة الى الله فكان كثير القراءة مثقفا دائم التفكر يحمل هم الاسلام والمسلمين في العراق وخارجه .
- وهبّ مع أخوته من العاملين المخلصين بعد الغزو الأمريكي للعراق لنصرة دين الإسلام، ورفض مشروع تقسيم العراق، ونبذِ الطائفية ووضع العملية السياسية على طريقها الصحيح فكانت له صولات وجولات مع الإحتلال ومع من جاء معهُ، وكان داعية لا يكل ولا يمل فلم يرق ذلك للاحتلال وأعوانه.
- وشارك في مؤتمراتٍ عِدة في داخل القطر وخارجه. ومنها في الجزائر والسودان وتركيا وغيرها لنصرة المسلمين.
- يقول الاخ صباح سلمان العزاوي : كان لا يعرف شيئاً اسمه الراحة ليل نهار، حركة لا تعرف الملل ولا الكلل، وما رأيته اعتذر عن موعد طلب منه للقاء ناس أو القاء دروس أو محاضرة أو زيارة قرية أو منطقة نائية حتى انه كان يذهب في الليالي المظلمة في القرى والارياف والى اماكن لا يصلها أحد وليس عليها طرق معبدة لالقاء درس او لحضور لقاء مع مجموعة من الناس وفي مرة دعي الى منطقة نائية في ارياف محافظة ديالى وفي ذلك الليل الدامس والطرق الوعرة الصعبة نصِل الى مسجدٍ صغير فيه اشخاص معدودون من اهل تلك النواحي فألقى الشيخ عليهم درساً بليغاً ولم يهتم لقلة الحضور او لمستواهم العلمي البسيط حتى كنت أقول في سري : هل هذا معقول؟!
الشيخ يأتي من بغداد الى هنا للقاء عدة أشخاص في قلب الريف وفي هذا الليل وصعوبة الطريق بل وخطورة الطريق ليُلقِي درساً ! أليس هنا من المشايخ أو الائمة والخطباء من يقوم بهذا الدور ؟! بل كنت اعتب في سري على الأخوة الذين يدعونه الى مثل هذه الأماكن واقول: كان عليهم هم ان يقوموا بهذا الدور ولا يعنّون الشيخ للمجيء من بغداد الى الارياف للدعوة والدروس والمحاضرات لكنه كان محتسباً كل ذلك عند الله وهو موقن ان هذه الحركة ـ مهما كان صعبة وبعيدة المدى ـ انها ستثمر وستأتي اكلها باذن الله وكان حدسه واحساسه صادقاً وورثت تلك الرحلات والسفرات والتجوال في الارياف شباب ورجال يفدون الإسلام بارواحهم ومهجتهم واموالهم واهليهم.
- كان كريماً الى حد لا يوصف فلم يكن لديه شيء يغلى او يُعز على احبابه واخوانه وشباب الدعوة، فكل ما يملك كان يعطيه وهو مبتسم وكان كالبحر في جوده، ومرة قال لي : يا أخي لا ترد سائلاً أو محتاجاً أبداً حتى إذا لم يكن لديك شيء تعطيه اياه فطيّب خاطره بكلمات تريح نفسه وتمسح على جروحه بحيث يخرج وهو راضٍ وإن لم تعطه شيئاً،
- كان يُتعب نفسه في الدعوة والحركة والتربية حد الاعياء كثيراً ما كان يصل الى حد لا يستطيع أن يفتح عينيه من الاعياء والتعب فياخذ قسطاً قليلاً من النوم والراحة وكان يقول : اذا أردت أن يبارك الله لك في عمرك ورزقك إعمل اكثر واجتهد في الدعوة والعمل الميداني أكثر، وكان يقول لي والله اني جربت ذلك عل نفسي فان الله كان يفتح عليَّ في الرزق كلما ازددت حركة ودعوة ونشاطاً في سبيل الله.
- و بذلك لفت انتباه المسؤولين في الحزب الإسلامي العراقي وسريعاً ماتولى عددا من المناصب في الحزب الإسلامي منها
- مسؤول مكتب الدعوة والارشاد .
- مسؤول مكتب العشائر.
- مسؤول مكتب الانبار
- مسؤول فرع الكرخ الجنوبي للحزب الإسلامي
- عضو في المكتب السياسي في الحزب الإسلامي
- عضو في جبهة التوافق العراقية وناطق رسمي لها
اياد العزي مربيا وداعيا
- كانت جهوده الدعوية واسعة النطاق وكان ذلك الجهد مدعومًا بعددٍ من المقدراتِ الشخصية التي كان الشيخ العزي يمتلكها مثل القدرة على الإقناع والخطابة وغير ذلك من القدرات التي أهلته لقيادة العمل السياسي والدعوي والتربوي في الحزبِ والعراق بمعاونةِ إخوانه في الحزبِ الإسلامي في فترةٍ حالكةِ السواد من التاريخ العراقي.
- ان شخصية الشيخ الشهيد اياد العزي رحمه الله تعالى كانت متميزة لأن نشاته وتربيته مرت باطوار متعددة فقد نشا في احدى قرى مدينة ديالى وفي وسط ريفي جلس فيها في دواوين اجداده فتركت اثرا في تكوين شخصيته وكان للبساتين وللمزارع اثراً في تفتح افاق الجمال في نفسه مما وسع مداركه ليبحث عن سر الجمال الحقيقي للكون ولمعاني الحياة واللذان لا يتمان الا بمنهج السماء الخالد، ثم كان لانتقاله للمدينة في بغداد اثر آخر في صقل شخصيته وباختلاطه باوساط الشباب وعيشه معهم ، بعدا اخر اعتقد انه السر الذي يقف خلف قابليته على استيعاب الشباب مستقبلا.
- وكان لدراسته للهندسة وعمله في التصنيع العسكري وشغله لعدة مناصب فيه اثر في اجادته للادارة في المواقع التي تسلمها في الحزب الإسلامي العراقي ولمنهجه العملي الواقعي.
- كان مولعا بالقراءة منذ ان كان صغيرا وقرا لافكار كثيرة وتيرات فكرية متناقضة ومتعددة لذلك كان اختياره للاسلام كمنهج لحل مشكلات الواقع متاتيا عن قناعة وعن يقين ان حل اشكاليات الواقع من خلال المنهج الإسلامي الوسطي ،فقرر ان يقضي عمره في هذا الطريق حتى توفاه الله تعالى شهيدا بإذنه وهو على هذا الطريق .
- عرفت شيخنا الشهيد رحمه الله في مطلع عام 1991م وكان عندها في التاسعة والعشرين من عمره وكان لقاؤنا في مسجد عمرو بن العاص في المحمودية ،وكان هذا هو يومي الاول في المسجد عندما كان عمري 15 عاما وكذلك كان هذا هو اليوم الاول للقائي به، كان شيخنا رحمه الله داعية من الطراز الاول اذ كان لايفوت فرصة الا ويستغلها دعويا يعينه في ذلك شخصيته الآسرة وصدقه وحرصه على دعوته التي تترك اثرها على من يتعرف عليه ولقد ترك ذاك اللقاء الاول اثرا بالغا في نفسي ،ومنذ ذلك اليوم رافقنا شيخنا الفاضل ولسنوات عدة، سنلتقط منها بعض خصائص ذاك الاسد المغوار وطريقة دعوته رحمه الله تعالى:
- كان يركز على حلقات القرآن وعلى قراءته يومياً معنا ما بين صلاتي المغرب والعشاء وبقي رحمه الله يغرس في الشباب معاني القرآن ويحاول ان يربطنا به على مدى سنوات عدة ربما تجاوزت السبع سنوات، كان رحمه الله يعتقد ان حل مشكلات الواقع تحتويها آيات القرآن وكان يصر على ان الامة والدعوة لن تتقدم ما لم تتعامل مع قوانين القرآن كما تتعامل مع قوانين الفيزياء والكيمياء والرياضيات.
- كان يصر على دراسة السيرة النبوية الشريفة وبمنهج علمي يمكن ان تُسقِّط فيه عِبَر السيرة على الواقع وعليه فقد درسنا السيرة النبوية في كتاب فقه السيرة تأليف محمد سعيد رمضان البوطي على مدى اربع سنوات بمعدل درس كل يوم خميس.
- كان يعتقد رحمه الله ان علاج الفهم الخاطيء والمتطرف للاسلام يكمن في ربط الناس بالعقيدة القرآنية كما كان يفهمها الصحابة الكرام وبقراءة السيرة وبتعلم اساسيات المعرفة الإسلامية لذا كان يصر على تعليمنا ودراستنا لاصول الفقه ولمصطلح الحديث وللفقه وللتفسير الموضوعي للقرآن الكريم ولمواد اخرى يعتقد انها من اساسيات الفهم هذا فضلاًعن كتب الفكر الإسلامي والدعوة والتجارب الدعوية.
- قضى فترة ليست قصيرة وهو يدعو الى الفهم الصحيح للسنة النبوية ولروح السنة ولفهم الحديث والابتعاد عن النظرة السطحية للسنة والاحاديث وداعيا لان تكون العلوم الشرعية علوماً محترمة كبقية العلوم الاخرى لايفتي فيها ولا يتكلم الا اصحاب الاختصاص.
- قضى عمره يدعو لفكرة واحدة هي المحورالذي دارت حوله شخصيته الا وهي (نصرة الدين الفريضة الغائبة ) اراد من خلالها ان يوقظ الناس وينبههم الى ان الدين قضية وموقف وليس مجرد عبادة .وكان يركز على ان الواجب الآني للدين هو نصرة الدين ثم العمل للدين من اجل بناء دولة الإسلام ثم صيانة المجتمع الإسلامي من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لذا كان يعتقد ان واجب نصرة الدين والعمل من اجل بناء صرح دولة الإسلام هو الواجب الشرعي والذي هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة وليس من باب السنن او المستحب. الإسلام ثم صيانة المجتمع الإسلامي من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لذا كان يعتقد ان واجب نصرة الدين والعمل من اجل بناء صرح دولة الإسلام هو الواجب الشرعي والذي هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة وليس من باب السنن او المستحب.
- كان يمتلك شخصية عجيبة وهما منقطع النظير على من رايت فوالله اننا نشهد ان شيخنا الشهيد كانت تعيش معه قضيته الإسلام والدعوة لحظة بلحظة فعلى ما راينا من خلال رفقتنا له لسنوات كنا نقضي فيها معاً اربع او خمس ساعات ولسنوات كان يعيش القضية بل قل انه كان يمثل تلك القضية ويقضي الساعات تلو الساعات يبحث عن الحل وعن طريق الخلاص الذي على الدعوة ان تسلكه وغير مرة كان يصرخ وجدتها في آية كذا في فكرة كذا.
- كان وقفا لله تعالى بكل ما تعنيه الكلمة بلا مبالغة أو تضخيم فقد كان بيته للدعوة اشبه ما يكون ببيت الارقم ابن ابي الارقم كانت جموع الشباب تدخل وتخرج منه ليل نهار فكان وقفا للدعوة وللقضية حتى إننا كنا نشفق عليه من كثرة تردادنا عليه من خطورة الوضع الامني في العهد السابق.
- كان بيته اسلاميا دعويا اعانه على ذلك صبر وصدق وقابلية على التحمل من اجل الدعوة لاختنا الفاضلة زوجته ام سارة التي كانت مثال الزوجة الداعية المحتسبة عملها عند الله سبحانه حتى إن شيخنا رحمه الله كان يقول إنني اظن ان يدخلها الله سبحانه الجنة بصبرها علي.
- كان واسع الصدر له القابلية على استيعاب المقابل يسمع من الجميع ويرد على افكار الاخرين بهدوء لم نذكر انه عنّف احدا او صدّ احد اً او حاول ان يستبد برايه، كان قريبا من الشباب وبا ستيعابه لهم استطاع ان يتوسع دعوياً ليكون المحور الذي يتمحور حوله العمل الدعوي في مناطق كثيرة جنوب بغداد واستطاع ان يؤسس عملًا دعوياً ببناء الركائز التي يقوم عليها العمل في تلك المناطق،كان يجوب الارياف والمدن في جنوب بغداد داعية ومنظِّراً ومنظِّماً للعمل الإسلامي
- وكان لايكلّ ولايملّ وكان عظيم الهمة حتى إننا كنا نستغرب من معرفته للشباب في مناطق مختلفة ونائية عندما كنا نرافقه لها في بعض الاحيان ونتذكر أن السيارة كانت تقطع بنا مسافات طويلة جدا وفي اماكن نائية ولكنك ترى أن الشيخ الشهيد له علاقات هناك كلها تتمحور حول الدعوة والعمل الدعوي، كان شديد اليقين والثقة بالله تعالى وكان يركز على أن علينا ان نبدأ بالخطوة الاولى وأن الله سبحانه وتعالى سيعيننا بعدها وكان يقول إن الدعوات لاتوقفها المادة بل ان الجانب المادي ياتي لو صدقنا.
- كان شيخنا رحمه الله تعالى يركز على الولاء والبراء في القول والعمل وكان يركز على المواقف العملية التي يتجسد فيها موضوع الولاء والبراء وإن كلف ذلك الافراد التضحية وتحمل المشاق.
- كان يصر على بناء الشباب بناء اسلامياً متكاملا ينال فيه جانب البناء النفسي والبدني القويين مساحة كبيرة من الاهتمام فكان يركّز على ان نعلم الشباب القوة والجرأة في قولته الحق وتبني المواقف الشجاعة ساعة ان يتطلب الموقف ذلك وكان يركز على مقولة دوما يرددها وهي :( ان الرجل ليس قشرة بيض يخشى ان ينكسر ) وكان يحث على دخول الشباب الدورات الرياضية في الفنون القتالية وذلك لكسر الحاجز النفسي وللتغلب على الخوف الذي زرعته التربية الخاطئة للامل في نفوس الشباب والنشء الجديد.
- كان رحمه الله تعالى يمتلك عقلا مرنا فيه مرونه في التفكير وقابليته على اعطاء حلول متعددة للمشكلة الواحدة فكان من اصحاب الاكثر من حل والاكثر من خيار لذات المشكلة ولايضع نفسه في اطارات وقوالب جامدة.
- كان يمتلك قابلية عالية وروحية متميزة في التحدي والاصرار على التغيير وكان يتجاوز العوائق عبر يقينه بفتح الله تعالى بعد ان يستنفد كل الاسباب المادية متوكلا على المولى القدير موقناً بوعد الله الحق وبايات القران كقوانين حتمية تعامل معها كما تعامل مع قوانين الرياضيات والهندسة.
- كان فصيح اللسان يصل الى الفكرة التي يريدها من خلال البساطة والقصر وضرب الامثلة العملية التي تحيط بالسامع او القاريء تستشعر انطباق مقولة سيدنا عبد القادر الكيلاني رحمه الله والتي يقول فيها :( من صدق قلبه فصح لسانه) فكان سامعه يستشعر اوار نار القضية في داخله فكان قلبه مرجلا يغلي الماء على الدعوة والقضية.
- اعتدنا ان يكتب لنا المقالات وعند كل مقالة كان يسأل عن ماذا اكتب؟ ما هي الفكرة التي تقترحونها علي؟ وكان يتصل مرة ومرتين وثلاث اعتقد كذا وصلت الى فكرة كذا ،ماذا تقولون؟ وكان احيانا يدعونا للنقاش ،فكان رحمه الله تعالى يحب ان يستأنس باراء الاخرين ويشاورهم ويسمع منهم .
- في اخر مرة طلبت منه ان يكتب مقالا سألني عن ماذا تريدني ان اكتب في موضوع سياسي ام دعوي ام تربوي؟ واتصل مرة اخرى فقلت له شيخي اكتب لنا موضوعا دعويا تربويا فقال اقترح علي فطلبت منه ان يكتب لنا موضوعا عن (التضحية والبذل والعطاء) فرحب شيخنا رحمه الله بالفكرة ووعدني ان يكتب عن التضحية وبعد يومين جاءت المقالة ولكن هذه المرة من غير ان يناقشنا الشيخ الشهيد في تفاصيلها وكانت ببيان ولغة لايوجد افصح منها فقد كتب شيخنا هذه المرة المقالة بدمه الطاهر فكان حبره هو دمه الذي حمله على يديه وكانت الاوراق ميدان العمل الدعوي فجاءت مقالته الاخيرة كأروع ما تكون ،تعجز امامها اقوى اساليب البيان من ان تصدق او تجسد معاني التضحية كما بينها شيخنا رحمه الله تعالى
- كان مربياً صادقاً من الطراز الأول و حريصاً على الأخ المتربي أشد الحرص كان يعلم إخوانه ان قلب الأخ مقدما على كل شيء.
- كان لا يرضى أن يحزن الأخ المتربي أوأن يغضب أو أن ينقطع عن العمل لأي سبب من الاسباب يقول الاخ صباح سلمان العزاوي : رايت منه موقفاً لم اره من احد من قبل حيث كان هناك أحد الأخوة من اقرانه قد خاصمه خصاماً طويلاً لأسباب تخص ذلك الأخ ولم يكن الشيخ طرفاً فيها، فبعث له الشيخ برسائل عدة يشرح له الحال ويعتذر له إن كان يعتقد ان الشيخ هو السبب إلاّ أن ذلك الأخ لم يقبل اعتذار الشيخ، فبعث له الشيخ عدة أشخاص لارضائه فبقي الأخ مصرّاً على زعله ، فما كان من الشيخ إلا أن ذهب الى بيت هذا الأخ مصطحباً معه أخاً آخر ... فقلت له: لماذا تحرص على رضاه وهو لا يقبل لك اعتذاراً: قال اني احتسبت ذلك عند الله أولا، وأخشى أن لا يقبل له عملاً بسبب خصومتي ثانياً، وتطييباً لقلوب الأخوة ثالثاً.
- ما سأسطره هنا صار منهجاً وحقيقة ثابتة لدى تلامذة وأحباب شيخنا وأستاذنا وأبينا الشهيد إياد العزي، ما جاءت كلماته وأفعاله إلا بعد خبرة في الميدان وتعلم وصبر على فتن اجتازها بفضل من الله ثم ببركة الشورى والعمل الجماعي، صاغها لنا بعد أن رزقه الله سبحانه نعمة (جوامع الكلم) والكلام (السهل الممتنع)، وهي خصلة من خصال الأنبياء وأتباعهم، فغدت كلماته أجراساً ترن في آذان كل من جلس معه وانتهل منه روح التحدي والهمة العالية والعقيدة الراسخة. فبعض مما علمنا اياه:
- أول ما ركز عليه شيخنا العزي-رحمه الله- أثناء تربيته لشباب الصحوة الإسلامية أو دعوته لعوام الناس هي قضية (نـُصرة الدين) وحمل هم الدعوة والتفاني في إعلاء راية الإسلام، لم يكتف بمجرد الكلام، بل جعل حياته منهجاً عملياً لقضية التضحية وحمل الهم، فكانت حياته كلها دعوة وعمل، وصار مَنْ حَوله يخجلون بمجرد رؤية همة الشيخ.
- إسألوا الذين رافقوه: كم من المخاطر تعرض لها الشيخ قبل الاحتلال وبعده؟ هل فكر يوماً برزق غد وهموم وظيفة؟ هل جمع الأموال وفكر بالمستقبل لعياله؟ أم كان يردد: (إن الذي يرزقني ويرزق أهلي هو نفسه من سيرزقهم إن أنا مضيت إلى جواره)؟ هل وضع العراقيل التي يضعها بعضنا اليوم-كسلاً-أمام ما يقدمه لمسيرة العمل الدعوي؟
- لقد أتعب من بعده حين مضى شهيداً، فنادر هذه الأيام أن تجد شخصاً باع نفسه لله من أول يوم عرف فيه شروط العقد.. ولكن بفضل الله تعالى فإن همة الشيخ وتفانيه أثمرت خلال حياته وبعد استشهاده شباباً عاهدوا الباري سبحانه على السير سير العزي التي هي سيرة المصلحين الناجين.
- قضية مرتبطة بالتي قبلها علمنا الشيخ إياها..(إن الله يعذر بالضعف.. ولا يعذر بالتقصير)، فلا ريب أن لكلٍ منا طاقة في العمل، ولكن هل استنفد كل طاقته؟! هذا الذي حث شيخنا أبو سارة عليه، أنه يجب عليك استفراغ طاقتك كلها في كل عمل تقوم به، لأنك مجاهد، والمجاهد هو من بذل جهده كله، وكان-رحمه الله-يركز على ذلك في أيامه الأخيرة، في أنه يجب على أحدنا أن يعمل بنَفَس المجاهد، فإن فعلنا ذلك فإن الله سيعذرنا إن لم نتمكن من عمل شيءٍ ما، ولكنه عز وجل لن يعذرنا إن قصرنا في شيء وتكاسلنا وتلكأنا.
- صفحة واحدة لا تكفي لذكر ما تعلمناه من أبينا إياد-أكرمه الله بجنانه العالية-، فالمواقف كثيرة، والتلاميذ كُثر، وما هي إلا لفتات أردتها أن تشحذ الهمم و أذكِّر بها أخوتي بأن لشيخهم عليهم حقاً كبيراً … قال سيد الدعاة والخلق (صلى الله عليه وسلم): (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم وأبو داود... وشيخنا العزي-أعزه الله برضوانه قد ترك هذه الثلاث:
- صدقة جارية: وما تأسيسه للعمل في كل مكان ذهب إليه إلا صدقة جارية له إلى يوم أن نبعث ونحشر معه تحت ظل عرش الرحمن..
- وعلم ينتفع به: وتلك كلماته وخطبه ومقالاته غدت مرجعاً لأصحاب الهمم العالية يقتبسون منها معاني العزة والقوة ويشحنون بها إيمانهم لينطلقوا في ساحات العمل أجمع يواجهون التحديات ويقيمون شرع الله.
- وولد صالح يدعو له: وتلك المئات التي تربت على يد الشيخ حق عليها أن تدعو للشيخ الشهيد وتقول:
ربنا، عبدك العزي هذا أفنى حياته يعلمنا نصرة الدين، وأتعب قدميه وجسده ليعز الإسلام وأهله، فاعف عنه، واغفر له، وتقبل منه تضحيته وتفانيه، وأدخله الجنة بفضلك ورحمتك، ينعم بسلامها، ويلتذ بمباهجها ومع حورها، واحشره بجنب حبيبه وحبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، ومع كل شهيد سقط أو سيسقط في سبيل رفعة شريعتك وإعلاء كلمتك، وألحقنا به يا رب العباد..
اياد العزي جماهيريا
عرفته في أواخر التسعينيات بعد أن سمعتُ عنه في أوائلها، في عينيه تلوح لك لك معاني العمق والاصرار على المبادئ، ومن أول جلسة ألتقيت فيها معه أدركتُ أن المهندس أياداً العزي كان يتعامل مع ملفات الدعوة الى الله بطريقة تمتاز بالابداع والحرص على الناس.
كانت لي معه لقاءات في السنوات الأخيرة قبل الاحتلال عرفت فيها انه كان بمثابة الوالد الحنون لكثير من شباب الإسلام في جنوب بغداد فضلاً عن أنه كان يغشى القبائل ويزورهم باستمرار لنشر الدعوة.
بعد الاحتلال لاحت علامات النبوغ لدى الفارس الشهيد عندما اعتلى منبر العمل العلني إذ أصبح مسؤولاً عن فرع الكرخ الجنوبي للحزب الإسلامي العراقي ثم مسؤولاً عن مركز الأنبار وعضواً في المكتب السياسي، هنالك خطّ لنفسه خطاً واضحاً إذ صمّم أن يركز جهده على العمل في القرى وفي دواوين القبائل وكان يردد عبارته المشهورة (عمقنا في الريف وميزاننا في المدينة)، كما أنه كان يعتب على بعض القياديين حين يقصّرون في زيارة الريف.
اتّسم الشهيد بلهجته الريفية وباستخدامه للمصطلحات والتعابير الدارجة لديهم وبالتأكيد على تيسير المعاني واستعمال الأمثال لأجل ذلك فضلاً عمّا حباه المولى عزّ وجل من سحنةٍ سمراء وقامة طويلة وصوت جهوري وتقاسيم وجه أقرب الى أهل الريف منها الى المدينة، الأمر الذي اكسبه شهرة عزّزت قدرته الخطابية المقنعة للناس.
لم يكتف البطل بزيارة الأرياف وإنما عمد الى الاهتمام بالمساجد فنادراً ما جفى منبراً بل كان يستجيب لأي دعوة توجّه إليه.. سواء كانت في مسجد أو محفل أو قاعة أو جامعة.
واذكر يوماً مناظرة بينه وبين أحد العلماء من الذين لم يكونوا يؤيدون دخولنا في مجلس الحكم والحكومة الانتقالية، إذ دُعي الشهيد أياد الى تلك المناظرة قبل أن يقرأ قانون ادارة الدولة المؤقت واضطر الى التلبية وكان من المتوقع أن يفشل أمام نظيره الذي كان متقناً للقانون وقد تهيأ بالكامل للمناظرة، ولكن ومن توفيق الله أنه استخدم أساليب شدّت انتباه الجمهور وصرفت ذهنهم عن التفاصيل لأنه ركّز على فكرة الاضطرار وحضور المسلمين وتواجدهم في الساحة السياسية لتقليل الضرر عن الناس وساق الأمثلة الكثيرة لأجل ذلك حتى أمسى القوم مقتنعين بما قال.
حقاً لقد كان أبو سارة سمتاً فريداً بين أقرانه.. كيف وهو الذي ألف كتاباً في نصرة الدين وطبق ما قال وما دعا إليه الناس وخير شاهد عليه معسكر الاعتصام قرب سجن (أبي غريب) وعشرات المظاهرات والمسيرات التي قادها أو هتف فيها أو شارك اخوانه فيها.
طبت حياً وميتاً أبا سارة.. تعهدت أن لا نسرق الناس وأن نخدمهم وعلينا الوفاء
اياد العزي قائدا
منذ ان التقت عيني بعينه والى يومنا هذا برغم رحيله المؤلم استطاع هذا الرجل الفذ الجهبذ أن يأسرني بما يمتلك من سمتٍ وهديٍ ونبضٍ وهمةٍ تتوقد على مدار الساعة جعلته قريباً من قلوب الناس.
لقد منحه الباري سبحانه رغبة فوارة في مخالطة الناس والتأثير فيهم وجمعهم حول القضية التي عاش وبذل من اجلها وقته وجهده وماله ودمه.
كنت قريباً منه في السنة الأخيرة له قبل استشهاده: أناجيه مرة... وأسمعه وهو يهزّ القلوب اذا تحدث في الجموع... وأقرأ له إذا كتب، فلا استطيع ان أترك مجلسه أو حديثه أو قلمه حتى ينتهي من ذلك، والسبب انك تجد لنجواه وخطابه وقلمه لذّة لا تجدها عند الآخرين إلا نادراً... ولقد سألته مرة: ماذا تقرأ؟ فأراني مجموعة من الكتب جميعها يتحدث عن القرآن فهماً وتدبراً وعملاً، فقلت: هذا هو السبب الذي جعلك أولاً بين الرجال ذلك أن القرآن أولٌ بين الكتب فالمتدبرون له هم أولٌ بين الرجال!!.
لقد كان فهمه للقرآن وفقهه للحياة واستعداده للتضحية من أجل نصرة دينه ورغبته الجامحة في جمع الناس حول هذه القضية من أهم ما يميزه عن الآخرين.. حتى قيل إن الناس عيال في الفقه والشجاعة على أياد العزي.. ولكم نصحته وفعل مثلي آخرون.. يا أبا سارة: كن حذراً!! فما كان جوابه إلا أن يقول: يا عمر الأنفاس معدودة، نحن لنا قضية والحذر لا يغني من القدر والناس تحتاج الى عروة تتشبث بها!!.
فكنت اقول له: إن لك من اسمك نصيباً، اذهب فأنت مؤيّد وهالة العزّ تحيطك... فكانت حياته عزاً ورحيله عزّاً... ولقد كان مسك ختام اعمال هذا القائد الفذ أن جمع الأمة على مرجعيه سياسية فقدتها الأمة منذ أمد بعيد وزادت الحاجة لها بعد الاحتلال واشتاق الناس الى مثابة يؤوون إليها فكانت جبهة التوافق العراقية انجازاً هائلاً قضى من أجله شهوره الأخيرة حتى قرّ الله تعالى عينه برؤيته واقعاً حياً مع نهاية شهر رمضان فلما انجزه رأيت منه ذبولاً وهدوءاً غريبين..
فقلت له ما هذا الهدوء يا أبا ساره.. قال: لا شيء ، قلت في نفسي هذه علامات القبول... وأنا أعلم ان من أراد الله تعالى اختياره شهيداً... تظهر عليه علامات الشهادة قبل الشهادة وبعدها... وهكذا كانت علاماته ،وذهب الى ربه شهيداً يشهد بدمه وبجهده ووقته وماله ان هذا الدين أغلى وأحلى وأعلى من الوقت والجهد والمال والدم، ولعله قد تأسى بقول أبي مسلم الخولاني -رحمه الله- عندما قال: ((أحسب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به في الجنة من دوننا، والله لنزاحمهم عليها بالأكتاف حتى يعلموا انهم قد خلّفوا من بعدهم رجالاً)).
ولله في كل زمان ومكان رجال يستقيم بهم الميزان وتقام بهم الحجة يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله يراغمون شياطين الانس والجن ويحاربون جيوشهم ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة)) .
وأياد العزي كان من هؤلاء الذين غايظ أعداء الله وبلغ بهذه المغايظة أعلى مراتبها وحقق الهدف القرآني للجيل المسلم في كل زمان ومكان ((ليغيظ بهم الكفار)) وهؤلاء هم القادة الحقيقيون ((نفس تضيء وهمة تتوقد)).
لقد كان أياد العزي علماً من أعلام الهداية في العراق لمع في سمائها وأضاء ليلها الداجي وكان دمه زيتاً لذلك النور الساطع فجسّد ما قاله قائده الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله ((نموت ليحيى الآخرون)) فكان العزيّ إمام من أئمة الهداية وشهيداً من شهدائها.
فنم قرير العين يا أبا ساره فلقد ورثت فينا همتك وهديك وسمتك ونبضك، وسيواصل جنودك من بعدك الطريق حتى ينتهوا الى ما انتهيت اليه أو يفتح الله على أيديهم ((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون))
مواقفه
- كان شديد الوقوف مع الحق ولايخشى في الله لومة لائم منذ زمن النظام السابق وحتى أستشهاده
- موقفه من الاحتلال الامريكي :كان يدعو الى مقاومة المحتل في كل مناسبة وكل خطبة من خطبه .
- موقفه من الحكومة الموالية للإحتلال : كان شديد النقد لاداء هذه الحكومة وخاصة في قراراتها التي لاتنفع الا المحتل وتضر في الشعب العراقي .
- موقفه من الدستور : كان يعترض على النقاط الخاصة بفصل الدين عن السياسة والنقاط التي تسعى الى تمزيق وحدة العراق وكان يعمل على تغييرها.
- يرفض الفيدرالية كمدخلٍ لتقسيمِ العراق.
- موقفه الرافض لسياساتِ التمييز الطائفي والتي قد تؤدي بدورها لتقسيم العراق، ولا سيما في ظلِّ الممارسات الأمنية التي تقوم بها الحكومة الراهنة في العراق مع تهديد مثل هذه الممارسات أيضًا بإدخالِ العراق في دائرةِ الحرب الأهلية الطائفية
وفاته
في تاريخ 28 تشرين الثاني 2005م، أستهدفته فِئةٌ ضالة متعصبة تُكَفِّر المسلمين، بكمين أحكم القتلةُ إعداده على طريق عودته من آخر خطبةٍ له في عامرية الفلوجة، فأعترضته تلك العصابة الإجرامية ليغتالوه ومن معه. فحصل اللقاء الذي طالما انتظرهُ يوم كان يقول: ( إخواني نحن ننتظر لقاء ربنا ، نحن أملنا بجنةٍ عرضها السموات والأرض ، هناك حيث ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمِعت ).
لقد كان رحمه مثالاً حياً على التوكل الحقيقي على الله وعلى الإيمان بالقدر والأجل المحتوم، يقول الاخ صباح سلمان العزاوي مررت عليه قبل اسبوع من استشهاده وسألته عن خروجه للدعوة وسفرياته بين المحافظات والقرى فقلت له يا شيخ اياد: لو زدت عدد الحراس الذين يحمونك ! فقال: اتركها على الله فإن القدر مكتوب والاجل محتوم وانا عندي سائق وحارس واحد وآخذهم معي حتى نتسلى في الطريق وليس كحراس فان الأجل اذا جاء فلا يستطيع حارس ان يرده
كان رحمه الله يحس احساساً قوياً باقتراب أجله وكان يتحضر لذلك حتى انه قال كلاماً للأخ الشيخ عارف الكبيسي :
- (كانت لدي امنية أرجوها من الله قبل الموت الا وهي حج بيت الله الحرام، ولقد رزقني الله الحج هذا العام، ومن عظيم كرم الله اني اصطحبت امي وأبي وزوجتي ووالدة زوجتي معي في هذه الرحلة المباركة ولم أكن اطمع بكل هذا الكرم الإلهي والحمد لله على ذلك ولا اريد من الله الا أن يؤجل منيتي حتى اكمل صوم شهر رمضان المبارك "الحديث كان في منتصف رمضان" وهذه أمنيتي الاخيرة أن أصوم رمضان كاملاً).
فأجاب دعوته واعطاه أمنيته فاكمل صيام شهر رمضان ثم رزقه الشهادة في (26) شوال وكأنه كان يعلم ان الأجل قريب وهكذا يصدق عليه أن اولياء الله المقربين يحسون احساساً قوياً بدنو الأجل فلذلك تظهر عليهم أمارات وتصدر منهم كلمات تفيد قرب آجالهم ومن هذه العلامات كما يقول الراشد في مقدمته لكتاب مسافر في قطار الدعوة للمرحوم عادل الشيوخ: ( ان من علامات دنو الأجل النشاط الكبير والعطاء الجزيل والحركة الدائبة والدعوة المستمرة والاسفار المتعددة في سبيل الله ) وهكذا كان الشهيد العزي في أواخر شهوره وأيامه نشاطاً لا يعرف الكلل وحركة لا تعرف الملل ودعوة لا ينتابها توقف، واسفارٌ ومحاضرات وندوات لا يعلم عددها الا الله .
لقد رزقه الله الشهادة وهو يتمناها بل يعلّم الناس معناها وأجرها بل كان يقول للاخوة : اعملوا للآخرة لا تعملوا للدنيا وكان يلح على معنى : ان الدنيا مزرعة الاخرة، لذلك كان يكرر في خطبه ومحاضراته خطابه للعاملين بان تكون لهم مواقف تُذكّر، ويُذكِّر باصحاب المواقف ويقول ان الله سجل المواقف في كتابه العزيز ... وما زالت مواقفه نكتب ونتحدث عنها ونربي الشباب عليها لأنه كان صادقاً في طرحه ودعوته لم يكن يدعو الناس الى شيء لا يقوم هو أولاً به، فهو حريص ان يتقدم الصفوف في الدعوة والمواقف وميادين العمل .
وهكذا أكرمه الله بالشهادة واعطاه الحياة الحقيقية لما كان يقول : إن العيش للاسلام هو الحياة الحقيقية وإن أحياء الدين أحياء للامة وللأوطان، وأن البذل والتضحية في سبيل الإسلام أعظم الغايات وأسمى المنى والاهداف.
يقول الإمام بديع الزمان النورسي مجدد تركيا رحمه الله :
- ( الموت تبديل مكان وتحويل موضع وخروج من سجن الى بستان، فليطلب الشهادة مَن يريد الحياة، والقرآن الكريم ينص على حياة الشهيد، الشهيد الذي لم يذق ألم السكرات يعد نفسه حياً ، ويرى نفسه هكذا الا انه يجد حياته الجديدة نزيهة طاهرة أكثر من قبل فيعتقد انه لم يمت ولا نسبة بين الأموات والشهداء ) .
كانت رحلة الشيخ الشهيد اياد العزي الى مثواه الأخير مهيبة شهدها جمهور غفير من أبناء العراق.. وهو الذي شهدت له المنابر والمظاهرات صوتا مدويا بالحق.
وقد أعرب مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بكل هيئته عن خالص تعازيه للشعب العراقي عامةً وإخوان العراق خاصةً لاستشهاد الشيخ إياد أحمد عطية العزي أحد قيادات الحزب الإسلامي العراقي.
وأكد فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف أن الإخوان يحتسبون عند الله الشيخ إياد أحمد عطية العزي شهيدًا مجاهدًا، لقي ربه مرابطًا على درب الجهاد ضد عدوٍ يسعى للاستيلاء على أوطاننا ومقدراتنا.
وأضاف عاكف أن الشيخ إياد أحمد عطية العزي راح ضحية العنف والجهل وعدم الفهم لحقيقة الدور الذي يلعبه المسلم في كافة مستويات الحياة، هذا إضافة إلى عدم القدرة على قبول الاختلاف في الرأي ووجهات النظر.
المصادر
وصلات داخلية
وصلات خارجية
للمزيد عن الإخوان في العراق
. |
|
. . |