محسن عبد الحميد
(بالتحويل من محسن عبدالحميد)
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
النشأة والطفولة
- ولد د. محسن عبدالحميد عام 1937م في محلة (أغالق) في قلعة مدينة كركوك, من أب عالم بالعلوم الإسلامية وأم من ناحية (آغجلر) التي كانت تابعة لقضاء (جم جمال) في كركوك.
- ينتمي إلى عشيرة شيخ ((بزيني)) التي كانت تسكن منطقة شوان بين محافظة كركوك وأربيل. وتوفي والده وعمره أربع سنوات, وكان أصغر أولاده حيث ترك 3 أولاد ذكور وبنتين.
- إلتحق أخوه الأكبر نظام الدين عبد الحميد بكلية دار العلوم في بغداد وتخرج فيها عام 1946م وقبل ذلك بحوالي شهرين توفيت والدته بمرض التيفوئيد وعندما عين أخوه مأموراً للإحصاء في السليمانية, انتقلت الأسرة معه إليها, وفي السليمانية أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة, وفيها بدأت عينه وعقله وقلبه تتفتح على الحياة وكسب معارفها الأولية, وكان لمجلس أخيه نظام الدين تأثير كبير عليه, إذ كان يزوره بعض العلماء وكان هو يزور آخرين منهم في مساجدهم, وكان يستمع إلى أحاديثهم عن الحياة والإسلام والعلم, وبهذا تلقى الدروس الأولى عن الإسلام وآفاقه, فأنقذته هذه المعلومات من الانجراف وراء الأفكار القومية والشيوعية التي كانت منتشرة يومئذ في السليمانية, أسوة بباقي أنحاء العراق ولا حول ولا قوة إلا بالله, وفي تلك السنوات بدأ يثقف نفسه ثقافة سياسية لا بأس بها, إذ كان يومياً يذهب إلى مكتبة بيع الجرائد المعروفة حينذاك (النداء, الرائد, الدفاع, الزمان, اليقظة وغيرها, وكان بجانب ذلك يطالع بعض المجلات المصرية كالمصور, وآخر ساعة زيادة على بعض الفقرات والمقالات في مجلة الرسالة والثقافة وغيرها والأزهر التي كان أخوه نظام حريصاً على قراءتها.
مرحلة الشباب والتحصيل العلمي
- وفي عام 1952م نقل أخاه نظام الدين عبد الحميد إلى كركوك فرجعت العائلة معه إليها, وفي تلك الفترة تعرف إلى مجموعة من أبناء الحركة الإسلامية منهم الاستاذ سليمان أمين القابلي رحمه الله تعالى, فأهداه مجموعة من رسائل الأستاذ حسن البنا رحمه الله, فقرأها وانفعل بها كثيراً فنقلته إلى قلب الصراع الفكري بين الإسلام والمناهج المنحرفة الأخرى, فبدأ يتردد على مكتبة الأخوة الإسلامية في شارع أطلس, وكان يقضي ساعات فيها ولاسيما في العطل الصيفية وفيها قرأ كتب سيد قطب, و محمد الغزالي ومحمد قطب, والبهي الخولي و عبد القادر عودة وغيرهم من الكتاب الإسلاميين, وقرأ للقدماء من العلماء أمثال أحمد بن تيمية وإحياء علوم الدين للغزالي وحفظ في هذه الفترة آيات من القرآن الكريم وجزء عم وشرح الأربعين النووية للنووي.
- وفي المرحلة الثانوية من دراسته كان يستمع كثيراً في الإذاعة المصرية إلى القراء المعروفين آنذاك كالشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وأبي العينين ومنصور شامل الدمنهوري, وكان يتابع الاستماع المنظم إلى أحاديث الشيخ محمود شلتوت والأستاذ العقاد وطه حسين وغيرهم من فطاحل العلماء والأدباء, ولاشك أن هذا كله شكل رافداً مهماً من روافد ثقافته الإسلامية والعامة, وبجانب ذلك كان يتابع مجلة لواء الإسلام.
- وبعد الثانوية إلتحق بقسم اللغة العربية بدار المعلمين العالية وفيها قضى أربع سنوات خصبة من الناحية العلمية والاجتماعية, أما العلمية فقد استفاد من أساتذته من أمثال الدكاترة (مصطفى جواد, ومحمد مهدي البصير وكمال إبراهيم وأحمد عبد الستار الجواري والمغربي محمد تقي الهلالي, ومن عدد من الاساتذة الآخرين) وكذلك كان حريصاً على حضور محاضرة الاثنين التي كان يلقيها أساتذة وعلماء مختارون من العراق وخارجه, وكانوا يتحدثون في شتى مجالات العلم والمعرفة والأدب, وكان الغرض من تلك المحاضرات تثقيف الطلبة تثقيفاً عالياً خلال الأربع سنوات, إلى جانب مطلعاته الخارجية المتنوعة في كتب الأدب والفلسفة والفكر المتنوعة بالعربية أو المترجمة إليها من اللغات الأجنبية الأخرى لكبار الكتاب والمفكرين الغربيين أمثال جارلز ديكنز وتولستوي ولامارتين وفيكتور هيجو واسكندر دوماس وشيخوف وديستومسكي وغيرهم, وكان لكل تلك القراءات المتنوعة بالغ الأثر في وضع الركائز المتينة لثقافته العامة والتي أفاد منها في حياته الدعوية والعلمية والأكاديمية.
- وفي تلك الفترة درس على العلامة الشيخ محمد القزلجي فصولاً من كتاب الإيضاح في البلاغة للقزويني, ومتن (الإيساغوجي) في المنطق.
- وفي هذه المرحلة انتخبه زملاءة الطلبة رئيساً لجمعية الإرشاد الديني التي كانت تقيم الحفلات الدينية, حيث كان يدعو الاساتذة المعروفين آنذاك ليلقوا محاضرات إسلامية كالدكتور صبحي الصالح والشيخ بدر المتولي عبد الباسط والدكتور محمد نجيب البهبيتي وعبد الرحمن البزاز وأحمد عبد الستار الجواري وصفاء خلوصي وغيرهم.
- ومن الناحية الإجتماعية فقد اطلع خلال تلك السنوات التي قضاها في دار المعلمين العالية ـــ كلية التربية حالياً ـــ على واقع وتفكير الإنسان العراقي بمذاهبه وقومياته وطوائفه ومشكلاته الإجتماعية المختلفة عبر اختلاطه اليومي صباحاً ومساءاً بالطلاب والطالبات الذين جاءوا من أنحاء العراق, وكان الجو الفكري وقتذاك قائماً على صراع فكري هادئ, بين الشيوعيين والقوميين والإسلاميين.
مرحلة ما قبل الدراسات العليا
- بعد التخرج عام 1959م عين مدرساً في إعدادية كركوك للبنين, وعقب المجزرة التي ارتكبها الشيوعيون في الموصل وكركوك حاول أن يحصن طلبته من الأفكار الشيوعية والأفكار المنحرفة الأخرى في دروسه الصباحية والمسائية.
- وفي تلك الفترة أسندت إليه خطبة الجمعة في جامع إبراهيم التكريتي, وكانت خطبه ارتجالية معاصرة, يتحدث فيها عن حقائق الإسلام ومشكلات المجتمع الإسلامي, وبعد أشهر منعته دائرة الأمن من الخطبة بعد أن هاجم عبد الكريم قاسم عندما غير قانون الأحوال الشخصية وأعطى للمرأة الميراث مثل نصيب الرجل, وهو أمر مخالف لصريح النص القرآني كما هو معلوم.
- نجح بحمد الله في مهنة التدريس في المرحلة الثانوية, فقد توثقت العلاقة بينه وبين طلبته, كما شهد له جميع المفتشين الذين زاره في أثناء تلك المدة, وحصل على الكثير من كتب الشكر والثناء.
- شهدت مرحلة ما قبل الدراسات العليا منذ أوائل الستينيات إصدار أول مؤلفاته (حقيقة البابية والبهائية), كما بدأ في تلك الفترة المبكرة بنشر مقالاته الإسلامية الفكرية منها والدعوية في جرائد ومجلات بغداد الإسلامية كجريدة الفيحاء والحياد ومجلة الثقافة الإسلامية والتربية الإسلامية.
- تزوج في تلك الفترة من عام 1962م من إحدى كريمات الحاج إبراهيم الأعظمي الكتبي صاحب المكتبة المشهورة في سوق السراي ببغداد ورزق منها بأربعة أولاد ذكور وبنت واحدة.
الدراسات العليا والنتاجات العلمية والجامعية
- في عام 1965م شد رحاله إلى جامعة القاهرة للحصول على الماجستير برسالته (الآلوسي مفسراً) وعند رجوعه عام 1967م, عين معيداً في كلية الشريعة ببغداد لتدريس مادة التفسير وعلوم القرآن.
- حصل على الدكتوراه في تفسير القرآن الكريم من كلية الآداب ــ جامعة القاهرة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى على رسالته (الرازي مفسراً).
- ذهب إلى المملكة العربية السعودية استاذاً زائراً في كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لأربع سنوات متتالية (1981م ــ 1985م), وألقى فيها محاضرات خاصة بقسم الدراسات العليا وعامة في الكلية.
- درس العلوم الإسلامية على علماء أجلاء وحصل على الإجازة العلمية من العلامة الشيخ مصطفى بن أبي بكر النقشبندي عام 1978م.
- اشرف على أكثر من خمسين رسالة علمية في كلية الدراسات الإسلامية وغيرها من جامعات العراق المختلفة وناقش حوالي 200 رسالة علمية فيها وفي غيرها من الجامعات العربية.
- شارك في تطوير مناهج التربية الإسلامية في وزارة التربية, ووزارة التعليم العالي ووزارة الأوقاف في العراق.
- ألقى مئات المحاضرات الإسلامية في المساجد والجامعات والمؤسسات الثقافية ما بين 1975م ـ 2003م في العراق وخارج العراق.
- اشترك في العديد من المؤتمرات الإسلامية والندوات العلمية في أنحاء مختلفة من العالم.
- اعتقل عام 1996م في الأمن العامة في بغداد أبان حكم البعث مع قيادة الحزب الإسلامي العراقي وأفرج عنهم في نفس العام.
مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي
- بعد سقوط نظام البعث واحتلال العراق عام 2003م, من قبل القوات الأمريكية والبريطانية تم الإعلان عن الحزب الإسلامي العراقي وانتخب د. محسن عبد الحميد أميناً عاماً له,
رئيساً للحزب عام 2004م ثم رئيساً لمجلس الشورى المركزي وإلى 2011 .
- تم اختياره عضواً في مجلس الحكم الانتقالي عن الحزب الإسلامي العراقي وتولى رئاسته في شباط عام 2004م.
- انتخب عضواً في المجلس الوطني العراقي المؤقت عام 2004 -2005م.
- أسس مع عدد من زملائه وتلامذته في بغداد هيئة علماء الشريعة في الشهر الأول بعد الاحتلال, والتي صار اسمها فيما بعد هيئة علماء المسلمين, وأصبح أول أمين عام لها قبل أن يتركها بعد أن أصبح أميناً عاماً للحزب الإسلامي العراقي.
أسئلة أثيرت حول المشاركة السياسية للحزب الإسلامي العراقي بقيادة د محسن عبدالحميد
- كيف يتم تبرير المشاركة في ظل الاحتلال شرعياً؟
- إن تبرير المشاركة في العملية السياسية التي نشأت في ظل الاحتلال كانت في ضوء فقه المصالح والمفاسد والموازنة الدقيقة بينهما ففي فقه المصالح والمفاسد القاعدة المشهورة (دفع الضرر الأكبر بالضرر الأقل) والمفسدة الكبرى بأخرى أقل منها أو القاعدة الفقهية (يُتحمل الضرر الأدنى لدفع الضرر الأعلى) أو (يُتَحَمّل الضرر الخاص لدفع الضرر العام) وأما الموازنة بينهما فالقاعدة الفقهية (تغتفر المفسدة العارضة من أجل المصلحة الدائمة), والموازنة الأخرى التي تقول (المفسدة الصغيرة تغتفر من أجل المصلحة الكبيرة) وأخيراً ( لاتترك مصلحة محققة من أجل مفسدة متوهّمة) فالذي فعله الحزب الإسلامي العراقي في ظروف استثنائية غير معهودة كما أشرنا في فقرة (مجلس الحكم) كله يدور حول هذه القواعد الفقهة التي أشارت إليها أمهات كتب الفقة المعلومة كون أن المفسدة واقع في هذه الحياة وسنة من سنن الله في خلقه فيستحيل عليك رؤية الشر المحظ أو الخير المحض, فإن كان الخير راجحاً كان ذلك خيراً ومصلحة وإن كان الشر غالباً فالاجتناب واجب, وبناءً على ذلك ربما ارتكب الحزب الإسلامي بعض المفسدة بدخوله في معترك جديد في ظل الاحتلال وأضطر د. محسن ومن معه من قادة الحزب أن يجاملهم بما تجري به الأعراف الديبلوماسية والبروتوكولية, إلا أنها كانت مفسدة عابرة أو موهومة تغتفر بجانب الغايات والمنافع الكبرى المرجوة من تلك العملية السياسية لأنه كما ذكرنا في المقدمة فإن الظروف ومجريات الأحداث كانت تؤشر للمتابعين بأن هناك طبخة كبرى لتهميش وسحق طائفة كبرى من طوائف العراق.
- وجعل العراق غائصاً في مستنقع من التبعية والتشرذم في دولته الناشئة ناهيك عن الاحتقان والاقتتال الطائفي والعرقي, وقد أثبتت التجارب صحة ذلك الاجتهاد, وكانت تجربة رائدة حيث دخل الحزب مجلس الحكم ليس بصيغة التطبيل للمحررين الجدد!! ولكن بصيغة معارضةٍ سياسيةٍ حضاريةٍ فتحت آفاقاً جديدة في عالم تكالبت فيه الآلة الإعلامية الغربية لتشويه صورة المسلمين والأحزاب الإسلامية مستغلة عدم النضج السياسي والواقعي عند عموم قيادات الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي, وعدم اطلاع أبناءه على واقع التطبيق, فبتلك التجربة الفريدة تحفزت حركات وجماعات إسلامية أخرى على دخول المعترك السياسي لإيصال صوت الإسلام ووجهة نظره في قضايا الحية إلى أعلى المحافل الدولية زيادة على المطالبة بالحقوق المهضومة لجماهير للمسلمين, وأوضح مثال على ذلك دخول حماس في الإنتخابات الفلسطينية في ظل الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
- لماذا لم يعلن الحزب الإسلامي المقاومة المسلحة مع المقاومة السياسية التي يتحدث عنها كما هو الحال في حركة حماس وغيرها من حركات المقاومة؟
- من الجنون أن يفكر أي حزب بحجم الحزب الإسلامي العراقي ذي المراكز والمقرات المعروفة إعلان المقاومة المسلحة أو العسكرية في ظروف شاذة عن المعهود والمألوف مثل ظروف العراق التي أسهبنا فيها في الفقرات أعلاه, فالحزب الإسلامي العراقي أعلن عن نفسه كحزب سياسي معارض للاحتلال وفي الوقت نفسه أعلن عن تأييده لحق المقاومة المسلحة التي تستهدف الاحتلال دون الأبرياء من أبناء البلد, ولم يصادر الحزب حق فصائل المقاومة في ذلك ولكنه اختار منهجاً مدروساً يتلخص في موقف سياسي مشارك في بناء البلد من جديد بعد أن رجع عقوداً من الزمن إلى الوراء, موقف معارض لسياسات الاحتلال وبرامجه في المحافل الداخلية منها والعربية والعالمية, مما أدى إلى أعتقال د. محسن وأبنائه وأفراد من حمايته ومداهمة منزله من قبل قوات الاحتلال الأمريكي, ودوهمت مقرات الحزب الإسلامي واعتُقِل عددٌ كبير من نشطاءه وقياداته الميدانية, وأما بالنسبة لحركة حماس فالموضوع مختلفٌ تماماً.
- فحركة حماس هي في أصلها نشأت كمقاومةٍ مسلحةٍ إسلاميةٍ منسجمةٍ ومتماسكةٍ بوجه احتلال اليهود لأرض فلسطين واستيلائهم عليها بعد طرد الشعب الفلسطيني منها فهو احتلال الأرض وتزييف التاريخ وتغيير الهوية, ثم اخيراً دخلوا المعترك السياسي, فهذا الأمر مختلف عن احتلال العراق والذي هو احتلال سياسي واقتصادي بالدرجة الأولى, وليس استعمار للأرض والممتلكات وهاو ذا يقلص وجوده العسكري مؤكداً إنهاء وجوده وتسليم الأمور للعراقيين وهذا الاحتلال رحب به معظم العراقيين في أول الأمر لأنهم أرادوا أن يروا وعود أمريكا بعراق حر ديمقراطي مزدهر تحترم فيه حقوق الإنسان بعد عقودٍ من مسخ هوية وكرامة الإنسان تحت حكم دكتاتوري مستبد, ليلحق بركب الدول الخليجية المستقرة والمتقدمة, ومن جهة أخرى فإن حركة حماس لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد عقود من التهيأة والاستعداد والتجهيز وتربية جيل مؤمن بتلك الفكرة, على العكس من ظروف الحزب الإسلامي الذي خرج من السر إلى العلن بإمكانات مادية وإعلامية وعسكرية متواضعة, والذي لم يرزق التأييد العربي والإسلامي وللأسف الشديد كما رزقت حماس مع أن الطريق واحد والغاية واحدة ولكن باختلاف التكتيكات والأساليب لاختلاف الظروف.
- وانطلقت الألسن الإعلامية المشوهة ومن داخل الصف الإسلامي مع شديد الأسف والحسرة قدحاً وتجريحاً وتخويناً إما بدفع من طرف معين بالمال أو دفعٍ بمخزون من الجهل والتخبط والسطحية في الحكم على الأمور, فبعد كل هذه الأمور هل كان المطلوب من الحزب الإسلامي أن يحرر العراق من الاحتلال في وقت عجز نظام قوي بكل أجهزته من الصمود أمام الآلة العسكرية الأمريكية والبريطانية, وأن تكون دماء أبنائه في النهاية وقوداً لإنشاء دولةٍ لا يكون للإسلام الحقيقي فيها أي كلمة أو راية, لاشك أن هذا المطلب فوق طاقة الحزب, وأنه ضرب من الجنون.
- ما هو المردود الذي جناه الحزب الإسلامي ومن خلفه أهل السنة بتلك المشاركة إذا ما قورن بالمفاسد التي ترتبت على ذلك؟
- إن النجاح الأهم والأبرز الذي حققه الحزب الإسلامي العراقي يكمن في إخراج وتحفيز قطاع واسع وعريض من أبناء العراق الذين اختاروا الجلوس في البيوت متفرجين على الواقع الجديد بدهشةٍ وسلبيةٍ واضحةٍ لاتليق بحجمهم وثقلهم ومستقبلهم, ومخدرين بفتاوى غير مدروسةِ العواقبِ من هنا أو هناك وتحت أوهامٍ وأقوالٍ وقناعات لا تعدو أن تكون إلا كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الضمآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً, ففي هذه المرحلة وبكل تلك الضغوط التي واجهها الحزب ومع كل تلك الصعوبات والعوائق التي اعترضت هذه المسيرة وبكل تفاصيلها كان هذا إنجازاً كبيراً بحد ذاته.
- ولكن الطريق لايزال طويلاً وهذه البداية فقط, ولكن حتى هذا لم يكن ليحدث إلا بعد أن دفع الحزب الإسلامي فاتورة باهضة من دماء أبنائة أبناء العراق البررة ورواد المساجد الذين بلغوا حتى هذه اللحظة وبعد سبع سنين من الاحتلال أكثر من 2000 من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه رحمهم الله جميعاً, وهذا زيادة على الأموال والأوقات التي صرفت في السير في هذا الطريق, وإنني أطالب أهل السنة العرب الذين تركوا جبهة التوافق وانفضوا عنها بأن يكونوا أوفياء ومنصفين لهذا الفئة المؤمنة التي آثرت خوض غمار هذا التحدي الكبير وأن تركب لجج هذا البحر اللهائج من الصعوبات وما ذلك إلا لأجلهم ولأجل مستقبلهم ولأجل وجودهم على أرض العراق ومن أجل عقيدة التوحيد الإسلامية الصافية, صحيح أن تلك المسيرة اعترتها بعض الاخفاقات من هنا أو هناك وتجسدت بعض تلك الاخفاقات بترشيح بعضٍ الشخوص الذين لم يكونوا أهلا للمسؤولية ولم يعملوا إلا لأنفسهم ومصالحهم الشخصية مع الأسف الشديد وغرتهم المناصب لدرجة أنهم لم يكونوا أوفياء حتى مع من كان سبباً في وجودهم في ذلك المكان, ولكن التجربة معقدة وشاقة وطويلة والاخفاق في بعض المحطات وارد مع كل تلك العقبات ولكن الطريق واضح والتصحيح قادم إن شاء وعلى قدر الإخلاص يأتي النصر والتمكين لهذا الدين وأتبعاعه وتكون النتائج المرجوة, نسأل الله التوفيق.
- إذا كان د. محسن ومن ورائه الحزب الإسلامي العراقي دخلوا في العلمية السياسية ابتداءً من مجلس الحكم وحتى انتخابات 2010م, فلماذا هاجم الأمريكان بيته واعتقلوه وأولاده, ولماذا هاجموا مقرات الحزب واعتقلوا عشرات من كوادره, ووضعوا العقبات في طريقهم في السنوات الماضية؟
- إن مشاركة الحزب الإسلامي لم تكن مشاركة اعتيادية مؤيدة لغزو أمريكا وبريطانيا كما هو عند الآخرين,بل كانت مشاركة سياسية على قاعدة المقاومة والمعارضة السياسية الواضحة الفاضحة لسياسات الغزو من جهة, والساعية لاحقاق الحقوق والدفاع عن المظلومين والمطالبة بإعمار العراق وإعادة سيادته من جهة أخرى, والدليل على ذلك الأمور الآتية والتي شكلت بمجملها أسباباً واضحة للأمريكيين بانتهاجهم لسياسية الاعتقال والتضييق والترهيب مبتدءين من رأس الحزب إلى الكوادر القيادية بمختلف مراكزها ومستوياتها في الحزب والدليل على ذلك الأمور الآتية:
- إن الحزب الإسلامي أعلن رفضه للاحتلال من قبل أن تبدأ الحرب على العراق, وبعد أن وقع الاحتلال دخل الحزب مرحلةً جديدة كمت أسلفنا من المقاومة السياسية العلنية والصريحة والجريئة في كل قنوات الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية, وأيدوا المقاومة المسلحة ضد الأمريكيين حصراً.
- في الاجتماع الذي تم عقده في قاعة المؤتمرات والذي دعا إليه بريمر عارض د. محسن الأمين العام للحزب إلغاء الجيش العراقي معارضة شديدة وبين خطر ذلك على العراق وشعبه.
- وفي اجتماع مهم لمجلس الحكم في الأيام الأولى حضره بريمر وجون أبي زيد قائد المنطقة الوسطى والجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الأمريكية في العراق, وممثل الأمم المتحدة دوميلو قبل مقتله هاجم د. محسن الاحتلال وبين أن هذا الاحتلال غير مشروع وواجههم بالحقائق حول تخريب العراق وفتح الحدود وتسريح القوى الأمنية المختلفة, وبأنهم مسؤولون عن أمن العراق وإعادة إعماره كونهم دولة محتلة حسب قوانين جنيف.
- كان د. محسن يهاجم مشاريع الاحتلال في العراق, في القنوات الإعلامية العالمية العربية منها والأجنبية, ويلتقي مع سفراء الدول الكبرى وكان يطلعهم على الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال في اقتحام بيوت الآمنين.
- في المجلس الوطني قال د. محسن إن الإرهابيين الذين يقتلون المواطنين العراقيين يقف وراءهم الموساد الإسرائيلي, والمخابرات المركزية والشركات الأمنية الأمريكية.
- في المؤتمر العالمي الإنساني في مونتانا السويسرية في حزيران عام 2004م والذي حضرة النخبة من المفكرين والسياسيين الأوروبيين وغيرهم, ألقى د. محسن محاضرة عن الوضع الأمني في العراق شرح فيه كل مافعله الأمريكان بالتفاصيل الدقيقة ونقلت المحاضرة باللغة الإنجلييزية والفرنسية والألمانية إلى الإعلام الغربي مما أغضب الإدارة الأمريكية جداً ووضعها في موقف محرج.
- عندما ذهب د. محسن مع مجموعة من أعضاء مجلس الحكم إلى مقر الأمم الأمتحدة في نيويورك, لم يكن مع الوفد الذي زار الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض.
المصادر
موقع الدكتور محسن عبد الحميد الرسمي
للمزيد عن الإخوان في العراق
. |
|
. . |