حوار مع الأستاذ عصام العطار حول الحركة الإسلامية في سوريا
مقدمة الحوار
- المنع من العودة لسوريا والعلاقة مع نظامها.
- الحركة الإسلامية في سوريا بين الشباب والشيوخ.
- نظرة للأوضاع في فلسطين والعراق.
أحمد زيدان: مشاهديّ الكرام أهلا بكم في برنامج لقاء اليوم الذي نستضيف فيه الأستاذ عصام العطار المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا أستاذ عصام العطار أهلا بكم في برنامج لقاء اليوم في قناة الجزيرة أستاذ عصام لو بدأنا في أسباب غربتك الطويلة عن سوريا وخروجك من سوريا من عام 1964 حتى الآن غربة طويلة جدا لماذا خرجت من سوريا ولماذا هذه الغربة الطويلة؟
المنع من العودة لسوريا والعلاقة مع نظامها
عصام العطار – المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا: أنا لم أخرج من سوريا أنا بقيت في سوريا بعد الانقلاب البعثي الناصري أمارس العمل الإسلامي وأمارس العمل السياسي علنا، أنا بعد قيام الانقلاب مباشرة أعلنت رغم حالة الطوارئ والأحكام العرفية أعلنت استمرار العمل الإسلامي رغم ذلك وفي أول خطبة جمعة في مسجد الجامعة أمام عشرات الألوف وكانت الجامعة محاصرة بقوات الجيش والشرطة العسكرية، أعلنت من على المنبر بمسجد الجامعة أن نحن صفحتنا أنصع من أي صفحة وجبهتنا أرفع أي من أي جبهة وطريقنا أقوى من أي طريق وأنا أتحدى كل إنسان كائنا من كان أن يضع ذرة من الغبار لا أقول على جباهنا المرتفعة ولكن على أحذيتنا وأقدامنا، قلت أنا أرفض أي درب من دروب الحكم الديكتاتوري الاستبدادي والطغاة الماضون سقطوا طاغية بعد طاغية بعد طاغية تحت أقدامنا نحن على هذه المنبر وسيذهب الطغاة الجدد كما ذهب الطغاة القدماء وأعلنت استمرار العمل الإسلامي ومارست العمل الإسلامي العلني لكن كان لي من القوة الشعبية الكبيرة مش فقط بالنسبة للتيار الإسلامي فقط وإنما بالنسبة لأكثرية الشعب السوري الساحقة كان لي قبول وقوة لم تسمح للنظام الحاكم بأن يمنع عملي، إنما الشيء الذي جرى أنني خرجت لأداء فريضة الحج وللقاءات أخرى فأغلقوا علي طريق العودة رغم أنني حاولت الدخول أكثر من مرة فأنا لم أخرج مختارا من سوريا وإنما أغلق على باب الدخول.
- أحمد زيدان: هل حاولت أن تدخل مرة أخرى ماذا كان ردهم؟
عصام العطار: حاولت الحقيقة أول مرة لما رجعت من الحج قد كانت وقعت حوادث في حماه، مروان حديد الله يرحمه عندما اعتصم بمسجد السلطان هنا ووقع ما وقع سمعنا من الإذاعات أنني اعتبرت مسؤولا يعني أنا ليس لي علم بهذا وليس لي موافقة على هذا ولكن قد اعتبرت بما أني أنا قائد لهذه الجماعة اعتبرت مسؤولا وأعلنوا أنني سأعتقل على أي نقطة من نقاط الحدود عندما أدخل ودخلت ولكن لم يقووا على قضية الاعتقال إنما سدوا على الطريق، منعت من دخول البلاد، مرة ثانية حاولت عندما وفاة الأستاذ سباعي رحمة الله عليه كنت في لبنان فعدد منهم من رجال الجماعة الإسلامية في لبنان الآن من بعض السوريين ها اللي كانوا في لبنان فسمح للجميع بالدخول واستوقفت وبعد ساعات بلغت أنه أعلى المراجع في البلاد لا توافق على دخولي.
- أحمد زيدان: يعني تفضلت بأنك حاولت أن تدخل سوريا ثم منعوك ولكن الجماعة في داخل سوريا ما استطاعت أن تقوم بأي تحركات جماهيرية شعبية مظاهرات لإرغام الحكومة على إعادتك؟
عصام العطار: الحقيقة داخل البلاد الحكم العسكري كان من القوة بحيث لا يستطيع أحد أن يتحرك، الواقع أن اللي ما مكنهم لا من اعتقالي واللي ما مكنهم من ذلك أن مواقفي السابقة في البلاد كانت موضع تقدير الشعب بمختلف طبقاته ولم يكن لهم علي أي مأخذ من المآخذ يمكن أن يحتجوا في جملة ذلك النظام وأنه ضد الانفصال والانفصاليين وأنا لم يكن بإمكانهم أن يتهموني بهذا ولا بأي شيء من الأشياء.. قضية الاستغلال أو الفساد كل الشعب يعرف أني أنا ما قلبت عدة مرات الوزارة، ما قبلت السفارة، ما قبلت نائب رئيس وزراء، ما قبلت أيضا أن أكون رئيس وزراء في بعض الشروط وأعلنت إن أنا في خدمة يعني عقيدتي وأمتي وبلادي على الصعيد الفكري والشعبي.
- أحمد زيدان: ما دمت الأستاذ عصام ما دمت تتحدث بأنك ضد الاستبداد والاستبداديين ألست معي بأنكم عندما وافقت على الوحدة مع عبد الناصر وافقتم على شخص كان مستبد على الأقل بالحركة الإسلامية في مصر كيف التوفيق بين هذا وذاك؟
عصام العطار: الحقيقة قضية الوحدة قضية جوهرية لها علاقة بوجود العرب ككل، ما تنسى إن نحن نواجه إسرائيل ومعها أميركا ومعها.. لا نستطيع أنه نواجه إسرائيل منفردين، فالتخلي عن الوحدة هو التخلي عن امتلاك القدرة لمواجهة إسرائيل ولمواجهة المخططات الغربية في المنطقة وما كان أكثر هذه المخططات الغربية، هذه المخططات البريطانية أولا ثم الأميركية في المنطقة، نحن لا نستطيع أن نواجه هذا الأحوال ونحن متفرقين لأقطار.. مرحلة ما قبل الوحدة كان مرحلة تسيطر فيها عدد من القوى يعني وأكثر من كان قدرة على السيطرة (عطل فني) كانوا أنشؤوا ما يسمى بالمقاومة الشعبية التي بالاستناد لمرتكزاتهم بالجيش وهذا الأمر هو اللي كان معد لذبح خصومهم فالوحدة أيضا أنقذت البلاد من هذا الوضع الذي كان احتمال من احتمالاته السيئة هي هيمنة الشيوعيين على البلاد وفى ذات الوقت يعني الوضع شكله ديمقراطي لكن حقيقته سيطرة الأجهزة الأمنية، سيطرة المكتب الثاني وغير ذلك.
- أحمد زيدان: حين دعمتم وأديتم الوحدة هل نسقتم في هذا الأمر مع الإخوان المسلمين في مصر؟
عصام العطار: شوف الحقيقة الإخوان كما تعلم كانوا في السجون ونحن وقفنا في سوريا وقفنا مع إخواننا في مصر 100% سواء بالكتابات بالمظاهرات بالاحتجاجات بمساعدة الأسر يعني فهذا أمر هذا يعني كان قطعة من العمل اللي كنا نعمله باستمرار ولكن دوما عندنا نحن المبدأ قبل المصلحة الفردية وقبل المصلحة الحزبية لذلك في تلك الفترة الإخوان المصريون في السجون طلبوا أن يخرجوا من السجون لمواجهة العدوان الخارجي على مصر..
- أحمد زيدان: حينما نتحدث عن الحركة الإسلامية في سوريا نتحدث بأن العمل الشعبوي للحركة الإسلامية في سوريا يبدو أنه في الستينيات أو بعد الانقلاب انقلاب حزب البعث تراجع كثيرا وحل محلها ربما حزب البعث تحديدا أو الناصريين من قبل، ما هي أسباب تراجع العمل الشعبوي للإسلاميين في سوريا بنظرك؟
عصام العطار: أخي بعد ذلك لما قام الحكم كان حكم ديكتاتوري قمعي بالنسبة لكل الناس..
- أحمد زيدان: حالة طوارئ؟
عصام العطار: حالة طوارئ الواقع الشخص اللي كان يعني أنا بعد ما خرجت من سوريا أنا حتى خرجت مثل ما قلت لك كنت أمارس العمل ولا يستطيعون الحقيقة فقط كان رئيس الدولة هو اللي تحدث معي وغير ذلك.. ومع ذلك أنا في الداخل تعرضت لعدة عمليات اغتيال إنما لما خرجت أغلقوا علي الطريق أما أنا تعرضت إلى عدة عمليات في الداخل ومنها مرة من المرات نجوت فيها بأعجوبة كنا في زيارة الشيخ على طنطاوي والد بنان الله يرحمها وتأخرنا ليلا وكنا بحاجة أنه نطلب سيارة تعود بنا للبيت لكن أخوات أم أيمن رغبة في بقائنا وقضاء الليل عندهم سحبوا..
- أحمد زيدان: خط التليفون؟
عصام العطار: التليفون.. فيشة التليفون فما أمكن بقينا، خلال ذلك كانت عملية اقتحام لبيتنا ومحاولة قتل لما عرفنا ذلك تبين فشلوا ما كان..
- أحمد زيدان: في أي عام هذا كان سيدي حدث؟
عصام العطار: بيجوز 1963 يعني قبل خروجنا يعني ما كان بالإمكان الاعتقال المباشر لكن محاولات الاغتيال لم تنقطع فخرجنا بالواقع من بيت الأستاذ الطنطاوي وذهبنا إلى مكان بسيارة الدكتور محمد الهواري أبو محمود وهناك استحسنوا أني أتصل برئيس الدولة وأخبره في الموضوع اتصلت برئيس الدولة، اتصلت بالقصر طلعت للسنترال الهيك عرف من صوتي فلان الأستاذ عصام قلت أعطني اللواء وقتها الحافظ.. أمين الحافظ بها الصورة رأسا أعطتني إياه فقلت له أنا متصل لأمر بدي أعرف هذا الأمر أنتم وراءه ولا لا حتى أعرف كيف.. قال لي والله ما معي خبر ممكن تشرف للقصر، قلت له أنا بمكان بعيد لأنتظرك للساعة التي تريد، فعلا ذهبنا للقصر أنا وأبو محمود.. سيارة أبو محمود فبحكم العادة الواقع على باب القصر أخذوا لي التحية بداخل القصر كان أمين القصر الجمهوري السيد الخباز اللي كان وقتها عم بينتظرني بالردهة ذهبنا صعدوا بي إلى الطابق الأول كان مجلس الثورة بكامله مجتمع الواقع نهضوا جميعا للسلام والأمين الحافظ قطع اللقاء وجلسنا في غرفة وتكلمنا حديث طويل هذا ما يعني لا يحتمل وطلب رئيس المخابرات آتاه وأخيرا قال أنه يعني هذا الأمر فعلا من أجهزتنا.
- أحمد زيدان: الآن لو تكملنا عن انقلاب البعثيين في 1963 هل تعتقد أن الحركة الإسلامية متى بدأت تدرك أن هذا هناك تسلط على الأقل بنظر بعض المراقبين تسلط طائفة على الشعب السوري يعني متى بدأت تدرك الحركة الإسلامية أنه فعلا فيه انقلاب ليس انقلاب بعثي وإنما انقلاب بين قوسين طوائف كما يراه البعض؟
عصام العطار: الواقع هذا الأمر بالنسبة لي حتى فيه خطبة من خطبي في مسجد الجامعة من الخطب رأيت الوجه الطائفي من وراء الحركة وأعلنت ذلك مع تأكيد أنه بالنسبة لبلادنا الحقيقة أن النظام اللي ها يحمي بلادنا من المخاطر الداخلية والخارجية هو النظام الديمقراطي اللي هلا يجب أن يقوم في البلاد وإلا النظام الديكتاتوري يعني ضرر لكل جوانبه.
- أحمد زيدان: طيب ماذا كان موقفك من الموجهات التي وقعت بين النظام وبعض أطراف الحركة الإسلامية في سوريا؟
عصام العطار: شوف الحقيقة أنا لما وقعت هذه الأشياء يعني مثل قضية.. فوجئنا بها وحتى سمعنا..
- أحمد زيدان: مدرسة المدفعية؟
عصام العطار: قضية مدرسة المدفعية وحتى كان التصور الأول أنه ضابط بعثي اللي قام بهذا الأمر إنما أنا رأيي الواقع أنا ما من أنصار الصراعات الطائفية أو الغير في البلاد واعتبرت النظام مسؤول عن أمور العنف التي تقع لماذا لأنه سد كل سبل التغيير الديمقراطي التغيير الطبيعي فهو الذي دفع الناس تسبب باندفاع الناس لاستخدام السلاح ولاستخدام العنف وكان يعني فيه دعوة الحقيقة اللي هي أنه النظام يغير هذه الموقف وتطلق الحريات العامة ويعطى الشعب إمكانية اختيار رجاله ومنهجه الذي يرتضيه من خلال الانتخاب الحر.
- أحمد زيدان: الآن لو عدنا إلى حادثة مسجد السلطان هل تعتقد تاريخيا كمسؤولية تاريخية يحمل المسؤولية الرئيس في تلك الفترة أمين الحافظ أو من يتحمل مسؤولية مواجهة مسجد السلطان؟
عصام العطار: أنا لما وقعت الحادثة كنت بالحج لم أعلم بها إلا من الإذاعات، اللي يحمل مسؤولية هذا هو اللي النظام الديكتاتوري اللي لا يسمح بالحريات لا يسمح بالتعبير السلمي، هيه الحادثة وقعت أيام الحافظ أما بتعرفوا بمثل ها النظام هوه موجود مثلا لرئيس المجلس الرئاسي أو شيء من هذا القبيل ولكن دوما بمثل هذه الأنظمة فيه قوة مؤثرة هي التي تتحرك وتعمل وبعدين موقف الحافظ إجمالا يعني كان موقف أقرب للإيجابية والأستاذ الحامد العالم الصالح الكبير المحبوب اللي كان له دور في حل هذه الإشكالات أما المسؤوليات العامة بترجع للنظام.. لطبيعة النظام الديكتاتوري اللي لا يترك حرية التعبير السلمي للناس وربما لشخصية مروان حديد شخصية ممتلئة بالإباء للظلم وللظالمين شخصية عندها استعداد للموت في سبيل المبدأ، شخصية فقد يكون هذا وذاك.
- أحمد زيدان: بعد هذا الوقت الطويل على مقتل أم أيمن ما فيه أي تحقيق ما فيه أي معرفة من السبب من القاتل؟
عصام العطار: فيه تحقيق الواقع رغم تواطؤ بعض الجهات أقول كان فيه تحقيق كشف عن الفاعلين اللي نفذوا الأمر مباشرة وكشف عن بعض الدافعين هنا وكشف بعض عن بعض الدافعين أيضا ورائهم في البلاد اللي تحت اليد كان قبل سنوات اعتقل واحد منهم خارج ألمانيا وأتي به إلى ألمانيا وحوكم وقبل يعني السنة قبل الماضية كمان اعتقل شخص وجرى معه التحقيق أدلى باعترافات يعني والسنة الماضية كمان كان فتح التحقيق من قبل النيابة العامة الألمانية أعيد التحقيق بها الأمر وهذا الشخص الأخير اعترف بمين ها اللي كانوا وراء القتل المباشرين ومين ها اللي وراء ذلك في سوريا أيضا وطلعوا بذلك اعترفوا على عناصر يعني كبيرة هناك اعتبروا عناصر في ألمانيا وعناصر دبلوماسيين أو بأقنعة مختلفة وبسوريا حقيقة هذا الشخص اللي الأخير لما قبضوا عليه طلبوا منا موعد وأتى المحقق اللي حقق معه وأخبرنا أنه اعترف ومثّل الجريمة كما هي لكن أخبرنا على أنه شخص منهار ونادم على ما فعل فنحن بالأسرة بمجموعة يعني أنا وأيمن وهادية رفضنا أنه نطالب بحق شخصي في ها الموضوع لأنه كان عندنا إن إحنا ما طلبنا في حياتنا الانتقام إنما أردنا في بلادنا أردنا العدالة لنا وللجميع والخير لنا وللجميع..
- أحمد زيدان: لكن أستاذ عصام هذا الرجل منفذ؟
عصام العطار: وأقول أهدافنا هي في الحقيقة أهداف أكبر من حياتنا كلتنا من أولنا لأخرنا نحن أصحاب قضية كبرى ثم دم أم أيمن أغلى عندنا من أنه والله ينتقم من رجل ندم وانهار فنحن لم نطالب بحق شخصي فالحق العام هذا حق الدولة وحق القانون.
- أحمد زيدان: هل تفاجئت بأن تنتقل سوريا كحكم وراثي من حافظ الأسد إلى بشار الأسد؟
عصام العطار: تتحرك وفق إرادة الفرد وقوة الفرد ومصالح الفرد لا يستغرب شيء من الأشياء ولما الناس يتحولون ما بدي أقول كلمات قاسية لمصالحهم أو لخوفهم يتحولون إلى ما يريد الحاكم القائم أنا لذلك لا يستغرب شيء من الأشياء وهذا الأمر إرهاصاته نراها نحن في أماكن أخرى في الوقت لكن كل هذه الأشياء لا تدوم.
الحركة الإسلامية في سوريا بين الشباب والشيوخ
- أحمد زيدان: هل تعتقد أن هناك حركات شبابية داخل سوريا أو خارج سوريا بدأت تخرج إلى السطح أم تعتقد أن العمل السياسي في سوريا حتى الآن يمارس بأدوات الماضي؟
عصام العطار: شوف أخي دوما هذا الآن داخل سوريا ما فيه قوة منظمة في الداخل يعني على مستوى أنه تحقق للشعب أو على صعيد البلاد العربية ككل أنه تحقق للشعوب التطور المنشود وبدي أقول إنه ليس من الضروري أنه أحد يلغي أحد أن والله هذه القضية بطلت نحن.. لا ما بدنا ننتقل نحن لصراعات ما بين الشباب الجدد وناس كهول قدماء، ما بين تنظيمات جديد لا بالحقيقة يجب أن يكون هنالك سعة الصدر والانفتاح والتكامل في الأمور المشتركة بين الجميع، فيه شيء آخر الحقيقة مهم أيضا كل الأهمية ومن يعني هو شيء علمي ومنطقي وشيء يقوله الواحد من خلال التجربة، أخي نحن لا نستطيع أن نتصرف تصرف سليم بقطر من أقطارنا إلا لم نر الأمور في إطار إقليمنا وعالمنا وعصرنا أنه أمر من الأمور إذا عزلناه عن الصورة الكلية لإقليمنا وعالمنا وعصرنا اللي نعيش فيه يعني قد يوقعني هذا بأخطاء غير قليلة، مثلا بالنسبة لسوريا أنا بالحقيقة دائما طول حياتي ضد الحكم الدكتاتوري الاستبدادي في سوريا ولكن في هذا الوقت بإقليمنا شايفين المخططات إسرائيلية فيه مخططات أميركية تريد أن تستغلنا نحن في ضرب بعضنا البعض، لذلك أنا ما عندي استعداد أنه أخوض معركة عنيفة اليوم ضد سوريا لتكون حصيلتها الأمم المتحدة أو إسرائيل طبعا مع العلم أنه أخيرا بدي أقول أنه إذا نظرنا نظرة أوسع وأبعد ما فيه شيء يضر بالمصالح العربية والإسلامية ويساعد على استمرار التخلف وبالتالي العبودية والقابلية لكل بلاء مثل أنماط الحكم الاستبدادية الدكتاتورية القائمة.
- أحمد زيدان:إلى من تجد نفسك أقرب إلى حركات الشباب أم إلى حركات الشيوخ؟
عصام العطار: أنا شوف أقول لك على كل مسلم يشعر بمسؤولية أن ينطلق بالعمل والعمل وهو الذي يصنف العاملين أنا لما بأشوف أنه شاب من الشباب برزت عنده طاقة أهلا وسهلا يأتي شيخ من الشيوخ عنده لسه قدرة وبعد ذلك يعني لا بأس بأن تتبدل المواقع أنا مثلا كنت شاب وعندي وأخذت مواقع لكن ليس من الضروري أني أبقى بهذه المواقع حتى أموت ربما نمو العمل يبرز من هو أفضل مني للقيادة أهلا وسهلا يعني من هو أفضل مني لهذا العمل أو ذاك فالحركات الحقيقة لا بأس بأن تتبدل فيها المواقع ما دام خاصة في النطاق الإسلامي الجميع ينشد مرضاة الله عز وجل بعد ذلك نحن نعيش في عالم متغير، العالم المتغير ربما شبابنا أقدر على فهمه والتكيف معه فيكونون طليعة للعمل الإسلامي في مختلف المجالات مع العلم أيضا أن الشيوخ اللي تقدمت بهم السن لا يستطيعون ما يستطيع الكهول.. والكهول قد لا يستطيعون ما يستطيع الشباب وإن كان ممكن يكون أفضل من كذا يعني فلذلك يعني لما ينطلق الجميع العمل يصنف العاملين ومن أكبر الأخطاء أنه نحن نجعل أنفسنا لأننا قدماء في العمل أن نجعل أنفسنا سقف لمطامح الأجيال الجديدة أو نهاية لطريقة لا بالحقيقة نحن بداية طريق لسنا نهاية طريق نحن لا يمكن فيعني أفضل من نصنعه أن نكون جسر تعبر أجيال جديدة لتصل إلى أبعد مما وصلنا إليه بكثير.
- أحمد زيدان: كنت تتحدث عن الأمل واليأس هل تعتقد أن فسحة الأمل في المستقبل للعمل الإسلامي أكبر من فسحة الأمل في السابق؟
عصام العطار: (جملة بلغة أجنبية) المستقبل لا يكتشف ولكن يصنع نحن أخي نحن المسلمين يجب أن نفكر أن نرى كيف يمكن أن نصنع المستقبل وأن نحاول صنع المستقبل هاي المهم مش شو تصنع بنا الأحداث أو الظروف أو الدول، أمر مهم لكن نحن كيف نصنع مستقبلنا، عند ذلك ستتخذ عدة وسائل ستتخذ الأسباب وستبذل الجهد وستستطيع صنع شيء غير قليل مما تريد أنت صنعه ستسهم صنع مستقبلك بعدين نظرتنا نحن الإسلامية للأمور لإنسان يرى الهدف الواجب أنه يسعى إليه يكتشف الطريق المناسب ويتقدم عند ذلك إذا كتب له النجاح ولابد أن يكتب النجاح من خلال تتابع الأجيال إذا كتب له النجاح أهلا وسهلا وإذا لم يكتب النجاح يكون قد أدى مهمته بشرف قام بواجبه بشرف وهذا هو الفوز الأكبر.
نظرة للأوضاع في فلسطين والعراق
عصام العطار: أخي الوضع في العراقي يكشف سوء الأوضاع العربية والإسلامية، أولا غزو العراق ما كان يكون لو كان للعالم العربي والإسلامي وجود حي قوي فعال طبعا الآن ظهرت الأمور قالوا أسلحة دمار شامل ما فيه أسلحة دمار شامل صلة بالقاعدة ما فيه صلة بالقاعدة، فيه أهداف غير ذلك وهي مجرد مبررات ما بدي أعدد الأهداف ولكن من جوانبها الظاهرة أنه تمول العراق الحقيقة غير البترول المعروف عنده فيه احتياطي بترول البعض يقدره أنه يصل لمثل احتياطي السعودية أو أكثر الشيء اللي يقع الآن في العراق فجع ولاشك مسؤولية الأميركان مسؤولية كبيرة لأنه أقاموا الوضع الجديد على أساس الطائفي وهم بالواقع استندوا ما استندوا على الشيعة في ضرب السُنّة وساعدوا على ضرب هؤلاء بهؤلاء ونحن شايفين ما أقول مطالع حرب أهلية موجود الشيء اللي يقع في العراق ينعكس على العربي والإسلامي ككل ما بدي أفصل هذه الصراع بين السُنّة والشيعة والقتل المتبادل هذا اذا استمر سيفجر العالم الإسلامي ككل حيث يوجد سُنّة وشيعة القتال الصدام فننتحر نحن المسلمين بهذه الصراعات ليتمكن منا الولايات المتحدة بريطانيا الدول الثانية وتزداد هيمنة علينا ونهب لنا وإلى آخر هذه الأشياء أنا أقول الحقيقة لو أدرنا ما بدي أدخل في تحميل المسؤوليات ولكن الحقيقة أقول للإيرانيين للجمهورية الإسلامية في إيران أنكم تحملون المسؤولية الأولى لأن يدكم في العراق أطول ونفوذكم أكبر فأنتم تستطيعوا أكثر من غيركم أن تزيدوا الحرب احتداما أو أن تسهموا في تحقيق الإصلاح الأخوة الشيعة في العراق انتوا يا إخوانا الميليشيات المنظمة أكثر ماسكين بيدكم الحكم وبعض أجهزة الحكم تقوم بهذا الفظائع طبعا من السُنّة أيضا من يشاركون في المسؤولية نحن يجب أن نتجاوز هذا الوضع وضع الدمار للعراق هذا الوضع دمار لعدد من الدول العربية والإسلامية وتمكين للاستعمار الخارجي والاستغلال الخارجي والهيمنة الخارجية على كل.
- أحمد زيدان: لو انتقلنا إلى صورة فلسطين والأوضاع في فلسطين والخلافات التي تجري الآن بين حماس وبين فتح كيف ترون الوضع في فلسطين بشكل عام؟
عصام العطار: أنا بأنظر من زوايا متعددة أما من الزاوية الإسلامية فاقتتال المسلمين محرم والرسول صلى الله عليه وسلم كان ينبه إلى خطورة ها الأمر ولكن كمان هنالك شيء آخر لماذا يقع القتال انتخبت حماس ووصلت إلى السلطة حقيقة القتال ها اللي يقع هو مسؤولية من يسمى بالمجتمع الدولي الولايات المتحدة وإسرائيل وما يسمى بالمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية أيضا ما معني الحصار لماذا كان الحصار الاقتصادي تجويع قطع الرواتب على الناس..
- أحمد زيدان: الحكومة المنتخبة؟
عصام العطار: بمواجهة الحكومة المنتخبة من أجل إثارة الناس ليقوموا ضد هذه الحكومة يقوموا ضد هذه الحكومة ممكن بأشكال سلمية ولكن الشعب كله مسلح فهم يريدون الحقيقة لضرب حماس من تحقيق برنامجهم المخططات الأخرى صنعوا هذا الأمر ليهب الشعب وليضرب الناس بعضهم البعض ولإعطاء الفرصة للرئاسة والأجهزة الأمنية للتمكن من حماس وللتمكن من المقاومة ككل وتجريدها من أسلحتها خدمة للمخططات اللي ارتضاها البعض اجتهادا ومشى معها البعض عمالة يعني بعض الجهات حتى من الداخل جهات جيوب مرتبطة بهذا المخطط الأميركاني بعض الدول العربية لمئات المليارات تكسب الآن في الوقت الحاضر أن يجوع الفلسطينيون أن يقتتلوا لحاجتهم إلى الراتب وغير مو عيب أن تبلغ هذه الدول من العجز بحيث لا تستطيع يطعموا إخوانهم من المسلمين الموجودين بفلسطين خضوعا للهيمنة الولايات المتحدة أو بريطانيا أو قوى أخرى هذا يدلك على الحضيض الذي سقط إليه العالم العربي والإسلامي لذلك نحن الحقيقة بحاجة إلى انتفاضة عند هذه الأنظمة والحكام انتفاضة بشعوبنا ترفعهم من هذا الحضيض من هذا الموت البطيء حتى يكون بالإمكان التحرك.
- أحمد زيدان: أستاذ عصام كيف نظرت إلى إعدام وشنق الرئيس العراقي صدام حسين؟
عصام العطار: أنا بالحقيقة كما قلت لك سابقا أنا على امتداد حياتي ضد أي حكم ديكتاتوري استبدادي وبالتالي كنت ضد حكم صدام حسين وأكثر من ذلك طبعا اختلفت الاجتهادات أنا بالواقع بأحترم الاجتهادات اللي في مطالع الأمور كانت سألتني بعض المجلات والصحف بالنسبة قلت أنا بالواقع ما بأستطيع أقاوم الدكتاتورية ببلد وأؤيدها ببلد آخر أو أخدمها بلد الحقيقة أنا ضد الحكم للدكتاتوري حيث ما كان الحكم الدكتاتوري في فترة من الفترات كان لي تأثير كبير في سوريا والعالم العربي والإسلامي لذلك كان فيه حرص كبير على التفاهم معي وصدام حسين أرسل لي ثلاث مرات دعوة شخصية بموفد خاص به السفير هنا والسفارة يدعوني إلى اللقاء ودعيت لمناسبات كثير ما قبلت الحقيقة ها الأمر هذا ولكن يا أخي دوما النظرة المنصفة أي عدو من أعدائك تعرف له ميزاته وتعرف له عيوبه، صدام حسين له سلبيات كبيرة كثيرة وله إيجابيات أيضا كثيرة كبيرة مش نرى من زاوية واحدة لازم نرى كل الزوايا ولكن أخيرا يا ترى الولايات المتحدة أرادت شنق صدام حسين لسلبياته الكبيرة أم لإيجابياته الكبيرة ولو كان صدام حسين رضي أن يكون عميلا لها هل يكن يسقط وهل كان يشنق لذلك الحقيقة هذا الشيء الذي تم شيء أليم رجل كما أقول رجل كان سفاح ولكن له جوانبه الثانية أنا بالواقع كنت كتبت وطلبت أنا الشيء فقط اللي كنت طلبته لصدام حسين محاكمة عادلة وبعدين فليكن الحكم كما يكون ما وجد محاكمة عادلة وجد محاكمة ظالمة لا تساعد على إحقاق الحق ثم فيه شيء أخر أنا كمواطن عربي مسلم كنت بأتمنى أن صدام حسين يحاكم وتكشف قضايا الأنفال تكشف حقائق حرب إيران لماذا أتساءل لماذا غيب صدام حسين قبل عرض هذه القضايا هل فيه هذه القضايا أشياء لا يحب الآخرون أن تنكشف ثم الطريقة التي أعدم بها مثل الطريقة التي أظهر بها أول اعتقل بشعة مقززة وفى ذات الوقت تسهم في شق صفوف السُنّة والشيعة يبدو على أنها انتقام غير مضبوط بضابط من الضوابط المختلفة وإن كان أخيرا خدمة له الحقيقة فترات السجن للإنسان قد يكره صدام حسين أو يحب صدام حسين قد يدين صدام حسين أو لا يدين لكن بالواقع برهن في محاكماته هذه العجيبة على أنه رجل وبرهن أيضا وهو يستقبل الموت على أنه رجل ولأنه مؤمن بالله وبالرسول فهم الحقيقة تركوا في نفوس الناس صورة لصدام حسين.
أحمد زيدان: مشاهديّ الكرام في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر الأستاذ عصام العطار شكرا لكم.
عصام العطار: أهلا وسهلا ومرحبا بكم.
للمزيد عن الإخوان في سوريا
1- الشيخ الدكتور مصطفي السباعي (1945-1964م) أول مراقباً عاماً للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان. 2- الأستاذ عصام العطار (1964- 1973م). 3- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1973-1975م). 4- الأستاذ عدنان سعد الدين (1975-1981م). 5- الدكتور حسن هويدي (1981- 1985م). 6- الدكتور منير الغضبان (لمدة ستة أشهر عام 1985م) |
7- الأستاذ محمد ديب الجاجي (1985م لمدة ستة أشهر). 8- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1986- 1991م) 9- د. حسن هويدي (1991- 1996م). 10- الأستاذ علي صدر الدين البيانوني (1996- أغسطس 2010م) 11- المهندس محمد رياض شقفة (أغسطس 2010) . |