القضية الفلسطينية في الوثائق المرجعية لحركة مجتمع السلم - الجزائر
و ثيقة السياسة العامة
الديباجة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الجزائر أرض الإسلام وبلد من بلدان المغرب العربي الكبير ينتمي إلى المجموعة العربية والإسلامية وقد لعبت أدوارا ريادية في إفريقيا عبر العصور وتفاعلت مع ثقافات الأمم والشعوب أخذا وعطاء.
والشعب الجزائري شعب وحدته العناصر الأساسية لهويته وعلى رأسها الإسلام، العربية والأمازيغية، هذه الثوابت التي انصهرت لتشكل بتنوعها قوة الشعب الجزائري المرتبط بإسلامه، الفخور بلغته، المعتز بتاريخه.
كما أن الجزائر دولة عريقة تمتد من العهد النوميدي إلى الفتح الإسلامي فعصر الدول الإسلامية إلى عصر الأمير عبد القادر ونضالات الحركة الوطنية وتضحيات كل الجزائريين في ثورة التحرير المجيدة من أجل إقامة دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية كما نص على ذلك بيان أول نوفمبر.
إن وحدة الشعب الجزائري ثابتة تاريخيا وهو يواجه المعتدين الطامعين في بلاده، وبما قدمه للبشرية من عطاءات وبقي حاضرا بما أثبته من قدرة على تجاوز كل مخططات التآمر على وحدته وانسجامه، ومستقلا بما يملكه من عوامل قوة صنعها ارتباطه بالإسلام وتاريخه وأمجاده ووعيه بالمخططات التي تستهدفه وإدراكه أن المستقبل يصنعه الحاضر.
كان للجزائر إسهاماتها الكبرى في تحرير الإنسان، فلقد قاوم الأمازيغ الأحرار كل أشكال القهر والاستعمار عبر العصور قبل أن يعتنقوا الإسلام ويتحولوا به إلى دعاة فاتحين، فصارت الجزائر قبلة أهل العلم أيام كانت أوروبا تتخبط في الظلام، وساعدت الشعوب على التحرر من القيود الكهنوتية الكنسية التي كبلت بها. ولقد استهدفتها قوى الظلم، كما استهدفت باقي الأقطار العربية والإسلامية، ورصدت لذلك كل الإمكانات فاحتلتها وصادرت خيراتها وعملت، بكل الوسائل، على طمس مقوماتها الدينية واللغوية والثقافية.
لقد قاوم الشعب الجزائري الاحتلال عبر الثورات الشعبية المختلفة ورفض الاستسلام وأصر على المقاومة المستميتة طيلة سنوات. ولقد ساهمت الحركة الوطنية وجمعية العلماء والزوايا إبان الاحتلال في الحفاظ على الجزائر موحدة فكريا وثقافيا ووجدانيا، حتى حانت فرصة الجهاد وتحرر الجزائريون من الأسر والاستعباد والتبعية والإلحاق.
وتمكن الشعب الجزائري بفضل ثورة نوفمبر المباركة من استرجاع سيادته واستقلاله بعد كفاح مرير وتضحيات جسيمة واستشهاد مليون ونصف مليون جزائري. وبعد الاستقلال واسترداد السيادة، لم تفلح السلطة الجزائرية باسم الشرعية التاريخية في صناعة دولة عصرية وقوية معبرة عن طموح الشعب، بسبب الخيارات السياسية والاقتصادية المنافية لطبيعة الشعب الجزائري والمخالفة لقيمه وأهداف الثورة المباركة فكانت الإخفاقات على جميع المستويات.
إن حركة مجتمع السلم، التي ظهرت من عمق الشعب، تسعى من خلال مرجعيات الأمة الأساسية ووعيها العميق بطبيعة المرحلة، وبمساهمة الجميع إلى إخراج الجزائر من مختلف أزماتها وبناء دولة المؤسسات ورفع الغبن عن الشعب الجزائري.
انطلاقا من الإسلام كمرجعية مشتركة في إطار منهج الاعتدال والوسطية، ساهمت الحركة في دحض مناهج الفتن التي كادت تعصف بوحدة الوطن ،وتصدت لدعاة الفتنة باسم الدين أو باسم الجهة أو اللغة أو باسم السلطة أو باسم المروق عن تراث الأمة، وقدمت في سبيل ذلك مئات الشهداء حتى لا تتلاشى دولة الجزائر الغالية.
وتمكنت حركة مجتمع السلم عبر سياسة المشاركة والحوار من الإسهام في تلاقي الجزائريين، وتحقيق التعاون على حماية الدولة الجزائرية وتجاوز الأزمات التي كادت أن تعصف بالبلاد، ودافعت عن الإسلام من مواقع متقدمة ووقفت جدارا منيعا ضد كل محاولات التلاعب بثوابت الشعب، ودعت إلى التطوير والتحسين في مختلف المنظومات من خلال اعتماد اختيارات الشعب الأساسية وثوابته التي نصت عليها كل الدساتير.
لقد ساهمت الحركة عبر مؤسساتها المختلفة في توفير أجواء الحرية وتطوير الفعل الديموقراطي والعمل الجاد من أجل الحريات الفردية والجماعية، والخروج التدريجي من الأحادية. لقد حصلت الحركة على رصيد ثمين من خلال تجربتها في مختلف المراحل وعلى جميع الأصعدة، لتشكل به إضافة جادة في إطار الممارسة القانونية السلمية ، وتبلور ثقافة جديدة تمكن الأمة من تحقيق آمالها وطموحاتها مرحليا من غير استعجال ولا مصادمة للسنن مراعية موازين القوة محليا ودوليا.
وحركة مجتمع السلم تُقيّم وتُقوّم ذاتها بعد عقود من التجربة المميزة وفي ظل أوضاع محلية تميزت بتعمق آلام الشعب الجزائري واستمرار بعض الفئات المتغربة في إزعاج الجزائريين بالإصلاحات الموهومة وتخلي الدولة عن بعض أدوارها الأساسية ورغبة بعض الجهات في العودة إلى الأحادية بصور جديدة.
تأتي المرحلة القادمة في ظل أوضاع دولية تتميز بهيمنة الكبار علميا وعسكريا وماليا وإعلاميا واستمرار الضعف والتفرق والتخلف في دول العالم الثالث عموما والدول العربية والإسلامية على الخصوص والاعتداء على سيادة الدول والرغبة في تفتيتها وتعدد بؤر التوتر بها وتبقى القضية الفلسطينية نموذجا لظلم القوى الكبرى للمستضعفين بدعمها للاحتلال العنصري الصهيوني وتواطئها معه على الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويلات التشريد والتقتيل وهتك المقدسات.
ينعقد المؤتمر الثالث تحت شعار :"نحو طور جديد" من أجل مزيد من التماسك والارتباط والإصرار على صناعة التغيير في الإطار السلمي وتحمل المسؤولية التاريخية في مواجهة مختلف المخططات الهدامة والمشبوهة المحلية منها والدولية للحفاظ على الجزائر وثوابتها وشخصيتها وهويتها الحضارية ومقدراتها الاقتصادية لتكون للشعب وفي خدمة الشعب.
إن الحركة تدرك أن أمامها تحديات كبرى على مستوى تغيير النفسيات والذهنيات الرازحة تحت المؤثرات الداخلية والخارجية وضغوطات الدول الكبرى المهددة بالتدخل في شؤون المال والثروة والتربية والتكنولوجيا ورسم العلاقات، كما أنها تدرك أن التحديات لا تذللها إلا نفسية الرغبة في التغيير بالأساليب البعيدة عن الاستكبار والضغط أو الخنوع والانخراط في مسلسل التبعية والإلحاق الثقافي بما يفرض التميز في التعاطي السياسي والتربوي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يوفر لها أجواء التموقع الايجابي ضمن المنظومة الدولية.
تنطلق الحركة، في طورها الجديد، من المنهج التربوي السياسي الحضاري الذي رسخه مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، هذا المنهج القائم على الوسطية والاعتدال ونبذ العنف واحترام الآخر والاعتراف به كشريك والحفاظ على كينونة الدولة ومقوماتها وثوابت الأمة وشخصيتها والالتزام بالحوار الدائم بين الحضارات والديانات.
إنه منهج يقوم على معاني نبيلة وقيم سامية وضعت سيرة الشيخ الرئيس رحمة الله عليه فوق الرؤوس، وجعلت الأهداف التي كرس حياته من أجلها تتجاوز الأحزاب والتنظيمات وإغراءات السياسة ومتغيراتها إلى إرساء دعائم مدرسة سياسية رائدة في العالم العربي والإسلامي قوامها منهج الوسطية والاعتدال. إنه منهج جعل حركة مجتمع السلم تعمل على تحديث متواصل لوسائل النضال والتخندق الدائم مع الشعب والتعبير عن طموحاته وآماله للارتقاء بالأمة التي وهب رحمه الله حياته كلها من أجل النهوض بها لتكون في مستوى قوله تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس﴾... (110)(آل عمران).
المرجعـية
ـ الإسلام بمصادره ومقاصده باعتباره قوة جمع وتوحيد وضبط لتوجهات الأمة وتطلعاتها، ومصدر إلهام وتجديد وعنصر تفاعل للشعب ورعاية مصالحه عبر الاجتهاد الجماعي.
ـ تراث الحركة الوطنية وجمعية العلماء المسلمين والزوايا بكل ما قدمته للشعب خلال عقود من الزمن كانت منبع إحياء روح الوطنية والجهاد من أجل السيادة الكاملة.
ـ بيان أول نوفمبر 1954 ببنوده وأهدافه وما يشكله من نظرة شاملة ومتوازنة للدولة الجزائرية المنشودة ودورها في المحيط العربي والإسلامي والعالمي.
ـ ما وصل إليه الفكر الإنساني من قيم حضارية يتم استثمارها في إطار مقوماتنا وثوابتنا لإسعاد البشرية وتحقيق استقرارها.
الثوابت والمبادئ
ـ الإسلام عقيدة ينبثق عنها تصور متكامل للإنسان والكون والحياة وأحكام تنظم مختلف مجالات الحياة وتشيع أفضل لبقيم المنظمة لحركة الأفراد والمجتمعات.
ـ الوحدة الوطنية ترابا وشعبا وتراثا واعتبار التنوع الموجود عنصر قوة انصهرت مكوناته عبر التاريخ لتشكل وحدة واحدة من خلال نضال وتضحيات الشعب الجزائري.
ـ الانتماء للأمة والحضارة العربية والإسلامية، فالجزائر جزء من هذه الأمة وحضارتها، تفاعلت مع محيطها العربي والإسلامي فأعطت وأخذت منه وتضامنت مع قضـاياه، فكانت محط اهتمام ودعم واقتباس، ومن خلال هذا الانتماء والترابط والتعاون تتحقق خيرية هذه الأمة.
ـ اللغة العربية وعاء ضمن للأمة تراثها وحافظ على كيانها وساعد في تجميع عناصرها.
ـ اللغة الأمازيغية بكل أشكالها التعبيرية ومكوناتها وتراثها الذي يضرب في عمق التاريخ من العهد النوميدي إلى الحضارة الإسلامية.
ـ النظام الجمهوري الذي يعطي للشعب حقه في اختيار حكامه دون إكراه أو وصاية وإيجاد نظام يقوم على العدل والمساواة والحرية والشورى والديموقراطية في كل المؤسسات وعلى جميع المستويات.
ـ الحريات الخاصة والعامة باعتبارها مبدأ إسلاميا ومطلبا إنسانيا فكل مواطن له الحق في التعبير عن آرائه وأفكاره وله الحق في العمل والكسب والتنقل وعليه واجب بذل الجهد بإخلاص لإصلاح الأوضاع وتنمية مقدرات الأمة والحفاظ عليها.
ـ التداول السلمي على السلطة إذ أنه الطريق الوحيد لحل إشكالية الشرعية المعطوبة وتحقيق إرادة الشعب وحقه السيد في اختيار حكامه من أبنائه المخلصين.
الأهـداف والأولـويات
ـ استمرار العمل والتعاون بين الجميع لتحقيق وتجسيد الأهداف التي نص عليها بيان أول نوفمبر
ـ الاهتمام ببـناء المواطن وإصلاحه باعتباره العنصر الأساس في عملية الإصلاح والتغيير نحـو الأحسن، والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح لتحقيق الحكم الصالح والراشد.
ـ الدفاع عن قيم الشعب وثوابته ومبادئه وإشراكه في حل المشاكل واقتراح الحلول المشتركة قصد الخروج من الأزمة.
ـ تعميق التموقع الشعبي للحركة.
ـ تحقيق الأمن والاستقرار وذلك من خلال المصالحة الوطنية فكرا وسلوكا بين شرائح المجتمع وفئاته المختلفة وتحقيق الثـقة بين الحاكم والمحكوم.
ـ تحسين المستوى المعيشي لأفراد الشعب، وتوظيف جميع المقدرات الوطنية لتوفير فرص الكسب النظيف والعمل على حماية الثروات العامة وحسن الاستفادة منها.
ـ انتهاج سياسة مالية واقتصادية توفر للشعب الجزائري الاستفادة من مقدراته وحسن توظيفها. ـ العمل على تجسيد نظام سياسي ديموقراطي تعددي مدني.
ـ ترقية التحالفات السياسية بما يخدم ثوابت الأمة ومبادئها ويحقق للحركة تموقعها وأهدافها.
ـ الاهتمام بالجالية الجزائرية بالخارج بما يحفظ هويتها وقيمها ويشركها في التنمية الوطنية في المجالات المختلفة.
ـ تمكين الجزائر من القيام بدورها المتقدم على المستوى الاقليمي والدولي من خلال مناصرة القضايا الإنسانية العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين وقضايا الأمة العربية والإسلامية.
ـ الدفاع عن حقوق الإنسان بما يضمن المزيد من الحريات والكرامة.
السياسات والتوجهات
التوجهات السياسية
ـ دعم التعددية والديمقراطية والنظام الجمهوري.
ـ العمل على تمدين النظام السياسي بما يحقق الديموقراطية وسيادة القانون.
ـ دعم التحالفات التي تخدم المصلحة العليا للوطن وتحفظ وحدته وهويته.
ـ المشاركة الفعالة في مؤسسات الدولة ضمن مبادئ الحركة وفي إطار حماية مكتسباتها.
ـ العمل على تجسيد مبدأ الفصل بين السلطات.
ـ العمل على تكريس الاختيار الحر والنزيه للشعب وتحقيق التداول السلمي على السلطة.
ـ المعارضة الإيجابية لتحقيق التنافس النزيه من أجل التنمية الشاملة للوطن.
ـ نبذ العنف بمعالجة مظاهره وأشكاله ومصادره.
ـ ترسيخ الحوار كقيمة حضارية لتحقيق التعايش والتواصل.
التوجهات الاقتصادية
ـ اعتماد نظام اقتصادي أساسه الإنسان يقوم به وينتهي إليه.
ـ اعتبار المال وديعة في يد الإنسان يمنع تبديدها أو كنزها أو بقاؤها دولة بين الأغنياء.
ـ الحث على الإنتاج والكسب وعمارة الأرض وتشجيع الإنفاق بمكوناته الثلاثة الاستهلاكي والاستثماري والخيري.
ـ ترشيد استخدام المال وتثميره في إطار أولويات واضحة ودقيقة.
ـ إصلاح المنظومة المالية باقتراح سياسة جبائية عادلة ومحفزة، وسياسة نقدية تتوخى السيولة والحيوية والاستقرار، ونظام مصرفي في خدمة الاستثمار والتنمية.
ـ اعتماد اقتصاد المشاركة والاستثمار الذي يقوم على أساس تقاسم المخاطر والاشتراك في الربح والخسارة والمضاربة والمرابحة وتوسيع قاعدة التوفير الاستثملري وتقوية إمكانات القرض الحسن.
ـ توجيه دور الدولة لتنمية الهياكل الأساسية والمرافق العامة وحماية القطاعات الاستراتيجية وضمان حقوق الأجيال القادمة.
ـ القيام بالجهد الإنمائي على أساس من التكامل والتوازن والتدرج.
ـ تشجيع القطاع الخاص وترقية دوره وانتهاج سياسة خوصصة تعتمد الجدوى الاقتصادية والمحافظة على فرص مناصب الشغل وتثمينها.
ـ إدماج الزكاة والأوقاف في المنظومة الاقتصادية الوطنية بصفتها موارد اقتصادية مهمة.
ـ وضع آليات تضمن تنويع الصادرات وتشجع الاستثمار خارج خام المحروقات.
ـ تنمية الثقافة الاقتصادية والوعي الادخاري لدى المواطن وإيجاد أساليب وآليات تعبئة مدخرات الجزائريين في الداخل والخارج.
ـ تحقيق الأمن الغذائي والأمن المائي والأمن البيئي بتطوير وترقية فرص التنمية المستدامة.
ـ ترقية الصناعات الحرفية والتقليدية وتفعيل القطاع السياحي.
ـ الدفع نحو اقتصاد سوق اجتماعي يضمن كرامة المواطن.
ـ الدفع نحو الخوصصة والاستثمار في إطار الشفافية والمراقبة وسيادة القانون.
ـ توسيع قاعدة الشراكة والتعاون بين دول المغرب العربي والدول العربية والإسلامية وترقية مجالات التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.
التوجهات الاجتماعية
ـ نشر الأخلاق والآداب الإسلامية والقيم الإنسانية الفاضلة.
ـ التكفل بالانشغالات الأساسية للمواطنين في المدينة والريف والمناطق النائية.
ـ حمـاية الأسرة الجزائرية من التفكك والفقر والانحراف.
ـ ترقية التضامن والتكافل الاجتماعي بين فئات المجتمع.
ـ معالجة أسباب ومظاهر الفقر والجهل والمرض.
ـ ترقية وتفعيل المجتمع المدني للمساهمة في تنمية المجتمع.
ـ حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة وذوي العاهات.
ـ تشجيع ممارسة الرياضة في المجتمع
التوجهات الثقافية
ـ التركيز على التكوين الفكري للفرد عامة والمناضل خاصة.
ـ تجسيد مفهوم أن الإسلام هو أسمنت المجتمع الجزائري ومرجعيته المقدسة والعليا بالحفاظ على مكوناته ضمن منظومة ثقافية تصيغ عقلية الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة وتساهم في تنوير العالم من خلال البعد الحضاري للإسلام.
ـ الاتجاه نحو التربية الجماهيرية للشعب الجزائري باستعمال الوسائل المناسبة واستعمال وسائل التجميع والارتقاء خاصة لدى الفئات المؤهلة لذلك.
ـ الاستمرار في بناء النخبة وتحسين تكوينها وتقوية عودها للتمكن من الصمود أمام التحديات القادمة.
ـ العمل على إبطال مفعول القابلية للاستعمار والتخلف والتبعية والذوبان.
ـ الحرص على تنمية وترقية التنوع الثقافي في الجزائر بما يخدم الوحدة الوطنية وينشط فعالية الابتكار والإبداع وينمي ثقافة الوحدة والتلاحم والتناغم بين المكونات الوطنية.
ـ الانفـتاح على الثـقافات العالمية بما يخدم الواقعية المعقلنة لا المعلمنة وترقـية الخصوصية الثقافية الوطنية بما يجعلها محورا للمنافسة والاعتزاز بالانتماء للجزائر وللأمة الإسلامية لا للتبعية والاستلاب.
صورة:السياسة الخارجية وقضايا الأمة
إن الجزائر لا تعيش في جزيرة نائية معزولة عن العالم أو مقطوعة عنه فهي كسائر الأوطان موجودة ضمن مجتمع دولي تتداخل فيه المصالح وتتضارب فيه السياسات والأهداف والتوجهات. فقد ولى عصر التـقوقع على الذات أو الانغلاق على النفس أو قطع الصلة بالغير. لذا اهتمت الحركة ولا تزال تهتم بالعمل الخارجي كاستراتيجية لأداء المسؤولية الملقاة على عاتقها، وهي الآن مطالبة بتعميق هذه التوجهات وترقيتها بالآتي :
الجـالية
تمثل الجالية عمقا كبيرا كما وكيفا، ولطالما همشت جاليتنا ولم تشرك في القضايا المصيرية كما أنها كانت دائما عرضة للمزايدات السياسية الداخلية والضغوطات الخارجية فأبعدت عن الدور الحضاري الذي كان بإمكانها أن تلعبه محليا وإقليميا ودوليا لو أعدت لذلك، ولهذا فالحركة مطالبة بما يلي :
ـ الاهتمام بالجالية الجزائرية بالخارج ومدها بالمشاريع للحفاظ على هويتها وحمايتها من الذوبان والانسلاخ.
ـ تفعيل العمل النضالي في أوساط الجالية.
ـ العمل على جعل أبناء الجالية مواطنين صالحين في الوطن الذي يعيشون فيه لا لضمان الحقوق فحسب ولكن للتأثير فيه.
ـ الدفاع عن مصالح رعايا الجزائر في العالم.
ـ إعطاء الأجيال المتعاقبة من الجالية " كالجيل الثاني والثالث والذين يلونهم" العناية المطلوبة من حيث العقيدة والفكر والسلوك
ـ المشاركة في الندوات والمؤتمرات ومختلف التظاهرات خارج الوطن من أجل نشر أفكار الحركة وشرح مواقفها.
ـ البحث في طرق الاستفادة من الجالية وطنيا وتشجيعها للاستثمار السياسي والاقتصادي في الجزائر.
ـ الاهتمام بإنشاء المدارس والمعاهد الخاصة بأبناء الجالية لتمكينهم من تعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية وتاريخ الوطن الأم.
القضية الفلسطينية
إنها القضية المركزية للعرب والمسلمين، فهي قلب العالم العربي جغرافيا ودينيا وحضاريا وسياسيا واستراتيجيا وهي ليست قضية نزاع أو صراع عادي على الحدود بين دولتين أو بين مجموعة من الدول، لكنها قطعة محورية في السياسة الدولية المعاصرة تتداخل فيها مؤثرات الدين ورواسب التاريخ وتتضارب حولها مصالح سياسية واقتصادية وأمنية هائلة، وهي قضية تستلزم ما يلي :
ـ ربط القضية الفلسطينية بتاريخ ثورتنا المجيدة وتوريث ذلك للأجيال الصاعدة تاريخا وثقافة وحضارة.
ـ التنسيق الإيجابي مع الأنظمة والجمعيات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المناهضة للصهيونية.
ـ تنظيم المهرجانات والمعارض والندوات وإعداد التقارير الخاصة بالقضية الفلسطينية لتبقى حية في ضمير الأمة.
ـ إنشاء جبهة وطنية للتصدي للتطبيع.
ـ المطالبة بإدراج القضية الفلسطينية بكل أبعادها ضمن برامج المنظومة التربوية في جميع أطوارها.
ـ الإشادة بكل أشكال المقاومة للكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة.
ـ تشكيل رأي عام عالمي يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة والنضال.
ـ السعي لإيجاد تكتل دولي فاعل يعمل يعمل على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
التعاون العربي والإسلامي
يقتضي التوجه العالمي اليوم الاجتهاد المشترك في إحياء معنى الأمة الواحدة والتطبيق العملي للتعارف والتفاهم والتكافل والتآخي والتضامن في نفوس أبنائها لتكون قوة تتعاون فيما بينها لضمان بقائها واستمرارها، وذلك باستثمار قضايا المناصرة والإغاثة من جهة ومساندة حركات التحرر من كل استعمار أجنبي في مختلف البلدان العربية والإسلامية وتحقيق التعاون في ذلك من خلال :
ـ مراعاة العوامل الحضارية للوحدة والتركيز على الإسلام كبعد استراتيجي لتحريك العمل التكاملي العربي.
ـ تجاوز الشعارات والخطابات العاطفية الديماغوجية والتأكيد على إبراز المنافع والمكاسب والمصالح المشتركة التي يمكن تحقيقها للجميع عن طريق التعاون والتنسيق في كل المستويات : الاقتصادية، التجارية، الثقافية، السياسية، الاعلامية، العسكرية ..
ـ التنسيق والتعاون مع مختلف الأحزاب والحركات الإسلامية في العالم فيما يخدم الأمة ويحقق مصالح شعوبها.
ـ تفعيل التكتلات الإقليمية بدءا من تفعيل جهود المغرب العربي والمؤتمر الإسلامي.
ـ العمل على تكوين رأي عام عربي إسلامي من خلال المجتمع المدني والأحزاب التي تتقاسم نفس الأفكار والاهتمامات.
ـ الدعوة لبناء نظام عربي جديد يتولى الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين في العالم والدفع باتجاه تفعيل دور الجامعة العربية.
ـ إيجاد هيئة تضم البرلمانيين المناهضين للتطبيع والصهيونية والاستبداد.
ـ التصدي لانعكاسات العولمة ومحاربة الإرهـاب وآثارهما على عالمنا العربي والإسلامي.
ـ التحالف مع القوى السياسية والأحزاب الرافضة للهيمنة الأجنبية.
ـ العمل على تخفيف الحواجز والموانع القانونية والسياسية التي تعرقل سيولة التبادلات (التجارية، المالية، الإنسانية والمعلوماتية) بين الدول العربية والدعوة إلى تجسيد بروتكولات الاتفاق المبرمة في هذا الشأن.
ـ الوقوف مع احترام سيادة الشعوب وإرادتها في تقرير مصيرها وضد هيمنة الأحادية القطبية ومظاهر الوصاية وضد عوامل تمزيق وحدة الدول.
ـ السعي لإنشاء منظمة دولية غير حكومية بالشراكة مع الدول العربية والإسلامية لتبني سياسة خارجية موحدة تجاه قضايا الأمة الكبرى.
التعاون الدولي والإقليمي
إن موقع الجزائر الجيوسياسي والجيوستراتيجي يقتضي تفاعل إيجابي وتعاطي صحيح مع التحولات الإقليمية والدولية سواء تعلق الأمر بملامح النظام الدولي الذي أصبح يتشكل بتسارع غير معهود أو تعلق الأمر بالتحديات الإقليمية وما تطرحه من واجبات ومسؤوليات على اعتبار أن الجزائر محور أساسي وحيوي في جميع التفاعلات الإقليمية والدولية ويقتضي ذلك منا ما يلي :
ـ تشجيع التكتلات الإقليمية وتفعيل هيئاتها بما يخدم المصالح الاستراتيجية للأمة في إطار محددات سياسية وتاريخية وثقافية تثمن الخصوصيات وتتطلع إلى الاستفادة من التجارب والخبرات.
ـ بعث روح السيادة في مؤسسات التحكيم الدولي بما يضمن تعددية قطبية دولية إيجابية.
ـ تشجيع التنسيق والتعاون جنوب-جنوب في المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات الحيوية وخاصة في المحيط الافريقي.
ـ العمل على تثمين الجهـود المبذولة في سياق برامج الحـوار الحضاري ودعم جبهة الداعين إلى السلم العالمي وتقنين الجهود المدنية الدولية بما يخدم الحقوق والحريات ويرقي التواصل بين الأمم.
صورة:حوار الحضارات
تعتبر الحركة حوار الحضارات أفضل السبل للتعرف على الأفراد وأنجع وسيلة للاتصال بين الأمم بدل العنف والصدام الذي تدفع إليه بعض القوى في العالم ونسجل في هذا الإطار ما يلي :
ـ تعميق الحوار الإيجابي بين الحضارات واعتباره خيارا استراتيجيا بالنسبة للحركة.
ـ تثمين حوار الحضارات بإبراز الصورة الصحيحة للإسلام المعتدل وتنزيه الدين الحنيف مما ألصق به من تهم التطرف والإرهاب ورفض الآخرين.
ـ فتح فضاءات جادة للحوار مع المجتمع الغربي والبحث معا عن القواسم المشتركة خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية.
ـ توسيع قواعد التعايش مع مختلف الحضارات ضمن الأسس الإسلام.لعل