نصرة أهل فلسطين وغزة واجب شرعي وهي الأن أوجب
نصرة أهل فلسطين وغزة واجب شرعي
مازال البعض يبحث عن دافع للتعامل مع «حصار غزة» للخروج من الحرج السياسي والاجتماعي بسبب التشويه الاعلامي من بعض المرجفين في الأرض، رغم أن ذلك من دوافع النصرة للمسلمين، وقد أصدرت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي التي يرأسها العالم الجليل أ.د. عجيل النشمي بيان استنكار حول الحصار الجائر على غزة، ووجه العلماء فيه نداء إلى المسلمين، وجاء في البيان:
«أيها المسلمون.. إن الله عز وجل قد جعل نصر المسلمين وعزهم بنصرة دينه فقال: {إن تنصروا الله ينصركم} وجعل ولاء المسلمين لبعضهم واخوتهم في الدين علامة الايمان وشرطه فقال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} (التوبة71)، وأوجب النبي صلى الله عليه وسلم النصرة العملية نصرة المسلم لأخيه المسلم فقال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه «متفق عليه» وقال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم) وبعد..
فإنا قد ظلمنا أهل فلسطين بل ظلمنا انفسنا إن خذلناهم واسلمناهم الى يهود والصهاينة الذين عاثوا في الارض فسادا وتكبروا وتجبروا، ان اهل فلسطين عامة واهل «غزة» خاصةالمحاصرين قد بلغ بهم ظلم يهود مبلغه الذي ترون ويراه العالم اجمع، اهدروا كرامتهم واستحلوا اموالهم ودماءهم يقتلون شبابهم وشيوخهم ولا يستحيون حتى نساءهم واطفالهم يفسدون في الارض والحرث والنسل والحيوان.
أيها المسلمون - ان اخوانكم واهليكم في «غزة» يحاصرهم يهود لاكثر من سنة ونصف أمام مرأى ومسمع من العالم اجمع، يضربون عليهم سياجاً لا ينفذ اليهم منه شيء، حتى توقفت الحياة وشلت الحركة فلا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء، وتركتم أهلكم يموتون موتا بطيئاً او سريعاً وفي ظل رعب لا ينقطع.. أسرا وتقتيلاً وتنكيلاً.
أيها المسلمون.. إن نصرة أهل فلسطين وغزة قد كانت واجباً شرعياً منذ أمد، وهي اليوم أوجب وآكد، وإن الله سائلنا عن التفريط بأرض فلسطين وأهلها، وإن الله سائلنا عن جوعة طفل يتيم ودمعته، وبكاء أرملة واستغاثتها وعن كل قطرة دم تهدر بظلم يهود وجبروتهم.
أيها المسلمون.. إن نصرة أهل فلسطين وفك الحصار على أهل «غزة» واجب قامت على وجوبه أدلة الكتاب والسنة، نصرة واجبة في حدود المستطاع، وإن من المستطاع بذلك المال وهو جهاد وأي جهاد.
أيها المسلمون في ارض الاسلام عامة وفي دول مجلس التعاون خاصة.. إن أهل فلسطين قد استحقوا وجوبا صدقاتكم وزكاة أموالكم بمصارفها الثمانية، لما ترون بأعينكم وتسمعون كما ان قواعد الشرع ومقاصده ونصوص فقهائنا متضافرة في وجوب نقل الزكاة من بلادنا إلى البلاد الأحوج. وإن أهل فلسطين هم الاحوج والاشد حاجة، وهم اليوم في جهاد وعلى ثغر وفي رباط في أرض باركها الله واختارها مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل فيها آيات تتلى الى يوم الدين يوم الجزاء فليكتبنا الله وإياكم من المجاهدين على ارضها بما نبذل من مال ونصرة.
ايها المسلمون.. كما ان نصرة اهل فلسطين وفك الحصار عن اهل «غزة» واجب على المسلمين كافة فانه واجب ايضا وبطريق أولى على الدول الاسلامية ممثلة في حكامها، ومطلوب منهم ان ينصروهم بأكثر مما نصروهم، وأن يقدموا اكثر مما قدموا، إنهم يستطيعون نصرة فعلية مؤثرة بأدوات وأساليب اهمها العون ماليا والضغط دوليا ودبلوماسيا وسياسيا وان الدول المجاورة لفلسطين يستطيعون ما لا يستطيعه غيرهم، فواجبهم فتح الحدود والمعابر لتوصيل الغذاء والماء والدواء حتى يفك الحصار قياما بالواجب الشرعي والانساني تجاه دينهم وشعوبهم وأمام التاريخ، وحتى يعلم اليهود ان للمسلمين في فلسطين وغزة أنصاراً وأولياء.
{ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} (الحج40).
فهل بعد ذلك من تردد؟!! لا أعتقد ذلك، بل آن أوان النصرة والمبادرة والاحتساب فمن فرج عن مؤمن كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي».
من واجبات النصرة نحو إخواننا في فلسطين
إن ما يحدث – الآن - لشعب فلسطين المسلم يمثل أقصى ما يمكن أن يصل إليه الظلم والطغيان على فئة من البشر، لقد تجمع الظلم بكل أطيافه وألوانه على شعبنا من كل حدب وصوب، فلا نرى شعبًا من الشعوب يقع تحت طائلة الاضطهاد كشعبنا المسلم في فلسطين..
فالغرب يحاربهم والشرق يحاددهم ، والصهاينة يمارسون فيهم أشنع أنواع التنكيل والتعذيب والاضطهاد، والخونة والعملاء باتوا جواسيس ومخبرين للعدو الصهيوني، وفوق كل ذلك تآمر الحكومات العربية ضدهم، وصمت الشعوب في نصرتهم .. إلا من رحم الله من المخلصين . واجب النصرة : إن ديننا السمح علمنا نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب؛ أيً كان دينه ومهما كان فكره، ناهيك عن جنسه ولونه ووطنه، وأمرنا بالسعي على تفريج كربات المسلمين، ورفع المعاناة عنهم أينما كانوا .. وهذه باقة من أهم النصوص النبوية التي تؤصل ذلك :
إدخال السرور عليهم
سُئل رسول الله: أي الأعمال أفضل؟ قال: " إدخالك السرور على مؤمن؛ أشبعت جوعته، أو كسوت عورته، أو قضيت له حاجة" ( صحيح، الطبراني، عن عمر بن الخطاب )
وقيل لابن المنكدر : أي العمل أحب إليك ؟ قال : إدخال السرور على المؤمن ، قالوا : فما بقي مما تستلذ ؟ قال : الإفضال على الإخوان . ( ابن أبي شيبة)
ومن ثم ،فالواجب على كل مسلم : أن يعمل جاهدا على إدخال السرور على قلب إخوانه المستضعفين في فلسطين .
تحقيق النفع لهم
عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله ، أي الناس أحب إلى الله . فقال: " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله ـ عز وجل ـ سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد( يعني مسجد المدينة) شهرا، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ؛ ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ؛ ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام " ( صحيح، الطبراني).
والنبي – صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث يبين أن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، ومعنى ذلك أن الناس يتفاوتون في محبة الله عز وجل لهم، وأن أحبهم إليه تبارك وتعالى أنفعهم للناس، فكلما زاد نفع العبد لإخوانه المسلمين كلما ازدادت محبة الله تبارك وتعالى له، وكلما نقصت منفعة العبد لإخوانه المسلمين كلما نقصت محبة الله عز وجل له..
وإخواننا في فلسطين أحق بهذا النفع والدعم، إي والله ! فهم أهل حاجة وكربة وضنك .
قضاء ديونهم
قال النبي– صلى الله عليه وسلم - " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ"( مسلم، عن أبي قتادة) . وقال – صلى الله عليه وسلم - " من أحب أن يظله الله في ظله فلينظر معسرا أو ليضع له"( صحيح، ابن ماجه، عن أبي اليسر).
ولا شك أن أهل فلسطين أهل كرب وعسر، وهم أولى بأن نقضي عنهم دينهم.
العمل على إزالة كرباتهم
قال– صلى الله عليه وسلم - "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..."(مسلم، عن أبي هريرة).
إغاثة الملهوفين منهم
كان مما أمر به النبيُ المسلمَ ؛ أن " يعين ذا الحاجة الملهوف" (متفق عليه،عن أبي موسى). و الملهوف هو : المظلوم والعاجز المضطر الذي يستغيث بك .
ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم - " الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان " (صحيح، أبو يعلى والطبراني، عن أنس.
وهم أحق بالإغاثة ..
فهم أكرب الملهوفين ..
قضاء حوائجهم
قال – صلى الله عليه وسلم - أيضُا -: " من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته" (صحيح، ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، عن جابر بن عبد الله .
ولذلك قال الحسن ـ رضي الله عنه ـ : " لأن أقضى لمسلم حاجة أحب إلى من أن أصلى ألف ركعة" وقال : "لأن أقضى لأخ حاجة أحب إلى من أن أعتكف شهرين" .
التحذير من التخلي عنهم
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - محذرًا من التخاذل في نصرة أهل الحاجة والمعاناة: " ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ، ثم جعل من حوائج الناس إليه، فتبرم، فقد عرض تلك النعمة للزوال " (حسن، الطبراني، ابن عباس.
المسلم للمسلم
قال الله تعالى : "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " [الحجرات: 10]،
وقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" (مسلم، عن النعمان بن بشير( وقال – صلى الله عليه وسلم - : "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" ( مسلم، عن أبي مسلم) وقال: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" ( البخاري، عن ابن عمر)
وقال : "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا" قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ : "تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ" ( البخاري، عن أنس)
ولعظيمِ أَمرِ الأخوة كان مِن أوَّل أعمالِ النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد هجرته للمدينة - أنّه آخَى بين المسلِمينَ، فآخى بين المهاجرِين والأنصارِ أُخوّةً عامّة شاملة، وأثقل هذه الآصِرةَ الهامة بين أبناء الشعب المسلم، ثم آخَى بَينَهم أخوّةً خاصّة دقيقة، فآخى بَين كلِّ مهاجرٍ وأَنصَاريّ، فجَعَل كلَّ اثنين أَخَوين؛ يتعاونان ويتكافلان ويتوَاسَيَان ..
ووجد المهاجرون من إخوانهم الأنصارِ التكافل والإيثارَ والحب والمواساةَ، فعن أنس قال: قالَ المهاجِرون: يا رسولَ الله، ما رَأَينَا مثلَ قومٍ قدِمنا عليهم أحسنَ مواساةً في قليلٍ، ولا أحسنَ بذلاً من كَثيرٍ، لقد كفَونا المؤونةَ، وأشركونا في المهنَةِ، حتى لقد خشِينا أن يذهَبوا بالأجر كلِّه، قال: "لا؛ ما أثنيتُم عليهم ودَعَوتُمُ الله لهم" ( أحمد والترمذيّ)
وفي هذه النصوص الكريمة وغيرها دلالة على وجوب نصرة شعبنا الفلسطيني الذي يعاني صنوف البلاء، وألوان الإيذاء، وهم – على ما يعانوه – أهل صبر وجهاد وأهل صدق في تحرير مقدسات الإسلام من الاحتلال .. وهذه النصوص – أيضًا- تثبت حقهم في الدعم والنصرة ماديًا ومعنويًا، لرفع الظلم عنهم أو حتى تخفيفه .. ولو إزالة كربة واحدة من كربهم.
وجوب نصرة أهل فلسطين وكفايتهم بالمال عن الحاجة إلى غير المسلمين
الحمد لله الذي أوجب الجهاد وجعله ذروة سنام الإسلام وعزّ المسلمين، وأمر بنصرة المسلمين على الكافرين، وجعل من أعظم الحرمات خذلان المسلم لأخيه، لاسيما إذا كان عدوه يبتغيه، فكيف إذا كان عدوه اليهود؟ فكيف إذا كانوا مغتصبين لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم، ظالمين معتدين على أهل الإسلام من عقود؟
والصلاة والسلام على النبي القائل -كما في الصحاح والسنن-: « المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا -وشبك بين أصابعه » ،والقائل: «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر » والقائل: «لا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا »، والقائل: « المسلم أخو المسلم لايخذله».
وبعد، فقد أمر الله تعالى بالجهاد بالمال، وقدّمه بالإنفاق في كثير من المواضع، كما قال الحق: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15]، وقال: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:41].
وفي الحديث «جَاهِدُوا المُشْرِكِينَ بأمْوَالِكُم وَأنْفُسِكُمْ وَألْسِنَتِكُم». أخرجه أبو داوود. وقال شيخ الإسلام: (فيجب على الموسرين النفقة في سبيل الله، وعلى هذا فيجب على النساء الجهاد في أموالهن إن كان فيها فضل -زيادة عن الحاجة-، وكذلك في أموال الصغار، ولا خلاف في هذا إذا هجم العدو، فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعا). أ. هـ (الفتاوى الكبرى 4/184).
وقال الإمام المفسر القرطبي : (اتفق العلماء على أنه إذا نزلت بالمسلمين حاجة بعد أداء الزكاة فإنه يجب صرف المال إليها، وقال مالك: يجب على الناس فداء أسراهم وإن استغرق ذلك جميع أموالهم ، وهذا إجماع أيضا). (التفسير 2/242)
وقال العلماء -منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله-: (فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا، لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه) أ.هـ
وهذا العدو اليهودي المحتل لفلسطين أعظم الأعداء شرا على المسلمين، وهو يبتغي بحصار الفلسطينيين إرغامهم على ترك الجهاد والاستسلام لما يريده اليهود من إغتصاب حقوق المسلمين وانتهاك حرماتهم؛ فدفعه بالمال واجبٌ، كما يجب بالنفس.
فالواجب أن يسارع المسلمون لدعم الجهاد الفلسطيني بالمال ، فيقدم الجهاد أولا على ما سواه ، لأن الضرر بتركه أعظم ، ثم الإنفاق على أهل فلسطين، إنفاقا يغنيهم عما بأيدي الكفار، ويكسر الحصار عنهم، فهذا فرض عظيم، والتخاذل عنه إثم جسيم، وتركهم يجوعون من أعظم المحرمات، وأشد الموبقات، فكيف إذا كان يؤدي أيضا إلى ضعفهم عن دفع ضرر اليهود عنهم وعن سائر المسلمين؟!
وقد تقرر في نصوص الكتاب والسنة، أن من مقتضيات الموالاة بين المؤمنين أن يتناصروا، وأن يتظاهروا على عدوهم الكافر؛ فهم يد واحدة على من سواهم، فإن وجد المسلم أخاه مع ذلك مخطئاً قد ضل الحق في بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، تعيّنت نصرته على الكافر أيضاً، ومن ذلك إغاثته بالنفقة التــي تغنيه عن الحاجة لعدوه، مع القيام بواجب نصحه، كما يجمع المسلم بين الواجبات.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.