بداية دخول الإخوان لفلسطين وأول شهيد
جاء في كتاب الأستاذ عبدالمنعم عبدالرؤوف "أرغمت فاروق على التنازل عن العرش":
سفر متطوعى الإخوان المسلمين إلى فلسطين

فى الفترة 25/4/ 1948, 5/5/1948 تم تدريب وتنظيم كتيبة معظمها من متطوعى جماعة الإخوان المسلمين وفى معسكر الهاكستيب, بلغ عددهم 280 مجاهدا وأشرف على تدريبهم المقدم أركان حرب حسين أحمد مصطفي والرائد أركان حرب علي الخضاوي, والملازمون أحمد رأفت بسيوني وأبوبكر المنزلاوي وحسن زكي عليش وغيرهم.
وشمل التدريب الأسلحة الصغيرة, وطرق النسف والتدمير وضرب النار واختراق الضاحية والمصارعة اليابانية.
أما الضباط الإخوان المتطوعون المدنيون قادة السرايا فكانوا الأخ أحمد حجازي من إخوان القاهرة شعبة العباسية, والأخ أحمد لبيب الترجمان من إخوان القاهرة شعبة الخليفة, والأخ نظيف عبدالحميد من إخوان القاهرة شعبة السيدة زينب والأخ إسماعيل الفرماوي قائد فصيلة النسف والتدمير من شعبة العباسية والأخ محمد نور الدين قائد فصيلة البويز ( مضاد للدبابات) والأخ مصطفي جاد من الإسكندرية من جماعة مصر الفتاة.
كما تم تدريب مجموعة على استعمال اللاسكلى وتليفونات البذر.
وفى منتصف شهر مارس 1948 وصلت كتيبة من إخواننا الليبيين والمراكشيين والتونسيين والجزائريين إلى معسكر الهاكستيب بعد تدريبهم فى معسكر أقيم فى مرسى مطروح فى صحراء مصر الغربية, وبعد وصولها تولى قيادتها ضباط مصريون ممن تطوعوا للجهاد فى فلسطين بعد أن قدموا للإحالة إلى الإستيداع وكنت واحدا منهم.
وقد أرسلت الخطاب التالى لقائد مدرسة المشاة وتسلم منى أصل الخطاب النقيب عبدالرءوف نافع بتاريخ 27/4/1948.
صورة خطاب التطوع
صاحب العزة قائد مدرسة المشاة
حضرة أركان حرب المدرسة
حيث إنه تقرر اشتراك بعض وحدات الجيش المصرى فى القتال بفلسطين القريب العاجل فأرجو من عزتكم الاتصال بالجهات الرسمية لنقلى لإحدى هذه الوحدات ليكون لى شرف الجهاد لتحرير فلسطين. وتفضلوا بقبول الاحترام.
يوزباشى عبدالمنعم عبدالرءوف
مدرسة المشاة
تسلمت الأصل
27/4/1948
وقد سمح لى بالتطوع والسفر مع كتيبة المقدم أحمد عبدالعزيز, إلا أنه قد تأخر سفرى معها بضعة أيام بسبب مرض المرحومة والدتى, وقد تمكنت من اللحاق بالكتيبة بعد ايام قليلة. وكان ضباط هذه الكتيبة حسب أقديمتهم وأسلحتهم كالآتى:
- مقدم أركان حرب أحمد عبدالعزيز من سلاح الخيالة.
- مقدم مهندس أركان حرب محمد زكريا الورداني الأشغال الهندسية.
- نقيب عبدالمنعم عبدالرءوف من مدرسة المشاة .
- م. أول كمال الدين حسين مدفعية هاوتزر 23 رطل.
- م. أول حسين فهمي عبدالمجيد م/د2 رطل.
- م. أول مصطفي كمال صدقي المخابرات.
- م. أول معروف أحمد الحضري الإمداد والتموين.
- م. أول خالد فوزي من سلاح المدفعية.
- م. أول حمدي واصف الإمداد والتموين.
- طبيب جراح دكتور محمد حسين غراب.
السفر من العريش إلى خان يونس
حضر إلى العريش الإخوة الشيخ محمد فرغلي عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين, ( أعدمه جمال عبد الناصر عام 1954) والصاغ محمود لبيب قائد عام جوالة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد, الأستاذ محمود عبده قائد متطوعى الإخوان المسلمين فى بير سبع.
ونصحوا المقدم أركان حرب أحمد عبد العزيز بأن تدخل الكتيبتان فلسطين عند الحدود عبر السكة الحديد مطفئين أنوار السيارات, حتى لا تشعر القوات الإنجليزية بهم فتعرض قوات المتطوعين, وتم تنفيذ العبور مجهود شاق وصمت تام عبر رفح المصرية الفلسطينية, ثم انطلقت قواتنا المحملة بالسيارات متجهة صوب خان يونس, التى وصلناها ليلا, واستقبلنا بحفاوة من هيئة التدريس والسيد الناظر الأستاذ سامي أبوشعبان الذى قدم لنا كل مساعدة ممكنة.
وكثنا يومين فى جمع المعلومات عن العدو بمعاونة شيخ العرب مصطفي أبومدين.
الإصطدام الأول وأول شهيد
فى 9/5/1948 أبلغنا الخ الفلسطينى المجاهد عبدالله أبومدين عن نشاط مصفحات العدو الصهيونى حول خان يونس.
فأمر المقدم أركان حرب أحمد عبد العزيز بتدميرها, وعين طاقما مكونا من خمس بنادق بويز التى تحركت تحت قيادة الأخ فتحي الخولي من لإخوان القاهرة شعبة القلعة, اصطدمت بالمصفحات اليهودية, وعند إطلاق نيرانها لم تحدث أى تأثير فى مصفحات العدو, وأطلق العدو نيرانه فاستشهد القائد الأخ فتحي الخولي, وشعيت جنازته فى خان يونس, وأبلغنى أحد إخوان الشهيد الذين رافقوه أنه سمع الشهيد يتمتم بصوت مهموس – هبى يا رياح الجنة.